تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة روابط ونسخة أرشيفية
سطر 10: سطر 10:  
  |تاريخ الاسترجاع=2020-11-12
 
  |تاريخ الاسترجاع=2020-11-12
 
  |مسار الاسترجاع=https://archive.is/https://media.sfjn.org/المرأة-الخارقة-في-زمن-كورونا-خيارات-مح/  
 
  |مسار الاسترجاع=https://archive.is/https://media.sfjn.org/المرأة-الخارقة-في-زمن-كورونا-خيارات-مح/  
  |نسخة أرشيفية=
+
  |نسخة أرشيفية=https://archive.is/5W5u5
 
  |بالعربية=
 
  |بالعربية=
 
  |هل ترجمة=
 
  |هل ترجمة=
سطر 62: سطر 62:  
توقفت “حورية” عن العمل في ظل حالة حظر التجوال التي فرضتها الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا. في كل صباح أتذكر “حورية” والنقاش السريع وبعض النكات التي تمضي بها الوقت معي، وهي تعبّأ لي حصتي من الحليب الطازج. أفكر بها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة المرافقة لكوفيد-19، كيف تؤمن قوت أطفالها، هي التي أخبرتني ذات صباح حين لاحظت عليها علامات المرض “إحنا إذا ما اشتغلنا يا آنسة ويلادنا يموتون جوع”.
 
توقفت “حورية” عن العمل في ظل حالة حظر التجوال التي فرضتها الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا. في كل صباح أتذكر “حورية” والنقاش السريع وبعض النكات التي تمضي بها الوقت معي، وهي تعبّأ لي حصتي من الحليب الطازج. أفكر بها في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة المرافقة لكوفيد-19، كيف تؤمن قوت أطفالها، هي التي أخبرتني ذات صباح حين لاحظت عليها علامات المرض “إحنا إذا ما اشتغلنا يا آنسة ويلادنا يموتون جوع”.
   −
أتذكر “حورية” وزميلاتها وأنا أقرأ توقعات منظمة العمل الدولية بأن تؤدي الجائحة العالمية إلى فقدان ما يقارب 25 مليون وظيفة حول العالم، ومن المرجح أن يلحق الضرر الأكبر بالنساء لافتقارهن للحماية والحقوق الاجتماعية. وبالرغم من أني لم أخسر وظيفتي في الحجر الصحي، ولكن في محيطي الإجتماعي توجد الكثيرات من المتضررات من قرارات إغلاق أغلب الشركات والمصانع والمطاعم التي تشكل النساء نسبة جيدة من اليد العاملة فيها، بفعل سياسات العزل والتباعد، منهن من تمّ تخفيض رواتبهن، أو سرّحن من وظائفهن، مثل جارتي فاطمة الفتاة البالغة من العمر 21 عاما. كانت فاطمة تعمل في إحدى المعامل المصنّعة للشيبس، معيلة أمها المريضة بالسكري براتب لا يغطي متوسط المعيشة في مدينة قامشلو. تقول فاطمة “كنت قول ماراح خلي أمي تحتاج حدا طول ما أنا موجودة معها، واليوم العالم عم تدق بابنا لتتصدق علينا، عم بخجل أمسك من إيد العالم بس مجبورة ومحتاجة وخايفة على أمي المريضة من هالمرض، من عمري 15 وأنا بشتغل بس إذا طولت القصة يمكن أضطر دق بيوت الناس لوفر حق دوا وأكل”.
+
أتذكر “حورية” وزميلاتها وأنا أقرأ [https://www.ilo.org/global/about-the-ilo/newsroom/news/WCMS_738742/lang--en/index.htm توقعات منظمة العمل الدولي]ة بأن تؤدي الجائحة العالمية إلى فقدان ما يقارب 25 مليون وظيفة حول العالم، ومن المرجح أن يلحق الضرر الأكبر بالنساء لافتقارهن للحماية والحقوق الاجتماعية. وبالرغم من أني لم أخسر وظيفتي في الحجر الصحي، ولكن في محيطي الإجتماعي توجد الكثيرات من المتضررات من قرارات إغلاق أغلب الشركات والمصانع والمطاعم التي تشكل النساء نسبة جيدة من اليد العاملة فيها، بفعل سياسات العزل والتباعد، منهن من تمّ تخفيض رواتبهن، أو سرّحن من وظائفهن، مثل جارتي فاطمة الفتاة البالغة من العمر 21 عاما. كانت فاطمة تعمل في إحدى المعامل المصنّعة للشيبس، معيلة أمها المريضة بالسكري براتب لا يغطي متوسط المعيشة في مدينة قامشلو. تقول فاطمة “كنت قول ماراح خلي أمي تحتاج حدا طول ما أنا موجودة معها، واليوم العالم عم تدق بابنا لتتصدق علينا، عم بخجل أمسك من إيد العالم بس مجبورة ومحتاجة وخايفة على أمي المريضة من هالمرض، من عمري 15 وأنا بشتغل بس إذا طولت القصة يمكن أضطر دق بيوت الناس لوفر حق دوا وأكل”.
    
السياسات المفروضة أثرت بشكل مباشر على طبقة العمال/ات المياومين/ات ضمن القطاعات غير الرسمية، والتي لا تحوي أنظمة الإجازات المدفوعة الأجر، ودون توفر أي ضمانات اقتصادية من الإدارات المحلية، مما شكل تحدياً اقتصادياً لهؤلاء العمال/ العاملات في مواجهة الغلاء المعيشي الناجم عن أزمة الفيروس. تعلق فاطمة على غلاء الأسعار قائلة: “المصاري يلي كنت مخبيتون لشهرين أو تلاتة، خلصوا بشهر، كلشي غلي مع هالحظر، والدوا صار حقو ضعفين”.
 
السياسات المفروضة أثرت بشكل مباشر على طبقة العمال/ات المياومين/ات ضمن القطاعات غير الرسمية، والتي لا تحوي أنظمة الإجازات المدفوعة الأجر، ودون توفر أي ضمانات اقتصادية من الإدارات المحلية، مما شكل تحدياً اقتصادياً لهؤلاء العمال/ العاملات في مواجهة الغلاء المعيشي الناجم عن أزمة الفيروس. تعلق فاطمة على غلاء الأسعار قائلة: “المصاري يلي كنت مخبيتون لشهرين أو تلاتة، خلصوا بشهر، كلشي غلي مع هالحظر، والدوا صار حقو ضعفين”.
سطر 75: سطر 75:  
في الوقت الذي فرض على العالم التباعد الجسدي والبقاء في المنازل تفادياً لانتشار كورونا، تأهب العاملون/ات في القطاع الصحي لمعركة وجود غير محدّدة المدة، انتقلوا/ن للاستقرار في المشافي ومراكز الرعاية الصحية، معرضين/ات حياتهم/ن لخطر الإصابة بالمرض، الخطر الذي وصفته إحدى الصديقات العاملات في القطاع الصحي بأنه “أشبه بوخز أصبع” مقارنة الخطر الصحي عليها مع الواجب الأخلاقي والإنساني الذي يحتّم عليها العمل في مواجهة وباء عالمي.
 
في الوقت الذي فرض على العالم التباعد الجسدي والبقاء في المنازل تفادياً لانتشار كورونا، تأهب العاملون/ات في القطاع الصحي لمعركة وجود غير محدّدة المدة، انتقلوا/ن للاستقرار في المشافي ومراكز الرعاية الصحية، معرضين/ات حياتهم/ن لخطر الإصابة بالمرض، الخطر الذي وصفته إحدى الصديقات العاملات في القطاع الصحي بأنه “أشبه بوخز أصبع” مقارنة الخطر الصحي عليها مع الواجب الأخلاقي والإنساني الذي يحتّم عليها العمل في مواجهة وباء عالمي.
   −
حيث تتمثل النساء في قطاع الرعاية الصحية بشكل غير متناسب مع نسبة الرجال في نفس القطاع. وفقا لمنظمة الصحة العالمية تشكل النساء 70% من القوى العاملة في قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية في العالم، لكنها غالبا ما تكون أقل تمثيلا في مناصب اتخاذ القرار. ويعود ذلك للتقسيم التقليدي للأدوار الجندرية الذي يربط أعمال الرعاية بالنساء ويصنفها على أنها “مهنة نسائية”، حيث تؤدي هذه الفجوة بين الجنسين في مجال الصحة إلى إغفال احتياجات العاملات الصحيات في الأزمات الإنسانية، وتوفير الوسائل الممكنة لحمايتهن وحماية أسرهن من العدوى في حال إصابتهن، هذا ما طالبت به نسرين (اسم مستعار) مع زميلاتها العاملات في المشفى الوطني التابع للحكومة المركزية في قامشلو “إدارة المشفى حصلت على معدات حماية للعاملين/ات بس ما تم توزيعها علينا نتيجة الفساد، عم نضطر نشتري المعدات ع حسابنا لنحمي حالنا ويلي حوالينا، هالشي مانو متناسب مع رواتبنا القليلة”.
+
حيث تتمثل النساء في قطاع الرعاية الصحية بشكل غير متناسب مع نسبة الرجال في نفس القطاع. وفقا [https://data.unwomen.org/features/covid-19-and-gender-what-do-we-know-what-do-we-need-know لمنظمة الصحة العالمية] تشكل النساء 70% من القوى العاملة في قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية في العالم، لكنها غالبا ما تكون أقل تمثيلا في مناصب اتخاذ القرار. ويعود ذلك للتقسيم التقليدي للأدوار الجندرية الذي يربط أعمال الرعاية بالنساء ويصنفها على أنها “مهنة نسائية”، حيث تؤدي هذه الفجوة بين الجنسين في مجال الصحة إلى إغفال احتياجات العاملات الصحيات في الأزمات الإنسانية، وتوفير الوسائل الممكنة لحمايتهن وحماية أسرهن من العدوى في حال إصابتهن، هذا ما طالبت به نسرين (اسم مستعار) مع زميلاتها العاملات في المشفى الوطني التابع للحكومة المركزية في قامشلو “إدارة المشفى حصلت على معدات حماية للعاملين/ات بس ما تم توزيعها علينا نتيجة الفساد، عم نضطر نشتري المعدات ع حسابنا لنحمي حالنا ويلي حوالينا، هالشي مانو متناسب مع رواتبنا القليلة”.
    
لا تملك السوريات العاملات في المجال الصحي سوى حلول ومعدات سلامة شخصية بدائية لتفادي خطر الإصابة، مقارنة بمواصفات المستلزمات الوقائية العالمية، وذلك في ظل غياب أي تحصينات من قبل دمشق، وحكومة شمال شرق سوريا التي وجهت نداءات استغاثة لمنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة من أجل تزويدها بالمعدات اللازمة لمواجهة الجائحة العالمية.
 
لا تملك السوريات العاملات في المجال الصحي سوى حلول ومعدات سلامة شخصية بدائية لتفادي خطر الإصابة، مقارنة بمواصفات المستلزمات الوقائية العالمية، وذلك في ظل غياب أي تحصينات من قبل دمشق، وحكومة شمال شرق سوريا التي وجهت نداءات استغاثة لمنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة من أجل تزويدها بالمعدات اللازمة لمواجهة الجائحة العالمية.
سطر 86: سطر 86:  
'''<big>العاملات في القطاع الإغاثي</big>'''
 
'''<big>العاملات في القطاع الإغاثي</big>'''
   −
تلعب سياسة غالبية المنظمات الدولية العاملة في شمال شرق سوريا على نوع من التنميط الوظيفي من خلال تحديدها “الإناث” كموظفات أساسيات ضمن قطاعات الرعاية الصحية والاجتماعية، ولاسيما في مخيمات النزوح التي يعتبرها مراقبون بؤراً لانتشار الفيروس، نتيجة لضعف البنية الصحية في سوريا كما حذر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية هيدين هالدرسون، في أنقرة، قائلا: “أن الأنظمة الصحية الهشة في سوريا قد لا تملك القدرة على رصد الوباء وصده”، حيث تضطر العاملات في مجال الإغاثة في مخيمات النزوح الداخلي في سوريا لمتابعة أعمالهن في ظل حالة حظر التجوال المفروضة في البلاد، من دون أن تتوفر لهن وسائل الوقاية الكافية ضمن المخيمات المكتظة بالسكان والمفتقرة لسياسات الحماية لمواجهة انتشار الفيروس.
+
تلعب سياسة غالبية المنظمات الدولية العاملة في شمال شرق سوريا على نوع من التنميط الوظيفي من خلال تحديدها “الإناث” كموظفات أساسيات ضمن قطاعات الرعاية الصحية والاجتماعية، ولاسيما في مخيمات النزوح التي يعتبرها مراقبون بؤراً لانتشار الفيروس، نتيجة لضعف البنية الصحية في سوريا كما حذر المتحدث باسم [https://www.france24.com/ar/20200308-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%AA%D9%81%D8%B4%D9%8A-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7 منظمة الصحة العالمية] هيدين هالدرسون، في أنقرة، قائلا: “أن الأنظمة الصحية الهشة في سوريا قد لا تملك القدرة على رصد الوباء وصده”، حيث تضطر العاملات في مجال الإغاثة في مخيمات النزوح الداخلي في سوريا لمتابعة أعمالهن في ظل حالة حظر التجوال المفروضة في البلاد، من دون أن تتوفر لهن وسائل الوقاية الكافية ضمن المخيمات المكتظة بالسكان والمفتقرة لسياسات الحماية لمواجهة انتشار الفيروس.
    
وضحت موظفة خدمة اجتماعية في إحدى المنظمات الدولية العاملة في مخيمات اللاجئين في شمال شرق سوريا، فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، قائلة: “الجهة يلي بشتغل فيها، المنظمة، ماوقفت الشغل بقطاعي التوعية المجتمعية والصحية متل باقي القطاعات، وبالمقابل سياستها لحمايتنا غير مجدية ضمن المخيم يلي غير محمي أساسا”، حيث تقتصر مستلزمات الحماية المتوفرة لديهم حاليا على الكمامات والكفوف دون توفر مواد كافية للتعقيم المستمر، وهذا ما يعرضهن ويعرض أسرهن للخطر، نظراً لصعوبة تطبيق سياسات التباعد والعزل ضمن المخيم، ويزيدهن قلقا وتوتراً نفسياً، بما قد يؤثر على صحتهن النفسية والمهنية. وأضافت أن أغلب المنظمات الدولية العاملة في المخيم لم تعلن عن خطة الطوارئ لحماية موظفيها في مواجهة انتشار وباء covid-19 في سوريا.
 
وضحت موظفة خدمة اجتماعية في إحدى المنظمات الدولية العاملة في مخيمات اللاجئين في شمال شرق سوريا، فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، قائلة: “الجهة يلي بشتغل فيها، المنظمة، ماوقفت الشغل بقطاعي التوعية المجتمعية والصحية متل باقي القطاعات، وبالمقابل سياستها لحمايتنا غير مجدية ضمن المخيم يلي غير محمي أساسا”، حيث تقتصر مستلزمات الحماية المتوفرة لديهم حاليا على الكمامات والكفوف دون توفر مواد كافية للتعقيم المستمر، وهذا ما يعرضهن ويعرض أسرهن للخطر، نظراً لصعوبة تطبيق سياسات التباعد والعزل ضمن المخيم، ويزيدهن قلقا وتوتراً نفسياً، بما قد يؤثر على صحتهن النفسية والمهنية. وأضافت أن أغلب المنظمات الدولية العاملة في المخيم لم تعلن عن خطة الطوارئ لحماية موظفيها في مواجهة انتشار وباء covid-19 في سوريا.
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح