مصر

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


نبذة مختصرة عن تاريخ الاستعمار البريطاني لمصر

أعلنت الحكومة البريطانية فى 28 يونيو عام 1882 قرارها باحتلال البلاد، وهاجمت مواقع الجيش المصرى بمنطقة التل الكبير بالإسماعيلية، وهو الاحتلال الذى دام نحو 74 عامًا.

بدأ الاحتلال الإنجليزى، مع قيام الأسطول الإنجليزى بقصف مدينة الإسكندرية فى 11 يوليو من عام 1882، وأعلن الزعيم أحمد عرابى التعبئة العامة، والتجنيد لمحاربة الجيش البريطانى، ودخل الجيش المصرى فى معارك القصاصين وكفر الدوار مع الجيش البريطانى.

استطاعت القوات البريطانية احتلال مدينتى بورسعيد والإسماعيلية يوم 20 أغسطس، وفى يوم 13 سبتمبر عام 1882، وهى آخر المواجهات بين الجيش المصرى بقيادة الزعيم أحمد عرابى وبين الجيش البريطانى، هزم جيش الاحتلال قوات الجيش المصرى، وذلك بعدما ساعد الخديوى توفيق قوات الاحتلال.

وظل الاحتلال البريطاني لمصر حتى أصدرت بريطانيا الإعلان الأحادى الجانب باستقلال مصر عام 1922، ثم المعاهدة المصرية الإنجليزية 1934، وعادت السيطرة التدريجية لملك مصر، وبحلول عام 1934، حصلت مصر على استقلالها الكامل، ولكنها ظلت تحت الاحتلال بوجود قوات من الجيش الإنجليزى فى بعض مناطق البلاد كما إنها فعليا المتحكمة فى مصائر الأمور، وظلت محتفظة بسيطرتها على منطقة قناة السويس حتى انسحابهم منها في عام 1956 بعد 72 عامًا.

شهدت فترة الاحتلال الإنجليزى حركة وطنية وتاريخيًا كبيرًا من النضال الكبير، وقام الشعب المصرى بالعديد من الثورات لعل أهمها وأشهرها على الإطلاق ثورة 1919، بقيادة الزعيم الراحل سعد زغلول، والتى كانت صاحبة اليد فى بداية الحصول على الاستقلال، وصولاً إلى ثورة الضباط الأحرار فى 23 يوليو عام 1952، والتى أنهت 74 عامًا من الاحتلال الإنجليزى للبلاد، بعد توقيع اتفاقية الجلاء عام 1953م.

وبشكل فعلى ظلت القوات البريطانية في مصر إلى أن تم الاتفاق على معاهدة 1922 والمعاهدة الأنجلو – مصرية عام 1936، التى تمنح الملك فاروق سيادة تدريجية على الأراضي المصرية بالرغم من أن الملك كان حاكمًا صوريًا تديره بريطانيا، حيث إن بريطانيا مارست سيادتها على قناة السويس حتى تم تأميمها عام 1956 على يد جمال عبد الناصر بعد 74 عامًا من الاحتلال.

وانتهى التواجد الإنجليزى رسميًا وفعليًا فى أعقاب ثورة يوليو، وبالتحديد فى يوم 18 يونيو عام 1956، باتفاقية الجلاء، وخروج آخر جندي بريطاني من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وضع النساء في عصر الاستعمار البريطاني

من المؤكد أنّ لعصور الاستعمار التي مرت بها مصر (من حملة نابليون بونابرت على مصر في 1798 إلى بداية الحرب العالمية الأولى في 1914) ـ تأثيراً في تشكيل التربة الاجتماعيّة والثقافيّة الخصبة التي ساعدت على أول ظهور لبوادر حركة نسويّة تحرريّة مصريّة في (1919)، فقد شهد هذا العصر نهضةً ثقافيةً وانفتاحاً فكرياً نتج عن إرسال البعثات العلمية إلى أوروبا عموماً، وفرنسا خصوصًا، فتأثر مفكرو عصر النهضة العربية بفكر فلاسفة عصر الأنوار الغربيين، وبرزت أسماء كتّاب ومفكرين ساهموا بالدفع نحو تحرير المرأة عبر التعليم والعمل ورفع الحجاب، وكان من أهم تلك الأسماء كاتبان هما "رفاعة الطهطاوي" و"قاسم أمين".

فمع قيام الدولة الحديثة في عهد محمد علي برز دور النساء وصار واضحاً حيث أنشئت مدرسة الممرضات عام 1832 و كانت النواة الأولي التي مهدت لخروج المرأة المصرية إلى العمل

وفي أوائل القرن العشرين أسست مجموعة من النساء المصريات أول تنظيم غير حكومي للخدمات ليكون ايذاناً بمشاركة أوسع للمرأة المصرية في العمل العام وقد برز دور المرأة المصرية في القضايا الوطنية حيث كان خروج النساء المصريات في طليعة الجماهير المشاركة في ثورة 1919

تم تأسيس أول حزب سياسي للمرأة تحت اسم الحزب النسائي المصري عام 1942 على يد فاطمة نعمت راشد فى عام 1942 و كان أهم أهدافه وركائزه المناداة بالمساواة التامة بين الرجال والنساء فى مجالات التعليم والعمل والمشاركة السياسية وجميع الحقوق الأخرى كما طالب الاتحاد النسائي المصري في عام 1947 بضرورة تعديل قانون الانتخاب باشتراك النساء مع الرجال في حق التصويت وضرورة أن يكون للمرأة جميع الحقوق السياسية وعضوية المجالس المحلية والنيابية كما خرجت مظاهرات نسائية خلال المؤتمر النسائي الذي عقد في 19 فبراير عام 1951 تهتف بأن البرلمان للنساء والرجال .

كان حصول النساء على حقوقهن السياسية بداية لتمتعهن بمزيد من الحقوق الأخري مثل الحق في تقلد الوظائف العامة والعليا ، وفي الاعتراف بها كقوة انتاجية علي قدم المساواة مع الرجل وقد توج هذا التطور بتعيين أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر عام 1962 واستمر منذ ذلك التاريخ إسناد مناصب وزارية للمرأة في جميع الحكومات المصرية ، وترسخ تمثيلها في المؤسسات التشريعية والسياسية الأخرى .


التيار النسوي الليبرالي التحرري (المظاهرة النسائية الاولى)

تصدرت هدى شعراوى، (زوجة على شعراوى باشا، ثالث الثلاثة الذين قابلوا المندوب السامى، مطالبين باستقلال وطنهم)، مظاهرة نسائية فى صباح العشرين من مارس 1919، فى سياق الاحتجاج على اعتقال سعد زغلول باشا ومحمد محمود باشا وحمد الباسل باشا وإسماعيل صدقى باشا، ونفيهم إلى جزيرة مالطة وعنهاتقول الباحثة "إلين فلايشمان" في كتاب" من التاريخ الاجتماعي للنساء والنوع " : "إنّ هدى شعراوي ساهمت في بروز طبقة نسائية كانت تختفي وراء الأسوار والنقاب، لا تستطيع أن تنال أي وجود لها في دنيا الأنشطة العامة والسياسية فأصبحت ظاهرة للعيان ولها في الساحة العامة أنشطة تتناقل الصحف أنباءها وإسهاماتها التي نالت عرفان الدولة ورجالات السياسة وأهل الأدب والفكر في ذلك الوقت...".. وبالفعل ظهرت تضحيات النساء المصريات فى ثورة 1919 بعضهن قدمن حياتهن والبعض الآخر أكملن المسيرة وحملن العبء وتحملن المسئولية الكبيرة ليصبحن فيما بعد رمزًا لنجاح المرأة بصورة عصرية جعلت منهن قدوة لغيرهن حتى الآن. تعتبر صفية مصطفى فهمى «صفية زغلول»، من أبرز الشخصيات التى ساهمت فى إشعال الثورة ولقبت بـ»أم المصريين « نظرا لدورها فى النضال الوطنى كما قادت المظاهرات النسائية وشاركت فى تكوين هيئة وفدية من النساء عام 1919، بهدف تحقيق المطالب القومية للمرأة المصرية، كما ألهبت بحماستها السيدات اللاتى اعتدن التجمع فى منزل سعد زغلول للتأكيد على مطالبهن والتى جاءت على رأسها تعليم المرأة حتى مرحلة الجامعة، والسماح لها بالانخراط فى العمل السياسى، وتكوين الأحزاب، والإسهام فى دفع عملية التنمية والإصلاح. بالتأكيد لم تكن صفية زغلول وحدها بل شاركتها الكفاح «هدى شعرواى» والتى انعكس نشاط زوجها على الشعراوى السياسى فى ثورة 1919 م على نشاطها، وهى أول من دعت إلى رفع السن الأدنى للزواج ليصبح 16 عاما للفتيات، و18 عاما للفتيان، وأشهرت أول الاتحاد النسائي المصري عام 1923 م، وترأسته حتى عام 1947م. كرس الاتحاد النسائي المصري نفسه لخدمة قضايا التعليم، والرفاه الاجتماعي، وإحداث تغييرات في القانون الخاص بهدف توفير مساواة بين الرجال والنساء في مصر. اعتبر الاتحاد أن المشاكل الاجتماعية في مصر، كالفقر، والدعارة، والأمية، والحالة الصحية المتردية، ليست ناتجة عن خلل اجتماعي اقتصادي بعينه، ولكن بسبب إهمال الدولة لمسؤولياتها تجاه شعبها. رأى الاتحاد أن على الدولة مسؤولية تجاه حفظ أخلاق الشعب تمامًا كسعيه لتحقيق الرفاه. ولكن رغم ذلك، فقد ركزت بشكل ضيق على القضايا الخاصة بالمرأة من منظور طبقي يخص نساء الطبقات العليا والوسطى. تضحية سيدات مصر لم تكن فقط بمشاركتهن فى الاحتجاجات دون خوف من رصاص الإنجليز، بل منهن من قدمن حياتهن واستشهدن من أجل الوطن وقضايا المرأة حيث سقطت العديد من الشهيدات فى ظل تلك المظاهرات الصاخبة..ويعد كتاب «المرأة المصرية.. من الفراعنة إلى اليوم» لــ «درية شفيق» من الوثائق المهمة فى تخليد دور المرأة المصرية فى ثورة 1919، فقد حاولت شفيق رصدت توثيق الثورة وفق ما توفر أمامها من مصادر، لكن هناك من التفاصيل الواردة ما يختلف مع ما أوردته «هدى شعراوى» فى مذكراتها، وهى التى تقدمت الصفوف خلال الثورة. سردت أيضًا درية شفيق رواية عن محاولة عدد من النساء أن يخدعن الجنود الإنجليز، حتى يتمكن من تنظيم مظاهرة نسائية، إلا أن قواتهم سرعان ما حاصرتهن وأجبرتهن على التوجه إلى قسم العتبة الخضراء «الموسكى»، واحتجزوهن بالقسم لبعض الوقت، وعند انصرافهن فوجئن بسياراتهن قد أتلفت إطاراتها برصاص بنادق الإنجليز، ومع ذلك لم يثبط ذلك من عزيمتهن، وتوجهن إلى بيت الأمة (بيت سعد زغلول) سيرًا على الأقدام فى مظاهرة حاشدة. وأضافت أن من أبرز مكتسبات ثورة 1919، تشكيل لجنة للسيدات الوفديات، وقد جاءت بعد أن أشار بتشكيلها «سعد زغلول»، وذلك بغرض أن تعمل النساء جنبًا إلى جنب مع الرجال فى سبيل مقاومة الاستعمار، ومن ناحية أخرى حتى يواسين الجرحى الذين يطالهم بطش قوات الاحتلال الإنجليزى.


التيار النسائي الاسلامي المحافظ

في مقابل النجاح اللاّفت والأصداء الواسعة التي حققتها حركة هدى شعرواي النسائية، أسّس حسن البنّا، في 26 أبريل 1933، جناحاً للأخوات داخل تنظيم الإخوان المسلمين، سمّاه "فرقة الأخوات المسلمات"؛ ثم حدّد دور الأخوات الدعوي فيه ووسائل الدعوة في مذكراته "الدعوة والداعية" بهدف التصدّي لحركة هدى شعراوي "التحرريّة" . أشارت الباحثة رجاء سلامة في مقالتها "الفحل السياسي" إلى موقف حسن البنّا من المرأة في مرحلة تأسيسه للجماعة : "فبمجرّد أن أسّس حسن البنّا جماعة "الإخوان المسلمين" سنة 1928، شنّ هجوماً على حركة تحرير المرأة، ودعا المرأة إلى القيام بأدوارها التقليديةّ : "فمهمّة المرأة زوجها وأولادها... أمّا ما يريد دعاة التّفرنج وأصحاب الهوى من حقوق الانتخاب والاشتغال بالمحاماة، فنردّ عليهم بأنّ الرّجال وهم أكمل عقلاً من النساء لم يحسنوا أداء هذا الحق، فكيف بالنّساء، وهنّ ناقصات عقلٍ ودين" لكن سرعان ما استدرك الإخوان أن تحديد دور "الأخوات المسلمات" بالدعوة لن يحقق الغرض المطلوب منه في محاربة نموذج المرأة التحررية المتعلمة الذي يتبنى في نظرهم المُثُل الغربية في تيار هدى شعراوي والذي بدأت نساؤه بالعمل والمشاركة السياسية وخوض تجارب اجتماعية. لذلك تم توسيع مهام "الأخوات المسلمات" وتعليمهن وسُمِح لهن بالعمل والمشاركة بهدف طرح نموذج مشابه للمرأة التحررية في أدائه، لكن بشكل إسلامي يراعي حجاب المرأة ومتطلبات دينها. في عام 1938، وبطلب من حسن البنّا انضمّت الداعية زينب الغزالي لجماعة الإخوان المسلمين، لتقوم على تأهيل فرقة "الأخوات المسلمات" داخل الجماعة فكانت من أهم رائدات هذا التيّار للدور الذي قامت به داخل تنظيم الجماعة على مدى أعوام طويلة إلى يوم وفاتها في عام 2005.

الحركة النسوية في مصر بعد الاستعمار

أولا :نسوية الدولة بريادة النظام الحاكم

أحدثت ثورة 1952 تغييرات في نهج الحراك النسوي الذي كان قد بدأ في ثورة 1919، ليصبح هذا الحراك جزءاً من مشروع الدولة الوطني ممثَّلاً في كيان رسميّ واحد؛ بتوجيه ورقابة الدولة؛ وفي هذا الاتجاه قامت الدولة ببعض الخطوات الهامة كإتاحة التعليم المجاني والعمل للنساء من مختلف طبقات المجتمع ومن جهة أخرى تمّ منع الجمعيات النسائية التي كانت تنشط في مجال حقوق المرأة من أي نشاط سياسيّ أو غيره اقتصر نشاطها على المجال الخيري فقط. وبأمر من الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1966 تمّ استبدال اسم "الاتحاد النسائي" بـ " جمعية هدى شعرواي " ثم تم تشكيل "الإتحاد النسائي المصري" الذي أصبح المؤسسة الحكومية الرسمية التي تشرف وترعى النشاط النسوي والتي حرص نظام عبد الناصر على تقديمها كجزء من برنامج الدولة الاجتماعي والسياسي والشعبيّ آنذاك. وعبر الخطوات السابقة تم تأطير الحراك النسوي بما يتناسب مع سياسة الدولة وعلى الجانب الإيجابي مُنِحتْ المرأة الحق في الانتخاب وفي الترشح للمناصب العامة، كما عبّأت الدولة نساء الطبقة العاملة لتزويد قطاعها العام، وبهذا أصبحت المرأة جزءًا من مشروع الدولة الإصلاحي المفروض بضوابط سياسية وأصبح حراكها من خلال مؤسسات الدولة لتنفيذ المشروع الوطني الاصلاحي الذي حملته ثورة 1952. من هذا التاريخ بدأ "التيار النسوي الرسمي" ينشط ويتطور ضمن الإطار الذي رُسِم له داخل الأنظمة السياسيّة التي توالت على مصر حتى نهاية حكم مبارك في فبراير 2011. وفي عهد حسني مبارك تم تأسيس المجلس القومي للمرأة برئاسة سوزان مبارك ليكون الواجهة الحكومية للنشاط النسوي.

ثانيا :الحراك النسوي المستقل ودور منظمات المجتمع المدني

تكونت عدة جمعيات ومؤسسات نسوية عملت فى مجالات متنوعة لخدمة قضايا النساء، فمنها المنظمات الحقوقية التى تركز على تعديل القوانين مثل مركز قضايا المرأة المصرية ، ومنها المنظمات البحثية التى تعمل فى مجال تغيير المفاهيم الثقافية المناهضة لحقوق النساء مثل المرأة والذاكرة والمرأة الجديدة،وقد حاولت تلك المؤسسات صياغة خطاب جديد يتجاوز الخطاب الحداثى الذى يفترض وجود تعارض بين الأصالة والمعاصرة، أو بين ما هو علمانى وما هو دينى في اتفاق بين الجميع على أن حقوق النساء من حقوق الوطن. إلا أن هذه الزيادة فى مجال العمل الأهلى النسائى صاحبتها تحديات وعراقيل عديدة قلصت من قدرة هذه المنظمات على الحركة والوصول إلى قطاعات كبيرة من النساء لعل من أهم هذه العراقيل غياب الديمقراطية فى مصر بشكل عام وسيطرة النخب الحاكمة على العمل السياسى.

ثالثا : المبادرات النسوبة الشابة صوت نسوي جديد

شخصيات

هدى شعراوي صفية زغلول درية شفيق زينب الغزالي ملك حفني ناصف

مقالات

كتب

لمحات من مطالب الحركة النسوية المصرية عبر تاريخها

مصادر

1 شعراوي، هدى (2013)، مذكرات هدى شعراوي، القاهرة، مدينة نصر، كلمات للترجمة والنشر، ص. 67. 2 Dayan-Herzbrun, S. (2005), Femmes et politique au Moyen-Orient, Paris, l’Harmattan, p. 157. 3 https://journals.openedition.org/insaniyat/16709 4 https://www.sis.gov.eg/Story/184154?lang=ar


التصنيف