تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وصلات
سطر 22: سطر 22:  
يُعد دور المنظمات الحقوقية التي تتبنى أجندة نسوية دوراً رائداً في العديد من الجوانب، أولها وأهمها هو كسر الصمت حول القضية. ففي الوقت الذي أنكرت فيه الداخلية وكذلك الإعلام وقوع [[حوادث التحرش الجنسي الجماعية في عيد الفطر بمصر سنة 2006 | حوادث التحرش الجماعي في أيام عيد الفطر عام 2006]]، قام مركز [[النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب]] بنشر بيان ليس فقط لتأكيد الحادثة ولكن للإشارة إلى اشتراك قوات الأمن كجناة بالتواطؤ في الواقعة. وأشار نفس الييان إلى أن هذه الجريمة هي عطف على بدء الدولة في ارتكاب جرائم مماثلة [[حادثة الأربعاء الأسود بمصر في مايو 2005 | في مايو 2005 ضد الصحفيات المتظاهرات]].
 
يُعد دور المنظمات الحقوقية التي تتبنى أجندة نسوية دوراً رائداً في العديد من الجوانب، أولها وأهمها هو كسر الصمت حول القضية. ففي الوقت الذي أنكرت فيه الداخلية وكذلك الإعلام وقوع [[حوادث التحرش الجنسي الجماعية في عيد الفطر بمصر سنة 2006 | حوادث التحرش الجماعي في أيام عيد الفطر عام 2006]]، قام مركز [[النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب]] بنشر بيان ليس فقط لتأكيد الحادثة ولكن للإشارة إلى اشتراك قوات الأمن كجناة بالتواطؤ في الواقعة. وأشار نفس الييان إلى أن هذه الجريمة هي عطف على بدء الدولة في ارتكاب جرائم مماثلة [[حادثة الأربعاء الأسود بمصر في مايو 2005 | في مايو 2005 ضد الصحفيات المتظاهرات]].
   −
الدور الثاني للمنظمات، والذي لا يقل أهمية عن سابقه، هو تعويض غياب المعلومات من جانب الدولة وتقديم معلومات عن القضية سواء كيفية أو كمية، رغم صعوبة هذا الجهد البحثي خاصة في ظل ندرة المعلومات والبيانات، وكذلك في ظل نقص الموارد البشرية اللازمة للقيام بأبحاث كمية. ففي محاولة لسد هذا الفراغ المعرفي، قام [[المركز المصري لحقوق المرأة]] بإعداد أول بحث كمي عن الظاهرة من خلال تقرير المركز "[https://genderation.xyz/r/c/c9/غيوم_في_سماء_مصر_-_دراسة.pdf غيوم في سماء مصر]" في عام 2008 والذي كان من ضمن نتائجه أن 83% من النساء المصريات، و98% من النساء الأجنبيات يتعرضن للتحرش، كما صدر تقرير من [[مؤسسة المرأة الجديدة]] عن النساء في أماكن العمل وتناول في جزء منه التحرش الجنسي في أماكن العمل.
+
الدور الثاني للمنظمات، والذي لا يقل أهمية عن سابقه، هو تعويض غياب المعلومات من جانب الدولة وتقديم معلومات عن القضية سواء كيفية أو كمية، رغم صعوبة هذا الجهد البحثي خاصة في ظل ندرة المعلومات والبيانات، وكذلك في ظل نقص الموارد البشرية اللازمة للقيام بأبحاث كمية. ففي محاولة لسد هذا الفراغ المعرفي، قام [[المركز المصري لحقوق المرأة]] بإعداد أول بحث كمي عن الظاهرة من خلال تقرير المركز "[[:ملف:غيوم في سماء مصر_-_دراسة.pdf | غيوم في سماء مصر]]" في عام 2008 والذي كان من ضمن نتائجه أن 83% من النساء المصريات، و98% من النساء الأجنبيات يتعرضن للتحرش، كما صدر تقرير من [[مؤسسة المرأة الجديدة]] عن النساء في أماكن العمل وتناول في جزء منه التحرش الجنسي في أماكن العمل.
    
إلى جانب العمل التوثيقي للانتهاكات والعمل البحثي في سد الفجوة الرقمية، قامت المنظمات أيضاً بمحاولة التأثير على الخطاب وتأصيل حق النساء في الحركة وحقهن في السلامة الجسدية والتحرر من العنف، وحقهن في اتخاذ قرارات تخص أجسادهن وذلك في إطار أوسع من الدفاع عن حقوقهن الإنجابية والجنسية. كما قامت بجهد كبير في التصدي للخطابات الرجعية التي رافقت اشتداد الظاهرة، مثل خطابات [[لوم الضحية]] التي تدين النساء وتحملهن مسئولية التحرش بهن إما بسبب الملبس أو مواعيد التواجد في المجال العام أو حتى مجرد التواجد في هذا المجال العام.  
 
إلى جانب العمل التوثيقي للانتهاكات والعمل البحثي في سد الفجوة الرقمية، قامت المنظمات أيضاً بمحاولة التأثير على الخطاب وتأصيل حق النساء في الحركة وحقهن في السلامة الجسدية والتحرر من العنف، وحقهن في اتخاذ قرارات تخص أجسادهن وذلك في إطار أوسع من الدفاع عن حقوقهن الإنجابية والجنسية. كما قامت بجهد كبير في التصدي للخطابات الرجعية التي رافقت اشتداد الظاهرة، مثل خطابات [[لوم الضحية]] التي تدين النساء وتحملهن مسئولية التحرش بهن إما بسبب الملبس أو مواعيد التواجد في المجال العام أو حتى مجرد التواجد في هذا المجال العام.  
سطر 32: سطر 32:  
== الثورة كمنعطف فاصل في الكفاح ضد العنف الجنسي ==  
 
== الثورة كمنعطف فاصل في الكفاح ضد العنف الجنسي ==  
   −
ظهر ميل شديد بعد فبراير 2011، للحديث عن التحرير كمدينة طوباية خلال الثمانية عشر يوماً أو خلال فترة الاعتصام (28 يناير -12 فبراير). ولخلق هذه الأسطورة كان من الضروري أن يتم التأكيد على خلو الميدان من التحرش حتى لو تم ذلك على حساب إسكات أي صوت يخالف هذه الرواية. بالطبع لم تكن حوادث التحرش خلال اعتصام الثورة عنيفة لكن لم يصل الأمر إلى حد خلو الميدان من التحرش. ربما تكون [[واقعة الاعتداء الجنسي الجماعي على لارا لوجان في فبراير 2011 | واقعة الاعتداء الجنسي الجماعي على لارا لوجان]] – مراسلة CBS–  يوم 11 فبراير 2011، دالة على طريقة احتفال المصريين وكذلك على كذب ادعاءات خلو التحرير من العنف الجنسي. إلى جانب حوادث التحرش اليومية في ميدان التحرير خلال الاعتصام، واجهت الفتيات والسيدات المعتصمات مضايقات أخرى خاصة في نقاط التفتيش على أطراف الميدان. هذه المضايقات كانت ذات صلة بالرقابة الأخلاقية على السيدات كتعليقات علي تدخين النساء أو عدم حجابهن خاصة في ظل سيطرة التيارات الإسلامية على بعض نقاط التفتيش في الميدان.
+
ظهر ميل شديد بعد فبراير 2011، للحديث عن التحرير كمدينة طوباية خلال الثمانية عشر يوماً أو خلال فترة الاعتصام (28 يناير -12 فبراير). ولخلق هذه الأسطورة كان من الضروري أن يتم التأكيد على خلو الميدان من التحرش حتى لو تم ذلك على حساب إسكات أي صوت يخالف هذه الرواية. بالطبع لم تكن حوادث التحرش خلال اعتصام الثورة عنيفة لكن لم يصل الأمر إلى حد خلو الميدان من التحرش. ربما تكون [[واقعة الاعتداء الجنسي الجماعي على لارا لوجان في مصر في فبراير 2011 | واقعة الاعتداء الجنسي الجماعي على لارا لوجان]] – مراسلة CBS–  يوم 11 فبراير 2011، دالة على طريقة احتفال المصريين وكذلك على كذب ادعاءات خلو التحرير من العنف الجنسي. إلى جانب حوادث التحرش اليومية في ميدان التحرير خلال الاعتصام، واجهت الفتيات والسيدات المعتصمات مضايقات أخرى خاصة في نقاط التفتيش على أطراف الميدان. هذه المضايقات كانت ذات صلة بالرقابة الأخلاقية على السيدات كتعليقات علي تدخين النساء أو عدم حجابهن خاصة في ظل سيطرة التيارات الإسلامية على بعض نقاط التفتيش في الميدان.
    
تتجلى أهمية الثورة في قضية العنف الجنسي في أكثر من جانب سواء على مستوى دور الدولة في دعم العنف من خلال الإشارات التي سبق الحديث عنها، ومن خلال التقاط المجتمع لهذه الإشارات وأخذ العنف الجنسي لمستوى جديد كلية، أو على مستوي ظهور الحركات المقاومة للعنف ليس فقط في التحرير والفعاليات الثورية ولكن في المجال العام باتساعه وبأشكال وطرق غير تقليدية.
 
تتجلى أهمية الثورة في قضية العنف الجنسي في أكثر من جانب سواء على مستوى دور الدولة في دعم العنف من خلال الإشارات التي سبق الحديث عنها، ومن خلال التقاط المجتمع لهذه الإشارات وأخذ العنف الجنسي لمستوى جديد كلية، أو على مستوي ظهور الحركات المقاومة للعنف ليس فقط في التحرير والفعاليات الثورية ولكن في المجال العام باتساعه وبأشكال وطرق غير تقليدية.
   −
جاءت أول إشارات الدولة في استمرار شرعنة العنف من خلال ما يعرف ب "[[قضية كشوف العذرية العسكرية للمتظاهرات بميدان التحرير 2011 | حادثة كشف العذرية]]" وهي قيام الجيش بتطبيق [[كشف عذرية | كشوف عذرية]] إجبارية على المتظاهرات اللاتي تم اعتقالهن يوم 9 مارس 2011 في ميدان التحرير، ومن خلال الحديث المتضارب لقيادات القوات المسلحة وتبريراتها المختلفة لقيامها بمثل هذا الفعل كإبعاد شبهات الاتهامات بالاغتصاب وغيرها... وتلاها ما يعرف بحادثة "[[حادثة ست البنات في ديسمبر 2011 | ست البنات]]" والتي قامت خلالها قوات الجيش بسحل فتاة وتعريتها في الشارع إلى جانب الاعتداء بدنياً على عدد من المتظاهرات في أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر 2011 واعتقالهن داخل مجلس الشورى وتهديدهن بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
+
جاءت أول إشارات الدولة في استمرار شرعنة العنف من خلال ما يعرف ب "[[قضية كشوف العذرية العسكرية للمتظاهرات بميدان التحرير 2011 | حادثة كشف العذرية]]" وهي قيام الجيش بتطبيق [[كشف العذرية | كشوف عذرية]] إجبارية على المتظاهرات اللاتي تم اعتقالهن يوم 9 مارس 2011 في ميدان التحرير، ومن خلال الحديث المتضارب لقيادات القوات المسلحة وتبريراتها المختلفة لقيامها بمثل هذا الفعل كإبعاد شبهات الاتهامات بالاغتصاب وغيرها... وتلاها ما يعرف بحادثة "[[حادثة ست البنات في ديسمبر 2011 | ست البنات]]" والتي قامت خلالها قوات الجيش بسحل فتاة وتعريتها في الشارع إلى جانب الاعتداء بدنياً على عدد من المتظاهرات في أحداث مجلس الوزراء في ديسمبر 2011 واعتقالهن داخل مجلس الشورى وتهديدهن بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
    
بالطبع، وكما هو المعتاد، تم التقاط هذه الإشارة من جانب المدنيين، حيث بدأت الاعتداءات الجنسية الجماعية في ميدان التحرير والمناطق المحيطة به في يونيو 2012، وذلك خلال الموجة الثورية التي تلت الحكم القضائي الأول على مبارك والعادلي ومساعدي وزير الداخلية.  وربما لا يخلو الأمر من دلالة في هذا الشأن، أن تكون بدايات الاعتداءات الجنسية الجماعية قد رافقت الموجة الثورية ضد الداخلية وزبانيتها. ، وعلى الرغم من محاولة المنظمات النسوية المبكرة للتصدي للأمر مبكراً، إلا أن المظاهرة الجانبية ضد الاعتداءات الجنسية الجماعية في ميدان التحرير في يونيو 2012 تمت مهاجمتها والاعتداء على من بها أكثر من مرة.
 
بالطبع، وكما هو المعتاد، تم التقاط هذه الإشارة من جانب المدنيين، حيث بدأت الاعتداءات الجنسية الجماعية في ميدان التحرير والمناطق المحيطة به في يونيو 2012، وذلك خلال الموجة الثورية التي تلت الحكم القضائي الأول على مبارك والعادلي ومساعدي وزير الداخلية.  وربما لا يخلو الأمر من دلالة في هذا الشأن، أن تكون بدايات الاعتداءات الجنسية الجماعية قد رافقت الموجة الثورية ضد الداخلية وزبانيتها. ، وعلى الرغم من محاولة المنظمات النسوية المبكرة للتصدي للأمر مبكراً، إلا أن المظاهرة الجانبية ضد الاعتداءات الجنسية الجماعية في ميدان التحرير في يونيو 2012 تمت مهاجمتها والاعتداء على من بها أكثر من مرة.
7٬893

تعديل

قائمة التصفح