حكايتنا

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حكايتنا هو بودكاست يسلط الضوء على مشاركات أفراد من مجتمع الميم في الثورة المصرية، ويضم أربع حلقات، نُشرت الحلقة الأولى منه في 26 أبريل عام 2019 ونُشرت الحلقة الرابعة والأخيرة في 21 يونيو في نفس العام.


الحكاية الأولى

"السؤال اللي انت بتسأله صعب أوي الحقيقة، يعني حزين كمان وبيفكرني بفترة صعبة، مشاركتي في الثورة كشخص مثلي! هو أنا بصراحة ماكانتش مشارك كشخص مثلي أنا كنت مشارك كمواطن مصري في الأساس، أكيد مثليتي كان ليها تأثير في مشاركتي وتفاعلي وقتها، بس كمان ماكانتش هي الدافع، في الفترة اللي نزلت فيها في المظاهرات في 25 يناير ماكنتش متقبل نفسي تماما. يعني آه كنت عارف إني بحب الرجالة بس كمان ماكنتش أعرف يعني إيه “مثلي” أو يعني إيه علم “الرينبو” أو كل ده وماكانش ليا تجارب جنسية الحقيقة وقتها.

في الاعتصام اللي بدأ في 28 يناير ماكانش حد تقريبا بيفكر في إن الشخص اللي جنبه ده ممكن يكون مختلف عنه إزاي، الكلام ده كله حصل بعد التنحي والسنين اللي بعد كده، بس انت عارف، أنا دايما لما بتخيل يعني “فتى أحلامي” زي ما بيقولوا، بتخيله واحد من اللي كانوا معانا في الميدان.

للأسف كمان اللي حصل بعد الثورة من الإخوان والعسكر وقف أي بريق أمل في حقوق المثليين وبقيت حاسس إني كشخص مثلي حقي راح كده، يعني لسه وأنا عايش في مصر مهدد في أي وقت مش بس عشان آرائي السياسية أو مشاركتي في الثورة بس كوني كمان مثلي ممكن في أي وقت يتقبض عليا بسبب ده لوحده، فمحاصر من كل جهة يعني.

الميزة إنه بعد الثورة كان فيه مساحة نتنفس شوية فبقى فيه كلام عالسوشيال ميديا عن المثلية والمثليين وده ساعد كمان المثليين نفسهم في إنهم يتقبلوا نفسهم وذاتهم، بس على الصعيد الحقوقي مش عارف إذا كان ده ساعد ولا لأ. حقوق المثليين آه ماكانتش موجودة بشكل صريح على أجندة الثورة، بس إحنا لما قلنا ‘عيش، حرية، عدالة اجتماعية’ أعتقد إن حقنا في ملكية أجسادنا في قلب ده وإن حقوق المثليين ومجتمع الميم جزء لا يتجزأ من ده".


الحكاية الثانية

“شاركت في الثورة من أول يوم، من يوم 25 يناير وكنت في الاعتصام ال18 يوم كلهم كواحدة مثلية في الميدان، آه إحنا كنا كلنا متوحدين بس ده مامنعش بعض التعليقات اللي اتقالت لي حتى لو بهزار، إني مسترجلة حبتين خصوصا إني كنت واضحة يعني في موضوع توجهي الجنسي ده، وإني من قبل الثورة وأنا كنت عارفة عن توجهي وناس كانت عارفاني، وكنت شغالة مع أحزاب وحركات سياسية فماكنتش وجه جديد كمان لما شاركت في الميدان.

يوم موقعة الجمل كان من أكتر الأيام اللي كنت مصرة فيها إني اقف أدافع عن الميدان مع الرجالة اللي كانت واقفة وكنت مصرة على فكرة إن ماينفعش الستات يدخلوا جوه يتحاموا في الرجالة، كذا حد جه وحاول يخليني أرجع ورا بحيث أبقى محمية أكتر وأنا كانت راسي وألف جزمة إني أفضل في الخط الأمامي وكنت بتخانق عشان ده … ضربت واتضربت وحصلتلي إصابة في رجلي يومها بس عادي عملت اللي في دماغي.

فيه مثليين ومثليات كتير اتعرفت عليهم في الميدان، كانوا بيجوا يصارحوني من كتر ما أنا مفضوحة يعني وأحيانا كنت بعرفهم على بعض كمان وكنا نقعد نعمل شاي ونسهر سوا في الميدان أيام الاعتصام، الناس دي كمجموعات فضلنا نتقابل سنين بعد الثورة حتى كأصدقاء وصديقات وابتدت دايرة المعارف تكبر من وقتها، بعد الثورة بسنتين تلاتة الأوضاع اتغيرت تماما يعني حكومة الإخوان بعدها السيسي … بس برغم ده أنا حاسة بتفاؤل ناحية مجتمع الميم وحقوق المثليين. الجيل اللي طالع الأصغر مركز في الموضوع أكتر مننا بكتير وبيتكلم وبيوعي اللي حواليه بمسائل كتير عن الجندر والجنسانية ودي حاجة إيجابية. أكيد أنا شايفة إن الموضوع هياخد وقت وسنين طويلة لحد ما يحصل تغيير حقيقي بس المسار ماشي بشكل إيجابي رغم كل الظروف”.


الحكاية الثالثة

“أنا الثورة كانت يوم ميلادي، بالنسبالي ميلاد عمر وموت جهاد، نزلت الثورة في 2011. آخر 2011 خلعت الحجاب… وفي نص 2012 ابتديت طريق إني آخد خطوات في رحلة العبور الجندري لإني أكون ترانسمان (TransMan).

الثورة خلتني أبحث وأدور وأشوف وأكتشف أكتر عن نفسي وعن هويتي، ماتعرفتش على أفراد من مجتمع الميم وقت الثورة بس بعدها، وبشكل شخصي ما واجهتش إحباطات خلال الـ ١٨ يوم وإنما بعد كدة الرؤية ابتدت تتضح أكتر وإن لا مكان لمتجمع الميم ولا غيره من الأطياف المختلفة لكن ليا أصدقاء اختبروا إحباطات جوة الميدان من رفقاء ثورين على شاكله “ده مش وقته والبلد فيها أولويات”، بس أفتكر إن الإحباط الأول كان في أول احتفال بيوم المرأة بعد الثورة يوم 8 مارس 2011 كنت هناك وتم الاعتداء علينا من الإخوان والبلطجية اللي كانوا لسه موجودين في التحرير. يومها اتأكدت إن نسبة الحرية اللي اتوهمنا إن ممكن نحصل عليها كانت كدبة كبيرة وإن الطريق لسه قدامنا طويل. الاعتداء صحيح ماكانش موجه ضدنا لأننا أفراد من مجتمع الميم ولكن الذكورية كانت حاضرة يومها وكانت بتأكد قد إيه هي ضد أي حرية من أي نوع.

ده خلاني بصراحة بعد الثورة أركز على نفسي وعلى معاناتي ومشاكلي الشخصية واني أحلها وحياة العابرين والعابرات جندريا في مصر كده كده مش سهلة بس بشوف دايما في آخر كذا سنة حملات على السوشيال ميديا عن الجندر والجنسانية وببقى مبسوط بيها”.


الحكاية الرابعة

“أما نزلت في 25 يناير كان عندي 17 سنة وما أسقطتش حسني مبارك بس، أنا أسقطت أصنام كتير وخوف كانوا جوايا. أنا جميلة امرأة عابرة جندريا عندي 25 سنة، لما نزلت في مظاهرات 25 يناير كانت بالنسبالي خطوة صادمة في حياتي الشخصية وكسرت جوايا مخاوف كتير كانت مخلياني خايفة أواجه المجتمع وأهلي والناس، بإني ترانس أو عابرة جندريا.

الثورة كانت أمل لكتير من أفراد مجتمع الميم إن التغيير حييجي وإن سقف توقعاتنا للتغيير بعد الثورة وقبول الآخر كان كبير، ده أدى بشكل ما أو بآخر لزيادة الظهور Visibility لمجتمع الميم بشكل عام سواء في الأماكن العامة أو في دوائر الثوار والمجتمع المدني. أذكر إني بشكل شخصي اتعرفت على كتير من أفراد مجتمع الميم خلال فترة الثورة من الشارع أو الكافيهات والأماكن العامة وده خلى الدوائر تكبر ويكون فيه تواصل أكتر بين أفراد مجتمع الميم.

ماكانش فيه مشاكل كتير وقتها بس بسبب إن كتير من الناس كانت بتبص للأفراد اللي شاركوا فى ثورة يناير على إنهم دخيل أجنبي بيهدم القيم دي. فكان فى أوقات كتير فكرة إن يبقى فيه شخص معروف عنه إنه مثلي أو مثلية بتتقابل برفض الأطياف دي فى ظهوره عشان مايأكدش نظرية فكرة إن الثورة عاوزة المصريين يبقوا خولات.

بعد الثورة كل التيارات اللي كانت متحدة انفصلوا بشكل كبير عن بعض خصوصا بعد صعود الإسلاميين وبعد 30 يونيو وبعد ما كان بيتقال لنا مش وقته لما نشيل مبارك، مش وقته لما نشيل الإخوان، مش وقته لما المجلس العسكري يمشي، دلوقتي مش وقته عشان السيسي… وده خلى عموما مجتمع الميم كمان يحاول يشتغل على حقوقه بنفسه من غير ما يستنى تضامن من باقي التيارات”.


مصادر خارجية

حكايتنا على ساوند كلاود