سطر 18: |
سطر 18: |
| |تاريخ نشر الأصل= | | |تاريخ نشر الأصل= |
| |النص الأصلي= | | |النص الأصلي= |
− | |ملاحظة= | + | |ملاحظة=مراجعة لكتاب [[The Promise of Happiness | وعد السعادة]] ل[[سارة أحمد]] |
| |قوالب فرعية= | | |قوالب فرعية= |
| }} | | }} |
سطر 24: |
سطر 24: |
| أثناء بحثي السري عن السعادة في الأوقات التي يتسلل فيها الحزن والكآبة إلى داخلي، لجأتُ إلى غوغل بحثاً عن تلك السعادة المنشودة، ووجدتُ كماً هائلاً من المؤلفات والفيديوهات التي تُعلّمنا كيف تكون السعادة، وما هي العقبات التي تقف في طريقنا إليها. أخجل، كما يخجل غيري من الأصدقاء والزملاء، من الاعتراف بأني لجأتُ في بحثي البائس إلى قراءة مؤلفات التنمية الذاتية، وتتبُّع بعض من الوسائل الفاشلة التي ينصح بها خبراء «العقل الباطن» من أجل مستويات أعلى من الرضى الذاتي والامتنان وحب الذات، وغيره من الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر ولا ينتج إلّا هوساً عصابياً بالوصول إلى لحظة منتظرة، يكون المرء فيها سعيداً. هذا الهوس ذاته هو مصدر الربح الأساسي الذي يعتمد عليه العاملون في مجال صناعة السعادة. | | أثناء بحثي السري عن السعادة في الأوقات التي يتسلل فيها الحزن والكآبة إلى داخلي، لجأتُ إلى غوغل بحثاً عن تلك السعادة المنشودة، ووجدتُ كماً هائلاً من المؤلفات والفيديوهات التي تُعلّمنا كيف تكون السعادة، وما هي العقبات التي تقف في طريقنا إليها. أخجل، كما يخجل غيري من الأصدقاء والزملاء، من الاعتراف بأني لجأتُ في بحثي البائس إلى قراءة مؤلفات التنمية الذاتية، وتتبُّع بعض من الوسائل الفاشلة التي ينصح بها خبراء «العقل الباطن» من أجل مستويات أعلى من الرضى الذاتي والامتنان وحب الذات، وغيره من الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر ولا ينتج إلّا هوساً عصابياً بالوصول إلى لحظة منتظرة، يكون المرء فيها سعيداً. هذا الهوس ذاته هو مصدر الربح الأساسي الذي يعتمد عليه العاملون في مجال صناعة السعادة. |
| | | |
− | للأسف، لم ترشدني خوارزمية غوغل، عند بحثي هذا عن السعادة، إلى كتاب وعد السعادة لسارة أحمد. وهذا مفهوم، لأن هذا الكتاب لا يعلمنا التقبل والتكيف والامتنان والتسليم بالوضع الراهن، ما يعني أنه لا ينتمي إلى سوق «صناعة السعادة» الرائج. على العكس تماماً، يعلّمنا هذا الكتاب اكتشاف أسباب انعدام الإحساس بالسعادة الذي يسكننا طوال الوقت، بحيث تبدو لنا السعادة وكأنها لحظة مفقودة، وكأن هناك احتمالاً كبيراً بأننا فقدناها في الماضي، فلا يبقى لنا إلا مشاعر نوستالجية؛ أو أن هذا السعادة قد تأتي في وقت ما في المستقبل، فلا يمكننا في هذه الحالة إلّا انتظارها والعمل من أجل الوصول إليها. وصلتُ إلى كتاب وعد السعادة، الذي صدر عام 2010، من طريق مغايرة تماماً، وذلك بعد قراءة مقال عن النسوية والاكتئاب النسوي لإسراء صالح ، ذكرت كاتبة المقال فيه عنوان الكتاب واسم الكاتبة. ولأني أبحث عن السعادة لجأتُ فوراً إلى قراءته، وفُتحت أعيني على عوالم أخرى لم أستطع وحدي تسميتها أو تشخيصها. | + | للأسف، لم ترشدني خوارزمية غوغل، عند بحثي هذا عن السعادة، إلى كتاب [[The Promise of Happiness | وعد السعادة]] ل[[سارة أحمد]]. وهذا مفهوم، لأن هذا الكتاب لا يعلمنا التقبل والتكيف والامتنان والتسليم بالوضع الراهن، ما يعني أنه لا ينتمي إلى سوق «صناعة السعادة» الرائج. على العكس تماماً، يعلّمنا هذا الكتاب اكتشاف أسباب انعدام الإحساس بالسعادة الذي يسكننا طوال الوقت، بحيث تبدو لنا السعادة وكأنها لحظة مفقودة، وكأن هناك احتمالاً كبيراً بأننا فقدناها في الماضي، فلا يبقى لنا إلا مشاعر نوستالجية؛ أو أن هذا السعادة قد تأتي في وقت ما في المستقبل، فلا يمكننا في هذه الحالة إلّا انتظارها والعمل من أجل الوصول إليها. وصلتُ إلى كتاب وعد السعادة، الذي صدر عام 2010، من طريق مغايرة تماماً، وذلك بعد قراءة مقال عن النسوية والاكتئاب النسوي لإسراء صالح ، ذكرت كاتبة المقال فيه عنوان الكتاب واسم الكاتبة. ولأني أبحث عن السعادة لجأتُ فوراً إلى قراءته، وفُتحت أعيني على عوالم أخرى لم أستطع وحدي تسميتها أو تشخيصها. |
| | | |
| سارة أحمد (1969) كاتبة بريطانية أسترالية من أب باكستاني وأم إنجليزية، وهي باحثة في مجال الدراسات الثقافية والنِسوية بشكل خاص. إلّا أن سارة أحمد تستند في أبحاثها ومؤلفاتها على ما هو أوسع من النظرية النسوية، أي التقاطعية التي تجمع بين قضايا أخرى بمحاذاة القضايا النسوية ولا تنفصل عنها، مثل القضايا الكويرية ومناهضة العنصرية. هذه التقاطعية ليست نظرية بحثية بالنسبة لسارة أحمد، بل تشكل جزءاً أساسياً من هويتها الخاصة بما أنها كاتبة وباحثة نسوية، مثلية الجنس، ومن أصحاب البشرة الملونة، وابنة من الجيل الثاني لعائلة مهاجرة. عُرِفَت سارة أحمد على نطاق واسع من خلال مدونتها نسويات قاتلات للبهجة، التي نشرت فيها مانفيستو أول عن النسويات قاتلات البهجة في آب (أغسطس) عام 2013، بالإضافة إلى مجموعة من المؤلفات الأخرى، منها كتاب السياسات الثقافية للشعور 1(2004) وكتاب فينومينولوجيا الكوير 2 (2006) وأحدثها كتاب أن تحيا حياةً نسوية 3 (2017). | | سارة أحمد (1969) كاتبة بريطانية أسترالية من أب باكستاني وأم إنجليزية، وهي باحثة في مجال الدراسات الثقافية والنِسوية بشكل خاص. إلّا أن سارة أحمد تستند في أبحاثها ومؤلفاتها على ما هو أوسع من النظرية النسوية، أي التقاطعية التي تجمع بين قضايا أخرى بمحاذاة القضايا النسوية ولا تنفصل عنها، مثل القضايا الكويرية ومناهضة العنصرية. هذه التقاطعية ليست نظرية بحثية بالنسبة لسارة أحمد، بل تشكل جزءاً أساسياً من هويتها الخاصة بما أنها كاتبة وباحثة نسوية، مثلية الجنس، ومن أصحاب البشرة الملونة، وابنة من الجيل الثاني لعائلة مهاجرة. عُرِفَت سارة أحمد على نطاق واسع من خلال مدونتها نسويات قاتلات للبهجة، التي نشرت فيها مانفيستو أول عن النسويات قاتلات البهجة في آب (أغسطس) عام 2013، بالإضافة إلى مجموعة من المؤلفات الأخرى، منها كتاب السياسات الثقافية للشعور 1(2004) وكتاب فينومينولوجيا الكوير 2 (2006) وأحدثها كتاب أن تحيا حياةً نسوية 3 (2017). |
− | 1. The Cultural Politics of Emotion, 2004.
| |
− | 2. Queer Phenomenology: Orientations, Objects, Others,2007.
| |
− | 3. Living a Feminist Life,2017.
| |
| | | |
| لا يمكننا أن نتوقع إيجاد السعادة المنشودة في هذا الكتاب، لكن ما يمكنه أن يُهدّئ بحثنا المحموم عن السعادة هو اكتشاف الطرق والديناميكيات التي جعلت من السعادة شيئاً مفقوداً، لا يمكن الوصول إليه إلّا إذا اقترن بمجموعة من الصفات والسِمات وطرق الحياة، ما يجعل شعورنا بالسعادة صعب المنال، مثل ارتباط السعادة بالفضيلة والعمل الشاق والرخاء وفعل الخير من أجل الآخرين. كما أنه من الضروري الاعتراف بأن هذه الدعوات من أجل التفكير بإيجابية، والبقاء إيجابيين حيال ما يحدث لنا، ليست إّلا غطاء سياسياً واجتماعياً فُرض علينا، يخفي تحته مشاعرَ ضاغطة ومختلفة من الحزن والاكتئاب والغضب. | | لا يمكننا أن نتوقع إيجاد السعادة المنشودة في هذا الكتاب، لكن ما يمكنه أن يُهدّئ بحثنا المحموم عن السعادة هو اكتشاف الطرق والديناميكيات التي جعلت من السعادة شيئاً مفقوداً، لا يمكن الوصول إليه إلّا إذا اقترن بمجموعة من الصفات والسِمات وطرق الحياة، ما يجعل شعورنا بالسعادة صعب المنال، مثل ارتباط السعادة بالفضيلة والعمل الشاق والرخاء وفعل الخير من أجل الآخرين. كما أنه من الضروري الاعتراف بأن هذه الدعوات من أجل التفكير بإيجابية، والبقاء إيجابيين حيال ما يحدث لنا، ليست إّلا غطاء سياسياً واجتماعياً فُرض علينا، يخفي تحته مشاعرَ ضاغطة ومختلفة من الحزن والاكتئاب والغضب. |
سطر 52: |
سطر 49: |
| تشرح الكاتبة في الفصل الثاني من الكتاب كيف يتحول وعي النساء وإدراكهن بعدم سعادتهنّ إلى سبب أساسي في غربتهنّ الداخلية، في البيت وضمن المجموعة: «أن تدرك النساء كونهنّ "لا" أو "غير" سعيدات، هو بمثابة إدراكهنّ لحقيقة أنهنّ يفتقرنَ لمؤهلاتِ أو مستلزماتِ السعادة. أن تكوني غير سعيدة هو أن توجَّه عيون الآخرين إليكِ، في العالم الأبيض، المتشكّل حول الأجساد البيضاء. الوعي "أنكِ لستِ" ينطوي على إحساس بغربة داخلية؛ تدركين نفسك كشخص غريب». | | تشرح الكاتبة في الفصل الثاني من الكتاب كيف يتحول وعي النساء وإدراكهن بعدم سعادتهنّ إلى سبب أساسي في غربتهنّ الداخلية، في البيت وضمن المجموعة: «أن تدرك النساء كونهنّ "لا" أو "غير" سعيدات، هو بمثابة إدراكهنّ لحقيقة أنهنّ يفتقرنَ لمؤهلاتِ أو مستلزماتِ السعادة. أن تكوني غير سعيدة هو أن توجَّه عيون الآخرين إليكِ، في العالم الأبيض، المتشكّل حول الأجساد البيضاء. الوعي "أنكِ لستِ" ينطوي على إحساس بغربة داخلية؛ تدركين نفسك كشخص غريب». |
| | | |
− | rydk_fqt_n_tkwn_sydan-cover.jpg
| |
| | | |
| أعاد هذا النقاش إلى ذهني مشهداً من فيلم The Assistant للمخرجة كيتي غرين المُنتج عام 2019، عندما تقرر الشابة التي تعمل كمساعدة في مكتب المدير أن تبلّغ عن ممارسات مديرها في العمل تجاه النساء الشابات اللواتي يُحضرهنّ إلى المكتب ليلاً، ويُرافقهن إلى الفندق، ويستغل موافقتهن وحاجتهن من أجل ممارسة الجنس معهن. تتوجه المساعدة الشابة إلى أحد الموظفين المسؤولين للتبليغ عن المدير، إلا أنها لا تسمع منه أي رد سوى أن كل ما عليها فعله هو التأقلم مع حقيقة أن النساء الأخريات اللواتي يتحرش بهنّ المدير هنّ أكثر جاذبية منها، وألا تدع إحساسها بالغيرة والحسد يفسد عليها عملها ويفسد «بهجة» المدير. | | أعاد هذا النقاش إلى ذهني مشهداً من فيلم The Assistant للمخرجة كيتي غرين المُنتج عام 2019، عندما تقرر الشابة التي تعمل كمساعدة في مكتب المدير أن تبلّغ عن ممارسات مديرها في العمل تجاه النساء الشابات اللواتي يُحضرهنّ إلى المكتب ليلاً، ويُرافقهن إلى الفندق، ويستغل موافقتهن وحاجتهن من أجل ممارسة الجنس معهن. تتوجه المساعدة الشابة إلى أحد الموظفين المسؤولين للتبليغ عن المدير، إلا أنها لا تسمع منه أي رد سوى أن كل ما عليها فعله هو التأقلم مع حقيقة أن النساء الأخريات اللواتي يتحرش بهنّ المدير هنّ أكثر جاذبية منها، وألا تدع إحساسها بالغيرة والحسد يفسد عليها عملها ويفسد «بهجة» المدير. |
سطر 60: |
سطر 56: |
| لم يُنظر إلى المثليين والمثليات جنسياً على أنهم أفراد غير سعيدين فحسب، بل أيضاً على أنهم أسباب للتعاسة أو الاحساس بعدم السعادة حيثما وُجدوا، حتى في العائلات التي ينتمون إليها، ما يجعل الآخرين يخشون الاختلاط بهم أو الإفصاح عن علاقة تجمعهم بأفراد مثليين جنسياً، خشية أن تجلب لهم هذه العلاقة بؤساً اجتماعياً، أو عدوى بالبؤس وعدم السعادة بسبب الانحراف عن خطوط السعادة الموجودة مسبقاً. | | لم يُنظر إلى المثليين والمثليات جنسياً على أنهم أفراد غير سعيدين فحسب، بل أيضاً على أنهم أسباب للتعاسة أو الاحساس بعدم السعادة حيثما وُجدوا، حتى في العائلات التي ينتمون إليها، ما يجعل الآخرين يخشون الاختلاط بهم أو الإفصاح عن علاقة تجمعهم بأفراد مثليين جنسياً، خشية أن تجلب لهم هذه العلاقة بؤساً اجتماعياً، أو عدوى بالبؤس وعدم السعادة بسبب الانحراف عن خطوط السعادة الموجودة مسبقاً. |
| | | |
− | حتى الجمل المعتادة التي يرددها الأب أو الأم المتفهمان عند مصارحة الطفل الكوير بمثليته الجنسية؛ «افعل ما تشاء طالما أن ذلك يجعلك سعيداً. أريدك فقط أن تكون سعيداً. وأنا سعيد طالما أنك أن سعيد»، فهي تحيلنا، مجدداً، إلى السعادة المشروطة. تحاول أن توضح الكاتبة أثر جملة كهذه والرسائل الضمنية المقصودة منها، فهذه الجملة كما تقول أحمد تدلّ على القبول والتسامح مع فشل الطفل الكوير بأن يرث قواعد السعادة في العالم الذي جاء إليه، لكنها بالمقابل تذكرنا بالأشياء التي يجب أن نفعلها حتى نكون سعداء ونحقق السعادة للآخرين من حولنا. تشير هذه الجملة أيضاً إلى جزء محدد من الحرية المتاحة، لكنها في الوقت ذاته تحاول إعادة توجيه الأفراد نحو خيارات ومسارات جاهزة من أجل تحقيق السعادة. وتصبح جملة «افعل ما تشاء طالما أن ذلك يجعلك سعيداً» وكأنها حكمٌ مسبقٌ على الكوير بحياة غير سعيدة. والحكم بغير السعادة يولد الشعور بعدم السعادة فعلاً.
| + | حتى الجمل المعتادة التي يرددها الأب أو الأم المتفهمان عند مصارحة الطفل الكوير بمثليته الجنسية؛ «افعل ما تشاء طالما أن ذلك يجعلك سعيداً. أريدك فقط أن تكون سعيداً. وأنا سعيد طالما أنك أن سعيد»، فهي تحيلنا، مجدداً، إلى السعادة المشروطة. تحاول أن توضح الكاتبة أثر جملة كهذه والرسائل الضمنية المقصودة منها، فهذه الجملة كما تقول أحمد تدلّ على القبول والتسامح مع فشل الطفل الكوير بأن يرث قواعد السعادة في العالم الذي جاء إليه، لكنها بالمقابل تذكرنا بالأشياء التي يجب أن نفعلها حتى نكون سعداء ونحقق السعادة للآخرين من حولنا. تشير هذه الجملة أيضاً إلى جزء محدد من الحرية المتاحة، لكنها في الوقت ذاته تحاول إعادة توجيه الأفراد نحو خيارات ومسارات جاهزة من أجل تحقيق السعادة. وتصبح جملة «افعل ما تشاء طالما أن ذلك يجعلك سعيداً» وكأنها حكمٌ مسبقٌ على الكوير بحياة غير سعيدة. والحكم بغير السعادة يولد الشعور بعدم السعادة فعلاً. |
| | | |
| فشلت المجتمعات في تحقيق الاعتراف العادل بالحب الكويري لأن هذه العلاقات لا تثمر، وليس لها جدوى اجتماعية متمثلة بالإنجاب. وإذا كان الغرض من علاقات الحب بين الرجل والمرأة هو تحقيق السعادة، فإن شعور الحب في حد ذاته هو مطرح للتساؤل والشك في علاقات الحب الكويرية. قَسّمَ هذا الاعتراف الرسمي بعلاقات الحب المغايرة جنسياً علاقات الحب إلى علاقات «سوية» بين المغايرين جنسياً تحقق سعادة تشاركية؛ أما علاقات الحب الكويرية، غير السعيدة، فتتم إزاحتها إلى الهوامش، حيث يختبئ الأفراد التعساء بما فيهم المثليون جنسياً. | | فشلت المجتمعات في تحقيق الاعتراف العادل بالحب الكويري لأن هذه العلاقات لا تثمر، وليس لها جدوى اجتماعية متمثلة بالإنجاب. وإذا كان الغرض من علاقات الحب بين الرجل والمرأة هو تحقيق السعادة، فإن شعور الحب في حد ذاته هو مطرح للتساؤل والشك في علاقات الحب الكويرية. قَسّمَ هذا الاعتراف الرسمي بعلاقات الحب المغايرة جنسياً علاقات الحب إلى علاقات «سوية» بين المغايرين جنسياً تحقق سعادة تشاركية؛ أما علاقات الحب الكويرية، غير السعيدة، فتتم إزاحتها إلى الهوامش، حيث يختبئ الأفراد التعساء بما فيهم المثليون جنسياً. |
سطر 70: |
سطر 66: |
| هذا الأمل والتطلع نحو حياة يمكن احتمالها هو حاجة ملّحة، تُعبّر عنها أحمد من خلال العودة إلى الجذور اللاتينية لكلمة aspiration، التي تعني بالانجليزية الطموح أو التطلع نحو تحقيق أمل ما، أما الجذور اللاتينية للكلمة ذاتها فهي تعني أن تتنفس. إذاً، يجب أن يُمنح الكويرون مجالاً ومساحة أكبر لأن يتنفسوا بحرية أكبر. | | هذا الأمل والتطلع نحو حياة يمكن احتمالها هو حاجة ملّحة، تُعبّر عنها أحمد من خلال العودة إلى الجذور اللاتينية لكلمة aspiration، التي تعني بالانجليزية الطموح أو التطلع نحو تحقيق أمل ما، أما الجذور اللاتينية للكلمة ذاتها فهي تعني أن تتنفس. إذاً، يجب أن يُمنح الكويرون مجالاً ومساحة أكبر لأن يتنفسوا بحرية أكبر. |
| | | |
− | المهاجر الميلانكولي | + | ==المهاجر الميلانكولي== |
| المجتمعات متعددة الثقافات هي المجتمعات المرشحة أكثر من غيرها لأن تكون مجتمعات غير سعيدة، وذلك لأن وصول المهاجرين إليها يُخرج السكان المحليين من دائرة الراحة والأمان. ومن أجل أن تكون المجتمعات متعددةُ الثقافات سعيدة مجدداً، يجب أن يتم التركيز على تحقيق مستوى من الانسجام والاندماج بين المهاجرين والسكان المحليين، المبني على التشارك في قيم وولاءات محددة تُمكّن المجتمعات متعددة الثقافات من استعادة السعادة بوصفها مادة لاصقة اجتماعية تجمع أفراد المجتمع سوية، وبهذا يصبح الاندماج بحسب تعبير الكاتبة «أكثر من مجرد طموح، بل وسيلة للحفاظ على البقاء». | | المجتمعات متعددة الثقافات هي المجتمعات المرشحة أكثر من غيرها لأن تكون مجتمعات غير سعيدة، وذلك لأن وصول المهاجرين إليها يُخرج السكان المحليين من دائرة الراحة والأمان. ومن أجل أن تكون المجتمعات متعددةُ الثقافات سعيدة مجدداً، يجب أن يتم التركيز على تحقيق مستوى من الانسجام والاندماج بين المهاجرين والسكان المحليين، المبني على التشارك في قيم وولاءات محددة تُمكّن المجتمعات متعددة الثقافات من استعادة السعادة بوصفها مادة لاصقة اجتماعية تجمع أفراد المجتمع سوية، وبهذا يصبح الاندماج بحسب تعبير الكاتبة «أكثر من مجرد طموح، بل وسيلة للحفاظ على البقاء». |
| | | |
سطر 91: |
سطر 87: |
| وعندما تلاحقنا الأسئلة الضاغطة من كل صوب، مثل متى ستنجبين طفلاً ؟ متى ستتزوج؟ هل فكرت يوماً بالبحث عن الحب في علاقة سوية؟ إنك تعيش في أوروبا، وماذا تريد أكثر من ذلك؟ لماذا لا تعبر عن امتنانك لهذا أو ذاك؟ وغيرها من الأسئلة التي تجبرنا على تحقيق توقعات الآخرين منّا، فإنه يمكننا أن نتجرأ وأن نرفض الخوض في حرب السعادة غير العادلة، التي لا تكترث لحاجاتنا النفسية والجسدية، ولا لرغباتنا التي نسعى إليها، والتي ليست بالضرورة تُبهج الآخرين، خاصةً؛ يمكننا ذلك عندما ندرك أن قناع السعادة يُفرَض علينا لأغراض سلطوية وذكورية وعنصرية في أحيان كثيرة. | | وعندما تلاحقنا الأسئلة الضاغطة من كل صوب، مثل متى ستنجبين طفلاً ؟ متى ستتزوج؟ هل فكرت يوماً بالبحث عن الحب في علاقة سوية؟ إنك تعيش في أوروبا، وماذا تريد أكثر من ذلك؟ لماذا لا تعبر عن امتنانك لهذا أو ذاك؟ وغيرها من الأسئلة التي تجبرنا على تحقيق توقعات الآخرين منّا، فإنه يمكننا أن نتجرأ وأن نرفض الخوض في حرب السعادة غير العادلة، التي لا تكترث لحاجاتنا النفسية والجسدية، ولا لرغباتنا التي نسعى إليها، والتي ليست بالضرورة تُبهج الآخرين، خاصةً؛ يمكننا ذلك عندما ندرك أن قناع السعادة يُفرَض علينا لأغراض سلطوية وذكورية وعنصرية في أحيان كثيرة. |
| | | |
| + | ==مراجع== |
| + | # The Cultural Politics of Emotion, 2004. |
| + | # Queer Phenomenology: Orientations, Objects, Others,2007. |
| + | # Living a Feminist Life,2017. |
| [[تصنيف:سعادة]] | | [[تصنيف:سعادة]] |
| [[تصنيف:علم النفس النسوي]] | | [[تصنيف:علم النفس النسوي]] |
| + | [[تصنيف:مراجعات كتب]] |