سطر 1: |
سطر 1: |
| {{بيانات_وثيقة | | {{بيانات_وثيقة |
| |نوع الوثيقة=مقالة رأي | | |نوع الوثيقة=مقالة رأي |
− | |العنوان=وثيقة: النسوية الإلغائية في فلسطين | + | |العنوان= |
| |مؤلف= فاطمة م. علي | | |مؤلف= فاطمة م. علي |
| |محرر= | | |محرر= |
سطر 11: |
سطر 11: |
| |مسار الاسترجاع= https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2023/01/21/النسوية-الإلغائية-في-فلسطين/ | | |مسار الاسترجاع= https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2023/01/21/النسوية-الإلغائية-في-فلسطين/ |
| }} | | }} |
− | كيف ننهي العنف الموجه ضدنا كنساء؟ يعتبر هذا السؤال، سؤالًا أساسيًا في أسئلة النسوية، ولعل هذا السؤال لا يمكن تقديم إجابته بهذه السهولة، إذ يحمل في طيّاته مستويات اضطهاد عدة تستلزم عملًا مضنيًا على كل الجهات. وإننا بتخصيص السؤال أكثر في واقع النساء في فلسطين عامّة والمناطق الخاضعة للسيطرة المباشرة للإحتلال في القدس ومناطق الـ48 خاصة، يكون السؤال كالآتي: هل اللجوء لشرطة الاحتلال في حالة التعرض للعنف الموجه ضد النساء يُعد خيارًا؟ وهو سؤال تبدأ الإجابة عليه بتعريف المشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين وما الذي يسعى إليه. | + | كيف ننهي العنف الموجه ضدنا كنساء؟ يعتبر هذا السؤال، سؤالًا أساسيًا في أسئلة ال[[نسوية]]، ولعل هذا السؤال لا يمكن تقديم إجابته بهذه السهولة، إذ يحمل في طيّاته مستويات اضطهاد عدة تستلزم عملًا مضنيًا على كل الجهات. وإننا بتخصيص السؤال أكثر في واقع النساء في فلسطين عامّة والمناطق الخاضعة للسيطرة المباشرة للإحتلال في القدس ومناطق ال48 خاصة، يكون السؤال كالآتي: هل اللجوء لشرطة الاحتلال في حالة التعرض [[عنف ضد النساء | للعنف الموجه ضد النساء]] يُعد خيارًا؟ وهو سؤال تبدأ الإجابة عليه بتعريف المشروع الاستعماري الاستيطاني في فلسطين وما الذي يسعى إليه. |
| | | |
| ==الاستعمار الساعي للمحو \ الإلغاء والنسوية الإلغائية== | | ==الاستعمار الساعي للمحو \ الإلغاء والنسوية الإلغائية== |
سطر 17: |
سطر 17: |
| يُعرف باتريك وولف الكولونيالية الاستيطانية بأنها تحمل منطق المحو/الإلغاء البنيوي الممنهج، أي أنها ليست حدثًا يحصل لمرة واحدة فقط وينتهي، ولكنها منظومة مستمرة تهدف إلى المحو متعدد المستويات للسيطرة المستمرة على الأرض، فالاستعمار الاستيطاني يدمر ليحل، بدئًا بهدم البيوت والاستيلاء على الأراضي، وليس انتهاءً بالسعي طويل الأمد لمحو\إلغاء مجتمعات السكان الأصليين وأدواتها (وولف، 2006). وهذا يقودنا إلى سؤال، إلى أي مدى يكون مفيدًا لمجتمعات تقع تحت الاستعمار أن تلجأ إلى تأمين عدالتها من خلال نظام يسعى لإبادة المجتمع، وهو نفسه متورط في إدامة العنف وانتاجه ضدها، وعلى هذا الأساس تُنظّر الفلسفة النسوية الأصلانية (indigenous feminism) لمفهوم العنف ضد النساء على أنه مبني على أساس الجسد، ولكنها كذلك تحدد موقع الجسد كموقع أيديولوجي ثقافي مرتبط بالعلاقة بالأرض في منظومة الاستعمار (Dorries, Hargo، 2020) ففي المنظومة الاستعمارية، الجسد يحمل أيديولوجية الأرض وهما مستهدفان معًا. | | يُعرف باتريك وولف الكولونيالية الاستيطانية بأنها تحمل منطق المحو/الإلغاء البنيوي الممنهج، أي أنها ليست حدثًا يحصل لمرة واحدة فقط وينتهي، ولكنها منظومة مستمرة تهدف إلى المحو متعدد المستويات للسيطرة المستمرة على الأرض، فالاستعمار الاستيطاني يدمر ليحل، بدئًا بهدم البيوت والاستيلاء على الأراضي، وليس انتهاءً بالسعي طويل الأمد لمحو\إلغاء مجتمعات السكان الأصليين وأدواتها (وولف، 2006). وهذا يقودنا إلى سؤال، إلى أي مدى يكون مفيدًا لمجتمعات تقع تحت الاستعمار أن تلجأ إلى تأمين عدالتها من خلال نظام يسعى لإبادة المجتمع، وهو نفسه متورط في إدامة العنف وانتاجه ضدها، وعلى هذا الأساس تُنظّر الفلسفة النسوية الأصلانية (indigenous feminism) لمفهوم العنف ضد النساء على أنه مبني على أساس الجسد، ولكنها كذلك تحدد موقع الجسد كموقع أيديولوجي ثقافي مرتبط بالعلاقة بالأرض في منظومة الاستعمار (Dorries, Hargo، 2020) ففي المنظومة الاستعمارية، الجسد يحمل أيديولوجية الأرض وهما مستهدفان معًا. |
| | | |
− | وهذا ما يتقاطع به نضال النسوية الأصلانية، مع فلسفة النسوية الإلغائية التي ترى أن عنف المنظومة المتمثلة بالسجون والاعتقال، وكل ما يرتبط بها من مؤسسات سواء الشرطة أو القضاء، يعمل على إعادة إنتاج العنف ضد النساء وليس على تقليله، حيث ترى أنجيلا ديفيس، أنه لا يمكن فصل النسوية عن النضال المتعلق بإلغاء منظومة حكم السجون والمعتقلات وكل ما يتعلق بها، هذا لأن كل العنف الذي يتم إنتاجه داخل هذه المنظومة يقع أولًا وأخيرًا على النساء، إذ تجادل أن النساء لهن علاقة بأشخاص تم وضعهم خلف قضبان السجون بطريقة أو بأخرى ليعود هؤلاء الأشخاص ليمارسوا العنف ضدهن في عملية إعادة إنتاج مستمرة للعنف الذي يتم انتاجه كذلك ضمن هيكلية عنصرية بيضاء تستهدف مجتمعات السود والمجتمعات الأصلانية ( 2022, Davis, Dent, Meiners, Richie). | + | وهذا ما يتقاطع به نضال النسوية الأصلانية، مع فلسفة [[نسوية إلغائية | النسوية الإلغائية]] التي ترى أن عنف المنظومة المتمثلة بالسجون والاعتقال، وكل ما يرتبط بها من مؤسسات سواء الشرطة أو القضاء، يعمل على إعادة إنتاج العنف ضد النساء وليس على تقليله، حيث ترى أنجيلا ديفيس، أنه لا يمكن فصل النسوية عن النضال المتعلق بإلغاء منظومة حكم السجون والمعتقلات وكل ما يتعلق بها، هذا لأن كل العنف الذي يتم إنتاجه داخل هذه المنظومة يقع أولًا وأخيرًا على النساء، إذ تجادل أن النساء لهن علاقة بأشخاص تم وضعهم خلف قضبان السجون بطريقة أو بأخرى ليعود هؤلاء الأشخاص ليمارسوا العنف ضدهن في عملية إعادة إنتاج مستمرة للعنف الذي يتم انتاجه كذلك ضمن هيكلية عنصرية بيضاء تستهدف مجتمعات السود والمجتمعات الأصلانية ( 2022, Davis, Dent, Meiners, Richie). |
| | | |
| إذن العنف الفردي الممارس في المجتمع يتم انتاجه من العنف المؤسساتي وبهذا يكون العنف المؤسساتي متورطًا في إنتاج العنف الجندري ضد النساء وكيف إذا كان عنفًا مؤسساتي ذكوري واستعماري أيضًا؟ أي أن منظومة السجن والشرطة والدولة في فلسطين، وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال المباشرة بالأخص، هي بالحقيقة منظومة دولة الاستعمار الصهيوني، ولا يلجأ إليها المجتمع بالعموم لحل مشاكله، إذ يعد اللجوء لشرطة الاحتلال وصمة اجتماعية، وهي جزء من مقاومة المجتمع لمحاولات الاحتلال الرامية للسيطرة عليه ومحو أدواته، فكيف يمكن للنساء التعامل مع واقع استعماري مؤسساتي وكذلك واقع مجتمعي ذكوري لا يتوقف عن معاداة الحراك النسوي ووصمه؟ | | إذن العنف الفردي الممارس في المجتمع يتم انتاجه من العنف المؤسساتي وبهذا يكون العنف المؤسساتي متورطًا في إنتاج العنف الجندري ضد النساء وكيف إذا كان عنفًا مؤسساتي ذكوري واستعماري أيضًا؟ أي أن منظومة السجن والشرطة والدولة في فلسطين، وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال المباشرة بالأخص، هي بالحقيقة منظومة دولة الاستعمار الصهيوني، ولا يلجأ إليها المجتمع بالعموم لحل مشاكله، إذ يعد اللجوء لشرطة الاحتلال وصمة اجتماعية، وهي جزء من مقاومة المجتمع لمحاولات الاحتلال الرامية للسيطرة عليه ومحو أدواته، فكيف يمكن للنساء التعامل مع واقع استعماري مؤسساتي وكذلك واقع مجتمعي ذكوري لا يتوقف عن معاداة الحراك النسوي ووصمه؟ |
| | | |
− | تنظر فلسفة النسوية الإلغائية لأهمية التقاطعية بالنضال، وتقاطع منظومات العنف المؤسساتي الذكوري هذه التي تتعدد تركيباتها في السياق الموجودة فيه، كالسياق الاستعماري في فلسطين، فحسب ديفيس يتقاطع نضال النسوية الإلغائية مع نضال النسوية الفلسطينية لرؤية الأخيرة لعملية تفكيك المنظومة الاستعمارية الصهيونية جزءًا أساسيًا ورئيسيًا بالتحرر النسوي في جوهره بدءًا من “مؤتمر السيدات العربيات الفلسطينيات” الذي انطلق في أواخر عشرينيات القرن الماضي وليس انتهاءً بحراك “طالعات“. ولهذا تدعو النسوية الإلغائية لتقاطع الجهود مع النضال الفلسطيني ضد الاستعمار الصهيوني كتوجه يسعى لتوجيه النضال النسوي نحو المنظومات القاهرة متعددة المستويات (2022, Davis, Dent, Meiners, Richie). | + | تنظر فلسفة النسوية الإلغائية لأهمية ال[[تقاطعية]] بالنضال، وتقاطع منظومات العنف المؤسساتي الذكوري هذه التي تتعدد تركيباتها في السياق الموجودة فيه، كالسياق الاستعماري في فلسطين، فحسب ديفيس يتقاطع نضال النسوية الإلغائية مع نضال النسوية الفلسطينية لرؤية الأخيرة لعملية تفكيك المنظومة الاستعمارية الصهيونية جزءًا أساسيًا ورئيسيًا بالتحرر النسوي في جوهره بدءًا من “مؤتمر السيدات العربيات الفلسطينيات” الذي انطلق في أواخر عشرينيات القرن الماضي وليس انتهاءً [[حراك طالعات | بحراك “طالعات“]]. ولهذا تدعو النسوية الإلغائية لتقاطع الجهود مع النضال الفلسطيني ضد الاستعمار الصهيوني كتوجه يسعى لتوجيه النضال النسوي نحو المنظومات القاهرة متعددة المستويات (2022, Davis, Dent, Meiners, Richie). |
| | | |
− | تتعارض فلسفة النسوية الإلغائية بشكل صارخ مع رؤية النسوية العقابية، التي تؤمن بالعقاب كأداة ناجعة للرد على العنف، فتدعو لتوسيع المراقبة والشرطة وأداة الحبس والاعتقال كَرَد وأداة أساسية للتغلب على العنف ضد المرأة، والتي تعتمد على تجريم الجاني لتعزز من الجانب العقابي، وهذا ما لا يمكن تقبله في الواقع الفلسطيني، لارتباط منظومة الاعتقال بالدولة الاستعمارية الصهيونية في فلسطين، والذي سيعمل بالضرورة على وقوع النضال النسوي في الجهة المعادية للنضال الوطني، حيث يعتبرها عموم الناس خيانة للمجتمع، وللوطن بتسليم رجاله إلى أعدائه، وبالتالي استمرار وصم الحراك النسوي وربطه بأدوات الاستعمار. إلى جانب عدم فعالية المنظومة العقابية لشرطة الاحتلال، نتيجة استخفاف الأخيرة بشكاوى النساء وربطها بعادات وتقاليد وثقافة المجتمع، وتواطؤ الشرطة مع الأنظمة العشائرية، فمثلًا في الحالات التي تتوجه فيها فتاة إلى شرطة الاحتلال طلبًا للحماية، توظف شرطة الاحتلال شبكة علاقاتها مع كبار العائلة أو الحمولة للتصالح والمشورة لحماية المرأة وإعادتها للعائلة ثم تقتل، وتتواطئ شرطة الاحتلال كذلك مع عصابات الإجرام المنتشرة في مجتمع الداخل الفلسطيني المحتل الذي ترتفع فيه جرائم القتل بوتيرة متسارعة. | + | تتعارض فلسفة النسوية الإلغائية بشكل صارخ مع رؤية [[نسوية عقابية | النسوية العقابية]]، التي تؤمن بالعقاب كأداة ناجعة للرد على العنف، فتدعو لتوسيع المراقبة والشرطة وأداة الحبس والاعتقال كَرَد وأداة أساسية للتغلب على العنف ضد المرأة، والتي تعتمد على تجريم الجاني لتعزز من الجانب العقابي، وهذا ما لا يمكن تقبله في الواقع الفلسطيني، لارتباط منظومة الاعتقال بالدولة الاستعمارية الصهيونية في فلسطين، والذي سيعمل بالضرورة على وقوع النضال النسوي في الجهة المعادية للنضال الوطني، حيث يعتبرها عموم الناس خيانة للمجتمع، وللوطن بتسليم رجاله إلى أعدائه، وبالتالي استمرار وصم الحراك النسوي وربطه بأدوات الاستعمار. إلى جانب عدم فعالية المنظومة العقابية لشرطة الاحتلال، نتيجة استخفاف الأخيرة بشكاوى النساء وربطها بعادات وتقاليد وثقافة المجتمع، وتواطؤ الشرطة مع الأنظمة العشائرية، فمثلًا في الحالات التي تتوجه فيها فتاة إلى شرطة الاحتلال طلبًا للحماية، توظف شرطة الاحتلال شبكة علاقاتها مع كبار العائلة أو الحمولة للتصالح والمشورة لحماية المرأة وإعادتها للعائلة ثم تقتل، وتتواطئ شرطة الاحتلال كذلك مع عصابات الإجرام المنتشرة في مجتمع الداخل الفلسطيني المحتل الذي ترتفع فيه جرائم القتل بوتيرة متسارعة. |
| | | |
| في الوقت الذي تستلزم النسوية المناصرة للإلغاء، الرؤية السياسية لوضع العنف ضد المرأة ضمن سياقه السياسي المكوَّن من مستويات مختلفة من الاضطهاد البنيوي الموجه، الذي يشكله العنف المؤسسي من هياكل أيديولوجية للنظام الأبوي والعنصري الأبيض و الاستعماري ( 2022, Davis, Dent, Meiners, Richie)، فهي تكون أقرب للسياق الفلسطيني. | | في الوقت الذي تستلزم النسوية المناصرة للإلغاء، الرؤية السياسية لوضع العنف ضد المرأة ضمن سياقه السياسي المكوَّن من مستويات مختلفة من الاضطهاد البنيوي الموجه، الذي يشكله العنف المؤسسي من هياكل أيديولوجية للنظام الأبوي والعنصري الأبيض و الاستعماري ( 2022, Davis, Dent, Meiners, Richie)، فهي تكون أقرب للسياق الفلسطيني. |
سطر 55: |
سطر 55: |
| إن إمتلاك العنف الثوري لمواجهة العنف الاستعماري الصهيوني في فلسطين ضرورة يُحتمها السياق للتعامل معها، لذلك يختلف مفهوم العنف الثوري عن مفهوم العنف الذي ينتجه الاستعمار ومؤسسات الدولة، الذي نحارب إعادة إنتاجه. قد جادل العديد من المنظرين في مفهوم العنف الثوري الذي يعمل القانون ومؤسسات الدولة على تشويهه وتجريمه، وبالضرورة مؤسسات دولة الاستعمار، التي تصف عنف المستعمَر بالمَرضي أو بالاضطراب والتشوّه النفسي، وليس فعلًا يعبر عن إرادة حرة بمواجهة منظومات عنيفة بالأساس (فانون، 2015)، حيث جادلت النسوية الإلغائية بعنف هذه المؤسسات. ويرى فانون أن عملية التغلب على الذات المضطهدة والمُستعمَرة هي عملية عنيفة بالضرورة (فانون، 2015)، وأن العنف الثوري هذا ليس هو العنف الفوضوي الذي لا يستند إلى أية قضايا إيمانية أو قيم أخلاقية (Anderson, 2007). | | إن إمتلاك العنف الثوري لمواجهة العنف الاستعماري الصهيوني في فلسطين ضرورة يُحتمها السياق للتعامل معها، لذلك يختلف مفهوم العنف الثوري عن مفهوم العنف الذي ينتجه الاستعمار ومؤسسات الدولة، الذي نحارب إعادة إنتاجه. قد جادل العديد من المنظرين في مفهوم العنف الثوري الذي يعمل القانون ومؤسسات الدولة على تشويهه وتجريمه، وبالضرورة مؤسسات دولة الاستعمار، التي تصف عنف المستعمَر بالمَرضي أو بالاضطراب والتشوّه النفسي، وليس فعلًا يعبر عن إرادة حرة بمواجهة منظومات عنيفة بالأساس (فانون، 2015)، حيث جادلت النسوية الإلغائية بعنف هذه المؤسسات. ويرى فانون أن عملية التغلب على الذات المضطهدة والمُستعمَرة هي عملية عنيفة بالضرورة (فانون، 2015)، وأن العنف الثوري هذا ليس هو العنف الفوضوي الذي لا يستند إلى أية قضايا إيمانية أو قيم أخلاقية (Anderson, 2007). |
| | | |
− | إن إعادة السيطرة على الأدوار الثورية للنضال ضد الاستعمار باختلاف تشكّلاته، هو الأداة الأبهى والأكثر قدرة على خلق مساحة بمفاهيم تحررية تستطيع دخول المجالات العامة بقوة، بثورية العنف وتسيسه وإخراج النضال النسوي من الهامش إلى المتن، ومن صوره النمطية إلى حقيقة مبتغاه الرامي إلى تحرير المجتمع بكافة أطيافه. إن النضال النسوي لا يمكن أن يحقق مبتغاه، دون الانخراط بكل ميادين النضال على تعدد وتشابك مستوياتها المعقدة، كما نظّرت بيل هوكس بأن الحركة النسوية هي حركة سياسية ثورية شاملة تسعى لتحرير الإنسان من كل أشكال الاضطهاد السياسي والاجتماعي ولكي لا يتم استغلالها من قبل قوى الاضطهاد والاستعمار ليتم إعادة إنتاج المنظومة (Hooks, 1982). فحين توجه النساء رصاصاتها لقلب الكيان الصهيوني، فإنها كذلك تمزق معها كل أدوارها الجندرية التي حوصرت فيها. | + | إن إعادة السيطرة على الأدوار الثورية للنضال ضد الاستعمار باختلاف تشكّلاته، هو الأداة الأبهى والأكثر قدرة على خلق مساحة بمفاهيم تحررية تستطيع دخول المجالات العامة بقوة، بثورية العنف وتسيسه وإخراج النضال النسوي من الهامش إلى المتن، ومن صوره النمطية إلى حقيقة مبتغاه الرامي إلى تحرير المجتمع بكافة أطيافه. إن النضال النسوي لا يمكن أن يحقق مبتغاه، دون الانخراط بكل ميادين النضال على تعدد وتشابك مستوياتها المعقدة، كما نظّرت بيل هوكس بأن [[حركة نسوية | الحركة النسوية]] هي حركة سياسية ثورية شاملة تسعى لتحرير الإنسان من كل أشكال الاضطهاد السياسي والاجتماعي ولكي لا يتم استغلالها من قبل قوى الاضطهاد والاستعمار ليتم إعادة إنتاج المنظومة (Hooks, 1982). فحين توجه النساء رصاصاتها لقلب الكيان الصهيوني، فإنها كذلك تمزق معها كل أدوارها الجندرية التي حوصرت فيها. |
| | | |
| في ثورة زاباتيستا التي قادها الشعب في إقليم تشاباس جنوب المكسيك ضد الحكومة المكسيكية، أعلنت فيها الثورة مبادئ أساسية للتعامل مع النساء تضمنت المبادئ حق مشاركة النساء جميعًا دون تمييز في الثورة على قدر رغبتهن وقدرتهن على المشاركة، وتضمنت بنودًا تتعلق بحق التعليم وحق اختيار عدد الأطفال وحق العمل، التي قامت بكتابتها النساء خلال مشاركتها في الثورة الرامية إلى تحرير الأرض وحق الفلاحين في السيطرة على أراضيهم ضد السياسات النيوليبرالية، فقبل الثورة لم تكن النساء قادرات على امتلاك حياتهن وحقوقهن، الثورة عملت على تحقيق آمالهن في التحرر. | | في ثورة زاباتيستا التي قادها الشعب في إقليم تشاباس جنوب المكسيك ضد الحكومة المكسيكية، أعلنت فيها الثورة مبادئ أساسية للتعامل مع النساء تضمنت المبادئ حق مشاركة النساء جميعًا دون تمييز في الثورة على قدر رغبتهن وقدرتهن على المشاركة، وتضمنت بنودًا تتعلق بحق التعليم وحق اختيار عدد الأطفال وحق العمل، التي قامت بكتابتها النساء خلال مشاركتها في الثورة الرامية إلى تحرير الأرض وحق الفلاحين في السيطرة على أراضيهم ضد السياسات النيوليبرالية، فقبل الثورة لم تكن النساء قادرات على امتلاك حياتهن وحقوقهن، الثورة عملت على تحقيق آمالهن في التحرر. |