اعتقال إسراء الجعابيص في فلسطين في 2015

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الأسيرة إسراء الجعابيص

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إسراء الجعابيص من سيارتها في منطقة حاجز الزعيم العسكري الذي يفصل بين الضفة الغربية والقدس المحتلة في 11 أكتوبر 1998. اتهمّت أجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي إسراء بالشروع بتنفيذ عملية تستهدف جنديًا على الحاجز المذكور. أنكرت إسراء لائحة الاتهام الموجهة إليها وروت أنها لم تكن إلا في خضم نقل بعض الأغراض من منزلها السابق في أريحا إلى منزلها الجديد في منطقة القدس. تعطّلت سيارة إسراء في رحلتها تلك عدّة مرات، كانت إحداها بالقرب من الحاجز العسكري مما دفع جندياً للاقتراب. حاولت إسراء الترجّل من السيارة إلا أن الجندي منعها. بعد لحظات شب حريق في السيارة نتيجة تماس كهربائي إلا أن الجندي امتنع عن مساعدة إسراء. تسبب الحريق في حروق في أكثر من نصف جسد إسراء. نقلت إسراء لمستشفى عين كارم لتلقي الإسعاف الأولي ومن ثم إلى معتقل هشارون العسكري من أجل التحقيق. بعد انتهاء التحقيق نقلت إسراء للمحكمة العسكرية المركزية التابعة للاحتلال الإسرائيلي التي حكمت عليها ب ١١ عام من السجن وغرامة ٥٠ ألف شيكل. تدخل إسراء اليوم عامها السادس في المعتقل وتعاني من المعاملة السيئة والإهمال الطبي حيث أنها ما زالت بحاجة لثماني عمليات ضرورية في كافة أنحاء جسدها.

تفاصيل الحادثة

يوجد روايتين لتفاصيل اعتقال إسراء الجعابيص. الرواية الأولى وهي رواية جيش الاحتلال الاسرائيلي وجهاز المخابرات التي صدقتها المحكمة، أن إسراء كانت تنوي القيام بعملية فدائية على حاجز الزعيم. استخدمت أجهزة المخابرات أنبوبة غاز عثر عليها في سيارة إسراء إلى جانب أغراض أخرى بالإضافة لمنشورات على حسابها في فيسبوك كأدلة لإدانتها. كما ادعت مصادر الاحتلال حدوث انفجار في أنبوبة الغاز على الحاجز، الأمر الذي لم يحدث في رواية إسراء. [1]

تروي إسراء وعائلتها أنها كانت في طريقها من بيتها القديم في أريحا إلى بيتها الجديد في القدس، حيث كانت تحمل في سيارتها عدة أغراض من ضمنها جهاز تلفزيون وأنبوبة غاز للبيت الجديد. تروي منى جعابيص أخت إسراء تفاصيل الحادث: "قبيل مغادرة إسراء منزلها في أريحا، تعطّلت سيارتها عند محاولتها تشغيلها. كانت تلك المرّة الأولى. وتمكّنت من الانطلاق، قبل أن تتعطّل سيارتها من جديد على طريق أريحا - القدس أكثر من ثلاث مرّات. وإسراء كانت قد حصلت على الرخصة حديثاً ولم تكن تقود السيارة بمهارة السائق المتمكّن. قبل وصولها إلى حاجز الزعيم التابع للاحتلال الإسرائيلي شرقيّ القدس المحتلة بمسافة تزيد عن كيلومتر ونصف الكيلومتر، فقدت السيارة توازنها وراحت تتحرّك يميناً وشمالاً في خط السير الأيمن المخصّص للشاحنات، في حين أنّ رذاذاً أبيض راح يتصاعد من السيارة. لاحظ الأمر أحد أفراد شرطة الاحتلال في المكان، فطلب منها التوقّف. امتثلت لأوامره، وبينما كانت تهم بالخروج من السيارة، دفعها الشرطي إلى داخل سيارتها وأطبق باب السيارة على يدها. لم تتمكن من فتح الباب مجدداً، في حين اندلع حريق مفاجئ في الداخل، يبدو أنّه نجم عن تماس كهربائي. فامتدت النار إليها، بينما لم يُصَب الشرطي بأيّ أذى وابتعد عن السيارة لينظّم حركة السير في المكان. في الأثناء، حاول أحد سائقي حافلات "إيغد" الإسرائيلية إطلاق النار عليها، مدّعياً أنّها كانت تعتزم تفجير السيارة." [2]


وتشير منى إلى أنّ "الاحتلال سارع إلى اتهام إسراء بمحاولة استهداف جنوده على الحاجز، علماً أنّ ما حدث معها كان قبل الحاجز بمسافة طويلة. والأهمّ أنّه لم يقع أيّ انفجار في السيارة على خلاف ما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكانت إسراء المتضررة الوحيد. فقد أصيبت بحروق بالغة الخطورة ألحقت الأذى بأكثر من 65 في المائة من جسدها، خصوصاً في مناطق الوجه واليدَين والعينَين. أمّا شرطي الاحتلال الذي زعم أنّه أصيب، فلم يتعرّض لأيّ خدش وظهر بعد الحادث مباشرة وهو ينظّم حركة السير في المكان". [2]

إسراء أمّ لطفل في العاشرة من عمره، وزوجها مواطن فلسطيني من أريحا يحمل بطاقة هوية من الضفة الغربية. وعلى مدى سنوات طويلة، حاولت الحصول على لمّ شمل لزوجها وتسجيل طفلها على بطاقة هويتها أو الحصول على رقم هويّة له، لكن من دون جدوى. بعد أن أصيبت في الحادث واتهمت بمحاولة تنفيذ هجوم على قوات الاحتلال، أصبح من المستحيل حصولها على موافقة للمّ شمل عائلتها الصغيرة، على الرغم من انتقالها للسكن في القدس وتوفير كلّ متطلبات الإقامة التي تفرضها سلطات الاحتلال على العائلات المقدسية كي تثبت مكان إقامتها.[2]

تقول منى أنّ "نجل شقيقتي يقيم الآن معنا في القدس، وهو يرافقنا في زياراتنا لأمّه الأسيرة. لكن في المرّة الأخيرة، أبلغونا بأنّهم لن يسمحوا له بزيارة أمّه كونه لا يحمل رقم بطاقة هوية. وهو ما يعني أنّ الطفل سوف يُحرَم من رؤية أمّه خلال السنوات العشر المقبلة".[2]

أما عن رواية إسراء داخل المعتقل، فتروي إسراء تعرضها لتعذيبين نفسي وجسدي خلال التحقيق، بالإضافة للتحرش الجسدي واللفظي. كما كانت المحققات توجه لإسراء إهانات تتعلق بإصابتها ومظهرها ما بعد الحادث. تروي منى على سبيل المثال قيام إحدى المحققات بإجبار إسراء على النظر في المرآة في مرحلة مبكرة من إصابتها وهي لم تزل في المشفى. كما قامت إحدى المحققات بالاستهزاء بمظهر أيدي إسراء بعد أن فقدت ثماني أصابع بعد الحادث.[2]

كما تعاني إسراء من الإهمال الطبي المتعمد، حيث تكتفي إدارة السجن بتوفير مرهم لتبريد الحروق لا تزيد سعته على عشرين ملم يصرف لها كل ثلاثة أيام، وهي كمية غير كافية لتغطية كافة حروق الأسيرة إسراء، فتجد في ما يتاح لها من مسكنات سبيلا للتغلب على الألم. [3] تطوعت السجينة علياء العباسي أن تكون مرافقة لإسراء تساعدها في قضاء حاجاتها اليومية. إلا أن علياء أطلق سراحها في 2017 وتركت إسراء بلا مرافق. نقلت منى عن شقيقتها إسراء قولها: "أشعر باليُتم مذ خرجت (العباسي) .. بالتأكيد كنتُ أتمنى لها ذلك.. لكني من بعدها شعرت بأن جزءا من جسدي قد نُزع مني بالقوة". [4]

علاوة على عنف إدارة السجن، بعد مرور 4 سنوات على اعتقالها، تلقت إسراء خبر نية زوجها بالزواج من امرأة ثانية من خلال خبر في صحيفة، الأمر الذي دفع الشارع الفلسطيني إلى نقاش محتد حول القمع المضاعف الذي تواجهه الأسيرات لكونهن أسيرات. [5]

ردة فعل الشارع الفلسطيني

انطلقت يوم الثلاثاء 2 يناير 2018 حملة تدوين بلغات مختلفة للمطالبة بإطلاق سراح الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص وعلاجها.دعى إلى الحملة نشطاء ومهتمون بقضية الأسرى الفلسطينيين لتسليط الضور على معاناة إسراء وتشكيل حالة ضغط من أجل الإفراج عنها من سجون السلطات الإسرائيلية.[6]


مراجع

مصادر