سطر 92: |
سطر 92: |
| | | |
| ==النسوية البيئية كحركة اجتماعية== | | ==النسوية البيئية كحركة اجتماعية== |
− | تشكل النسوية البيئية بجوانبها المتعددة؛ والتي تتنوع بين مناهضة التعصب والاستغلال النيوليبرالي للموارد الطبيعية وعواقب التغيرات المناخية وإحياء معارف السكان الأصليين، جزءًا أساسيًا من [[حركات نسوية عابرة للحدود | الحركات النسوية العابرة للحدود]]. تعرض الحراك النسوي البيئي في بدايته لانتقادات حادة لتعزيزه افتراضات تنميطية تربط بين الطبيعة أو البيئة والمرأة المستغلة من قبل الرأسمالية. إلا أن الحركات النسوية البيئية المعاصرة جاءت بمواقف ومنهجيات متعددة الثقافات وباعتبارها فلسفة بيئية وحركة اجتماعية، واليوم تجسد النسوية البيئية نقدًا متعدد الأوجه للسياسة البيئية العالمية التي تركز على نقد السياسة البيئية العالمية، والتي تركز على دور الدولة أو المؤسسات الوطنية في الجهود الجماعية العالمية لحماية وإدارة البيئة الطبيعية. تركز الانتقادات النسوية على التجارب السياقية للنساء في السياسة البيئية على وجه التحديد. وقدمت النسوية البيئية مساهمات مهمة في الخطابات حول الأخلاقيات البيئية والعلاقات المتبادلة بين الجنس والبيئة والتنمية، كما تحفز ضرورة التغلب على الرؤية الثنائية للعلاقة بين الطبيعة والأبوية مثل نظرية [[دونا هاراواي]] حول مركزية الحيوان واستمرارية الثقافة الطبيعية. | + | تشكل النسوية البيئية بجوانبها المتعددة؛ والتي تتنوع بين مناهضة التعصب والاستغلال النيوليبرالي للموارد الطبيعية وعواقب التغيرات المناخية وإحياء معارف السكان الأصليين، جزءًا أساسيًا من [[حركات نسوية عابرة للحدود |الحركات النسوية العابرة للحدود]]. تعرض الحراك النسوي البيئي في بدايته لانتقادات حادة لتعزيزه افتراضات تنميطية تربط بين الطبيعة أو البيئة والمرأة المستغلة من قبل الرأسمالية. إلا أن الحركات النسوية البيئية المعاصرة جاءت بمواقف ومنهجيات متعددة الثقافات وباعتبارها فلسفة بيئية وحركة اجتماعية، واليوم تجسد النسوية البيئية نقدًا متعدد الأوجه للسياسة البيئية العالمية التي تركز على نقد السياسة البيئية العالمية، والتي تركز على دور الدولة أو المؤسسات الوطنية في الجهود الجماعية العالمية لحماية وإدارة البيئة الطبيعية. تركز الانتقادات النسوية على التجارب السياقية للنساء في السياسة البيئية على وجه التحديد. وقدمت النسوية البيئية مساهمات مهمة في الخطابات حول الأخلاقيات البيئية والعلاقات المتبادلة بين الجنس والبيئة والتنمية، كما تحفز ضرورة التغلب على الرؤية الثنائية للعلاقة بين الطبيعة والأبوية مثل نظرية [[دونا هاراواي]] حول مركزية الحيوان واستمرارية الثقافة الطبيعية. |
| | | |
− | بشكل عام، شهدت النسوية البيئية ثلاث مراحل أساسية. المرحلة الأولى التي بدأت في مطلع الستينات مع مناهضة النساء في أميركا لمحطات الطاقة النووية و[[حركة شيبكو]] في شمال الهند و[[حركة الحزام الأخضر]] في كينيا. واستندت الحركات في هذه الفترة على أهمية البيئة في حياة النساء العاملات باعتبار أن حماية البيئة هو أساس حماية مصالح المرأة العاملة. والمرحلة الثانية انطلقت من السبعينات إلى الثمانينات مع انتشار مفاهيم جديدة حول النسوية وعلاقتها مع العالم وظهور المصطلح والإعلان عن بداية مدرسة نسوية جديدة. أما المرحلة الثالثة فبدأت منذ أواخر الثمانينات حتى يومنا هذا، وبدأت هذه المرحلة مع تطوير النسوية البيئية كمقدمة لحركة بيئية واسعة النطاق وكان من ضمنها الحركة المناهضة للحرب وعقدت في هذه الفترة مؤتمرات عديدة تربط بين المرأة والبيئة مثل المؤتمر المناهض للعسكرة “Women's Pentagon Action” في 1981 وهو أول مؤتمر نسوي بيئي في الساحل الغربي. | + | بشكل عام، شهدت النسوية البيئية ثلاث مراحل أساسية. المرحلة الأولى التي بدأت في مطلع الستينات مع مناهضة النساء في أميركا لمحطات الطاقة النووية و[[حركة شيبكو]] في شمال الهند و[[حركة الحزام الأخضر]] في كينيا. واستندت الحركات في هذه الفترة على أهمية البيئة في حياة النساء العاملات باعتبار أن حماية البيئة هو أساس حماية مصالح المرأة العاملة. والمرحلة الثانية انطلقت من السبعينيات إلى الثمانينات مع انتشار مفاهيم جديدة حول النسوية وعلاقتها مع العالم وظهور المصطلح والإعلان عن بداية مدرسة نسوية جديدة. أما المرحلة الثالثة فبدأت منذ أواخر الثمانينيات حتى يومنا هذا، وبدأت هذه المرحلة مع تطوير النسوية البيئية كمقدمة لحركة بيئية واسعة النطاق وكان من ضمنها الحركة المناهضة للحرب وعقدت في هذه الفترة مؤتمرات عديدة تربط بين المرأة والبيئة مثل المؤتمر المناهض للعسكرة “Women's Pentagon Action” في 1981 وهو أول مؤتمر نسوي بيئي في الساحل الغربي. |
| | | |
| | | |
| ===السبعينيات: حركة شيبكو في الهند=== | | ===السبعينيات: حركة شيبكو في الهند=== |
| [[ملف:حركة شيبكو.jpeg|تصغير|نساء يقمن بعناق الأشجار احتجاجًا في جبال الهمالايا (حركة شيبكو)]] | | [[ملف:حركة شيبكو.jpeg|تصغير|نساء يقمن بعناق الأشجار احتجاجًا في جبال الهمالايا (حركة شيبكو)]] |
− | اطلقت نساء من الهند [[حركة شيبكو]] في السبعينيات بهدف حماية الأشجار والغابات التي قررت الحكومة تدميرها بالاتفاق مع شركات تجارية. نشأت الحركة في منطقة جبال الهيمالايا في أوتار براديش سنة 1973 وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء جبال الهملايا الهندية. وتعني كلمة شيبكو (chipko) العناق وهو التكتيك الأساسي الذي استعملته المتظاهرات حيث قامت النساء باحتضان الأشجار لمنع الآلات من قطعها. بالإضافة إلى تكتيك "معانقة الأشجار"، استخدمت محتجّات شيبكو عددًا من التقنيات الأخرى التي ترتكز على مفهوم المقاومة اللاعنفية. على سبيل المثال، أعلن سكان منطقة باهوجونا الصيام لمدة أسبوعين عام 1974 احتجاجًا على سياسة تدمير الغابات؛ وفي قرية بولنا في وادي بيوندار في عام 1978، صادرت النساء أدوات قطع الأشجار. | + | اطلقت نساء من الهند [[حركة شيبكو]] في السبعينيات بهدف حماية الأشجار والغابات التي قررت الحكومة تدميرها بالاتفاق مع شركات تجارية. نشأت الحركة في منطقة جبال الهيمالايا في أوتار براديش سنة 1973 وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء جبال الهملايا الهندية. وتعني كلمة شيبكو (chipko) العناق وهو التكتيك الأساسي الذي استعملته المتظاهرات حيث قامت النساء باحتضان الأشجار لمنع الآلات من قطعها. بالإضافة إلى تكتيك "معانقة الأشجار"، استخدمت محتجّات شيبكو عددًا من التقنيات الأخرى التي ترتكز على مفهوم المقاومة اللاعنفية. على سبيل المثال، أعلن سكان منطقة باهوجونا الصيام لمدة أسبوعين عام 1974 احتجاجًا على سياسة تدمير الغابات؛ وفي قرية بولنا في وادي بيوندار في عام 1978، صادرت النساء أدوات قطع الأشجار. |
| | | |
| تشير التقديرات إلى أنه بين عامي 1972 و1979، شاركت أكثر من 150 قرية في حركة شيبكو، مما أدى إلى 12 احتجاجٍ كبيرٍ والعديد من المواجهات الطفيفة في أوتارانتشال. جاء النجاح الكبير الذي حققته الحركة في عام 1980، عندما أدى نداء وجهته منطقة باهوجونا إلى موافقة رئيسة الوزراء الهندي أنديرا غاندي على إعلان قرار حظر لمدة 15 عامًا على القطع التجاري للغابات في منطقة جبال الهيمالايا. | | تشير التقديرات إلى أنه بين عامي 1972 و1979، شاركت أكثر من 150 قرية في حركة شيبكو، مما أدى إلى 12 احتجاجٍ كبيرٍ والعديد من المواجهات الطفيفة في أوتارانتشال. جاء النجاح الكبير الذي حققته الحركة في عام 1980، عندما أدى نداء وجهته منطقة باهوجونا إلى موافقة رئيسة الوزراء الهندي أنديرا غاندي على إعلان قرار حظر لمدة 15 عامًا على القطع التجاري للغابات في منطقة جبال الهيمالايا. |
| | | |
− | مع استمرار الحركة، أصبحت الاحتجاجات أكثر توجهاً نحو المشروع وتوسعت لتشمل البيئة بأكملها في المنطقة، وأصبحت في نهاية المطاف حركة "انقذوا الهيمالايا" وتركزت العديد من الاحتجاجات ضد سد تهري على نهر وضد عمليات التعدين المختلفة، مما أدى إلى إغلاق محجر واحد من الحجر الجيري واحد على الأقل. وبالمثل، أدت جهود إعادة التحريج الضخمة إلى زراعة أكثر من مليون شجرة في المنطقة. في عام 2004، استؤنفت احتجاجات شيبكو رداً على رفع حظر قطع الأشجار في هيماشال براديش. | + | مع استمرار الحركة، أصبحت الاحتجاجات أكثر توجهًا نحو المشروع وتوسعت لتشمل البيئة بأكملها في المنطقة، وأصبحت في نهاية المطاف حركة "انقذوا الهيمالايا" وتركزت العديد من الاحتجاجات ضد سد تهري على نهر وضد عمليات التعدين المختلفة، مما أدى إلى إغلاق محجر واحد من الحجر الجيري واحد على الأقل. وبالمثل، أدت جهود إعادة التحريج الضخمة إلى زراعة أكثر من مليون شجرة في المنطقة. في عام 2004، استؤنفت احتجاجات شيبكو ردًا على رفع حظر قطع الأشجار في هيماشال براديش. |
| | | |
| ===الثمانينيات=== | | ===الثمانينيات=== |
| ====حركة الحزام الأخضر في كينيا==== | | ====حركة الحزام الأخضر في كينيا==== |
| [[ملف:وانجاري ماثايا.jpg|تصغير|يسار|مؤسسة حركة الحزام الأخضر وانجاري ماثاي]] | | [[ملف:وانجاري ماثايا.jpg|تصغير|يسار|مؤسسة حركة الحزام الأخضر وانجاري ماثاي]] |
− | خلال الفترة ما بين عامي 1976 و1987، بدأت تظهر المشاكل البيئية التي تعاني منها كينيا. كانت العالمة البيئية [[وانجاري ماثاي]] حينها عضوة فعالة في المجلس الوطني للمرأة في كينيا؛ حيث ترأست المجلس ما بين عامي 1981 و1987. ودفعت المشاكل البيئية، ومن بينها الجفاف وتدمير الغابات والتصحر، ماثاي لطرح فكرة زراعة الأشجار بشكل مجتمعي. وقد واصلت تطوير فكرة زراعة الأشجار من أجل مكافحة التآكل وتوفير حطب الوقود وحماية مستنقعات المياه وتعزيز التغذية وتحسينها، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للنساء. تحت رعاية المجلس الوطني للمرأة في كينيا، أسست ماثاي في عام 1977 [[حركة الحزام الأخضر]]، وهي منظمة بيئية غير حكومية تتمركز حول الربط بين حماية البيئة وحقوق المرأة. وقد انتشرت هذه الحركة في البلدان الإفريقية الأخرى؛ حيث ساعدت على زراعة أكثر من ثلاثين مليون شجرة في إفريقيا، كما ساعدت ما يقرب من 900.000 امرأة للحصول على أجر مقابل العمل الزراعي. حصلت وانجاري ماثاي العالمة البيئية والمدافعة عن حقوق المرأة الكينية على جائزة نوبل للسلام في عام 2004؛ لتصبح أول امرأة إفريقية تحصل على الجائزة. | + | خلال الفترة ما بين عامي 1976 و1987، بدأت تظهر المشاكل البيئية التي تعاني منها كينيا. كانت العالمة البيئية [[وانجاري ماثاي]] حينها عضوة فعالة في المجلس الوطني للمرأة في كينيا؛ حيث ترأست المجلس ما بين عامي 1981 و1987. ودفعت المشاكل البيئية، ومن بينها الجفاف وتدمير الغابات والتصحر، ماثاي لطرح فكرة زراعة الأشجار بشكل مجتمعي. وقد واصلت تطوير فكرة زراعة الأشجار من أجل مكافحة التآكل وتوفير حطب الوقود وحماية مستنقعات المياه وتعزيز التغذية وتحسينها، بالإضافة إلى توفير فرص العمل للنساء. تحت رعاية المجلس الوطني للمرأة في كينيا، أسست ماثاي في عام 1977 [[حركة الحزام الأخضر]]، وهي منظمة بيئية غير حكومية تتمركز حول الربط بين حماية البيئة وحقوق المرأة. وقد انتشرت هذه الحركة في البلدان الإفريقية الأخرى؛ حيث ساعدت على زراعة أكثر من ثلاثين مليون شجرة في إفريقيا، كما ساعدت ما يقرب من 900,000 امرأة للحصول على أجر مقابل العمل الزراعي. حصلت وانجاري ماثاي العالمة البيئية والمدافعة عن حقوق المرأة الكينية على جائزة نوبل للسلام في عام 2004؛ لتصبح أول امرأة إفريقية تحصل على الجائزة. |
| | | |
− | تعرضت الحركة لاستهداف ممنهج من قبل النظام الحاكم حتى مطلع الستعينات، فتم استهداف عضوات الحركة إما من خلال الاعتقال التعسفي أو بحملات تشهير واسعة النطاق وصلت إلى أن يصف الرئيس الكيني في ذلك الوقت ماثاي بأنها "إمرأة مطلقة تسعى إلى خراب المجتمع". | + | تعرضت الحركة لاستهداف ممنهج من قبل النظام الحاكم حتى مطلع الستعينيات، فاستُهدفت عضوات الحركة إما من خلال الاعتقال التعسفي أو بحملات تشهير واسعة النطاق وصلت إلى أن يصف الرئيس الكيني في ذلك الوقت ماثاي بأنها "إمرأة مطلّقة تسعى إلى خراب المجتمع". |
| | | |
| | | |
| ====نساء ضد البنتاغون في الولايات المتحدة==== | | ====نساء ضد البنتاغون في الولايات المتحدة==== |
| [[ملف:ملصق نساء ضد البنتاغون.jpeg|تصغير|يسار|ملصق دعوة للمشاركة في احتجاجات "نساء ضد البنتاغون"]] | | [[ملف:ملصق نساء ضد البنتاغون.jpeg|تصغير|يسار|ملصق دعوة للمشاركة في احتجاجات "نساء ضد البنتاغون"]] |
− | في نوفمبر 1980 و1981، التقت أكثر من ٢٠٠٠ إمرأة أمام البنتاغون (هو مبنى مقر وزارة دفاع الولايات المتحدة) للاحتجاج بعد حادثة محطة "ثري مايل آيلاند" النووية في بنسلفانيا التي وقعت عام 1979. | + | في تشرين الثاني (نوفمبر) 1980 و1981، التقت أكثر من 2000 إمرأة أمام البنتاغون (هو مبنى مقر وزارة دفاع الولايات المتحدة) للاحتجاج بعد حادثة محطة "ثري مايل آيلاند" النووية في بنسلفانيا التي وقعت عام 1979. |
| | | |
− | انبثقت فكرة [[نساء ضد البنتاغون]] من مؤتمر نسوي بيئي حول المرأة والحياة على الأرض، والذي عُقد في ولاية ماساتشوستس في ربيع عام 1980 وحضرته أكثر من ٦٠٠ إمرأة. وفي خريف ١٩٨٠، اجتمعت مجموعة فرعية لدراسة الروابط بين العنف ضد المرأة والعنصرية وتدمير البيئة والأرض. صدر عن اللقاء مانيفستو أطلق عليه "بيان الوحدة"، والذي صاغته الكاتبة [[غرايس بالي]] ويركز على حماية المرأة والبيئة والتأكيد على أن كل أشكال الحياة متصلة ببعضها البعض كما ينادي لمناهضة العسكرة والأسلحة النووية. شاركت في الاحتجاج العديد من المجموعات النسوية ورفعت النساء شعارات تقول "نحن نرثي أرضنا وأجسادنا". | + | انبثقت فكرة [[نساء ضد البنتاغون]] من مؤتمر نسوي بيئي حول المرأة والحياة على الأرض، والذي عُقد في ولاية ماساتشوستس في ربيع عام 1980 وحضرته أكثر من 600 إمرأة. وفي خريف 1980، اجتمعت مجموعة فرعية لدراسة الروابط بين [[العنف ضد النساء]] والعنصرية وتدمير البيئة والأرض. صدر عن اللقاء مانيفستو أطلق عليه "بيان الوحدة"، والذي صاغته الكاتبة [[غرايس بالي]] ويركز على حماية النساء والبيئة والتأكيد على أن كل أشكال الحياة متصلة ببعضها البعض كما ينادي لمناهضة العسكرة والأسلحة النووية. شاركت في الاحتجاج العديد من المجموعات النسوية ورفعت النساء شعارات تقول "نحن نرثي أرضنا وأجسادنا". |
| | | |
− | استخدمت المحتجّات وسائل مختلفة، كاعلان الاعتصام المفتوح واقفال مداخل البنتاغون واستخدام الطبول كما قمن بتخييط حبال عريضة حول المجموعات المحتجة لحمايتهن من الاعتقال من قبل الشرطة. | + | استخدمت المحتجّات وسائل مختلفة، كإعلان الاعتصام المفتوح وإقفال مداخل البنتاغون واستخدام الطبول كما قمن بتخييط حبال عريضة حول المجموعات المحتجة لحمايتهن من الاعتقال من قبل الشرطة. |
| | | |
| | | |
| ===التسعينيات=== | | ===التسعينيات=== |
| [[ملف:Berta Cáceres (cropped).jpg|310x250px|تصغير|يسار|بريتا كاسيرس (1971 - 2016)]] | | [[ملف:Berta Cáceres (cropped).jpg|310x250px|تصغير|يسار|بريتا كاسيرس (1971 - 2016)]] |
− | انطلقت مؤتمرات عديدة معنيّة بقضايا النساء والبيئة منذ بداية التسعينيّات وتحديدًا بدأ باطلاق منظّمة البيئة والتنمية للنساء WEDO مؤتمر النساء العالمي لكوكب سليم في ميامي في نوفمير 1991. وحشدت العديد من منظّمات النساء البيئيّة خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئية والتنمية UNCED سنة 1992 التأييد لصالح العمل لأجل حقوق النساء والبيئة جنبًا إلى جنب والذي ترتب عليه تطوير مجموعة من النساء من الجنوب والشمال العالمي منهم [[فندانا شيفا]] و[[وانجاري ماثاي]] فصل في جدول أعمال القرن ال21 حول مشاركة النساء في صنع القرارات المتعلقة بالقضايا البيئية. | + | انطلقت مؤتمرات عديدة معنيّة بقضايا النساء والبيئة منذ بداية التسعينيّات وتحديدًا بدأ باطلاق منظّمة البيئة والتنمية للنساء WEDO مؤتمر النساء العالمي لكوكب سليم في ميامي في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991. وحشدت العديد من منظّمات النساء البيئيّة خلال مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئية والتنمية UNCED سنة 1992 التأييد لصالح العمل لأجل حقوق النساء والبيئة جنبًا إلى جنب والذي ترتب عليه تطوير مجموعة من النساء من الجنوب والشمال العالمي منهم [[فندانا شيفا]] و[[وانجاري ماثاي]] فصل في جدول أعمال القرن ال21 حول مشاركة النساء في صنع القرارات المتعلقة بالقضايا البيئية. |
| | | |
| ركزت قضايا الحركة النسويّة البيئية خلال التسعينيات على الصراعات حول المناطق التي تتعرض مواردها الطبيعية للاستغلال المفرط عن طريق عمليات التعدين أو النفط أو الحراجة الزراعيّة. واشتبكت النسويّات مع هذه الصراعات للدفاع عن مناطقهم ومناهضة نتائج العنف البيئي على حيوات النساء. في أمريكا اللاتينيّة أسست [[بريتا كاسيرس]] مع نساء أخريات في هندوراس في 1993 مجلس المنظمات الشعبية ومنظمات السكان الأصليين في هندوراس (بالإنجليزية: Council of Popular and Indigenous Organizations of Honduras)، لمناهضة التعدين والحفر غير القانوني وبناء السد الذي سيترتب عليه قطع المياة والطعام والأدوية عن سكان قبيلة لينكا. فعملن على إلغاء العديد من خطط قطع الأشجار وطورّن العديد من خطط إدارة الغابات كما أنشأن عدة مناطق من الغابات المحميّة وعملن على تأمين أكثر من 100 صك ملكية جماعية للأراضي لصالح مجتمعات السكان الأصليين. وفي بيرو، عملت الناشطة [[ماكسيما أكونا]] على الدفاع عن البحيرات ضد مشاريع التعدين في منطقة الأنديز. | | ركزت قضايا الحركة النسويّة البيئية خلال التسعينيات على الصراعات حول المناطق التي تتعرض مواردها الطبيعية للاستغلال المفرط عن طريق عمليات التعدين أو النفط أو الحراجة الزراعيّة. واشتبكت النسويّات مع هذه الصراعات للدفاع عن مناطقهم ومناهضة نتائج العنف البيئي على حيوات النساء. في أمريكا اللاتينيّة أسست [[بريتا كاسيرس]] مع نساء أخريات في هندوراس في 1993 مجلس المنظمات الشعبية ومنظمات السكان الأصليين في هندوراس (بالإنجليزية: Council of Popular and Indigenous Organizations of Honduras)، لمناهضة التعدين والحفر غير القانوني وبناء السد الذي سيترتب عليه قطع المياة والطعام والأدوية عن سكان قبيلة لينكا. فعملن على إلغاء العديد من خطط قطع الأشجار وطورّن العديد من خطط إدارة الغابات كما أنشأن عدة مناطق من الغابات المحميّة وعملن على تأمين أكثر من 100 صك ملكية جماعية للأراضي لصالح مجتمعات السكان الأصليين. وفي بيرو، عملت الناشطة [[ماكسيما أكونا]] على الدفاع عن البحيرات ضد مشاريع التعدين في منطقة الأنديز. |
| | | |
− | تم الموافقة لأول مرة في مؤتمر النساء الرابع في بكين سنة 1995 على عدم إمكانيّة فصل حقوق النساء عن الحقوق البيئية.<ref>Susan Buckingham, [https://www.sciencedirect.com/topics/social-sciences/ecofeminism EcoFeminism], in International Encyclopedia of the Social & Behavioral Sciences (Second Edition), 2015</ref> وقسم جدول أعمال القرن ال21 هذه القضية إلى قضية التعليم والصحة والفئات المهمشة والتخطيط والإسكان والنقل وجدول الأعمال المحلي والاستهلاك والنفايات.
| + | اتُفِق لأول مرة في مؤتمر النساء الرابع في بكين سنة 1995 على عدم إمكانيّة فصل حقوق النساء عن الحقوق البيئية.<ref>Susan Buckingham, [https://www.sciencedirect.com/topics/social-sciences/ecofeminism EcoFeminism], in International Encyclopedia of the Social & Behavioral Sciences (Second Edition), 2015</ref> وقسم جدول أعمال القرن ال21 هذه القضية إلى قضية التعليم والصحة والفئات المهمشة والتخطيط والإسكان والنقل وجدول الأعمال المحلي والاستهلاك والنفايات. |
| + | |
| + | وفي 1997، في جامبيا أسست [[إيساتو كيساي]] Isatou Ceesay مع نساء أخريات من شمال جمبيا مركز نجاو لإعادة التدوير بهدف إلقاء الضوء على أهمية إعادة معالجة النفايات. ووفر المركز فرص عمل لأكثر من 100 امرأة وتوسع المشروع بعدها وشمل على مناطق أخرى. |
| | | |
− | وفي 1997 في جامبيا أسست [[إيساتو كيساي]] Isatou Ceesay مع نساء أخريات من شمال جمبيا مركز نجاو لإعادة التدوير بهدف إلقاء الضوء على أهمية إعادة معالجة النفايات. ووفر المركز فرص عمل لأكثر من 100 امرأة وتوسع المشروع بعدها وشمل على مناطق أخرى.
| |
| === الألفينيات إلى الآن === | | === الألفينيات إلى الآن === |
| [[ملف:احتجاج نساء أندونيسيات ضد بناء مصنع للأسمنت في أبريل 2016.jpg|تصغير|يسار|احتجاج نساء أندونيسيات ضد بناء مصنع للأسمنت في أبريل 2016]] | | [[ملف:احتجاج نساء أندونيسيات ضد بناء مصنع للأسمنت في أبريل 2016.jpg|تصغير|يسار|احتجاج نساء أندونيسيات ضد بناء مصنع للأسمنت في أبريل 2016]] |
| ارتبطت الحراكات البيئية النسوية خلال الألفينيات بقضايا الحق في الأرض وحماية مواردها. ففي الهند في عام 2002، انطلقت [[حركة مناهضة كوكا كولا]] في كيرالا تحت قيادة مجموعة نساء من مجتمعات قبيلة إرفلر وملاسار، منهم [[ماييلاما]] Mayilamma، مطالبين بإغلاق شركة كوكا كولا والني أنشئت في 2002 لتسببها في أزمة تلوث كبيرة للمياه في المنطقة. وفي البرازيل، تعمل [[أوسفاليندا ماريا ألفز بريرا]] Osvalinda Maria Alves Pereira في ولاية بارا على تحفيز الأفراد لزراعة المحاصيل الغذائية في أراضيهم لكي لا يحتاجوا إلى العمل عند الحطابين ويساهموا في تدمير الغابات في ظروف عمل أقرب ما تكون إلى الاستعباد. وخلال العشرين سنة الماضية، تمكنت من دعم 280 عائلة لزرع وإنتاج محاصيل غذائية مستدامة.<ref>Front line Defenders, [https://www.frontlinedefenders.org/en/profile/osvalinda-maria-alves-pereira Osvalinda Maria Alves Pereira]</ref> وفي النيبال، تعمل [[بيديا شرستا مهرجان]] Bidya Shrestha Maharjan في وادي كاتماندو لوقف التوسع غير القانوني للطرق في الوادي الذي يقطنه شعب نيوا جوثي والذي شرد الآلاف منهم دون الحصول على تعويض.<ref>Front Line Defenders, [https://www.frontlinedefenders.org/en/profile/bidya-shrestha-maharjan Bidya Shrestha Maharjan]</ref> وفي الصين بدأت [[تشين فيانفانج]] نشاطها البيئي بعد استيلاء السلطات المحلية وشركات التطوير على أراضيها هي وأسرتها دون تعويض كاف. خلال العشر سنوات الماضية، تعمل تشين على الصعيد الشعبي للدفاع عن حقوق الأرض والسكن. <ref>Front line Defenders, [https://www.frontlinedefenders.org/en/profile/chen-jianfang Chen Jianfang]</ref> وفي أبريل 2016 في أندونيسيا، احتجت مجموعة من النساء أمام القصر الرئاسي على تطوير مصنع للأسمنت في موطنهم في منطقة ريمبانغ والذي سينتج عنه تلوث المنطقة وتخريب مصدرهم للمياه وبالتالي عدم تمكنهن من الزراعة بحرية. واحتجت النساء بوضع أقدامهن في صندوق من الأسمنت، الحركة التي تحولت من بعدها إلى رمز للاحتجاج ضد بناء هذه المصانع. <ref> Jewel Topsfield and Amilia Rosa, [https://www.smh.com.au/world/women-of-rembang-put-their-feet-down-to-save-farms-from-cement-factory-20160501-goj5q7.html Women of Rembang put their feet down to save farms from cement factory], The Sydney Morning Herald</ref> | | ارتبطت الحراكات البيئية النسوية خلال الألفينيات بقضايا الحق في الأرض وحماية مواردها. ففي الهند في عام 2002، انطلقت [[حركة مناهضة كوكا كولا]] في كيرالا تحت قيادة مجموعة نساء من مجتمعات قبيلة إرفلر وملاسار، منهم [[ماييلاما]] Mayilamma، مطالبين بإغلاق شركة كوكا كولا والني أنشئت في 2002 لتسببها في أزمة تلوث كبيرة للمياه في المنطقة. وفي البرازيل، تعمل [[أوسفاليندا ماريا ألفز بريرا]] Osvalinda Maria Alves Pereira في ولاية بارا على تحفيز الأفراد لزراعة المحاصيل الغذائية في أراضيهم لكي لا يحتاجوا إلى العمل عند الحطابين ويساهموا في تدمير الغابات في ظروف عمل أقرب ما تكون إلى الاستعباد. وخلال العشرين سنة الماضية، تمكنت من دعم 280 عائلة لزرع وإنتاج محاصيل غذائية مستدامة.<ref>Front line Defenders, [https://www.frontlinedefenders.org/en/profile/osvalinda-maria-alves-pereira Osvalinda Maria Alves Pereira]</ref> وفي النيبال، تعمل [[بيديا شرستا مهرجان]] Bidya Shrestha Maharjan في وادي كاتماندو لوقف التوسع غير القانوني للطرق في الوادي الذي يقطنه شعب نيوا جوثي والذي شرد الآلاف منهم دون الحصول على تعويض.<ref>Front Line Defenders, [https://www.frontlinedefenders.org/en/profile/bidya-shrestha-maharjan Bidya Shrestha Maharjan]</ref> وفي الصين بدأت [[تشين فيانفانج]] نشاطها البيئي بعد استيلاء السلطات المحلية وشركات التطوير على أراضيها هي وأسرتها دون تعويض كاف. خلال العشر سنوات الماضية، تعمل تشين على الصعيد الشعبي للدفاع عن حقوق الأرض والسكن. <ref>Front line Defenders, [https://www.frontlinedefenders.org/en/profile/chen-jianfang Chen Jianfang]</ref> وفي أبريل 2016 في أندونيسيا، احتجت مجموعة من النساء أمام القصر الرئاسي على تطوير مصنع للأسمنت في موطنهم في منطقة ريمبانغ والذي سينتج عنه تلوث المنطقة وتخريب مصدرهم للمياه وبالتالي عدم تمكنهن من الزراعة بحرية. واحتجت النساء بوضع أقدامهن في صندوق من الأسمنت، الحركة التي تحولت من بعدها إلى رمز للاحتجاج ضد بناء هذه المصانع. <ref> Jewel Topsfield and Amilia Rosa, [https://www.smh.com.au/world/women-of-rembang-put-their-feet-down-to-save-farms-from-cement-factory-20160501-goj5q7.html Women of Rembang put their feet down to save farms from cement factory], The Sydney Morning Herald</ref> |
| | | |
− | وارتبطت الحركة النسوية البيئية خلال السنوات الماضية بحراك العدالة المناخية وتحديدًا حراك الفتيات والشابات؛ ففي آب/ أغسطس 2018 أطلقت الناشطة البيئية السويدية [[غريتا تونبرج]] حراك الطلاب البيئي داعية إلى وقفة احتجاجية، والتي توسعت فيما بعد إلى حراك انتشر بين الفتيات والشابات في بلاد عديدة. | + | وارتبطت الحركة النسوية البيئية خلال السنوات الماضية بحراك العدالة المناخية وتحديدًا حراك الفتيات والشابات؛ ففي آب (أغسطس) 2018، أطلقت الناشطة البيئية السويدية [[غريتا تونبرج]] حراك الطلاب البيئي داعية إلى وقفة احتجاجية، والتي توسعت فيما بعد إلى حراك انتشر بين الفتيات والشابات في بلاد عديدة. |
| | | |
| واطلق المقترح التشريعي [[الصفقة الجديدة الخضراء]] Green New Deal في الولايات المتحدة، | | واطلق المقترح التشريعي [[الصفقة الجديدة الخضراء]] Green New Deal في الولايات المتحدة، |