تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُزيل 37 بايت ،  قبل 8 أيام
سطر 41: سطر 41:  
== اللولب من المنظور الثقافي والاجتماعي ==
 
== اللولب من المنظور الثقافي والاجتماعي ==
   −
اللولب وسيلة منع حمل فعالة وطويلة الأمد، سهلة الاستخدام، لا تؤثر على الجماع، وتخضع بالكامل - نظريًا - لسيطرة المرأة التي تستخدمها، إذ أنها وسيلة خفية ويمكن أن تستخدمها بدون علم الشريك، وفي حال لم تعان السيدة خلال استخدام اللولب من أي تأثيرات فسيولوجية أو أعراض جانبية فإنه يكون أداة للتحرر الجنسي ووسيلة للتخلص من الضغط المرافق للحتمية البيولوجية المتمثلة بالحمل والولادة. هذه الإيجابيات التي يتمتع بها اللولب تظل نظرية في كثير من الأحيان، ولا يمكن تحقيقها عند اصطدامها بالواقع على الأرض.
+
اللولب وسيلة منع حمل فعالة وطويلة الأمد، سهلة الاستخدام، لا تؤثر على الجماع، وتخضع بالكامل - نظريًا - لسيطرة المرأة التي تستخدمها، إذ أنها وسيلة خفية ويمكن أن تستخدمها بدون علم الشريك، وفي حال لم تعان السيدة خلال استخدام اللولب من أي تأثيرات فسيولوجية أو أعراض جانبية فإنه يكون أداة للتحرر الجنسي ووسيلة للتخلص من الضغط المرافق للحتمية البيولوجية المتمثلة بالحمل والولادة. هذه الإيجابيات التي يتمتع بها اللولب يظل تحققها مرتبطًا بعوامل وشروط إضافية .
    
تاريخيًا فإن اللولب قد ارتبط في بدايات القرن العشرين بالأفكار العنصرية لحركة نقاء وتحسين النسل، حيث دعمت هذه الحركة استخدام وسائل منع الحمل من أجل إحكام السيطرة على النساء من المجتمعات الهامشية التي لم تتوافق مع معاييرها،<ref>[https://www.pbs.org/wgbh/americanexperience/features/pill-eugenics-and-birth-control/  Eugenics and Birth Control (PBS)]</ref> وكان اللولب بجانب عمليات التعقيم وسائل شائعة من أجل تخفيض عدد السكان من الجماعات التي لم يُرغب في تكاثرها، وقد نشطت هذه الحركة داخل أروقة السجون والمستشفيات النفسية وأجرت تجاربها وطبقت أفكارها على نزلاء هذه الأماكن.<ref>[https://publichealthpost.org/health-equity/brutality-behind-bars-forced-sterilization-in-prisons/ Brutality Behind Bars: Forced Sterilization in Prisons]</ref>
 
تاريخيًا فإن اللولب قد ارتبط في بدايات القرن العشرين بالأفكار العنصرية لحركة نقاء وتحسين النسل، حيث دعمت هذه الحركة استخدام وسائل منع الحمل من أجل إحكام السيطرة على النساء من المجتمعات الهامشية التي لم تتوافق مع معاييرها،<ref>[https://www.pbs.org/wgbh/americanexperience/features/pill-eugenics-and-birth-control/  Eugenics and Birth Control (PBS)]</ref> وكان اللولب بجانب عمليات التعقيم وسائل شائعة من أجل تخفيض عدد السكان من الجماعات التي لم يُرغب في تكاثرها، وقد نشطت هذه الحركة داخل أروقة السجون والمستشفيات النفسية وأجرت تجاربها وطبقت أفكارها على نزلاء هذه الأماكن.<ref>[https://publichealthpost.org/health-equity/brutality-behind-bars-forced-sterilization-in-prisons/ Brutality Behind Bars: Forced Sterilization in Prisons]</ref>
   −
إن التجارب التي أجريت على اللولب، على طول الخط برفقة أغلب وسائل منع الحمل المبتكرة خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، لم تراع أي سلوكيات أخلاقية، وقد أجريت دومًا على نساء مهمشات من أقليات عرقية أو إثنية أو على نساء موصومات مجتمعيًا مثل نزيلات السجون أو المستشفيات النفسية و عاملات الجنس. وأجريت غالبًا بدون علمهن أو موافقتهن الكاملة. يذكر لازار مارغوليوس<ref name="lazar" /> أحد أول الأطباء الذين استخدموا البولي إيثيلين في تصنيع اللولب أن آلان جوتماتشر، رئيس قسم النسائية والتوليد في مستشفى ماونت سيناي (جبل سيناء) في نيويورك قد سمح له بتجريب ابتكاره على نساء أجرين عملية ربط قناة فالوب، يُذكر أن جوتماتشر كان يرفض استخدام اللولب، ويرى أنه أداة غير فعالة، وتسبب الالتهابات ويمكن أن تسبب السرطان، ومن هذا المنطلق يمكن فهم سبب موافقته على تجربة مارغوليوس التي أقرنها باشتراط أن تتم على نساء عقيمات أصلا خضعن للتعقيم الجراحي ولسن بحاجة لوسائل منع حمل إضافية. حسب مارغوليوس فإن التجربة قد استغرقت 4-5 شهور فقط حسبما خُطط لها (من يناير إلى مايو 1959) وهي بالكاد فترة كافية لاختبار التأثيرات الجانبية قصيرة المدى للابتكار. يفصح هذا السلوك عن الطريقة التي نظر بها مارغوليوس ورئيسه المباشر جوتماتشر تجاه النساء موضوع التجربة، وهو سلوك معتاد في أغلبية الأبحاث العلمية التي أجريت خلال تلك الفترة والعقود السابقة لها عندما تعلق الأمر بالصحة الجنسية والإنجابية والصحة العامة بالإجمال.<ref name="lazar" />
+
إن التجارب التي أجريت على اللولب، على طول الخط برفقة أغلب وسائل منع الحمل المبتكرة خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، لم تراع أي سلوكيات أخلاقية، وقد أجريت دومًا على نساء مهمشات من أقليات عرقية أو إثنية أو على نساء موصومات مجتمعيًا مثل نزيلات السجون أو المستشفيات النفسية وعاملات الجنس. وأجريت غالبًا بدون علمهن أو موافقتهن الكاملة. يذكر لازار مارغوليوس<ref name="lazar" /> أحد أول الأطباء الذين استخدموا البولي إيثيلين في تصنيع اللولب أن آلان جوتماتشر، رئيس قسم النسائية والتوليد في مستشفى ماونت سيناي (جبل سيناء) في نيويورك قد سمح له بتجريب ابتكاره على نساء أجرين عملية ربط قناة فالوب، يُذكر أن جوتماتشر كان يرفض استخدام اللولب، ويرى أنه أداة غير فعالة، وتسبب الالتهابات ويمكن أن تسبب السرطان، ومن هذا المنطلق يمكن فهم سبب موافقته على تجربة مارغوليوس التي أقرنها باشتراط أن تتم على نساء عقيمات أصلا خضعن للتعقيم الجراحي ولسن بحاجة لوسائل منع حمل إضافية. حسب مارغوليوس فإن التجربة قد استغرقت 4-5 شهور فقط حسبما خُطط لها (من كانون الثاني/يناير إلى أيار/مايو 1959) وهي بالكاد فترة كافية لاختبار التأثيرات الجانبية قصيرة المدى للابتكار. يفصح هذا السلوك عن الطريقة التي نظر بها مارغوليوس ورئيسه المباشر جوتماتشر تجاه النساء موضوع التجربة، وهو سلوك معتاد في أغلبية الأبحاث العلمية التي أجريت خلال تلك الفترة والعقود السابقة لها عندما تعلق الأمر بالصحة الجنسية والإنجابية والصحة العامة بالإجمال.<ref name="lazar" />
    
ينتشر استخدام اللولب غالبًا في الدول النامية و/أو التي تعاني من معدلات خصوبة مرتفعة وعدد سكان كبير، ويُعزى ذلك غالبًا إلى سياسات محلية تفرضها الدولة على النساء، تعتبر الصين ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الهند، وقد استمرت الأولى عالميا في تعداد السكان لعقود طويلة، إلى أن بدأت بفرض سياسة طفل واحد لكل عائلة والتي طُبقت من 1979 - 2015 (رفعت الصين الحد إلى طفلين في 2015 ثم إلى ثلاثة أطفال في 2021)،<ref>[https://www.hrw.org/news/2023/02/22/its-time-abolish-chinas-three-child-policy Human Rights Watch: It’s time to abolish China’s three-child policy]</ref> وبسبب هذه السياسة تعتبر الصين أعلى مكان في العالم من حيث استخدام اللولب كوسيلة منع حمل طويلة المدى، وتستخدم الصين نُسخًا معدلة من اللولب (حلقة معدنية بدون خيوط فحص) تُزرع في رحم المرأة بعد الطفل الأول بشكل إجباري ولا يمكن إزالتها ذاتيًا بدون تدخل طبي وتصوير أشعة، كذلك فإن العائلات التي لا تلتزم بالسياسة كانت تتعرض لتعقيم أحد الزوجين إجباريًا.<ref>[https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/00195561221082984#core-bibr49-00195561221082984-1 The Use of Forced Sterilisation as a Key Component of Population Policy: Comparative Case Studies of China, India, Puerto Rico and Singapore (Sage Journals)]</ref> وهو انتهاك لحقوق النساء الجنسية والإنجابية.
 
ينتشر استخدام اللولب غالبًا في الدول النامية و/أو التي تعاني من معدلات خصوبة مرتفعة وعدد سكان كبير، ويُعزى ذلك غالبًا إلى سياسات محلية تفرضها الدولة على النساء، تعتبر الصين ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الهند، وقد استمرت الأولى عالميا في تعداد السكان لعقود طويلة، إلى أن بدأت بفرض سياسة طفل واحد لكل عائلة والتي طُبقت من 1979 - 2015 (رفعت الصين الحد إلى طفلين في 2015 ثم إلى ثلاثة أطفال في 2021)،<ref>[https://www.hrw.org/news/2023/02/22/its-time-abolish-chinas-three-child-policy Human Rights Watch: It’s time to abolish China’s three-child policy]</ref> وبسبب هذه السياسة تعتبر الصين أعلى مكان في العالم من حيث استخدام اللولب كوسيلة منع حمل طويلة المدى، وتستخدم الصين نُسخًا معدلة من اللولب (حلقة معدنية بدون خيوط فحص) تُزرع في رحم المرأة بعد الطفل الأول بشكل إجباري ولا يمكن إزالتها ذاتيًا بدون تدخل طبي وتصوير أشعة، كذلك فإن العائلات التي لا تلتزم بالسياسة كانت تتعرض لتعقيم أحد الزوجين إجباريًا.<ref>[https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/00195561221082984#core-bibr49-00195561221082984-1 The Use of Forced Sterilisation as a Key Component of Population Policy: Comparative Case Studies of China, India, Puerto Rico and Singapore (Sage Journals)]</ref> وهو انتهاك لحقوق النساء الجنسية والإنجابية.
staff
2٬214

تعديل

قائمة التصفح