تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نقد النظرية
سطر 12: سطر 12:  
</blockquote>  
 
</blockquote>  
   −
كما تجادل بيجي إلى عدم وجود وعي لدى الرجال بالامتيازات التي يمنحها لهم [[نظام أبوي | المجتمع الأبوي]] نتيجة لكونهم ذكورًا، وحملهم "حقيبة الظهر غير المرئية" الملئية بالأدوات والمصادر التي تجعل من نجاحهم وتفوقهم عملية أسهل بكثير من النساء اللاتي لا ترتدين تلك الحقيبة. وبالتالي، يعتقد أصحاب تلك الحقائب أنهم حققوا مستوى معين من النجاح معتمدين فقط على مؤهلاتهم، غير واعيين بامتيازاتهم غير المستحقة والتي ساعدتهم بأشكال عديدة على نجاحهم. وتضيف الكاتبة أنه قد يدرك أصحاب تلك الامتيازات حقيقة عدم امتلاك بعض الناس لميّزات معينة، إلا أنهم لا يدركون أن الكثير من امتيازاتهم مرتبطة بإقصاء وتجريد غيرهم من تلك الميّزات.  
+
كما تجادل بيجي إلى عدم وجود وعي لدى الرجال بالامتيازات التي يمنحها لهم [[نظام أبوي | المجتمع الأبوي]] نتيجة لكونهم ذكورًا، وحملهم "حقيبة الظهر غير المرئية" الملئية بالأدوات والمصادر التي تجعل من نجاحهم وتفوقهم عملية أسهل بكثير من النساء اللاتي لا ترتدين تلك الحقيبة. وبالتالي، يعتقد أصحاب تلك الحقائب أنهم حققوا مستوى معين من النجاح معتمدين فقط على مؤهلاتهم، غير واعيين بامتيازاتهم غير المستحقة والتي ساعدتهم بأشكال عديدة على نجاحهم. وتضيف الكاتبة أنه قد يدرك أصحاب تلك الامتيازات حقيقة عدم امتلاك بعض الناس لميّزات معينة، إلا أنهم لا يدركون أن الكثير من امتيازاتهم مرتبطة بإقصاء وتجريد غيرهم من تلك الميّزات. وتنهي بيجي ورقتها مشيرة إلى أن إدراك أصحاب الامتيازات بامتيازاتهم ليست كافية لإنهاء التمييز، فتقول "يمكن للأفعال الفردية أن تخفف من من هذه المشاكل، لكنها لن تقضي عليها".  
   −
تطورّت نظرية الامتياز بعدها لتشمل ساحات لامتيازات أخرى أكثر [[تقاطعية]]، لتشمل جوانب أخرى مثل [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و[[هوية جندرية | الهويّات الجندرية]] والطبقة والدين واللغة. في مقالهم ''[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/j.2161-1912.2005.tb00020.x توسيع تعريف الامتياز: مفهوم الامتياز الاجتماعي]'' (2005) (''Expanding the Definition of Privilege: The Concept of Social Privilege'')، تعيد ليندا ل. بلاك Linda L. Black وديفيد ستون David Stone تعريف مفهوم الامتيازات عن طريق توسيع ساحات الامتيازات لتشمل 5 تقاطعات اجتماعية أخرى للهويّة غير الجندر والعِرق. فيُعرّفا "الامتيازات الاجتماعية" على أنها أي استحقاق أو استحسان أو سلطة أو حَصَانة أو ميّزة يمنحها المجموعة المُسيطرة لشخص أو مجموعة أخرى عند ولادتهم. ويتمثل هذا الامتياز في مجموعة من المجالات وهم: العِرق والجندر والميول الجنسية  والحالة الاجتماعية والاقتصادية والسن ودرجة السلامة الجسدية والنفسية والانتماء الديني. ولا يوافقا بيجي  مكنتوش، وغيرها، في اقتراحهم أن أصحاب الامتيازات لا يدركون دائمًا حقيقة حصولهم على امتيازات غير مستحقة، ويضيفا أن أصحاب الامتيازات قد يكونوا مدركين لهذه الحقيقة. وتجادل ليندا وديفيد أن أصحاب الامتيازات الاجتماعية هم من ينظروا إلى الانحياز أو التعصب، بانفصال عن الأشخاص الذين تمارس ضدهم هذه الاضطهادات. ويتمثل هذا الانفصال في عدم تفاعل أصحاب الامتيازات للقضاء على الامتيازات والاضطهاد.  <ref>ليندا ل. بلاك وديفيد ستون، مقال ''[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/j.2161-1912.2005.tb00020.x توسيع تعريف الامتياز: مفهوم الامتياز الاجتماعي]''، ص.245. </ref> ويشيرا إلى أن الامتيازات الاجتماعية تؤدي إلى شعور أصحاب الامتيازات بشعور بقيمة ذاتية مبالغ فيها وإيمانهم بتفوقهم الذاتي "الطبيعي" على الآخرين وضرورة اضطهاد الآخرين للحفاظ على الوضع القائم. بينما يكون من الصعب على الأشخاص المضطهدة بسبب الامتيازات الاجتماعية الوصول الموارد الاقتصادية والاجتماعية السائدة. كما يتم التكريس لكرههم والتقليل منهم وعدم الثقة بهم، مما يسبب في شعورهم بالشقاق عن المجتمع.   
+
 
 +
تطورّت نظرية الامتياز بعدها لتشمل ساحات لامتيازات أخرى أكثر [[تقاطعية]]، لتشمل جوانب أخرى مثل [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و[[هوية جندرية | الهويّات الجندرية]] والطبقة والدين واللغة. في مقالهم ''[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/j.2161-1912.2005.tb00020.x توسيع تعريف الامتياز: مفهوم الامتياز الاجتماعي]'' (2005) (''Expanding the Definition of Privilege: The Concept of Social Privilege'')، تعيد ليندا ل. بلاك Linda L. Black وديفيد ستون David Stone تعريف مفهوم الامتيازات عن طريق توسيع ساحات الامتيازات لتشمل 5 تقاطعات اجتماعية أخرى للهويّة غير الجندر والعِرق. فيُعرّفا "الامتيازات الاجتماعية" على أنها أي استحقاق أو استحسان أو سلطة أو حَصَانة أو ميّزة يمنحها المجموعة المُسيطرة لشخص أو مجموعة أخرى عند ولادتهم. ويتمثل هذا الامتياز في مجموعة من المجالات وهم: العِرق والجندر والميول الجنسية  والحالة الاجتماعية والاقتصادية والسن ودرجة السلامة الجسدية والنفسية والانتماء الديني. ولا يوافقا بيجي  مكنتوش، وغيرها، في اقتراحهم أن أصحاب الامتيازات لا يدركون دائمًا حقيقة حصولهم على امتيازات غير مستحقة، فقد يكونوا مدركين لهذه الحقيقة. وتجادل ليندا وديفيد أن أصحاب الامتيازات الاجتماعية هم من ينظروا إلى الانحياز أو التعصب، بانفصال عن الأشخاص الذين تمارس ضدهم هذه الاضطهادات. ويتمثل هذا الانفصال في عدم تفاعل أصحاب الامتيازات للقضاء على الامتيازات والاضطهاد.  <ref>ليندا ل. بلاك وديفيد ستون، مقال ''[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/j.2161-1912.2005.tb00020.x توسيع تعريف الامتياز: مفهوم الامتياز الاجتماعي]''، ص.245. </ref> ويشيرا إلى أن الامتيازات الاجتماعية تؤدي إلى شعور أصحاب الامتيازات بشعور بقيمة ذاتية مبالغ فيها وإيمانهم بتفوقهم الذاتي "الطبيعي" على الآخرين وضرورة اضطهاد الآخرين للحفاظ على الوضع القائم. بينما يكون من الصعب على الأشخاص المضطهدة بسبب الامتيازات الاجتماعية الوصول الموارد الاقتصادية والاجتماعية السائدة. كما يتم التكريس لكرههم والتقليل منهم وعدم الثقة بهم، مما يسبب في شعورهم بالشقاق عن المجتمع.   
    
==نقد النظرية==  
 
==نقد النظرية==  
 +
انتُقدت نظرية الامتيازات لكونها، كما وصفتها [[عصمة تشونارا]] و يوري براساد، "نظرية تشاؤمية" تجرّد أصحاب الامتيازات  من القدرة على المقاومة كأشخاص فعّالة؛ حيث ترى النظرية أصحاب الامتيازات مستفيدين تلقائيين من اضطهاد غيرهم، ولا يمكنهم الهروب من التواطؤ في هذا الاضطهاد أو التنازل عن تلك الامتيازات. فأفضل ما يمكنهم فعله هو الإدراك الذاتي لماهية تلك الامتيازات، وأن يصبحوا "حلفاء ملائمين" لمن يواجه الاضطهاد. وهنا تميل النظرية إلى "اختزال الجدل السياسي في مناشداتٍ أخلاقية ومشاعر شخصية"، بدلًا من محاولة فهم وتحليل أسباب هذا الاضطهاد. ويجادلا بأن النظرية تخلط بين المشاكل وأعراضها؛ فالامتيازات والاضطهادات الناتجة عن حجم ال[[جسد]]، على سبيل المثال، ليست مشكلة متواجدة بشكل مستقل، بل هي إحدى أعراض [[تمييز جنسي | التمميز الجنسي]] ضد النساء. كما تشير عصمة تشونارا ويوري براساد إلى محدودية النظرية، فيجادلا بأن نظرية الامتيازات تجعل من إدراك الامتيازات والاعتراف بها "غاية بحد ذاتها"؛ فسرد الامتيازات بهذه الطريقة لا يشير لشيء سوى لحقيقة وجود مجتمع تمييزي، ولا يحاول في المقابل فهم أسباب هذا التمييز وأساليب التكريس له وكيفية التغلب عليه لخلق مجتمع لا تمييزي. <ref>عصمة تشونارا ويوري براساد، مقال ''[[وثيقة:إشكاليات نظرية الامتيازات | إشكاليات نظرية الامتيازات]]''، ترجمة ونشر [[ما العمل؟]].</ref>
 +
 +
كما انتُقدت النظرية لتحويلها تمييز واضطهاد بعض المجموعات إلى "امتيازات غير مستحقة" تملكها مجموعات أخرى؛ فتنتقد ساندو هيرا Sandew Hira [[يجي مكنتوش]] لعدم تسميتها الأشياء بمسمياتها؛ فلا تُسمي العنصرية عنصرية ولا تُسمي الظلم ظلمًا، بل تختزل كل هذا تحت مسمى "امتياز". كما تشير أنها تتجاهل الخلفية التاريخية للعنصرية وجرائمها وارتباطها بالاستعمار؛ وتجادل أنه لو كانت العنصرية مجرّد "حقيبة ظهر غير مرئية" ذاتية بها أدوات وميّزات، كما تصفها يجي، فيمكننا إذًا تسميتها "امتياز البياض" فقط ونتخلى عن استخدام مصطلح العنصرية ونتجاهل تاريخها. وتشير أن يجي تختذل مشاكل مؤسسية وتاريخية في شكل مشاكل ذاتية؛ فتستخف بالعنصرية وجرائمها وتسرد قائمة من الامتيازات على مستوى "التواصل السطحي بين الأفراد" وتتجاهل العنصرية المؤسسية على مر التاريخ.<ref>ساندو هيرا، مقال ''[https://www.din.today/the-theory-of-white-privilege-why-racism-is-not-a-privilege/ نظرية امتياز البياض: لماذا العنصرية ليست امتيازًا، بل ظلم]''، على موقع din.today. </ref> ويوافقها ر. ل. ستيفنس 2 R.L. Stephens II على محدودية النظرية وتركيزها على الأفراد، بدلًا من المئسسات؛ فيشير أن الفكرة لا تكمن فقط في استيعاب الأشخاص المحرومة من الميّزات، بل في تطوير استراتيجيات جماعية للقضاء على أنظمة السلطة التي تخلق هذه الامتيازات في المقام الأول. ويضيف أنه عند "تشخيص المشكلة أكثر من اللازم" تتحول نظرية الامتيازات في أسوأ الأحوال تتحول النظرية إلى "أولومبيات اضطهاد" وساحة تبادل اللوم ودفع الآخرين للشعور بالخجل والذنب، وفي أحسن الأحول، نتعامل مع الظلم والاستبداد المؤسسي كمشكلة ذاتية وتدريب أخلاقي "للاعتراف بالامتيازات"، بدلًا من مناقشة العلاقة بين السلطة المؤسسية والسلوك الشخصي بشكل ملائم.<ref> ر. ل. ستيفنس 2 مقال ''[http://www.orchestratedpulse.com/2013/10/tim-wise-failure-privilege-discourse/ تيم وايز وفشل خطاب الامتيازات]''، على موقع orchestratedpulse.</ref>
    
== مراجع ==  
 
== مراجع ==  
7٬902

تعديل

قائمة التصفح