تغييرات

لوم الضحية{{مصطلح

لوم الضحية{{مصطلح

  |دلالة= نمط من السلوك أو التفكير يميل إلى تحميل ضحايا أي جريمة المسؤولية كليًا أو جزئيًا عن الحادث الذي وقع لهم، ويوجد ميل في العديد من المجتمعات - شرقية وغربية - للوم الناجيات من جرائم [[اغتصاب |الإغتصاب]]، [[تحرش جنسي |التحرش الجنسي]]، [[عنف أسري|العنف الأسري]] وجرائم الابتزاز الإلكترونية على الجريمة المرتكبة بحقهم أكثر من لوم المتضررين من جرائم أخرى، كالسرقة على سبيل المثال. وغالبًا ما تدين خطابات لوم الضحية النساء وتحملهن مسئولية الاعتداء عليهن إما بسبب الملبس والسلوكيات العامة وعدم طاعة الرجال داخل العائلة والاختلاط بالذكور في المجالات الخاصة أو حتى مجرد التواجد في هذا المجال العام. يمثل لوم الضحية ممارسة راسخة في المجتمعات الأبوية ويُسعى من خلالها إلى ترسيخ البنى الاجتماعية القائمة وإحكام السيطرة على النساء في المجالين العام والخاص بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب وحماية الجناة من المسائلة.

  |دلالة= نمط من السلوك أو التفكير يميل إلى تحميل ضحايا أي جريمة المسؤولية كليًا أو جزئيًا عن الحادث الذي وقع لهم، ويوجد ميل في العديد من المجتمعات -شرقية وغربية- للوم الناجيات من جرائم [[اغتصاب |الإغتصاب]]، [[تحرش جنسي |التحرش الجنسي]]، [[عنف أسري|العنف الأسري]] وجرائم الابتزاز الإلكترونية على الجريمة المرتكبة بحقهم أكثر من لوم المتضررين من جرائم أخرى، كالسرقة على سبيل المثال. وغالبًا ما تدين خطابات لوم الضحية النساء وتحملهن مسئولية الاعتداء عليهن إما بسبب الملبس والسلوكيات العامة وعدم طاعة الرجال داخل العائلة والاختلاط بالذكور في المجالات الخاصة أو حتى مجرد التواجد في هذا المجال العام. يمثل لوم الضحية ممارسة راسخة في المجتمعات الأبوية ويُسعى من خلالها إلى ترسيخ البنى الاجتماعية القائمة وإحكام السيطرة على النساء في المجالين العام والخاص بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب وحماية الجناة من المسائلة.

  |مرادفات=لوم الناجي(ة)

  |مرادفات=لوم الناجي(ة)

  |مرادفات أجنبية=Victim Blaming@en

  |مرادفات أجنبية=Victim Blaming@en

==أصل المصطلح==  

==أصل المصطلح==  

استخدم العالم النفسي، ويليام ريان، مصطلح "لوم الضحية" لأول مرة عام 1971، في كتابه [https://www.amazon.com/Blaming-Victim-William-Ryan/dp/0394722264 لوم الضحية]. أشار ريان في كتابه أن لوم الضحية هي أيدولوجيا تُستخدم لتبرير العنصرية والظلم الاجتماعي ضد العرق الأسود في الولايات المتحدة. وبرغم شهرة المصطلح بعد استخدام ريان له، إلا أن العديد من الكُتَّاب استخدموا المصطلح قبل ذلك، مثل الفيلسوف الألماني ثيودور أدورنو، الذي عرّف المصطلح على أنه "إحدى أبرز الصفات الفاسدة في الشخصية الفاشستية."

استخدم العالم النفسي، ويليام ريان، مصطلح "لوم الضحية" لأول مرة عام 1971، في كتابه [https://www.amazon.com/Blaming-Victim-William-Ryan/dp/0394722264 لوم الضحية]. أشار ريان في كتابه أن لوم الضحية هي أيدولوجيا تُستخدم لتبرير العنصرية والظلم الاجتماعي ضد العرق الأسود في الولايات المتحدة. وبرغم شهرة المصطلح بعد استخدام ريان له، إلا أن العديد من الكُتَّاب استخدموا المصطلح قبل ذلك، مثل الفيلسوف الألماني ثيودور أدورنو، الذي عرّف المصطلح على أنه "إحدى أبرز الصفات الفاسدة في الشخصية الفاشستية".

ومع أن مصطلح "لوم الضحية" كان ومازال يستخدم، إلا أن توصيات أسس التعامل مع المُعرّضين للعنف، تشير إلى ضرورة استخدام مصطلح [[ناجية]] عند الإشارة إلى متلقيات جرائم العنف، وبالتالي، يتستخدم العديد من المنظّمات النسوية والحقوقية مصطلح "لوم الناجية" بدلًا من "لوم الضحية".  

تقترح بعض توصيات أسس التعامل مع المُعرّضين للعنف استخدام مصطلح [[ناجية]] عند الإشارة إلى متلقيات جرائم العنف، وبالتالي، يتستخدم العديد من المنظّمات النسوية والحقوقية مصطلح "لوم الناجية" بدلًا من "لوم الضحية". لكن يبقى الخيار للضحية/ الناجية في المصطلح الذي تفضل استخدامه والذي يعبر عن تجربتها بالشكل الأفضل.  

== تعريف المصطلح ==  

== تعريف المصطلح ==  

== لوم الناجية والاعتداءات الجنسية ==  

== لوم الناجية والاعتداءات الجنسية ==  

تتجلى ظاهرة لوم الناجيات بشكل كبير في حالات الاعتداءات الجنسية، حيث تُلام الناجية من الاعتداء بدعوى أن ملابسها كانت "مثيرة" أو "كاشفة" أو "غير محتشمة". وفي العديد من الدول، عندما يتم التحقيق في قضية اعتداء جنسي، يهتم المسؤولون بطبيعة ملابس الفتاة أو اسلوب حياتها أو خلفيتها الجنسية، اكثر من اهتمامهم بالمجرم وتفاصيل الحادثة نفسها، فتتحول الناجية إلى مجرمة متهمة.

تتجلى ظاهرة لوم الناجيات بشكل كبير في حالات الاعتداءات الجنسية، حيث تُلام الناجية من الاعتداء بدعوى أن ملابسها كانت "مثيرة" أو "كاشفة" أو "غير محتشمة". وفي العديد من الدول، عندما يتم التحقيق في قضية اعتداء جنسي، يهتم المسؤولون بطبيعة ملابس الفتاة أو أسلوب حياتها أو خلفيتها الجنسية، اكثر من اهتمامهم بالمجرم وتفاصيل الحادثة نفسها، فتتحول الناجية إلى مجرمة متهمة.

وفي الناحية الأخرى، يُحيط بالمجرم الرجل العديد من الخرافات حول دوافع جريمته، مثل ان الرجل "بطبيعته" كائن ضعيف، ولا يستطيع "منع نفسه" عندما يستثار جنسيًا.   

وفي الناحية الأخرى، يُحيط بالمجرم الرجل العديد من الخرافات حول دوافع جريمته، مثل أن الرجل "بطبيعته" كائن ضعيف، ولا يستطيع "منع نفسه" عندما يستثار جنسيًا.   

== لوم الناجبة في القانون ==  

== لوم الناجبة في القانون ==  

[[ملف:صورة توضح ثقافة لوم الضحية في المجتمع العربي.jpg|320X312px|تصغير|يسار|صورة توضح ثقافة "لوم الضحية" في المجتمع العربي:  '''مش هتقدري تمنعيهم، لكن تقدري تحمي نفسك. اللي خلقك أدرى بمصلحتك''']]

[[ملف:صورة توضح ثقافة لوم الضحية في المجتمع العربي.jpg|320X312px|تصغير|يسار|صورة توضح ثقافة "لوم الضحية" في المجتمع العربي:  '''مش هتقدري تمنعيهم، لكن تقدري تحمي نفسك. اللي خلقك أدرى بمصلحتك''']]

بالرغم من أن حوادث التحرش والاعتداءات الجنسية في مصر والمجتمع العربي لا تقتصر على الفتيات "غير المحتشمات"، بل يتعرض لها جميع النساء، باختلاف أعمارهن ودياناتهن وأشكالهن، إلا أن رد الفعل الأوّلي الجماعي لكل حادثة تحرش أو إعتداء جنسي يمكن إختصاره في سؤالين:  

رغم من أن حالات التحرش والاعتداءات الجنسية في المجتمعات الناطقة بالعربية لا تقتصر على الفتيات "غير المحتشمات"، بل يتعرض لها جميع النساء، باختلاف أعمارهن ودياناتهن وأشكالهن، إلا أن رد الفعل الأوّلي الجماعي لكل حادثة تحرش أو إعتداء جنسي يمكن إختصاره في سؤالين:  

* ما الذي كانت ترتديه الفتاة؟  

* ما الذي كانت ترتديه الفتاة؟  

* ما الذي كانت تفعله هناك؟ (ويضاف إليها أحيانا "في هذه الساعة؟")

* ما الذي كانت تفعله هناك؟ (ويضاف إليها أحيانا "في هذه الساعة؟")

=== أبرز مواقف لوم الناجيات في مصر ===  

=== أبرز مواقف لوم الناجيات في مصر ===  

في 17 ديسمبر عام 2011، تم ضرب وسحل وتعرية إحدى المتظاهرات، والتي أُطلق عليها بعد ذلك "ست البنات"، في أحداث مجلس الوزراء، وكان رد فعل  خالد عبد الله، أحد الدعاة السلفيين ومقدم برنامج على قناة الناس، هو لوم الفتاة، وعلّق قائلًا: "إيه اللي وداها هناك؟! وإزاي لابسة عباية بكباسين؟!".<ref>http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=28122013&id=f4162499-7ca7-407e-9752-53450724a751</ref>

في 17 كانون الأول/ ديسمبر عام 2011، وخلال [https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB_%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9_%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1_2011#:~:text=%D8%A8%D8%AF%D8%A3%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%20%D9%85%D8%B9%20%D9%81%D8%AC%D8%B1%20%D9%8A%D9%88%D9%85,%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%B5%D9%85%D9%8A%D9%86. الاشتباكات] التي حدثت أمام مجلس الوزراء المصري،  ضُربت  إحدى المتظاهرات وسُحلت وعُريّت، وأُطلق عليها بعد ذلك "ست البنات". أحد الدعاة السلفيين ومقدم برنامج على قناة الناس، خالد عبد الله، علّق قائلًا: "إيه اللي وداها هناك؟! وإزاي لابسة عباية بكباسين؟!".<ref>http://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=28122013&id=f4162499-7ca7-407e-9752-53450724a751</ref>

وفي عام 2014، وقعت [[حادثة التحرش الجماعي بإحدى الطالبات في جامعة القاهرة 2014 | حادثة التحرش الجماعي بإحدى الطالبات في جامعة القاهرة]]، وألقى رئيس الجامعة، جابر نصار، باللوم على الفتاة الناجية، قائلًا: إن "الفتاة التي تم التحرش بها، تبين أنها دخلت من أبواب الجامعة وهي ترتدي عباءة، ثم خلعتها وظهرت بملابس غير لائقة"، مؤكدًا أن الجامعة "لا تسمح بدخول الطلاب بملابس خارجة عن المألوف، ومتنافية مع الأعراف والتقاليد."<ref>http://www.alquds.co.uk/?p=145390</ref>

وفي عام 2014، وقعت [[حادثة التحرش الجماعي بإحدى الطالبات في جامعة القاهرة 2014 |حادثة التحرش الجماعي بإحدى الطالبات في جامعة القاهرة]]، ووجه رئيس الجامعة، جابر نصار، اللوم على الطالبة، قائلًا أن الفتاة التي تعرضت للتحرش، "تبين أنها دخلت من أبواب الجامعة وهي ترتدي عباءة، ثم خلعتها وظهرت بملابس غير لائقة"، مؤكدًا أن الجامعة "لا تسمح بدخول الطلاب بملابس خارجة عن المألوف، ومتنافية مع الأعراف والتقاليد".<ref>http://www.alquds.co.uk/?p=145390</ref>

وفي  [[حادثة التحرش الجماعي بفتاة الشرقية 2017]]، هاجم ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، ناجية التحرش، ووصفها بـ"المجرمة"، و"الكاسية العارية"، واتهمها بأنها "فتاة نزعت حياءها وطهارتها قبل أن تنزع ثيابها". وأضاف: "مُظاهَرَةٌ تبدو بالمئات من الشباب، يلهثون وراء فتاة نزعت حياءها وطهارتها قبل أن تنزع ثيابها، كلهم يريد أن يفتك بها. مع أن كل عاقل -فضلًا عن مسلم متدين بدين الإسلام- يجزم أن الجريمة مُشتَرَكة، بين المجرمين المعتدين باللفظ واليد ولو أمكنهم ما هو أكثر من ذلك لفعلوا، وبين المُجْرِمَة التى ارتدت الثياب المحرمة."<ref>http://www.elwatannews.com/news/details/1982493</ref>  

وفي  [[حادثة التحرش الجماعي بفتاة الشرقية 2017]]، هاجم ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، ناجية التحرش، ووصفها بـ"المجرمة"، و"الكاسية العارية"، واتهمها بأنها "فتاة نزعت حياءها وطهارتها قبل أن تنزع ثيابها". وأضاف: "مُظاهَرَةٌ تبدو بالمئات من الشباب، يلهثون وراء فتاة نزعت حياءها وطهارتها قبل أن تنزع ثيابها، كلهم يريد أن يفتك بها. مع أن كل عاقل -فضلًا عن مسلم متدين بدين الإسلام- يجزم أن الجريمة مُشتَرَكة، بين المجرمين المعتدين باللفظ واليد ولو أمكنهم ما هو أكثر من ذلك لفعلوا، وبين المُجْرِمَة التى ارتدت الثياب المحرمة".<ref>http://www.elwatannews.com/news/details/1982493</ref>  

== نتائج لوم الناجية ==  

== نتائج لوم الناجية ==  

يمكن للوم الناجية أن ينتج عنه آثار سلبية وخطيرة على الناجية البريئة والتي تم تحميلها مسؤولية الجريمة التي وقعت عليها. أحد أبرز هذه النتائج، هي إمتناع النساء عن تقديم أي بلاغات ضد المجرم، لعلمها أنه غالبًا لن يصدقها احدا، وسيقع عليها اللوم في النهاية. كما يلعب لوم الناجية دورًا أساسيًا في التأثير على الفتاة نفسًيا بشكل سلبي. وأشارت  أنجوا هوريا Anju Hurria، الطبيبة النفسية بجامعة كاليفورنيا، إلى أن لوم الناجية يعتبر "صدمة ثانية" أو "اعتداء ثان"، وغالبًا ما يسبب تفاقم اضطراب مابعد الصدمة، لإن الناجيات في هذه الحالة يتعاملن مع اعتدائين مختلفين. وأضافت هوريا أن لوم الناجية يزيد من أعراض القلق والشعور بالعار، مما يجعل الضحية تشعر بصعوبة للتواصل مع من حولها مما يقف عائقُا أمام تعافيها. <ref>https://health.usnews.com/wellness/articles/2016-04-19/the-psychological-impact-of-victim-blaming-and-how-to-stop-it</ref>

يمكن للوم الناجية أن ينتج عنه آثار سلبية وخطيرة على الضحية والتي تُحمّل مسؤولية الجريمة التي وقعت عليها. أحد أبرز هذه النتائج، هو إمتناع النساء عن تقديم أي بلاغات ضد المجرم، لعلمهن أنه غالبًا لن يصدقهن أحد، وسيقع عليهن اللوم في النهاية.  

كما أنّ لهذا اللوم دوره السلبي في التأثير على الصحة النفسية للضحية. وأشارت  أنجوا هوريا Anju Hurria، الطبيبة النفسية بجامعة كاليفورنيا، إلى أن لوم الناجية يعتبر "صدمة ثانية" أو "اعتداء ثان"، وغالبًا ما يسبب تفاقم اضطراب ما بعد الصدمة، لأن الناجيات في هذه الحالة يتعاملن مع اعتدائين مختلفين. وأضافت هوريا أن لوم الناجية يزيد من أعراض القلق والشعور بالعار، ما يجعل الضحية تشعر بصعوبة للتواصل مع من حولها ويقف بالتالي عائقُا أمام تعافيها. <ref>https://health.usnews.com/wellness/articles/2016-04-19/the-psychological-impact-of-victim-blaming-and-how-to-stop-it</ref>

==وثائق عن لوم الضحية==  

==وثائق عن لوم الضحية==