تغييرات

إضافة محتوى وتنسيق
سطر 41: سطر 41:     
===الرأسمالية وأزمة الحركة النسائية===
 
===الرأسمالية وأزمة الحركة النسائية===
 +
 +
 +
هناك ثلاث بدائل لحركة النساء من أجل انتزاع حقوقهن، خاصةً في سياق استحالة تحقق تحرر النساء في ظل الرأسمالية، البدائل الثلاثة هم:
 +
 +
 +
1- "هجر هدف التحرر لصالح مواصلى الاصلاحات المحدودة والممكنة في النظام الحالي"
 +
 +
2- "محاولة عزل المرأة عن المجتمع الراهن وذلك بتكوين مؤسسات انفصالية مضادة"
 +
 +
3- "الارتباط بتحديات الطبقة العاملة في مواجهة المجتمع القائم كالسبيل لتحطيم البنيات المسئولة عن اضطهاد المرأة"
 +
 +
 +
يرى الكاتب أن الحركات النسائية (النسوية) ارتبطت في الكثير من المجتمعات بصعود وهبوط حركة الطبقة العاملة، فيقول أنه في المجتمعات التي كانت بها حركات عمالية قوية توجهت الحركات النسوية نحو مطالب وأهداف تخُص نساء الطبقة العاملة، بينما في المجتمعات ذات الحركات العمالية الأضعف "سيطرت النسوية من ناحية والانفصالية من ناحية أخرى على حركات المرأة"
 +
 +
 +
يصف الكاتب الحركات النسوية المستقلة بالحركات الانفصالية،  ويقول أن الإنفصالية والاصلاحية يعززان من بعضهما البعض، ويرى أن ابتعاد الحركات النسوية عن حركة الطبقة العاملة يعني بالضرورة انخراط الحركات النسوية في نضلات "لا تحقق سوى أغراض هامشية" ، كما يقول أنه في ظل النظام الرأسمالي لا توجد أى قوة قادرة على تحقيق تغيير جذري في النظام سوى "الطبقة العاملة".
 +
 +
 +
يقارن الكاتب بين الحركات النسوية وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويرى أن مثل هذه الأنماط من الحركات الإجتماعية الغير مرتبطة بشكل مباشر بالحركة العمالية، يمكنها أن تبدأ  كحركات ضد النظام بشكل جذري ولكنها تتوقف في لحظة ما عند نقطة معينة، ولا تستطيع أن تدفع النضال إلى أبعد من تلك النقطة، وتتحول لحركات معنية بتحقيق أهداف لمصلحة أفرادها الأكثر إمتيازاُ.
 +
 +
 +
===نظريات خاطئة عن اضطهاد المرأة===
 +
 +
 +
يناقش وينتقد الكاتب في تلك الجزئية من المقال  "النظرية البطريركية" التي خلقتها الحركات النسوية في الستينات والسبعينات.
 +
ينقسم منظرو/ات البطريركية في وجهة نظر الكاتب إلى قسمين أساسيين،
 +
القسم الأول هو الجانب الذي يرى أن اضطهاد النساء قادم بالأساس نتيجة لسيطرة الرجل ، دون الرجوع لأى تحليل متعلق بتقسيم المجتمع إلى طبقات اقتصادية، وترى أن "الرجال منتفعين من اضطهاد المرأة في كافة المجتمعات، وساعين لإبقاء ذلك الاضطهاد حتى في حالة قيام الثورة الاشتراكية"
 +
 +
 +
يرى الكاتب أن الأساس النظري للنظرية البطريركية ضعيف جداً، حيثُ أنه يفتقد لتحليل تاريخي لمصدر هيمنة الرجال تلك، فلا يوجد تحليل منطقي لكيفية إخضاع الرجال للنساء كما يحدث حالياً، ويرى الكاتب أنه في تلك الحالة لن تتمكن الحركات النسوية من ايجاد طريقة لتجاوز الاضطهاد، بسبب عدم قدرتها على إيجاد تحليل لمصدر الهيمنة الذكورية والأيدولوجية البطريركية التي تعيد إنتاج وتعزز من وجود تلك الهيمنة.
 +
 +
 +
 +
القسم الثاني هو الجانب من منظري/ات البطريركية الذي يلجأ للتحليل المادي "لكنهم يلجأون لمادية تتجرد من المجتمع الطبقي" مما يجعل تحليلاتهم قائمة على أساس الاختلافات البيولوجية بين النساء والرجال.
 +
 +
يضرب الكاتب مثالاً بإحدى المنظرات "هيدي هارتمان" والتي ترى أن هناك نمطان للإنتاج، وهما نمط الإنتاج البيولوجي ونمط الإنتاج المادي/الإقتصادي، وتقول أن "يتحكم الرجال في عمل المرأة ويقيدون حريتها الجنسية" مبرهنة مقولتها باقتباس إحدى جمل إنجلز في كتابه أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة حيث يقول  "إن العامل المحدد للتاريخ هو (...) انتاج واعادة انتاج الحياة على المدى القصير فمن ناحية هناك إنتاج وسائل البقاء من غذاء وملبس ومأوى والأدوات اللازمة لذلك الانتاج ومن ناحية أخرى (...)" ، فبالنسبة لها يتحكم الرجال في نمط الإنتاج الاقتصادي حتى يفرضوا هيمنتهم على الانتاج البيولوجي (الحياة الجنسية للنساء)
 +
 +
 +
يقول الكاتب أن ما تقوله هيدي هو متضارب تماماً مع ما كان بعنيه إنجلز، فإنه يرى أنه لا يوجد نمطان للإنتاج ، يوجد فقط نمط واحد يتكون من مزيج بين قوى الإنتاج و علاقات الإنتاج، وأى تغير في قوى الإنتاج يؤدي لتغير في علاقات الإنتاج، ف "تولد كل زيادة في قدرة الإنسان في التحكم في الطبيعة، علاقات جديدة بين البشر ، وبالتالي تتحول علاقات الإنتاج السابقة".
 +
 +
 +
يفارق الكاتب بين ذلك وبين نمط اعادة الإنتاج، والمقصود به إعادة إنتاج الإنسان لنفسه، قيقول الكاتب أن الإنسان لا يبحث عن طرق جديدة لإعادة إنتاج نفسه، بما يعني أن نمط إعادة الإنتاج هو نمط ثابت نسبياً. وبالتالي إذا نظرنا لنمط إعادة الإنتاج وكأنه هو ما يحدد تطور التاريخ الانساني، سنجد أنه لن يكون هناك أى تطور تاريخي لأن نمط إعادة الإنتاج هو نمط ثابت.
 +
 +
 +
واذا افترضنا أن علاقات إعادة الإنتاج (المقصود بها العائلة) تتحدد قَبل قوى إعادة الإنتاج (المقصود بها أفراد العائلة وأدوارهم الإجتماعية) ، فسيقودنا ذلك إلى أن إضطهاد النساء موجود منذ الماضي وسيظل قائم في المستقبل.
 +
ومن هنا يستنتج الكاتب أن علاقات إعادة الإنتاج (العائلة) تتغير شأنها شأن بقية العلاقات بمعنى أنها تأتي ك "نتيجة للتغير المادي في قوى إعادة الإنتاج"، إذاً تنشأ علاقات إعاة الإنتاج (العائلة) من الظروف المادية للإنتاج وليس من نمط معين لإعادة الإنتاج.
 +
 +
 +
يقول الكاتب أن النظرية البطريركية ترفض هذا التحليل، وتُقدم صورة للمجتمع المعاصر توحي بأنه قد تشكل لغرضين: "الأول هو النزعة لتراكم رأس المال عن طريق الاستغلال، والآخر هو مؤامرة الرجال من كل الطبقات لاخضاع نساء جميع الطبقات".
 +
يرى الكاتب أن هذه النظرية تتوافق بشكل أساسي مع شرائح الإنفصاليين والإصلاحيين من الحركات النسوية، الذين يروا "التاريخ كصراع على القوة بين الجنسين".
 +
===نظريات منتصف الطريق===
    
==المراجع==  
 
==المراجع==  
264

تعديل