تغييرات

إضافة روابط داخلية
سطر 37: سطر 37:  
وقد أشارت فتحية العسال – نسوية أخرى – إلى أنه لا ينبغي أن تخجل النساء من مناقشة التحرر الجنسي، لأن التاريخ يظهر أن فكرة الملكية الخاصة ظهرت في الوقت الذي أصبحت فيه النساء ملكية جنسية لأزواجهن. في كلا هاتين الفكرتين نرى جهدا واعيا لربط عدم المساواة الجنسية والتحرر بالبناءات الاقتصادية الأوسع. وهذا بالضبط هو نوع الجهود الذي يبدو مفتقرا اليوم في معظم الأعمال التي يتم العمل عليها بشأن الجنسانية والجنس في الشرق الأوسط.
 
وقد أشارت فتحية العسال – نسوية أخرى – إلى أنه لا ينبغي أن تخجل النساء من مناقشة التحرر الجنسي، لأن التاريخ يظهر أن فكرة الملكية الخاصة ظهرت في الوقت الذي أصبحت فيه النساء ملكية جنسية لأزواجهن. في كلا هاتين الفكرتين نرى جهدا واعيا لربط عدم المساواة الجنسية والتحرر بالبناءات الاقتصادية الأوسع. وهذا بالضبط هو نوع الجهود الذي يبدو مفتقرا اليوم في معظم الأعمال التي يتم العمل عليها بشأن الجنسانية والجنس في الشرق الأوسط.
   −
جاء ذلك ردا على زيارة أنجيلا ديفيس إلى مصر، التي كتبت عنها:
+
جاء ذلك ردا على زيارة [[أنجيلا ديفيس]] إلى مصر، التي كتبت عنها:
 
<small>
 
<small>
 
"عندما وافقت في البداية على السفر إلى مصر بغرض توثيق تجربتي مع النساء هناك، لم أكن أعرف أن رعاة هذا المشروع توقعوا مني أن أركز بشكل خاص على القضايا المتعلقة بالبعد الجنسي لمساعي النساء للمساواة. لم أكن واعية، مثلا، بأن ممارسة قطع الأعضاء الجنسية للإناث ([[ختان الإناث|الختان]]) كانت من بين القضايا التي سيطلب مني مناقشتها. ولأنني كنت على وعي تام بالمناقشة الشغوفة التي لا تزال مستعرة داخل دوائر النساء عالميا حول جهود بعض النسويات الغربيات لقيادة حملات صليبية ضد ختان الإناث في البلدان الأفريقية والعربية، فقد أعدت النظر بجدية في إكمال المشروع بمجرد أن تم إعلامي بالتركيز الخاص لزيارتي"<ref>في السبعينات، زارت آنجيلا ديفيس مصر. هذه المقتطفات من فصل بكتابها ''النساء، الثقافة والسياسة''. </ref>.</small>
 
"عندما وافقت في البداية على السفر إلى مصر بغرض توثيق تجربتي مع النساء هناك، لم أكن أعرف أن رعاة هذا المشروع توقعوا مني أن أركز بشكل خاص على القضايا المتعلقة بالبعد الجنسي لمساعي النساء للمساواة. لم أكن واعية، مثلا، بأن ممارسة قطع الأعضاء الجنسية للإناث ([[ختان الإناث|الختان]]) كانت من بين القضايا التي سيطلب مني مناقشتها. ولأنني كنت على وعي تام بالمناقشة الشغوفة التي لا تزال مستعرة داخل دوائر النساء عالميا حول جهود بعض النسويات الغربيات لقيادة حملات صليبية ضد ختان الإناث في البلدان الأفريقية والعربية، فقد أعدت النظر بجدية في إكمال المشروع بمجرد أن تم إعلامي بالتركيز الخاص لزيارتي"<ref>في السبعينات، زارت آنجيلا ديفيس مصر. هذه المقتطفات من فصل بكتابها ''النساء، الثقافة والسياسة''. </ref>.</small>
سطر 59: سطر 59:  
<small>"على مدى السنوات الماضية، قضيت الكثير من الوقت والطاقة – بصفتي أكاديمية وناشطة – أحاجج ضد "تثقيف" القضايا المتعلقة بالجندر – وخاصة فيما يتعلق بالعنف القائم على الجندر في السياق العراقي. شعرت لسنوات بأنني مضطرة إلى قول وكتابة أن الأمر لا يتعلق "بثقافتهم" ولكن بالاقتصاديات السياسية. يتعلق الأمر بالدكتاتوريات السلطوية والتفسيرات والممارسات الأبوية المحافظة. يتعلق بالتدخلات والغزو الأجنبي وسياساته الجندرية." (ص 3-4)</small>
 
<small>"على مدى السنوات الماضية، قضيت الكثير من الوقت والطاقة – بصفتي أكاديمية وناشطة – أحاجج ضد "تثقيف" القضايا المتعلقة بالجندر – وخاصة فيما يتعلق بالعنف القائم على الجندر في السياق العراقي. شعرت لسنوات بأنني مضطرة إلى قول وكتابة أن الأمر لا يتعلق "بثقافتهم" ولكن بالاقتصاديات السياسية. يتعلق الأمر بالدكتاتوريات السلطوية والتفسيرات والممارسات الأبوية المحافظة. يتعلق بالتدخلات والغزو الأجنبي وسياساته الجندرية." (ص 3-4)</small>
   −
الفكرة القائلة بأن المرأة في دول العالم الثالث يتعين عليها أن تقاتل بوعي معركة على جبهتين هي فكرة معترف بها على نطاق واسع. وتقول الفكرة أن هناك معركة ضد النظام الأبوي، يفترض أن تكون غالبا "محلية"، من ناحية. بينما من ناحية أخرى، هناك الإمبريالية والعنصرية – وشكلها الأكثر وضوحا في اللحظة الراهنة هو الإسلاموفوبيا – التي تفهم على أنها تنبع من بناء الإمبراطورية الغربية. وقد جعلت هاتان المعركتان النساء عرضة لأشكال متعددة من القهر وللاضطرار إلى التنقل باستمرار في بناءات مختلفة. لا شك أن هذا يمس الواقع الذي تعاني منه العديد من نساء العالم الثالث وذوات البشرة الملونة، وهي أن التجارب تتألف من طبقات متعددة، وتكيفها فئات اجتماعية متعددة. إن التقاطعية هي أحدث نظرية تعالج هذا. ولكن، أريد أن أسأل ما إذا كانت هذه الرؤية الثنائية – للنساء المضطرات لمواجهة الأبوية و/أو العنصرية – رؤية إشكالية لا توفر إطارا مفيدا لفهم القهر أو مقاومته. بدلا من ذلك، يجب أن تتفكك هذه الثنائية كما يجب أن ينظر إلى النظام الأبوي والعنصرية كونهما مشتركي البنية. وهنا فإن الجدل المذكور أعلاه بين النسويات المصريات يبدو أنه يفعل هذا بالضبط: يرى العنصرية / الإمبريالية كجزء لا يتجزأ من العلاقات الجندرية، والعكس بالعكس.
+
الفكرة القائلة بأن المرأة في دول العالم الثالث يتعين عليها أن تقاتل بوعي معركة على جبهتين هي فكرة معترف بها على نطاق واسع. وتقول الفكرة أن هناك معركة ضد [[نظام أبوي|النظام الأبوي]]، يفترض أن تكون غالبا "محلية"، من ناحية. بينما من ناحية أخرى، هناك الإمبريالية والعنصرية – وشكلها الأكثر وضوحا في اللحظة الراهنة هو الإسلاموفوبيا – التي تفهم على أنها تنبع من بناء الإمبراطورية الغربية. وقد جعلت هاتان المعركتان النساء عرضة لأشكال متعددة من القهر وللاضطرار إلى التنقل باستمرار في بناءات مختلفة. لا شك أن هذا يمس الواقع الذي تعاني منه العديد من نساء العالم الثالث وذوات البشرة الملونة، وهي أن التجارب تتألف من طبقات متعددة، وتكيفها فئات اجتماعية متعددة. إن [[التقاطعية]] هي أحدث نظرية تعالج هذا. ولكن، أريد أن أسأل ما إذا كانت هذه الرؤية الثنائية – للنساء المضطرات لمواجهة الأبوية و/أو العنصرية – رؤية إشكالية لا توفر إطارا مفيدا لفهم القهر أو مقاومته. بدلا من ذلك، يجب أن تتفكك هذه الثنائية كما يجب أن ينظر إلى النظام الأبوي والعنصرية كونهما مشتركي البنية. وهنا فإن الجدل المذكور أعلاه بين النسويات المصريات يبدو أنه يفعل هذا بالضبط: يرى العنصرية / الإمبريالية كجزء لا يتجزأ من العلاقات الجندرية، والعكس بالعكس.
    
بينما أقرأ قلق العلي حول عدم الإفراط في التأكيد على الوضع الاستعماري الحديث أو الدولي على حساب القومي الداخلي، وجدت نفسي متوحدة مع شكوكها أن النسويات المتموضعات في الغرب غالبا لا تولي اهتماما كافيا للأشكال المحلية من السلطة الأبوية. وكوني نسوية مختلطة عاشت في أوروبا ومصر، وجدت نفسي أتذكر بسهولة ظروف الأوساط الأكاديمية الأوروبية والمناقشات العامة التي تدفع النسويات إلى التركيز على بنايات السلطة الغربية والرد بشكل دفاعي على الهجمات العنصرية بالأساس. وفي الوقت نفسه، أجد نفسي في موضع أضطر به أن أشرح لماذا يجب على النسويات الحديث عن الاستشراق والإمبريالية عندما تأتي التهديدات "الحقيقية" للنساء في مصر من الإسلاميين والمحافظين والعادات المحلية. ويبدو أن هذين الموضعين يعنيان وجود طرق متعددة لفهم القمع الجندري في مصر. ما أطرحه كبديل هو أنه بينما هناك طبقات متعددة للقصة، فإن هذه الطبقات لا تمثل أسباب أو طرق قابلة للفصل لفهم العلاقات الجندرية. بل إنها تشير بالتحديد إلى الطرق التي يشكل فيها العرق والنوع والطبقة والتصنيفات الاجتماعية الأخرى بعضها بعضا، وبهذه الطريقة ينتجوا العلاقات الجندرية.
 
بينما أقرأ قلق العلي حول عدم الإفراط في التأكيد على الوضع الاستعماري الحديث أو الدولي على حساب القومي الداخلي، وجدت نفسي متوحدة مع شكوكها أن النسويات المتموضعات في الغرب غالبا لا تولي اهتماما كافيا للأشكال المحلية من السلطة الأبوية. وكوني نسوية مختلطة عاشت في أوروبا ومصر، وجدت نفسي أتذكر بسهولة ظروف الأوساط الأكاديمية الأوروبية والمناقشات العامة التي تدفع النسويات إلى التركيز على بنايات السلطة الغربية والرد بشكل دفاعي على الهجمات العنصرية بالأساس. وفي الوقت نفسه، أجد نفسي في موضع أضطر به أن أشرح لماذا يجب على النسويات الحديث عن الاستشراق والإمبريالية عندما تأتي التهديدات "الحقيقية" للنساء في مصر من الإسلاميين والمحافظين والعادات المحلية. ويبدو أن هذين الموضعين يعنيان وجود طرق متعددة لفهم القمع الجندري في مصر. ما أطرحه كبديل هو أنه بينما هناك طبقات متعددة للقصة، فإن هذه الطبقات لا تمثل أسباب أو طرق قابلة للفصل لفهم العلاقات الجندرية. بل إنها تشير بالتحديد إلى الطرق التي يشكل فيها العرق والنوع والطبقة والتصنيفات الاجتماعية الأخرى بعضها بعضا، وبهذه الطريقة ينتجوا العلاقات الجندرية.
سطر 65: سطر 65:  
وبعبارة أخرى، في حين نبدو وكأننا نطرح انقساما بين بنايات السلطة الدولية وبنايات السلطة القومية، فإنني أتساءل ما إذا كان هذا هو الحال. قد أكون معنية جدا باستكشاف المزيد من العمل الذي قامت به النسويات بالشرق أوسط في فترات سابقة لمحاولة معرفة كيف تصوروا هذه البنايات القومية والدولية، وكيف تنقلوا خلال هذه الطبقات. في الاقتباسات المذكورة بالأعلى، لا يبدو أن هناك إنكارا للنظام الأبوي في مصر، ولا للخطاب الديني المحافظ أو التقاليد الثقافية الإشكالية. ولكن هذه دائما ما تكون محاطة بالسياق – يجب أن تفهم كنتيجة لعمليات ليست قومية أو دولية فحسب. ليست لعبة لوم بإيقاع اللوم على إما "النظام الأبوي المحلي" أو "الإمبريالية". الوضع أكثر تعقيدا من ذلك – حيث يدور حول الجدلية بين الإثنين.
 
وبعبارة أخرى، في حين نبدو وكأننا نطرح انقساما بين بنايات السلطة الدولية وبنايات السلطة القومية، فإنني أتساءل ما إذا كان هذا هو الحال. قد أكون معنية جدا باستكشاف المزيد من العمل الذي قامت به النسويات بالشرق أوسط في فترات سابقة لمحاولة معرفة كيف تصوروا هذه البنايات القومية والدولية، وكيف تنقلوا خلال هذه الطبقات. في الاقتباسات المذكورة بالأعلى، لا يبدو أن هناك إنكارا للنظام الأبوي في مصر، ولا للخطاب الديني المحافظ أو التقاليد الثقافية الإشكالية. ولكن هذه دائما ما تكون محاطة بالسياق – يجب أن تفهم كنتيجة لعمليات ليست قومية أو دولية فحسب. ليست لعبة لوم بإيقاع اللوم على إما "النظام الأبوي المحلي" أو "الإمبريالية". الوضع أكثر تعقيدا من ذلك – حيث يدور حول الجدلية بين الإثنين.
   −
بشكل ما أعتقد أن نادية العلي تجيب عن سؤالها بنفسها – السؤال الذي واجه معظمنا – ببراعة، عندما أشارت إلى أن فهم العنف الجنسي في الشرق الأوسط يستوجب دائما وضع سياق وتاريخ لما يحدث. وبهذا المعنى، فإن الأمر لا يتعلق بالتركيز المهووس على الجنس أو الحديث عن الجنس أو ممارسة الجنس أو العنف الجنسي؛ كما أنه لا يعني تجاهل أن العنف الجنسي والجنس موجودان في الشرق الأوسط. إن الأمر يتعلق بالحديث عنه بطريقة مختلفة – ولأجل هذا ربما نحتاج إلى النظر للنسويات في الماضي.
+
بشكل ما أعتقد أن نادية العلي تجيب عن سؤالها بنفسها – السؤال الذي واجه معظمنا – ببراعة، عندما أشارت إلى أن فهم [[العنف الجنسي]] في الشرق الأوسط يستوجب دائما وضع سياق وتاريخ لما يحدث. وبهذا المعنى، فإن الأمر لا يتعلق بالتركيز المهووس على الجنس أو الحديث عن الجنس أو ممارسة الجنس أو العنف الجنسي؛ كما أنه لا يعني تجاهل أن العنف الجنسي والجنس موجودان في الشرق الأوسط. إن الأمر يتعلق بالحديث عنه بطريقة مختلفة – ولأجل هذا ربما نحتاج إلى النظر للنسويات في الماضي.
    
==مصادر==
 
==مصادر==
staff
2٬186

تعديل