تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 20: سطر 20:  
انتُقدت نظرية الامتيازات لكونها، كما وصفتها [[عصمة تشونارا]] و يوري براساد، "نظرية تشاؤمية" تجرّد أصحاب الامتيازات  من القدرة على المقاومة كأشخاص فعّالة؛ حيث ترى النظرية أصحاب الامتيازات مستفيدين تلقائيين من اضطهاد غيرهم، ولا يمكنهم الهروب من التواطؤ في هذا الاضطهاد أو التنازل عن تلك الامتيازات. فأفضل ما يمكنهم فعله هو الإدراك الذاتي لماهية تلك الامتيازات، وأن يصبحوا "حلفاء ملائمين" لمن يواجه الاضطهاد. وهنا تميل النظرية إلى "اختزال الجدل السياسي في مناشداتٍ أخلاقية ومشاعر شخصية"، بدلًا من محاولة فهم وتحليل أسباب هذا الاضطهاد. ويجادلا بأن النظرية تخلط بين المشاكل وأعراضها؛ فالامتيازات والاضطهادات الناتجة عن حجم ال[[جسد]]، على سبيل المثال، ليست مشكلة متواجدة بشكل مستقل، بل هي إحدى أعراض [[تمييز جنسي | التمميز الجنسي]] ضد النساء. كما تشير عصمة تشونارا ويوري براساد إلى محدودية النظرية، فيجادلا بأن نظرية الامتيازات تجعل من إدراك الامتيازات والاعتراف بها "غاية بحد ذاتها"؛ فسرد الامتيازات بهذه الطريقة لا يشير لشيء سوى لحقيقة وجود مجتمع تمييزي، ولا يحاول في المقابل فهم أسباب هذا التمييز وأساليب التكريس له وكيفية التغلب عليه لخلق مجتمع لا تمييزي. <ref>عصمة تشونارا ويوري براساد، مقال ''[[وثيقة:إشكاليات نظرية الامتيازات | إشكاليات نظرية الامتيازات]]''، ترجمة ونشر [[ما العمل؟]].</ref>
 
انتُقدت نظرية الامتيازات لكونها، كما وصفتها [[عصمة تشونارا]] و يوري براساد، "نظرية تشاؤمية" تجرّد أصحاب الامتيازات  من القدرة على المقاومة كأشخاص فعّالة؛ حيث ترى النظرية أصحاب الامتيازات مستفيدين تلقائيين من اضطهاد غيرهم، ولا يمكنهم الهروب من التواطؤ في هذا الاضطهاد أو التنازل عن تلك الامتيازات. فأفضل ما يمكنهم فعله هو الإدراك الذاتي لماهية تلك الامتيازات، وأن يصبحوا "حلفاء ملائمين" لمن يواجه الاضطهاد. وهنا تميل النظرية إلى "اختزال الجدل السياسي في مناشداتٍ أخلاقية ومشاعر شخصية"، بدلًا من محاولة فهم وتحليل أسباب هذا الاضطهاد. ويجادلا بأن النظرية تخلط بين المشاكل وأعراضها؛ فالامتيازات والاضطهادات الناتجة عن حجم ال[[جسد]]، على سبيل المثال، ليست مشكلة متواجدة بشكل مستقل، بل هي إحدى أعراض [[تمييز جنسي | التمميز الجنسي]] ضد النساء. كما تشير عصمة تشونارا ويوري براساد إلى محدودية النظرية، فيجادلا بأن نظرية الامتيازات تجعل من إدراك الامتيازات والاعتراف بها "غاية بحد ذاتها"؛ فسرد الامتيازات بهذه الطريقة لا يشير لشيء سوى لحقيقة وجود مجتمع تمييزي، ولا يحاول في المقابل فهم أسباب هذا التمييز وأساليب التكريس له وكيفية التغلب عليه لخلق مجتمع لا تمييزي. <ref>عصمة تشونارا ويوري براساد، مقال ''[[وثيقة:إشكاليات نظرية الامتيازات | إشكاليات نظرية الامتيازات]]''، ترجمة ونشر [[ما العمل؟]].</ref>
   −
كما انتُقدت النظرية لتحويلها تمييز واضطهاد بعض المجموعات إلى "امتيازات غير مستحقة" تملكها مجموعات أخرى؛ فتنتقد ساندو هيرا Sandew Hira [[يجي مكنتوش]] لعدم تسميتها الأشياء بمسمياتها؛ فلا تُسمي العنصرية عنصرية ولا تُسمي الظلم ظلمًا، بل تختزل كل هذا تحت مسمى "امتياز". كما تشير أنها تتجاهل الخلفية التاريخية للعنصرية وجرائمها وارتباطها بالاستعمار؛ وتجادل أنه لو كانت العنصرية مجرّد "حقيبة ظهر غير مرئية" ذاتية بها أدوات وميّزات، كما تصفها يجي، فيمكننا إذًا تسميتها "امتياز البياض" فقط ونتخلى عن استخدام مصطلح العنصرية ونتجاهل تاريخها. وتشير أن يجي تختذل مشاكل مؤسسية وتاريخية في شكل مشاكل ذاتية؛ فتستخف بالعنصرية وجرائمها وتسرد قائمة من الامتيازات على مستوى "التواصل السطحي بين الأفراد" وتتجاهل العنصرية المؤسسية على مر التاريخ.<ref>ساندو هيرا، مقال ''[https://www.din.today/the-theory-of-white-privilege-why-racism-is-not-a-privilege/ نظرية امتياز البياض: لماذا العنصرية ليست امتيازًا، بل ظلم]''، على موقع din.today. </ref> ويوافقها ر. ل. ستيفنس 2 R.L. Stephens II على محدودية النظرية وتركيزها على الأفراد، بدلًا من المئسسات؛ فيشير أن الفكرة لا تكمن فقط في استيعاب الأشخاص المحرومة من الميّزات، بل في تطوير استراتيجيات جماعية للقضاء على أنظمة السلطة التي تخلق هذه الامتيازات في المقام الأول. ويضيف أنه عند "تشخيص المشكلة أكثر من اللازم" تتحول نظرية الامتيازات في أسوأ الأحوال تتحول النظرية إلى "أولومبيات اضطهاد" وساحة تبادل اللوم ودفع الآخرين للشعور بالخجل والذنب، وفي أحسن الأحول، نتعامل مع الظلم والاستبداد المؤسسي كمشكلة ذاتية وتدريب أخلاقي "للاعتراف بالامتيازات"، بدلًا من مناقشة العلاقة بين السلطة المؤسسية والسلوك الشخصي بشكل ملائم.<ref> ر. ل. ستيفنس 2 مقال ''[http://www.orchestratedpulse.com/2013/10/tim-wise-failure-privilege-discourse/ تيم وايز وفشل خطاب الامتيازات]''، على موقع orchestratedpulse.</ref>
+
كما انتُقدت النظرية لتحويلها تمييز واضطهاد بعض المجموعات إلى "امتيازات غير مستحقة" تملكها مجموعات أخرى؛ فتنتقد ساندو هيرا Sandew Hira [[يجي مكنتوش]] لعدم تسميتها الأشياء بمسمياتها؛ فلا تُسمي العنصرية عنصرية ولا تُسمي الظلم ظلمًا، بل تختزل كل هذا تحت مسمى "امتياز". كما تشير أنها تتجاهل الخلفية التاريخية للعنصرية وجرائمها وارتباطها بالاستعمار؛ وتجادل أنه لو كانت العنصرية مجرّد "حقيبة ظهر غير مرئية" ذاتية بها أدوات وميّزات، كما تصفها يجي، فيمكننا إذًا تسميتها "امتياز البياض" فقط ونتخلى عن استخدام مصطلح العنصرية ونتجاهل تاريخها. وتشير أن يجي تختذل مشاكل مؤسسية وتاريخية في شكل مشاكل ذاتية؛ فتستخف بالعنصرية وجرائمها وتسرد قائمة من الامتيازات على مستوى "التواصل السطحي بين الأفراد" وتتجاهل العنصرية المؤسسية على مر التاريخ.<ref>ساندو هيرا، مقال ''[https://www.din.today/the-theory-of-white-privilege-why-racism-is-not-a-privilege/ نظرية امتياز البياض: لماذا العنصرية ليست امتيازًا، بل ظلم]''، على موقع din.today. </ref> ويوافقها ر. ل. ستيفنس 2 R.L. Stephens II على محدودية النظرية وتركيزها على الأفراد، بدلًا من المؤسسات؛ فيشير أن الفكرة لا تكمن فقط في استيعاب الأشخاص المحرومة من الميّزات، بل في تطوير استراتيجيات جماعية للقضاء على أنظمة السلطة التي تخلق هذه الامتيازات في المقام الأول. ويضيف أنه عند "تشخيص المشكلة أكثر من اللازم" تتحول نظرية الامتيازات في أسوأ الأحوال إلى "أولومبيات اضطهاد" وساحة تبادل اللوم ودفع الآخرين للشعور بالخجل والذنب، وفي أحسن الأحول، نتعامل مع الظلم والاستبداد المؤسسي كمشكلة ذاتية وتدريب أخلاقي "للاعتراف بالامتيازات"، بدلًا من مناقشة العلاقة بين السلطة المؤسسية والسلوك الشخصي بشكل ملائم.<ref> ر. ل. ستيفنس 2 مقال ''[http://www.orchestratedpulse.com/2013/10/tim-wise-failure-privilege-discourse/ تيم وايز وفشل خطاب الامتيازات]''، على موقع orchestratedpulse.</ref>
    
== مراجع ==  
 
== مراجع ==  
7٬893

تعديل

قائمة التصفح