تغييرات

ط
استبدال النص - 'مصدر:' إلى 'وثيقة:'
سطر 2: سطر 2:  
   
 
   
   −
اللّغات تتطوّر. هي دومًا في طور التغيّر والتكيّف مع الحاجات المختلفة للمجتمعات. ومن الطّبيعي أن نتساءل عن هذه الحاجات وميزان القوى الكامن خلفها، لاسيّما في وقتٍ مازالت فيه عللٌ مثل “الهيستيريا” وحالاتٌ مثل “متُلازمة ما قبل الحيض” تُستخدم ضدّ النساء في عالمنا. الهيستيريا هي مفردةٌ مشتقّةٌ من الترجمة الإغريقيّة لل”رحم”، وتشير إلى مرضٍ تتسبّب به إضطراباتُ هذا العضو. أما “متلازمة ما قبل الحيض”، فهي مركّبٌ طبّيٌ وثقافيٌّ إبتُكِر بغرض وَسم تجارب النساء الدّوريّة بالمَرضيّة. هكذا، يغدو “هيستِر” أو الرّحم مصدرًا للعلل والإضطرابات العقليّة. وتُستخدم النساء وأعضاؤهنّ عبر اللّغات في الشّتائم الإزدرائيّة كوسيلةٍ للتعبير عن الغضب والحطّ من قدر الآخرين/ات. على سبيل المثال، يُعتبر الفرْج رمزًا لخضوع الإناث أو للجُبن، بينما يُساوى الرّجال وأعضاؤهم بمعاني القوّة والتحكّم والسّطوة، فتدلّ الخصيتان مثلًا على [[ذكورة|الذّكورة]] والقوّة (“فليكُن لك خصيتان” أو “فلتكن رجلًا”). تتطوّر اللّغات لتخدم أولئك الأقوياء بالشّرع، ولتصوّر الآخرين كضعيفات. هكذا، يستخدم [[نظام أبوي|النظام الأبوي]] النساء ليشتم، مجزّئًا ومفتّتًا كلّيّتهن إلى شذراتٍ عاجزة. في بيروت، يتحوّل “الكسّ” من مفردةٍ تحمل عاطفةً سلبيّةً إلى مفردةٍ تشجب الخوف والذّعر. فهل الكسّ الذي كان مرّةً مستغلًا ومشتومًا بسلبيّةٍ، بات اليوم حيًّا ليغدو قناةً لإدانة الخوف؟ وهل تستخدم الأصوات المعترضة [[مصدر:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله|أدوات السيّد، أم تهدم منزله]]<ref>أودري لورد، “أدوات السيّد لن تهدم منزله أبدًا“.</ref> بدلًا من ذلك؟
+
اللّغات تتطوّر. هي دومًا في طور التغيّر والتكيّف مع الحاجات المختلفة للمجتمعات. ومن الطّبيعي أن نتساءل عن هذه الحاجات وميزان القوى الكامن خلفها، لاسيّما في وقتٍ مازالت فيه عللٌ مثل “الهيستيريا” وحالاتٌ مثل “متُلازمة ما قبل الحيض” تُستخدم ضدّ النساء في عالمنا. الهيستيريا هي مفردةٌ مشتقّةٌ من الترجمة الإغريقيّة لل”رحم”، وتشير إلى مرضٍ تتسبّب به إضطراباتُ هذا العضو. أما “متلازمة ما قبل الحيض”، فهي مركّبٌ طبّيٌ وثقافيٌّ إبتُكِر بغرض وَسم تجارب النساء الدّوريّة بالمَرضيّة. هكذا، يغدو “هيستِر” أو الرّحم مصدرًا للعلل والإضطرابات العقليّة. وتُستخدم النساء وأعضاؤهنّ عبر اللّغات في الشّتائم الإزدرائيّة كوسيلةٍ للتعبير عن الغضب والحطّ من قدر الآخرين/ات. على سبيل المثال، يُعتبر الفرْج رمزًا لخضوع الإناث أو للجُبن، بينما يُساوى الرّجال وأعضاؤهم بمعاني القوّة والتحكّم والسّطوة، فتدلّ الخصيتان مثلًا على [[ذكورة|الذّكورة]] والقوّة (“فليكُن لك خصيتان” أو “فلتكن رجلًا”). تتطوّر اللّغات لتخدم أولئك الأقوياء بالشّرع، ولتصوّر الآخرين كضعيفات. هكذا، يستخدم [[نظام أبوي|النظام الأبوي]] النساء ليشتم، مجزّئًا ومفتّتًا كلّيّتهن إلى شذراتٍ عاجزة. في بيروت، يتحوّل “الكسّ” من مفردةٍ تحمل عاطفةً سلبيّةً إلى مفردةٍ تشجب الخوف والذّعر. فهل الكسّ الذي كان مرّةً مستغلًا ومشتومًا بسلبيّةٍ، بات اليوم حيًّا ليغدو قناةً لإدانة الخوف؟ وهل تستخدم الأصوات المعترضة [[وثيقة:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله|أدوات السيّد، أم تهدم منزله]]<ref>أودري لورد، “أدوات السيّد لن تهدم منزله أبدًا“.</ref> بدلًا من ذلك؟
 
   
 
   
 
==الجنس والعامّيّات والمذمّات==
 
==الجنس والعامّيّات والمذمّات==