تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
اضافة روابط داخلية
سطر 33: سطر 33:  
• يدعو برنامج دراسات النساء في جامعة جنوبية امرأة سوداء لمحاضرة في أعقاب نقاش مفتوح امتد لأسبوع حول النساء السوداوات والبيضاوات. واسأل مستمعاتي، "ماذا أعطاكن هذا الأسبوع؟" تجيب المرأة البيضاء الأكثر فصاحة، "اعتقد أنني حصلت على الكثير. أشعر بأن النساء السوداوات تفهمنني بشكل أفضل كثيرًا الآن؛ أصبح لهن فكرة أفضل عما تصدر عنه أفكاري". وكما لو كان فهم ما تفكر فيه هو جوهر المشكلة العنصرية.
 
• يدعو برنامج دراسات النساء في جامعة جنوبية امرأة سوداء لمحاضرة في أعقاب نقاش مفتوح امتد لأسبوع حول النساء السوداوات والبيضاوات. واسأل مستمعاتي، "ماذا أعطاكن هذا الأسبوع؟" تجيب المرأة البيضاء الأكثر فصاحة، "اعتقد أنني حصلت على الكثير. أشعر بأن النساء السوداوات تفهمنني بشكل أفضل كثيرًا الآن؛ أصبح لهن فكرة أفضل عما تصدر عنه أفكاري". وكما لو كان فهم ما تفكر فيه هو جوهر المشكلة العنصرية.
   −
• بعد خمسة عشر عامًا للحركة النسوية والتي تأخذ على عاتقها معالجة مشاكل حياة كل النساء والإمكانات المستقبلية لهن، مازلت اسمع في حرم جامعي بعد الآخر سؤالًا هو "كيف يمكننا التعامل مع مشكلة العنصرية؟ إذا لم تحضر أي امرأة ملونة". أو الجانب الآخر من ذات العبارة "ليس لدينا في قسمنا من هو مؤهل لتدريس أعمال النساء الملونات". وبعبارة أخرى، العنصرية هي مشكلة النساء السوداوات، أو الملونات، ونحن وحدنا القادرات على مناقشتها.
+
• بعد خمسة عشر عامًا للحركة [[النسوية]] والتي تأخذ على عاتقها معالجة مشاكل حياة كل النساء والإمكانات المستقبلية لهن، مازلت اسمع في حرم جامعي بعد الآخر سؤالًا هو "كيف يمكننا التعامل مع مشكلة العنصرية؟ إذا لم تحضر أي امرأة ملونة". أو الجانب الآخر من ذات العبارة "ليس لدينا في قسمنا من هو مؤهل لتدريس أعمال النساء الملونات". وبعبارة أخرى، العنصرية هي مشكلة النساء السوداوات، أو الملونات، ونحن وحدنا القادرات على مناقشتها.
    
• بعد قراءة جزء من أحد أعمالي بعنوان "قصائد لنساء غاضبات"، تسألني امرأة بيضاء: "هل ستقومين بأي شئ لتعلمينا كيف نتعامل مباشرة مع غضبنا؟ أشعر بأن هذا مهم للغاية". فأسألها "كيف تستخدمين غضبك؟" وبعد ذلك يكون على أن أشيح بنظري عن عينيها الخاليتين من التعبير، قبل أن تدعوني إلى المشاركة في تدمير ذاتها. فلست هنا لأشعر بغضبها بالنيابة عنها.
 
• بعد قراءة جزء من أحد أعمالي بعنوان "قصائد لنساء غاضبات"، تسألني امرأة بيضاء: "هل ستقومين بأي شئ لتعلمينا كيف نتعامل مباشرة مع غضبنا؟ أشعر بأن هذا مهم للغاية". فأسألها "كيف تستخدمين غضبك؟" وبعد ذلك يكون على أن أشيح بنظري عن عينيها الخاليتين من التعبير، قبل أن تدعوني إلى المشاركة في تدمير ذاتها. فلست هنا لأشعر بغضبها بالنيابة عنها.
سطر 79: سطر 79:  
إن الغضب بين النساء لن يقتلنا إذا ما تمكنا من التعبير عنه بدقة وإذا ما استمعنا إلى محتوى ما يقال، على الأقل بنفس الحماس الذي ندافع به عن أنفسنا في مواجهة الطريقة التي يقال بها. فعندما نتجاهل الغضب فإننا نتجنب النظر بعمق، قائلين أننا نتقبل فقط الأنماط المعروفة بالفعل، الأنماط المفتقدة للحياة والمألوفة بشكل آمن. بدلًا من ذلك فإنني قد حاولت أن أتعلم فائدة غضبي وكذلك أن أتعلم حدوده.
 
إن الغضب بين النساء لن يقتلنا إذا ما تمكنا من التعبير عنه بدقة وإذا ما استمعنا إلى محتوى ما يقال، على الأقل بنفس الحماس الذي ندافع به عن أنفسنا في مواجهة الطريقة التي يقال بها. فعندما نتجاهل الغضب فإننا نتجنب النظر بعمق، قائلين أننا نتقبل فقط الأنماط المعروفة بالفعل، الأنماط المفتقدة للحياة والمألوفة بشكل آمن. بدلًا من ذلك فإنني قد حاولت أن أتعلم فائدة غضبي وكذلك أن أتعلم حدوده.
   −
بالنسبة لهؤلاء اللاتي تربين على الخوف فإن الغضب يهددهن بالفناء. ففي بنية القوة الغشيمة الذكورية، تم تعليمنا أن حياتنا تعتمد على النوايا الحسنة للسلطة الأبوية. ومن ثم فإن غضب الآخرين ينبغي تجنبه بأي ثمن لأنه لا شئ يمكن تعلمه منه إلا الألم والحكم علينا بأننا فتيات سيئات، نفتقر إلى التربية، ولم نقم بما يفترض بنا أن نقوم به. وهكذا إذا ما تقبلنا عجزنا فإن أي غضب بالطبع سوف يدمرنا.
+
بالنسبة لهؤلاء اللاتي تربين على الخوف فإن الغضب يهددهن بالفناء. ففي بنية القوة الغشيمة الذكورية، تم تعليمنا أن حياتنا تعتمد على النوايا الحسنة للسلطة [[نظام أبوي|الأبوية]]. ومن ثم فإن غضب الآخرين ينبغي تجنبه بأي ثمن لأنه لا شئ يمكن تعلمه منه إلا الألم والحكم علينا بأننا فتيات سيئات، نفتقر إلى التربية، ولم نقم بما يفترض بنا أن نقوم به. وهكذا إذا ما تقبلنا عجزنا فإن أي غضب بالطبع سوف يدمرنا.
    
ولكن قوة النساء تكمن في ملاحظة الاختلافات بينهن على أنها خلاقة، وفي مواجهة هذه التشوهات التي ورثناها دون ذنب لنا ولكنها مسؤوليتنا أن نعدلها الآن. فغضب النساء يمكن أن يحول الاختلاف من خلال الرؤية المتعمقة إلى قوة. لأن الغضب بين المتكافئين ينتج التغيير وليس التدمير، وما يسببه دائمًا من عدم ارتياح أو شعور بالفقد ليسا قاتلين، وإنما هما علامة للنمو.
 
ولكن قوة النساء تكمن في ملاحظة الاختلافات بينهن على أنها خلاقة، وفي مواجهة هذه التشوهات التي ورثناها دون ذنب لنا ولكنها مسؤوليتنا أن نعدلها الآن. فغضب النساء يمكن أن يحول الاختلاف من خلال الرؤية المتعمقة إلى قوة. لأن الغضب بين المتكافئين ينتج التغيير وليس التدمير، وما يسببه دائمًا من عدم ارتياح أو شعور بالفقد ليسا قاتلين، وإنما هما علامة للنمو.
سطر 85: سطر 85:  
الغضب هو وسيلتي لمواجهة العنصرية. هذا الغضب قد أحدث جراحًا في حياتي فقط عندما بقى مسكوتًا عنه، ومن ثم دون فائدة لأي أحد. وهو قد خدمني أيضًا في صفوف الدراسة المفتقدة للضوء وللتعليم، حيث كان تاريخ النساء السوداوات أقل من بخار متبدد. لقد خدمني كالنار في منطقة عدم الفهم الباردة في أغين النساء البيضاوات اللاتي يرين فقط أسبابًا للخوف أو الشعور بالذنب في خبرتي وخبرة قومي.
 
الغضب هو وسيلتي لمواجهة العنصرية. هذا الغضب قد أحدث جراحًا في حياتي فقط عندما بقى مسكوتًا عنه، ومن ثم دون فائدة لأي أحد. وهو قد خدمني أيضًا في صفوف الدراسة المفتقدة للضوء وللتعليم، حيث كان تاريخ النساء السوداوات أقل من بخار متبدد. لقد خدمني كالنار في منطقة عدم الفهم الباردة في أغين النساء البيضاوات اللاتي يرين فقط أسبابًا للخوف أو الشعور بالذنب في خبرتي وخبرة قومي.
   −
وغضبي ليس مبررًا لعدم التعامل مع عماكن، وليس سببًا للانسحاب من نتائج أفعالكن. عندما تتحدث النساء الملونات بالغضب الذي يبطن كثيرًا من علاقاتنا بنساء بيضاوات، فإننا يتم إخبارنا دائمًا بأننا "نخلق مزاجًا من اليأس"، "نمنع النساء البيضاوات من تخطي شعورهن بالذنب" أو "نقف على طريق الثقة في التعامل والعمل". كل هذه الاقتباسات قد أتت مباشرة من رسائل وجهت لي من أعضاء في هذه المنظمة خلال العامين الماضيين. أحد النساء كتبت "كونك سوداء ومثلية يجعلك تبدين وكأنك تتحدثين بالسلطة الأخلاقية للمعاناة". نعم، أنا سوداء ومثلية، وما تسمعونه هو صوت الغضب وليس صوت المعاناة. والغضب ليس سلطة أخلاقية.
+
وغضبي ليس مبررًا لعدم التعامل مع عماكن، وليس سببًا للانسحاب من نتائج أفعالكن. عندما تتحدث النساء الملونات بالغضب الذي يبطن كثيرًا من علاقاتنا بنساء بيضاوات، فإننا يتم إخبارنا دائمًا بأننا "نخلق مزاجًا من اليأس"، "نمنع النساء البيضاوات من تخطي شعورهن بالذنب" أو "نقف على طريق الثقة في التعامل والعمل". كل هذه الاقتباسات قد أتت مباشرة من رسائل وجهت لي من أعضاء في هذه المنظمة خلال العامين الماضيين. أحد النساء كتبت "كونك سوداء [[مثلية جنسية|ومثلية]] يجعلك تبدين وكأنك تتحدثين بالسلطة الأخلاقية للمعاناة". نعم، أنا سوداء ومثلية، وما تسمعونه هو صوت الغضب وليس صوت المعاناة. والغضب ليس سلطة أخلاقية.
    
ثمة اختلاف. فعندما تتجنب غضب النساء السوداوات بحجة أو مبرر أنها تخيفك فإنك لا تعطين السلطة لأحد –فهذه فقط طريقة أخرى للحفاظ على العمى العنصري، سلطة الميزة المسلم بها، دون اختراقها أو المساس بها. فالشعور بالذنب هو فقط شكل آخر للتشييئ. فالمقموعون مطالبين دائمًا بمد أياديهم بقدر أكبر قليلًا وبأن يعبروا الفجوة بين العمى وبين الأنسانية. ويتوقع من النساء السوداوات أن يستخدمن الغضب فقط في خدمة خلاص الآخرين أو تعليمهن. ولكن هذا الزمن قد انتهي. إن غضبي قد سبب لي الألم ولكنه كان سبب بقائي في الحياة أيضًا، وقبل أن أتخلى عنه فإنني سأتأكد أن ثمة شئ هو على الأقل بنفس القوة ليحل محله مرشدًا لي على طريق المعرفة.
 
ثمة اختلاف. فعندما تتجنب غضب النساء السوداوات بحجة أو مبرر أنها تخيفك فإنك لا تعطين السلطة لأحد –فهذه فقط طريقة أخرى للحفاظ على العمى العنصري، سلطة الميزة المسلم بها، دون اختراقها أو المساس بها. فالشعور بالذنب هو فقط شكل آخر للتشييئ. فالمقموعون مطالبين دائمًا بمد أياديهم بقدر أكبر قليلًا وبأن يعبروا الفجوة بين العمى وبين الأنسانية. ويتوقع من النساء السوداوات أن يستخدمن الغضب فقط في خدمة خلاص الآخرين أو تعليمهن. ولكن هذا الزمن قد انتهي. إن غضبي قد سبب لي الألم ولكنه كان سبب بقائي في الحياة أيضًا، وقبل أن أتخلى عنه فإنني سأتأكد أن ثمة شئ هو على الأقل بنفس القوة ليحل محله مرشدًا لي على طريق المعرفة.
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح