تحت الوصاية

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
  • مسلسل تحت الوصاية: (برومو المسلسل) يتطرق مسلسل تحت الوصاية لواحدة من أهم المشكلات التي تواجها نساء المنطقة عموماً، ومصر خصوصاً، وهي مشكلة الوصاية على الأبناء، حيث تعاني الكثير من النساء، مطلقات وأرامل، من عدم أحقيتهن في إداراة شؤون إطفالهن. في القوانين الموجودة حاليًا، تنتقل وصاية الطفل/ـة مباشرة إلى أحد ذكور العائلة كالجد أو العم إن وجودوا، وهو ما يعتبر عبأ على النساء بسبب عدم تمكنهن من تسجيل أطفالهن في المدارس والمستشفيات دون إذن الوصي، وكذلك الحال في إدارة الورث الذي خلفه الأب، إن وجد.

بُث المسلسل في رمضان عام 2023، وهو من خمسة عشر (١٥) حلقة؛ إخراج محمد شاكير خضير، وتأليف خالد وشرين دياب، وبطولة منى زكي. انتشر المسلسل انتشارا واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصلت عدد المشاهدات في شهر رمضان إلى 61.6 مليون مشاهدة، على حسب ما ورد في موقع اليوم السابع.

قامت الممثلة منى زكي بدور الأم (حنان) التي لديها طفلين (ولد بعمر التسع سنين وبنت رضيعة). حنان ربة منزل ومتزوجة من رجل يملك مركب صيد يجني منه مدخول أسرته. تنقلب حياتها رأساً على عقب عند وفاة زوجها، فيحاول والد زوجها (الجد) وشقيقه (العم) السطو على إرث أبنائها. فيما تحاول حنان خلال أحداث المسلسل استرجاع أملاك أبنائها (الإرث) والاستقلال بهم بعيداً عن الجد والعم.

في هذا المسلسل، تُصور المرأة بواقعية كبيرة، إذ يوجد الكثير من النساء الأرامل من الطبقات المتوسطة والفقيرة اللواتي يسعين إلى حضانة أبنائهن وبناتهن و/أو الوصاية عليهم ويعملن لتأمين المدخول الكافي لحياة العائلة. في المسلسل، تتعلم حنان إدارة مركب الصيد، رغم عدم وجود نساء في هذا المجال، ويتولى الرجال إدارة مراكب الصيد لإعتقادهم بأنها مهنة تناسب الرجال أكثر من النساء. تحارب حنان هذه الفكرو النمطية وتخوض تجربة إدارة مركب الصيد، لكنها تتعرض لمضايقات من الرجال كالتحرش اللفظي والجسدي، والتقليل من قدرتها على القيام بالعمل، ومحاولة استغلالها وسرقتها، ومحاولة ترهيبها من الخسارة من قبل مُلاك المراكب الآخرين. تخوض حنان معركتين أساسيتين: مواجهة الجد والعم لكسب وصاية أبنائها، ومحاولة كسر الصورة النمطية عن المرأة في العمل. حيث أن العديد من النساء يجدن أنفسهن في معارك مشابهة، وتعانين من التميز في العمل وتفضيل الرجال عليهن، والتحرش اللفظي والجنسي في بيئات العمل. إضافة إلى المعارك ضد قوانين الوصاية والولاية والحضانة التي تحرمهن من حقوقهن البديهية في رعاية أطفالهن.

في ذات الإطار، سلط المسلسل الضوء على غياب استقلالية النساء في تصرفاتهن وقرارتهن، وهي حقيقة تعاني منها كثير من النساء العربيات. فبُني هذا الجانب في المسلسل بشكل تدريجي حتى الوصول إلى الحلقات الأخيرة التي أصبحت فيها المرأة قادرة على المقاومة والتغيير في الهياكل الأبوية الداخلية. إذ تنجح حنان أخيراً في الحصول على حق الوصاية على أولادها كما تثبت قدرتها في العمل الذي كان محتكرًا للرجال. في هذا المسلسل، تبتعد السردية عن الإطار الاستعماري الذي عادة نشاهده في الإعلام العربي، فهو يصور واقع العديد من النساء المصريات البسيطات والعاملات دون محاولة استيراد قضايا لا تتشابه مع قضاياهن وسياقاتهن.

انتقد الفيلم بعض الشخصيات والمجموعات، الذين عدّوه مدخلًا للأفكار الدخلية على المجتمعات الإسلامية والتي تسهم في تفكك الأسر المسلمة، ومن هؤلاء عبدالله رشدي، أحد منتقدي الفكر النسوي في العالم العربي. وقد اعتبر أن المسلسل يتلاعب بالأحكام الإسلامية وينتزع الوصاية من الرجال الذين هم ذوي أحقية بالوصاية على النساء وأطفالهن، وإن كان الرجل من الدرجة الثانية في القرابة، كالجد والعم على سبيل المثال. وكذلك الحال على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد العديد من صناع المحتوى عن المسلسل بإعتباره يهاجم الإسلام، مثال. من جانب آخر، كان المسلسل تمثيلًا لمطالبات الكثيرات من النساء العربيات اللواتي يعتبرن وصاية الأبناء من حق الأمهات.