تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أول عنوان فرعي بيكون ٢ يساوي. حذفت وصلات داخلية مكررة أكثر من مرة في نفس الفقرات
سطر 1: سطر 1:  
{{بيانات_وثيقة
 
{{بيانات_وثيقة
 
  |نوع الوثيقة= مقالة رأي
 
  |نوع الوثيقة= مقالة رأي
  |العنوان= أسعد جناح مستشفى في العالم
+
  |العنوان=
 
  |مؤلف= رفاييل خوري  
 
  |مؤلف= رفاييل خوري  
 
  |محرر=
 
  |محرر=
سطر 23: سطر 23:       −
===القفز من جسد أوشك أن يشبه جسد عمتي إلى جسد جديد لصبي مراهق بجسد لم يخلُ من مزاياه وحتى من بعض الشماتة في متوافقي الجنس===
+
==القفز من جسد أوشك أن يشبه جسد عمتي إلى جسد جديد لصبي مراهق بجسد لم يخلُ من مزاياه وحتى من بعض الشماتة في متوافقي الجنس==
    
كيف يمكن لمن نشأت فتاةً أردنيةً أن تتخيل أنها ستكبر لتكون رجلاً أردنياً، أن تكون قاتلها؟ هل يمكن لفلسطيني أن يتخيل النظر في المرآة ورؤية الوجه المبتسم لجندي إسرائيلي يندمج في وجهه؟ هل يستطيع عصفور ولد للتو في العش أن يتخيل صقرًا جائعًا ينبثق من صدره؟ لأشهر بعد بدء التستوستيرون، لم أستطع النظر إليها ولم أستطع النظر إليه. كانت تحتضر وكان يقتلها. كان من المفترض أن تكون هذه أسعد لحظة في حياتي لكنني شعرت كما لو أنها جريمة شرف.
 
كيف يمكن لمن نشأت فتاةً أردنيةً أن تتخيل أنها ستكبر لتكون رجلاً أردنياً، أن تكون قاتلها؟ هل يمكن لفلسطيني أن يتخيل النظر في المرآة ورؤية الوجه المبتسم لجندي إسرائيلي يندمج في وجهه؟ هل يستطيع عصفور ولد للتو في العش أن يتخيل صقرًا جائعًا ينبثق من صدره؟ لأشهر بعد بدء التستوستيرون، لم أستطع النظر إليها ولم أستطع النظر إليه. كانت تحتضر وكان يقتلها. كان من المفترض أن تكون هذه أسعد لحظة في حياتي لكنني شعرت كما لو أنها جريمة شرف.
سطر 35: سطر 35:  
لم يطلب مني أحد من قبل أن أصف العيش مع [[اضطراب الهوية الجندرية]]، ومع ذلك فقد فكرت طويلًا وبصعوبة في الإجابة. يبدو الأمر وكأنك تسقط في هوّة لا نهاية لها. والآن ها هي الحياة تعدني بالرهبة والعذاب فوقها. كيف يمكنني أن أصبح مثل عمّة عجوز تتهاوى ممتلئة بالرهبة والعذاب بينما الولد الصغير داخلي لم يستمتع حتى بأن يصبح شابًا؟ ولكن بعد ذلك مرة أخرى كيف يمكنني أن أصبح العدو؟ لقد تمكنت من تجنب الاضطرار إلى الاختيار طوال حياتي إنما ينبغي علي الآن أن أقرر أو ستقرر البيولوجيا نيابة عني.
 
لم يطلب مني أحد من قبل أن أصف العيش مع [[اضطراب الهوية الجندرية]]، ومع ذلك فقد فكرت طويلًا وبصعوبة في الإجابة. يبدو الأمر وكأنك تسقط في هوّة لا نهاية لها. والآن ها هي الحياة تعدني بالرهبة والعذاب فوقها. كيف يمكنني أن أصبح مثل عمّة عجوز تتهاوى ممتلئة بالرهبة والعذاب بينما الولد الصغير داخلي لم يستمتع حتى بأن يصبح شابًا؟ ولكن بعد ذلك مرة أخرى كيف يمكنني أن أصبح العدو؟ لقد تمكنت من تجنب الاضطرار إلى الاختيار طوال حياتي إنما ينبغي علي الآن أن أقرر أو ستقرر البيولوجيا نيابة عني.
   −
لجأت يائسًا/يائسة إلى صديقاتي النسويات المقروءات جيدًا اللواتي أوضحن لي بصبر أنه ليس كل النساء يتصرفن بطرق [[نسوية]] (حتى اللواتي ادعين أنهن نسويات) وأن [[الذكورة]] ليست كلها أذى.
+
لجأت يائسًا/يائسة إلى صديقاتي النسويات المقروءات جيدًا اللواتي أوضحن لي بصبر أنه ليس كل النساء يتصرفن بطرق [[نسوية]] (حتى اللواتي ادعين أنهن نسويات) وأن ال[[ذكورة]] ليست كلها أذى.
    
الذكورة ليست كلها أذى؟؟
 
الذكورة ليست كلها أذى؟؟
سطر 45: سطر 45:  
ثم كان أن طمأنتني تلك الصديقة، بعد أن أحست بخوفي من التحول وكراهيتي لذاتي، وقالت مازحةً بأنني حتى بدون أن آخذ التستوستيرون سيظهر لي شارب قريبًا في كل الأحوال، كلنا ينبت لنا شارب مع العمر.
 
ثم كان أن طمأنتني تلك الصديقة، بعد أن أحست بخوفي من التحول وكراهيتي لذاتي، وقالت مازحةً بأنني حتى بدون أن آخذ التستوستيرون سيظهر لي شارب قريبًا في كل الأحوال، كلنا ينبت لنا شارب مع العمر.
   −
[https://scopeblog.stanford.edu/2015/02/24/sex-biology-redefined-genes-dont-indicate-binary-sexes/ العلم نفسه دحض [[[[ثنائية جندرية |ثنائية الجنس]]]]]، وأعتقد أنه مع تقدمنا في العمر [https://www.nature.com/articles/518288a#/spectrum فإننا جميعًا نغير [[الجندر]]] بالفعل. جندر الطفلة ليس نفسه جندر المراهقة، وهذا ليس جندر المرأة الشابة، والتي ليست من نفس جندر المرأة الحامل، وهذه ليس لها جندر العمة نفسه، وليس لهذه نفس جندر جدتي التي نبت لها شارب. وحتى ضمن كل هذه الفئات، يكون كل جندر فريدًا ومعقدًا وربما غير مستقر.
+
[https://scopeblog.stanford.edu/2015/02/24/sex-biology-redefined-genes-dont-indicate-binary-sexes/ العلم نفسه دحض [[[[ثنائية جندرية |ثنائية الجنس]]]]]، وأعتقد أنه مع تقدمنا في العمر [https://www.nature.com/articles/518288a#/spectrum فإننا جميعًا نغير ال[[جندر]]] بالفعل. جندر الطفلة ليس نفسه جندر المراهقة، وهذا ليس جندر المرأة الشابة، والتي ليست من نفس جندر المرأة الحامل، وهذه ليس لها جندر العمة نفسه، وليس لهذه نفس جندر جدتي التي نبت لها شارب. وحتى ضمن كل هذه الفئات، يكون كل جندر فريدًا ومعقدًا وربما غير مستقر.
    
لم يكن جندر الفتيات “النيردز” (المجتهدات) في مدرستي الثانوية نفسه جندر الفتيات المحبوبات ذوات الشعبية.
 
لم يكن جندر الفتيات “النيردز” (المجتهدات) في مدرستي الثانوية نفسه جندر الفتيات المحبوبات ذوات الشعبية.
سطر 79: سطر 79:  
ما زلنا نتعلم كيف نكون صغارًا والمؤسسة الطبية تتعلم معنا. لم أر أبدًا جسدًا عابرًا في كتاب الأحياء.
 
ما زلنا نتعلم كيف نكون صغارًا والمؤسسة الطبية تتعلم معنا. لم أر أبدًا جسدًا عابرًا في كتاب الأحياء.
   −
قضيت المدرسة الابتدائية في رسم صور لرجال ذوي عضلات كبيرة. لم أكن أعرف حتى أن [[عبور جنسي|العبور]] كان احتمالًا حقيقيًا، لكنني لم أتخيل أبدًا أنني سأكبر لأصبح امرأة. في المدرسة الثانوية عندما نبتت منحنيات أجساد زميلاتي في الصف، ظل صدري مسطحًا ولم أبلغ دورتي الشهرية حتى الصف الثاني عشر. كان جسدي يعبر من تلقاء نفسه من خلال البقاء على حاله. لقد تعرضت للتنمر بلا رحمة، كان لشكلي ما نطلق عليه الآن شكل [[عبور جنسي|العابرين جنسياً]]. صليّت بلا نهاية لأبدو مثل فتيات أخريات للتخفيف من الاكتئاب والقلق من التعرض للتنمر، لكن حين أنظر إلى الوراء أحس بالفخر بذلك. كان جسمي يخترق نفسه، كان متقدمًا على زمنه وعليّ بكثير.
+
قضيت المدرسة الابتدائية في رسم صور لرجال ذوي عضلات كبيرة. لم أكن أعرف حتى أن العبور كان احتمالًا حقيقيًا، لكنني لم أتخيل أبدًا أنني سأكبر لأصبح امرأة. في المدرسة الثانوية عندما نبتت منحنيات أجساد زميلاتي في الصف، ظل صدري مسطحًا ولم أبلغ دورتي الشهرية حتى الصف الثاني عشر. كان جسدي يعبر من تلقاء نفسه من خلال البقاء على حاله. لقد تعرضت للتنمر بلا رحمة، كان لشكلي ما نطلق عليه الآن شكل العابرين جنسياً. صليّت بلا نهاية لأبدو مثل فتيات أخريات للتخفيف من الاكتئاب والقلق من التعرض للتنمر، لكن حين أنظر إلى الوراء أحس بالفخر بذلك. كان جسمي يخترق نفسه، كان متقدمًا على زمنه وعليّ بكثير.
    
في عام 1966، حين كان عمره 15 عامًا، كتب لو سوليفان، وهو ناشط أمريكي وأول رجل عابر جنسيًا يعيش كرجل [[مثلية جنسية|مثلي]] صراحة، في مذكراته: “أريد أن أبدو مثل ما أنا عليه ولكن لا أعرف كيف يبدو شخص مثلي. أعني، عندما ينظر الناس إليّ، أريدهم أن يفكروا – هناك واحد من هؤلاء […] لديه تفسيره الخاص للسعادة. هذا ما أنا عليه”.
 
في عام 1966، حين كان عمره 15 عامًا، كتب لو سوليفان، وهو ناشط أمريكي وأول رجل عابر جنسيًا يعيش كرجل [[مثلية جنسية|مثلي]] صراحة، في مذكراته: “أريد أن أبدو مثل ما أنا عليه ولكن لا أعرف كيف يبدو شخص مثلي. أعني، عندما ينظر الناس إليّ، أريدهم أن يفكروا – هناك واحد من هؤلاء […] لديه تفسيره الخاص للسعادة. هذا ما أنا عليه”.
سطر 87: سطر 87:  
***
 
***
   −
أخبرني العديد من الأصدقاء [[عبور جنسي|العابرين جنسياً]] عن النشوة التي سأشعر بها، حين أرتدي التيشيرت لأول مرة بعد استئصال الثديين. شعرت ببعض من ذلك، ولكن ما زال الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو ومضات الفرح التي غمرتني فجأة لمجرد وجودي في العالم. هل كانت تلك الشجرة دائمًا بهذه الخضرة؟ لقد غيرت أجزاء من جسدي ولكن ماذا عن روحي؟ هل يمكن اختراقها أيضًا؟ هل يمكنني العبور إلى شخص سعيد بعد كل هذا الضرر؟ تخيل الوقوف على خط البداية لسباق الماراثون من جديد بعد أن تكون أنهيت واحدًا للتو. تخيل أنك تجري للخلف. تخيل أنك تبدأ من المنتصف. تخيل أن تكون شابًا إلى هذا الحد وكبيرًا إلى هذه الدرجة.
+
أخبرني العديد من الأصدقاء العابرين جنسياً عن النشوة التي سأشعر بها، حين أرتدي التيشيرت لأول مرة بعد استئصال الثديين. شعرت ببعض من ذلك، ولكن ما زال الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو ومضات الفرح التي غمرتني فجأة لمجرد وجودي في العالم. هل كانت تلك الشجرة دائمًا بهذه الخضرة؟ لقد غيرت أجزاء من جسدي ولكن ماذا عن روحي؟ هل يمكن اختراقها أيضًا؟ هل يمكنني العبور إلى شخص سعيد بعد كل هذا الضرر؟ تخيل الوقوف على خط البداية لسباق الماراثون من جديد بعد أن تكون أنهيت واحدًا للتو. تخيل أنك تجري للخلف. تخيل أنك تبدأ من المنتصف. تخيل أن تكون شابًا إلى هذا الحد وكبيرًا إلى هذه الدرجة.
7٬895

تعديل

قائمة التصفح