أنا أيضا - فلسطين
حملة "أنا أيضاً" في فلسطين (بالإنجليزية: MetooPalestine#) هي حملة مشتقة من سلسلة حملات أنا أيضاً العالمية للتنديد بالتحرش ومناهضته، إنطلقت من قطاع غزة لتصل لاحقاً إلى باقي فلسطين، كاسرةً حواجز مجتمعية للحديث عن ما تتعرض له الفتيات والنساء الفلسطينيات من تحرشٍ جنسي، لتكون إحدى الخطوات المفصلية في تطور خطاب الحراك النسوي الفلسطيني.
بدايات الحملة
بدأت الحملة في فلسطين أواخر مارس/آذار 2019، على شكل حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت أسم "Me Too - Gaza" أي "أنا أيضاً - غزة"، حيث دشنت القائمات على الحملة هاشتاج لتشجيع الفتيات الغزاويات على الإفصاح عن تجاربهن مع حوادث التحرش الجنسي، لكسر حاجز الصمت حول القضية وتسليط الضوء على هذه المشكلة في في قطاع غزة، والتي على إثرها تم فضح ممارسات قانونية ومجتمعية عديدة عملت على التغطية على جرائم التحرش الجنسي بأشكاله المختلفة، ليمتد الأمر إلى تناول حوادث تحرش بالأطفال من أفراد عائلاتهم، الأمر الذي كسر حاجز الحديث العام عنه، ولفت الإنتباه إلى هذه الجرائم وزيادة الوعي المجتمعي حوله.
انتشار الحملة فلسطينياً
إمتدت الحملة لاحقاً لتشمل باقي فلسطين، حيث بدأت حملة أخرى على موقع فيسبوك أواخر أبريل/نيسان 2019، تحت أسم "Me Too - Palestine"، بدأ الحملة فريقاً من طلبة الجامعات الفلسطينية، ولاقت الحملة رواجاً في مجتمع طلبة جامعة بيرزيت، قبل أن تمتد لتشمل قصص وتجارب من المجتمع الفلسطيني في وسط الضفة الغربية، ولاحقاً، بدأت مبادراتٍ فردية لفتياتٍ من منطقة شمال الضفة الغربية لتناول تجاربهن مع التحرش عبر تويتر.
ردود الأفعال المجتمعية
لاقت الحملات ردود فعلٍ وتعليقاتٍ تُسخف من فكرة نشر التجارب، فمثلاً تم إتهام الحملة في غزة على أنها "مشبوهة"، وكانت معظم التعليقات المتهكمة على هدف الحملة من الذكور.
إعلامياً، عملت عدة مواقع إعلامية محلية وعربية على دعم الفكرة والتعريف بها، مثل مقال موقع فايس الذي تناول أيضاً السياق المجتمعي والقانوني لحوادث التحرش في قطاع غزة، كما استضاف راديو أجيال في رام الله فتاتين من أفراد الحملة في مقابلة إذاعية للحديث عنها والهدف منها والمصاعب التي يواجهنها في الفريق للحديث عن هذه الحوادث.
مجتمعياً، تعرضت العديد من الأفراد ممن دعمن الحملات إلى مضايقات مجتمعية وتنمر إلكتروني أدت في معظم الحالات إلى تراجعهن عن الدعم وحذف منشوراتهن الداعمة للحملة على منصات التواصل الاجتماعي، كما تعرض بعض الشبان ممن دعموا الحملات وناهضوا التحرش، إلى التنمر والسخرية.
تسليط الضوء على التقاعس القانوني في قضايا التحرش
سلطت العديد من القصص الضوء على تقاعس أجهزة الشرطة الفلسطينية في التعامل مع حوادث التحرش بشكلٍ جديّ، وعدم دعم الضحايا نفسياً وقانونياً عند تقدمهن بالشكوى على المتحرشين.
المشاكل التي واجهت منسقات الحملات
واجهت منسقات حملات أنا أيضاً في فلسطين صعوبات إجتماعية في تقبّل عملهن في التوعية بقضية التحرش والعنف الجنسي وآثاره النفسية الجسيمة، كانت بغالبها حالاتٍ من الإنكار المجتمعي لهذه القضية، وأن هكذا مبادرات تقوم بـ"تهويل"الأمر.
في البداية، لاقى فريق المبادرة في رام الله عدةِ ترحيباتٍ وعروضٍ للدعم الإعلامي المجتمعي من أفرادٍ لديهم شريحة واسعة من المتابعين على وسائل التواصل الإجتماعي، من خلال مشاركة قصص حوادث التحرش وتشجيع الفتيات على كسر حاجز الصمت، إلا أن معظم الأفراد تعرضوا لاحقاً لمضايقاتٍ وسخرية وتنمر أدت إلى تراجع هؤلاء الأفراد عن دعمهم وحذف منشوراتهم.
أما في غزة، تكون فريق المبادرة من ثلاثة فتيات، كان عليهنّ إخفاء هويتهن خارج نطاق معارفهن المقربات، حرصاً على سلامتهن من المضايقات المجتمعية، كما فعل ذلك من دعم المبادرة من فتياتٍ من خارج الفريق، فكان هناك حرصاً كبيراً على إبقاء هويات المشاركات والداعمات سرية، على الرغم من وجود بعض الفتيات من إمتلكن الشجاعة ليتكلمن بأسمائهن. كما قام أحد الأفراد على منصة تويتر بعمل إشارة لوزارة الداخلية الفلسطينية في غزة "لتتابع الأمر، لتشكيله خطراً على المجتمع".
بشكلٍ عام، شكلت مواجهة نسبةً جيدة من جمهور الإعلام المجتمعي للمبادرات، الأثر الواضح على منسقات الحراك، ما بين حاجتهن لتفنيد إدعاءات الأفراد من أفكارٍ نمطية خاطئة، والدفاع عن حقوق النساء وحريتهن.
أثر الحملات على الحراك النسوي في فلسطين
كان لهذه الحملات أهمية واضحة في موجة الحراك النسوي في فلسطين لعام 2019، فإثارة هذه قضايا التحرش والعنف الجنسي والمنزلي ساهمت بطرحها مجدداً بسياقاتٍ أوسع، وظهرت مطالبات جديدة لإصلاح القانون وتوفير الحماية للمرأة وردع جرائم العنف، ونبذ النظام العشائري الحاكم للمجتمع الفلسطيني، كما عملت المبادرات في طرحها للقضايا على إثارة النقاشات حول التستر المجتمعي لهذه الجرائم، ودور الأنظمة القانونية والإجتماعية في ذلك، مما أدى إلى إرتفاع الأصوات عند كل جريمة قتلٍ أو عنفٍ جنسي تتعرض لها إحدى الفتيات، وتحويلها لقضايا رأي عام، مثلما حصل في قضية قتل الشابة إسراء غريب في آب/أغسطس من العام نفسه، ليتأجج الأمر ويتحول لمسيراتٍ ومظاهراتٍ ووقفات في أنحاء فلسطين، ليكون عام 2019 مرحلة جديدة في الحراك النسوي الفلسطيني.
ساهمت هذه الحملات في تطوير الخطاب النسوي ونشر التوعية حول مفهوم التحرش، وتعريفه، بأشكاله المختلفة، خاصةً تلك الدارجة في المجتمع الفلسطيني والعربي، وعدم إقتصار التحرش الجنسي على التحرش الجسدي، كما تمت إثارة قضية التحرش بالأطفال والشبان، وتعرض الأطفال للتحرش في أماكن العبادة والعمل والأسواق.
مراجع
- حساب حملة أنا أيضاً - غزة على منصة تويتر.
- حساب حملة أنا أيضاً - فلسطين على منصة فيسبوك.
- مقابلة راديو أجيال الإذاعية مع فتاتين من حملة "أنا أيضاً - فلسطين".
- فايس، أنا أيضاً- هذه المرة من غزة
- دويتشه فيله، Me Too Gaza# تفتح فضاء "صريحا" عن التحرش الجنسي في غزة
- الوطن نيوز، "me too Gaza".. فتيات القطاع يتحدثن عن تجارب التحرش المؤلمة: "بطلنا نخاف"
- صحيفة العرب، أنا أيضا غزة يكشف النفاق في "المدينة الفاضلة".