تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 21٬369 بايت ،  قبل 5 أيام
تحرير المحتوى
سطر 1: سطر 1:  
[[ملف:Préservatif féminin.jpg|تصغير| يسار |صورة للواقي النسائي وهو مفضوض]]
 
[[ملف:Préservatif féminin.jpg|تصغير| يسار |صورة للواقي النسائي وهو مفضوض]]
   −
الواقي الأنثوي{{مصطلح
+
واق أنثوي{{مصطلح
  |دلالة= وسيلة حاجزية [[وسائل منع الحمل|لمنع الحمل]] للاستخدام النسائي، أنبوبة رقيقة مرنة واسعة مصنوعة من مواد آمنة مثل البولي يوريثان أو النيتريل توضع داخل المهبل أو المستقيم خلال الجماع وتستخدم لمنع وصول [[مني|الحيوانات المنوية]] داخل الرحم وللحماية من [[أمراض منقولة جنسيًا|الأمراض المنقول جنسيًا]]، يكون لها عادة حلقتان مرنتان عند كل طرف تساعد إحداهما في إدخال الواقي داخل الجسم - [[مهبل|المهبل]] أو المستقيم - والأخرى تحافظ على بقاء جزء من الواقي خارجًا، يحتوي بالعادة على مادة مزلقة.  
+
  |دلالة=وسيلة حاجزية [[وسائل منع الحمل|لمنع الحمل]] للاستخدام الداخلي (المهبلي والشرجي)، أنبوبة رقيقة مرنة واسعة مصنوعة من مواد آمنة لا تسبب التحسس للأنسجة المخاطية مثل البولي يوريثان أو النيتريل توضع داخل المهبل أو المستقيم خلال الجماع وتستخدم لمنع وصول [[سائل منوي|الحيوانات المنوية]] داخل جسم الشريك/ة أو الاتصال المباشر بين المناطق التناسلية، وذلك بغرض منع الحمل وبهدف الوقاية من [[أمراض منقولة جنسيا|الأمراض المنقولة جنسيًا]].
  |مرادفات=واق داخلي
+
  |مرادفات=واق داخلي، واق نسائي، Internal Condom
  |مرادفات أجنبية=Female condom@en
+
  |مرادفات أجنبية=Female Condom@en
  |ذات صلة=واق ذكري، وسائل منع الحمل، أمراض منقولة جنسيًا، مني
+
  |ذات صلة=واق ذكري، وسائل منع الحمل
 
  |التصنيف الرئيسي=وسائل منع الحمل
 
  |التصنيف الرئيسي=وسائل منع الحمل
 
}}
 
}}
   −
== الفاعلية ==
+
يكون للواقي الأنثوي عادة حلقتان مرنتان عند كل طرف تساعد إحداهما في إدخال الواقي داخل الجسم - [[مهبل|المهبل]] أو المستقيم - والأخرى تحافظ على بقاء جزء من الواقي خارجًا، يحتوي بالعادة على مادة مزلقة.
يعتبر الواقي الأنثوي و[[واق ذكري|الواقي الذكري]] الوسيلتين الوحيدتين اللتين تمنعا انتقال الأمراض المنقولة جنسيًا من بين جميع وسائل منع الحمل. كما أن الاستخدام الصحيح للواقي الأنثوي يمنع الحمل بفاعلية كبيرة ولا يؤثر على الخصوبة.
     −
يفضل العديد من النساء والرجال استخدام الواقي الأنثوي عن الواقي الذكري لعدة أسباب منها أنه لا يحتاج لزيارة مقدم الخدمة الصحية وأنه يوضع قبل بداية الجماع بمدة وبالتالي لا يحدث قطع للممارسة الجنسية وواسع وفضفاض فلا يقلل الشعور الجنسي مثل الواقي الذكري.
+
==تاريخ الواقي الأنثوي==
   −
== {{أمر_مجندر|طالع}} كذلك ==
+
ذكر الواقي الأنثوي أول مرة في التاريخ كوسيلة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا وذلك في قصة مينوس ملك جزيرة كريت الذي كان يستخدم مثانات الحيوانات من أجل حماية زوجته ومحظياته من "العقارب والأفاعي" في [[سائل منوي|سائله المنوي]].<ref>[https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/23671357/ The story of the condom ]</ref> قصة مينوس من الأدب اليوناني القديم وذكرت في ملحمة الإلياذة لهوميروس، ورغم طابعها الخرافي إلا أنها تعد أول إشارة لاستخدام جلود وأعضاء الحيوانات كوسيلة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا عن طريق حجز السائل المنوي ومنعه من الوصول إلى الجهاز التناسلي الأنثوي خلال [[جماع|الاتصال الجنسي]].
* [https://www.fphandbook.org/sites/default/files/ar004-handbook-2007.pdf الكتيب العالمي لمقدمي خدمات تنظيم الأسرة الصادر عن منظمة الصحة العالمية]
     −
{{:وسائل منع الحمل/روابط ذات صلة}}
+
تطور استخدام الواقيات على مدار القرون اللاحقة، وبدأت تستخدم واقيات مصنوعة من الكتان ومن جلود وأمعاء الحيوانات من أجل منع الحمل والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا، وفي القرن السادس عشر قام طبيب إيطالي يُدعى جابريللو فالوبيني بتجربة واقٍ من الكتان على 1100 رجل لاختبار فعاليته ضد [[زهري|الزهري]]، على أن معظم الواقيات المستخدمة كانت فقط [[واق ذكري|خارجية]] (ذكرية)، أي أنها تستخدم لتغطية القضيب فقط، أما وسائل منع الحمل الحاجزية التي كانت تستخدم للإناث، مثل الأحجبة الحاجزة الرحمية Diaphragms وكؤوس عنق الرحم Cervical Caps فلم تكن فعالة للوقاية ضد الأمراض التناسلية.
 +
 
 +
مع بداية انتشار وباء [[إيدز|فيروس نقص المناعة المكتسبة]] في الثمانينات، كانت التصورات النمطية الشعبية عن المرض أنه لا ينتقل إلا بين المثليين والرجال الذين يمارسون جنسًا إيلاجيًا (شرجيًا) مع رجال آخرين، على الرغم من أن المرض كان ينتقل بين الرجال والنساء على السواء.<ref name="hrc">[https://www.hrc.org/resources/debunking-common-myths-about-hiv  Debunking Common Myths About HIV ]</ref> في ذلك الوقت بدأت مطالبات بتعزيز قدرة النساء على حماية أنفسهن ضد العدوى الجديدة، حيث أن [[واق ذكري|الواقيات الذكرية]] (الخارجية) كان أداة تخضع لتحكم الذكور بشكل أساسي. في سبيل ذلك بدأت النقاشات حول ضرورة ابتكار أداة للوقاية من الإيدز يمكن أن تستخدمها النساء وتكون خاضعة لتحكمهن. وفي سبيل ذلك قدم المخترع الدنماركي لاسي ليف هيسيل في 1990 الواقي الأنثوي لأول مرة وقد بدأ تداوله في الأسواق الأوروبية في ذلك الوقت، بينما استغرق الأمر 3 سنوات قبل ترخيصه للتداول من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.<ref name="atlan">[https://www.theatlantic.com/health/archive/2016/06/the-enduring-unpopularity-of-the-female-condom/485519/ The Enduring Unpopularity of the Female Condom]</ref>
 +
 
 +
==تصميم الواقي الأنثوي==
 +
 
 +
الواقي الأنثوي عبارة عن أنبوبة فضفاضة رقيقة فيها نهاية مغلقة وأخرى مفتوحة، ويوجد بها حلقتان بلاستيكيتان بكل نهاية، الحلقة البلاستيكية الموجودة في الفتحة المغلقة تستخدم لحشر الواقي داخل المهبل، وتغطي عنق الرحم، ويجب أن تُزال قبل الاستخدام في حالة الجنس الشرجي، أما الحلقة الأخرى فهي تستخدم لتثبيت فتحة الواقي خارج الجسم (الشرج أو فتحة المهبل). عادة ما يكون الواقي الأنثوي أوسع من [[واق ذكري|الواقيات الخارجية]].
 +
 
 +
يستخدم المطاط اللاتكس بالإضافة إلى بوليمرات النيتريل أو البولي يوريثان في صناعة الواقيات الأنثوية، وهي ذات المواد المستخدمة في صناعة الواقيات الذكرية كذلك، ولكن يعتبر استخدام اللاتكس أكثر ندرة في تصنيع الواقيات الأنثوية.<ref>[https://fphandbook.org/chapter-15-female-condoms Family Planning: A Global Handbook for Providers, Chapter 15]</ref>
 +
 
 +
==فعالية الواقي الأنثوي==
 +
 
 +
تبلغ فعالية الواقي الأنثوي كوسيلة لمنع الحمل حوالي 95%، وذلك يعني أن 5 نساء من أصل 100 سيدة سيحدث لهن حمل خلال أول سنة من الاستخدام المنتظم للواقي الأنثوي خلال [[جماع|الجماع]]. على أن هذه النسبة تتحقق فقط في حالة استخدام الواقي الأنثوي بشكل مثالي وبدون أي أخطاء أو وقوع أي حوادث قد تؤثر على فعالية الواقي أو سلامته، ولذا فإن فعالية الواقي الأنثوي، واقعيًا، كوسيلة لمنع الحمل، تنخفض إلى 79%، ولا تختلف هذه النسب كثيرًا عن النسب الخاصة بالواقي الذكري.<ref>[[وثيقة:ما مدى فعالية منع الحمل؟]]</ref>
 +
 
 +
;ميزات الواقي الأنثوي
 +
 
 +
الواقي الأنثوي آمن وسهل الاستخدام ويمكن استخدامه بعد الولادة بدون أي عوائق ويتوفر غالبًا مع مزلق سيليكوني Silicon based lubricant، وفي حال كان مصنوعًا من النيتريل أو البولي يوريثان فيمكن استخدامه رفقة مزلقات زيتية (وليست مائية أو سيليكونية فقط)، ويمكن أيضًا استخدامه مع مبيدات النطاف Spermicide، وهذه الواقيات تعتبر بديلًا آمنًا لمن يعانون من حساسية اللاتكس بطبيعة الحال. ختامًا، الحصول على الواقي الأنثوي لا يحتاج إلى وصفة طبية
 +
 
 +
في ذات الوقت يمنح التصميم الخاص بالواقي الأنثوي ميزات أخرى تعطيه أفضلية على الواقي الذكري، فعلى العكس منها يمكن استخدام الواقي الأنثوي قبل بداية الجماع، حيث يظل داخل المهبل بأمان وبدون أن يتسبب بأي مشاكل لفترة طويلة نسبيًا، كما أنه يمنح تغطية لمساحة سطحية أكبر من الغشاء المخاطي للمهبل وعنق الرحم، ويتوفر الواقي الأنثوي بمقاس واحد (واسع وفضفاض) يناسب جميع الشركاء، وبخلاف ذلك فإنه لا يتداخل مع إحساس الشريكين بالمتعة الجنسية بذات الدرجة التي يقوم بها الواقي الذكري. وهي واحدة من الحجج التي يتذرع بها الرجال في بعض الأحيان لرفض استخدام وسائل الحماية.
 +
 
 +
;سلبيات الواقي الأنثوي
 +
 
 +
على الرغم من توافر الواقي الأنثوي في الأسواق منذ التسعينات إلا أنه لا يزال يُعتبر سلعة كمالية مقارنة بالواقيات الذكرية، ولهذا السبب فإن سعره أعلى وتوافره أقل، كما أن بعض النساء تحتاج بداية إلى تدريب قبل استخدامه وإلى متابعة خلال ممارسة الجنس للتأكد من عدم انزلاقه ومن أن فتحته الخارجية لا تزال خارج المهبل وفي مكانها الصحيح. وفي واقع الأمر فإن ذلك ينطبق أيضًا على الواقيات الذكرية التي يمكن أن تتمزق خلال الممارسة خاصة لو استخدمت بدون مزلقات.
 +
 
 +
==طريقة الاستخدام==
 +
 
 +
عند استخدام الواقي الأنثوي يجب الشريكين اتباع الخطوات التالية:
 +
 
 +
# التأكد من عدم انقضاء صلاحية الواقي الأنثوي كما هي موضحة على العبوة الخارجية، والتأكد من أن العبوة محكمة الإغلاق قبل فتحها. الواقي يجب أن يكون مخزنًا في مكان بارد وجاف بعيدًا عن أشعة الشمس.
 +
# تنظيف اليدين بالماء والصابون.
 +
# فتح العبوة برفق باليد وعدم تقطيعها بالأسنان لضمان عدم تلف الواقي أو ثقبه، في حال ثُقب الواقي لأي سبب يتم التخلص منه في سلة المهملات فورًا واستخدام واقٍ آخر جديد، يُفض الواقي الأنثوي قبل استخدامه.
 +
# في حالة استخدام الواقي للجنس المهبلي، تُضغط الحلقة الداخلية لتقليص حجمها ومن ثم تُمرر داخل فتحة المهبل، باستخدام إصبع السبابة يتم دفع الحلقة الداخلية حتى تصل إلى عنق الرحم، مع التأكد من بقاء الحلقة الخارجية خارج فتحة المهبل بحيث تغطي شفرتي المهبل لتوفير حماية إضافية.
 +
# في حالة استخدام الواقي للجنس الشرجي، تُزال الحلقة الداخلية ومن ثم يُمرر الواقي داخل فتحة الشرج إلى المستقيم مع التأكد من بقاء الحلقة الخارجية خارج الشرج بحيث تغطي فتحة الشرح لتوفير حماية إضافية.
 +
# يجب التأكد من الواقي مفضوض وغير ملتوي داخل المهبل أو المستقيم وذلك عبر إدخال إصبع السبابة للتأكد من ذلك.
 +
# يمكن (أو يُحبَّذ) استخدام مزلق قبل إيلاج الواقي، كلما كان المزلق أكثر كلما كان أفضل خاصة في حال استخدام الواقي للجنس الشرجي، يمكن استخدام مزلق من أي نوع في حال كان الواقي مصنوعًا من النيتريل أو البولي يوريثان، ولكن في حال كان مصنوعا من المطاط اللاتكس يجب تجنب المزلق الزيتي
 +
# بعد الانتهاء من [[جماع|الجماع]] يُسحب الواقي عن طريق إمساكه من الحلقة الخارجية مع التأكد من إغلاقها الفتحة الخارجية بإصبعين لعدم تسرب أي من السوائل الموجودة داخلها. يُلف الواقي في ورقة أو كيس ويُلقى في سلة المهملات.
 +
# يُستخدم الواقي الأنثوي مرة واحدة فقط. ولا يمكن إعادة استخدامه.<ref>[https://www.youtube.com/watch?v=P0gd7kUf1bo  What is a Female Condom (aka Internal Condom) and How Does it Work? | Planned Parenthood Video ]</ref><ref>[https://altibbi.com/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/%D9%88%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%86%D8%AB%D9%88%D9%8A الطبي:  الواقي الأنثوي | Female Condom  ]</ref>
 +
 
 +
== الواقي الأنثوي في السياق الاجتماعي ==
 +
 
 +
لا تزال الواقيات الأنثوية - عالميًا - وسيلة حماية أقل انتشارًا من الواقيات الذكرية، ولا يزال يُنظر إليها باعتبارها "تقليعة" أو "موضة" انتشرت في نطاق جغرافي محدود ولوقت قليل وانتهت، بل ويُدعى أنها قد قُبلت كمنتج تجاري من الأصل في بسبب ضغوطات الحراكات النسوية في أمريكا وأوروبا، اللواتي يولين اهتمامًا بالتمكين النسوي أكثر من الفعالية الحقيقية للمنتجات والابتكارات المعنية الخاصة بمنع الحمل والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا. وقد هُوجمت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية عند ترخيص الواقي الأنثوي في 1993 واتهمت بتبني معايير متراخية مسيسة أعطت اهتمامًا لمنتج مثل الواقي الأنثوي في مقابل منتجات دوائية أكثر أهمية وذلك في سبيل إرضاء "لضغوطات نسوية"، وقد وُصف الواقي الأنثوي وقتها بأنه "منتج مقدر له الفشل".<ref name="atlan" />
 +
 
 +
يُعزى عدم انتشار الواقي الأنثوي لأسباب عديدة، منها على سبيل المثال  العامل النفسي المرتبط بتسميته، حيث أن وصف الواقي بكونه "أنثوي" يعطي انطباعًا بكونه أقل معيارية مقارنة بالواقي الذكري الذي يُعد النوع "الأصلي" أو "التقليدي" أو "الكلاسيكي"، وحتى عندما تُصحح التسمية إلى "واقي داخلي" باعتبار أنه واقٍ يستخدم مهبليًا وشرجيًا ويمكن بالتالي أن يستخدمه الذكور المثليون ومزدوجو الجنس، فإن ذلك لا يخدم في تغيير هذا الانطباع، لأنه سيظل مخصصا لممارسات جنسية غير نمطية أو معيارية بالنسبة للغالبية من الذكور الغيريين.
 +
 
 +
ويمكن أيضًا بسبب عوامل نفسية أخرى، أن يرفض الشركاء الذكور استخدام الواقي الأنثوي، فهو مرتبط في وعي الكثيرين بشعور بقلة الثقة واتهامات بالخيانة بين الشركاء (وهذا ينطبق على استخدام العوازل بجميع أنواعها)، كما أن كثيرًا من النساء كذلك قمن بتجربته وقررن عدم العودة للتجربة مرة أخرى بسبب الصعوبة وعدم الارتياح، مع الأخذ بعين الاعتبار أن استخدام أي وسيلة منع حمل حاجزية سيظل غير مريح خلال المرات الأولى للاستخدام (والواقي الذكري بالذات هو أهم دليل على ذلك)، وتفيد عاملات جنس من نيكاراغوا والسلفادور أن بعضهن قد استغرقه الأمر 10 مرات من أجل إتقان استخدامه بدون إزعاج. أسباب أخرى من أجل رفض استخدام الواقي الأنثوي يمكن أن تتضمن قلة الخبرة والمعرفة، شكل الواقي الواسع والفضفاض والذي يثير عند البعض نفورًا مقارنة بالواقيات الذكرية الصغيرة الحجم، الوصم الديني والثقافي والاجتماعي ضد الواقيات الأنثوية، ورفض الذكور لاستخدام هذه الواقيات بسبب شعورهم بقلة التحكم خلال الجماع، وأحد أكثر الأسباب التي تُستعرض عند سؤال الذكور عن سبب رفض استخدام الواقي الأنثوي هو الإدعاء بأنه يقلل المتعة الجنسية بسبب اتساعه.<ref name="atlan" />
 +
 
 +
جميع هذه الأسباب يمكن تفنيدها، حيث أنها جميعًا بدون استثناء قد كانت أسبابًا ارتبطت برفض الذكور والشركاء الجنسيين عمومًا لاستخدام الواقي الذكري عند انتشاره أول مرة خلال بداية القرن ولا تزال تستخدم أيضًا لتبرير رفض استخدام وسائل الحماية إجمالًا، وفي الواقع فإن الواقي الأنثوي أسهل استخدامًا من الذكري، ويمكن استخدامه بسهولة وأمان قبل بداية الجماع بعدة ساعات على العكس من الواقي الذكري الذي لا يمكن ارتداؤه إلا بعد الانتصاب، والواقي الأنثوي أقل تأثيرًا على الإحساس بالمتعة خلال الجماع، لأن معظم الواقيات الأنثوية مصنوعة من النيتريل وهي مادة أسهل إيصالًا للحرارة من المطاط اللاتكس، وعلى الرغم من وجود العديد من النساء اللواتي رفضن استخدام الواقي الأنثوي بعد المرة الأولى ووجدنه غير عملي، فإن العديد من النساء الأخريات يجدن العكس في حال كان الواقي الأنثوي مصحوبًا بما يكفي من التثقيف والمشورة.<ref>[https://www.fpnsw.org.au/media-news/media-releases/female-condom-views-and-experiences The Female Condom: Views and Experiences]</ref> في واقع الأمر، فإن الأمم المتحدة وضعت الواقي الأنثوي  في 2012 ضمن قائمة بثلاثة عشر منتجًا "منقذًا للحياة" لا يُنظر لها بما يكفي من الاهتمام.<ref>[https://www.unfpa.org/sites/default/files/pub-pdf/Final%20UN%20Commission%20Report_14sept2012.pdf UN COMMISSION ON LIFE-SAVING COMMODITIES FOR WOMEN AND CHILDREN, Commissioners Report - September 2012]</ref>
 +
 
 +
إن كان هناك عوائق حقيقية ضد استخدام الواقي الأنثوي، فإنها مرتبطة بسعره وقلة انتشاره وتوافره، حيث أن سعره يبلغ ضعفين إلى أربعة أضعاف الواقيات الذكرية. هذه المشكلة بالذات تعود إلى الرفض الثقافي والمجتمعي للواقي الأنثوي بالأساس، حيث أن توافر الواقي الأنثوي مرتبط بدرجة الطلب عليه، وهذا ما تثبته نماذج مهمة مثل نموذج زيمبابوي في 1997. ففي حال أصبح الطلب على الواقي الأنثوي عاليًا فإن الحكومة والهيئات الصحية ستكون ملزمة بتوفيره. وعلى النقيض من حالة زيمبابوي، فإن نموذج الهيئات الصحية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا)، وهي وكالة أممية، تعطي نموذجًا مختلفًا، حيث تشغل الوكالة مئات المراكز الصحية في أربعة دول تستضيف لاجئين فلسطينيين وتنشط فيها عمليات الوكالة الصحية والتعليمية، إلا أنها لا تقدم في أي من الدول الأربعة (فلسطين، الأردن، سوريا، ولبنان) أي معلومات أو خدمات تتعلق بالواقيات الأنثوية، على الرغم من أن الوكالة لديها برامج لتنظيم الأسرة وتوزع على النساء والعائلات وسائل حماية مثل [[حبوب منع الحمل]] والواقيات الذكرية.
 +
 +
;حالة زيمبابوي 1997
 +
 +
تعد جمهورية زيمبابوي واحد من الدول ذات الاستهلاك العالي للواقيات الأنثوية، يعود ذلك إلى حملة دشنتها ناشطات نسويات وهيئات صحية في عام 1997، وجمعت هذه الحملة حوالي 30 ألف توقيع تطالب فيها الحكومة بدعم توفير الواقيات الأنثوية للنساء كوسيلة حماية ضد الأمراض المنقولة جنسيًا ولمنع للحمل. زيمبابوي كانت تشهد واحد من أعلى معدلات انتشار [[إيدز|فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV]] حول العالم، كما كانت ولا تزال واحدة من الدول التي يؤثر فيها الإيدز على النساء أكثر من تأثيره على الذكور<ref>[https://phia.icap.columbia.edu/wp-content/uploads/2016/11/ZIMBABWE-Factsheet.FIN_.pdf ZIMBABWE POPULATION-BASED HIV IMPACT ASSESSMENT ZIMPHIA 2015–2016]</ref> (على عكس الصورة النمطية عن الإيدز)،<ref name="hrc" /> وقد أخذت النساء زمام المبادرة وقمن بالمطالبة بتوفير أدوات حماية خاضعة لتحكم النساء ليساهمن بأنفسهن في الحماية ضد الإيدز. استجابت الحكومة للمطالبات وبدأت بتوفير الواقيات الأنثوية عبر منافذ كثيرة لم يكن جميعها "تقليديًا"، فبجانب العيادات والمستشفيات والصيدليات، تم توفير الواقيات الأنثوية في الجامعات والمؤسسات التعليمية، كما دُربت موظفات في حوالي 1500 صالون للشعر داخل البلاد من أجل تعليم النساء كيفية استخدام الواقي الأنثوي وقمن بتوزيعه على النساء مجانًا.<ref name="atlan" /> لقد ساهمت هذه الخطوة في تعزيز حماية النساء من الإيدز، كما أنها ساهمت في نزع الوصم المجتمعي عن استخدام النساء لوسائل الحماية والواقيات الأنثوية على وجه الخصوص.
 +
 
 +
== {{أمر مجندر|طالع}} كذلك ==
 +
 
 +
* [[وسائل منع الحمل]]
 +
* [[جنس آمن]]
 +
* [[واق ذكري]]
 +
 
 +
 
 +
 
 +
==مصادر==
188

تعديل

قائمة التصفح