تغييرات

تعديل وصلات
سطر 3: سطر 3:     
==مقدمة==
 
==مقدمة==
يعد موضوع [[العنف ضد المرأة]] بمختلف أشكاله وكيفية التصدي له هو أولوية من أولويات [[الحركة النسوية]] محليا وإقليميا ودوليا. مناهضة العنف لا تعني حصرا القضاء على الظاهرة أو الحد منها ولكنها تعني أيضا وبشكل أساسي خلق آليات حقيقية تتعامل مع وقائع [[العنف ضد النساء]] من خلال رؤية شاملة تدمج [[منظور النوع الاجتماعي]] وتوفر الخدمات الأساسية [[الناجيات من العنف|للناجيات من العنف]]. لذلك يشغل الكثير من النسويات المنخرطات في منظمات وحركات ومبادرات مختلفة سؤال أساسي وهو: كيف يمكن الاستجابة لاحتياجات [[الناجيات من العنف]] بشكل أفضل؟ هناك طرق عدة للاستجابة لاحتياجات الناجيات بشكل شامل وعدة خدمات من المهم تقديمها، ومنها الخدمات الطبية والمساندة القانونية والدعم النفسي. ومن أهم سبل الاستجابة لاحتياجات النساء المعنفات هو توفير [[البيوت الآمنة|بيوت آمنة]] (shelters) للناجيات من [[العنف الأسري]] أو [[العنف الجنسي|الجنسي]] وذلك أولاً لحمايتهن من تكرار تجربة العنف بعيدا عن الأسرة أو الزوج، أو أيا كان المعتدي، وثانيا لتمكينهن ومساندتهن لإعادة الاندماج في المجتمع سواء كان ذلك عن طريق التمكين الاقتصادي أو توفير الدعم النفسي أو المساندة القانونية.
+
يعد موضوع [[عنف ضد المرأة | العنف ضد المرأة]] بمختلف أشكاله وكيفية التصدي له هو أولوية من أولويات [[حركة نسوية | الحركة النسوية]] محليا وإقليميا ودوليا. مناهضة العنف لا تعني حصرا القضاء على الظاهرة أو الحد منها ولكنها تعني أيضا وبشكل أساسي خلق آليات حقيقية تتعامل مع وقائع العنف ضد النساء من خلال رؤية شاملة تدمج [[منظور النوع الاجتماعي]] وتوفر الخدمات الأساسية [[الناجيات من العنف|للناجيات من العنف]]. لذلك يشغل الكثير من النسويات المنخرطات في منظمات وحركات ومبادرات مختلفة سؤال أساسي وهو: كيف يمكن الاستجابة لاحتياجات [[الناجيات من العنف]] بشكل أفضل؟ هناك طرق عدة للاستجابة لاحتياجات الناجيات بشكل شامل وعدة خدمات من المهم تقديمها، ومنها الخدمات الطبية والمساندة القانونية والدعم النفسي. ومن أهم سبل الاستجابة لاحتياجات النساء المعنفات هو توفير [[البيوت الآمنة|بيوت آمنة]] (shelters) للناجيات من [[العنف الأسري]] أو [[العنف الجنسي|الجنسي]] وذلك أولاً لحمايتهن من تكرار تجربة العنف بعيدا عن الأسرة أو الزوج، أو أيا كان المعتدي، وثانيا لتمكينهن ومساندتهن لإعادة الاندماج في المجتمع سواء كان ذلك عن طريق التمكين الاقتصادي أو توفير الدعم النفسي أو المساندة القانونية.
    
انطلاقا من إيماننا بأهمية وجود بيوت لحماية وتمكين [[الناجيات من العنف]]، تقدم "نظرة للدراسات النسوية"هذا البحث عن البيوت الآمنة للنساء (shelters) في مصر سواء كانت تلك البيوت تابعة للحكومة (وزارة التضامن الاجتماعي) أو المجتمع المدني (والتي تخضع كذلك لإشراف وزارة التضامن). الهدف من البحث هو أولا توثيق حالة البيوت الآمنة للنساء في مصر ومدى استعدادها وأهليتها لاستقبال الناجيات من العنف، وثانيا تقديم توصيات لتحسي الخدمة المقدمة من هذه البيوت للنساء المعنفات. يأتي هذا البحث أيضا في ضوء تفعيل [[الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة]] التي أطلقها [[المجلس القومي للمرأة]] العام الماضي بتاريخ 7 مايو 2015. تطرقت الاستراتيجية في محورها الثالث إلى موضوع البيوت الآمنة وأعلنت أن من أهدافها "توفير مراكز استضافة كافية للمعنفات". حيث أن الإستراتيجية تتطرق إلي زيادة عدد البيوت الآمنة في الجمهورية، فمن الضروري توثيق وتقييم مدى أهلية البيوت الموجودة بالفعل لاستقبال الناجيات وتمكينهن، حتى يكون الحديث عن زيادة عدد البيوت الآمنة واقعيا وذي جدوى.
 
انطلاقا من إيماننا بأهمية وجود بيوت لحماية وتمكين [[الناجيات من العنف]]، تقدم "نظرة للدراسات النسوية"هذا البحث عن البيوت الآمنة للنساء (shelters) في مصر سواء كانت تلك البيوت تابعة للحكومة (وزارة التضامن الاجتماعي) أو المجتمع المدني (والتي تخضع كذلك لإشراف وزارة التضامن). الهدف من البحث هو أولا توثيق حالة البيوت الآمنة للنساء في مصر ومدى استعدادها وأهليتها لاستقبال الناجيات من العنف، وثانيا تقديم توصيات لتحسي الخدمة المقدمة من هذه البيوت للنساء المعنفات. يأتي هذا البحث أيضا في ضوء تفعيل [[الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة]] التي أطلقها [[المجلس القومي للمرأة]] العام الماضي بتاريخ 7 مايو 2015. تطرقت الاستراتيجية في محورها الثالث إلى موضوع البيوت الآمنة وأعلنت أن من أهدافها "توفير مراكز استضافة كافية للمعنفات". حيث أن الإستراتيجية تتطرق إلي زيادة عدد البيوت الآمنة في الجمهورية، فمن الضروري توثيق وتقييم مدى أهلية البيوت الموجودة بالفعل لاستقبال الناجيات وتمكينهن، حتى يكون الحديث عن زيادة عدد البيوت الآمنة واقعيا وذي جدوى.
   −
==أهمية [[المنظور النسوي]]==
+
==أهمية [[منظور نسوي | المنظور النسوي]]==
إن التعاطي مع فكرة البيوت الآمنة يختلف حسب المنظور الذي نتبناه وحسب رؤيتنا للعنف. كمجموعة نسويات، نرى أن العنف ضد المرأة هو تجلي للبنية والثقافة الأبوية التي تخلق علاقات قوى غير متكافئة بين الرجال والنساء وتقهر النساء بطرق عدة منها [[العنف الجسدي]] و[[العنف الجنسي|الجنسي]]. لا يمكن فصل [[العنف ضد المرأة]] عن المنطق الأبوي وعن النظرة الدونية للنساء و[[التمييز ضد النساء]] بكافة الطرق الأخرى. بالتالي نحن نرى [[العنف ضد النساء]] لا كفعل فردي أو استثنائي، بل كاستمرار أكثر فجاجة لأشكال أخرى من القهر الأبوي. نرى [[البيوت الآمنة]] كأداة من أدوات تمكين النساء ومساندتهن على تخطى تجربة العنف ليتحولن من ضحايا إلى ناجيات قادرات على إعادة ممارسة حيواتهن بالطريقة التي يختارونها دون الإحساس المستمر بالوصمة أو لوم الذات. من نفس المنطلق، ف[[البيوت الآمنة]] ليست خدمة منعزلة بذاتها بل ينبغى أن تكون جزء من منظومة أشمل تهدف للاستجابة لاحتياجات [[الناجيات من العنف]] على جميع الأصعدة. [[البيوت الآمنة]] ليست أيضا أماكن للصلح بين طرفين،. فمن منظورنا، [[العنف ضد المرأة]] جريمة حتى وان كانت أشكالا كثيرة منه غير مجرمة قانونا، والناجية التي تلجأ للبيت الآمن هي ناجية من جريمة عنف وليست امرأة غاضبة على أثر شجار مع زوجها أو أسرتها، ونؤمن أن دور البيت الآمن هو توفير الحماية ل[[الناجيات من العنف|لناجية]] وإعادة تأهيلها، وليس تبني دور الوصاية عليها في تحديد ما يجب فعله نتيجة العنف الممارس ضدها، أو أخذ قرارات بالنيابة عنها، مثلما يحدث حينما يقوم بعض القائمين على تلك البيوت باجتماعات الصلح بين الناجيات والجناة في حالات العنف الممارس في المجال الخاص وتباعا، نحن لا نقف على مسافة واحدة من الطرفين، فنحن في صف الناجية ونرى أنه من دور البيوت الآمنة أن تمكنها هي من اتخاذ القرار الذي يناسبها سواء بالاستقلال أو العودة.
+
إن التعاطي مع فكرة البيوت الآمنة يختلف حسب المنظور الذي نتبناه وحسب رؤيتنا للعنف. كمجموعة نسويات، نرى أن العنف ضد المرأة هو تجلي للبنية والثقافة الأبوية التي تخلق علاقات قوى غير متكافئة بين الرجال والنساء وتقهر النساء بطرق عدة منها [[العنف الجسدي]] و[[العنف الجنسي|الجنسي]]. لا يمكن فصل [[عنف ضد المرأة | العنف ضد المرأة]] عن المنطق الأبوي وعن النظرة الدونية للنساء و[[تمييز جنسي | التمييز ضد النساء]] بكافة الطرق الأخرى. بالتالي نحن نرى [[العنف ضد النساء]] لا كفعل فردي أو استثنائي، بل كاستمرار أكثر فجاجة لأشكال أخرى من القهر الأبوي. نرى [[البيوت الآمنة]] كأداة من أدوات تمكين النساء ومساندتهن على تخطى تجربة العنف ليتحولن من ضحايا إلى ناجيات قادرات على إعادة ممارسة حيواتهن بالطريقة التي يختارونها دون الإحساس المستمر بالوصمة أو لوم الذات. من نفس المنطلق، ف[[البيوت الآمنة]] ليست خدمة منعزلة بذاتها بل ينبغى أن تكون جزء من منظومة أشمل تهدف للاستجابة لاحتياجات [[ناجيات من العنف | الناجيات من العنف]] على جميع الأصعدة. [[البيوت الآمنة]] ليست أيضا أماكن للصلح بين طرفين،. فمن منظورنا، [[العنف ضد المرأة]] جريمة حتى وان كانت أشكالا كثيرة منه غير مجرمة قانونا، والناجية التي تلجأ للبيت الآمن هي ناجية من جريمة عنف وليست امرأة غاضبة على أثر شجار مع زوجها أو أسرتها، ونؤمن أن دور البيت الآمن هو توفير الحماية لالناجيات من العنف وإعادة تأهيلها، وليس تبني دور الوصاية عليها في تحديد ما يجب فعله نتيجة العنف الممارس ضدها، أو أخذ قرارات بالنيابة عنها، مثلما يحدث حينما يقوم بعض القائمين على تلك البيوت باجتماعات الصلح بين الناجيات والجناة في حالات العنف الممارس في المجال الخاص وتباعا، نحن لا نقف على مسافة واحدة من الطرفين، فنحن في صف الناجية ونرى أنه من دور البيوت الآمنة أن تمكنها هي من اتخاذ القرار الذي يناسبها سواء بالاستقلال أو العودة.
   −
حيث أن [[قضايا النساء]] هي قضايا عامة، ف[[العنف ضد المرأة]] وكيفية التصدي له، كأي جريمة أخرى هو جريمة تهم المجتمع ككل وآليات الاستجابة لها ومعالجتها تخص جميع الفاعلين سواء من الدولة أو المجتمع المدني. بالتالي تطوير الخدمات المقدمة للناجيات ومنها البيوت الآمنة يجب أن تكون على أولوية الحكومة المصرية خاصة في ضوء تفعيل الإستراتيجية الوطنية.
+
حيث أن [[قضايا النساء]] هي قضايا عامة، فالعنف ضد المرأة وكيفية التصدي له، كأي جريمة أخرى هو جريمة تهم المجتمع ككل وآليات الاستجابة لها ومعالجتها تخص جميع الفاعلين سواء من الدولة أو المجتمع المدني. بالتالي تطوير الخدمات المقدمة للناجيات ومنها البيوت الآمنة يجب أن تكون على أولوية الحكومة المصرية خاصة في ضوء تفعيل الإستراتيجية الوطنية.
    
==منهجية البحث==
 
==منهجية البحث==
7٬893

تعديل