تغييرات

تدقيق لغوي وتحرير طفيف
سطر 15: سطر 15:  
|العنوان الأصلي=What’s wrong with privilege theory?
 
|العنوان الأصلي=What’s wrong with privilege theory?
 
|النص الأصلي=http://isj.org.uk/whats-wrong-with-privilege-theory/
 
|النص الأصلي=http://isj.org.uk/whats-wrong-with-privilege-theory/
|ملاحظة=لا يمكن الوصول إلى صفحة الترجمة على مدونة ما العمل لأسبب نجهلها، ولكن [https://ma-alamal.com/2016/08/11/إشكاليات-نظرية-الامتيازات/ هنا الرابط الأصلي] للترجمة هناك.
+
|ملاحظة=لا يمكن الوصول إلى صفحة الترجمة على مدونة ما العمل بسبب إقفالها وتحويلها إلى أرشيف، ولكن [https://ma-alamal.com/2016/08/11/إشكاليات-نظرية-الامتيازات/ هنا الرابط الأصلي] للترجمة على المدونة.
 
|قوالب فرعية=
 
|قوالب فرعية=
 
}}
 
}}
    
----
 
----
هل يمكن أن ينضم لمعارك التحرر من لا يواجهون اضطهادًا؟ هل كل البِيْض متواطئون مع العنصرية العرقية؟ أم هل بإمكانهم أن يكونوا جزءً من الكفاح لتحرّر السود؟ هل يمكن للمثليين والغيريين أن يعملوا يدًا بيد ويتعاونوا ضد التمييز؟ هل يمكن للرجال أن يكونوا جزءً من النضال من أجل حقوق النساء؟ ليست هذه سوى بعض المسائل الناتجة عن النقاشات المرتبطة بنظرية الامتيازات وبالموضوعات المتعلقة بالاضطهاد.
+
هل يمكن أن ينضم لمعارك التحرر من لا يواجهون اضطهادًا؟ هل كل البِيْض متواطئون مع العنصرية العرقية؟ أم هل بإمكانهم أن يكونوا جزءًا من الكفاح لتحرّر السود؟ هل يمكن [[مثلية جنسية|للمثليين]] و[[مغايرة جنسية|الغيريين]] أن يعملوا يدًا بيد ويتعاونوا ضد [[التمييز]]؟ هل يمكن للرجال أن يكونوا جزءًا من النضال من أجل حقوق النساء؟ ليست هذه سوى بعض المسائل الناتجة عن النقاشات المرتبطة [[بنظرية الامتيازات]] وبالموضوعات المتعلقة بالاضطهاد.
   −
تجمعُ الملتزمين بإنشاء عالم خالٍ من الاضطهاد مصلحةٌ مشتركة في الكفاح ضد الشوفينية والتمييز. وبالتالي، ينخرط أناسٌ يحملون نظراتٍ متنوعة للعالم في قضية مشتركة، دفاعًا عمن يواجهون ويواجهن هجوما بسبب عرقهم/ن أو هويتهم/ن القومية أو جندرهم/ن أو ميولهم/ن الجنسي وغيرها من الأمور. يقومون بذلك لأن الطبيعية التنمرية للمجتمع تثير امتعاضهم ولأنهم يفهمون أيضا أن اتّحادهم ووقوفهم جنبًا إلى جنب هي الطريقة الوحيدة ليحصلوا على القوة الكفاية لمقاومة القوى المهيمنة الكامنة وراء هذا الاضطهاد. ولكن وراء هذه الوحدة تكمن اختلافات مهمة بإمكانها أن تأخذ بالحراك نحو توجهات متباينة. هنالك مسائل عدة يجب التعرض لها أثناء تكوين هذه الوحدة: من أصول الاضطهاد ووظائفه وطرق مواجهته وحتى الأهداف النهائية التي نحددها لأنفسنا. وهذه المسائل كلها مسائل سياسية لدى الاشتراكيين والاشتراكيات إجاباتٌ متميزة لها.
+
تجمعُ الملتزمين بإنشاء عالم خالٍ من الاضطهاد مصلحةٌ مشتركة في الكفاح ضد الشوفينية والتمييز. وبالتالي، ينخرط أناس يحملون نظراتٍ متنوعة للعالم في قضية مشتركة، دفاعًا عمن يواجهون ويواجهن هجوما بسبب عرقهم/ن أو هويتهم/ن القومية أو [[جندر|جندرهم]]/ن أو [[ميل جنسي|ميولهم/ن الجنسي]] وغيرها من الأمور. يقومون بذلك لأن الطبيعية التنمرية للمجتمع تثير امتعاضهم ولأنهم يفهمون أيضًا أن اتّحادهم ووقوفهم جنبًا إلى جنب هي الطريقة الوحيدة ليحصلوا على القوة الكفاية لمقاومة القوى المهيمنة الكامنة وراء هذا الاضطهاد. ولكن وراء هذه الوحدة تكمن اختلافات مهمة بإمكانها أن تأخذ بالحراك نحو توجهات متباينة. هنالك مسائل عدة يجب التعرض لها أثناء تكوين هذه الوحدة: من أصول الاضطهاد ووظائفه وطرق مواجهته وحتى الأهداف النهائية التي نحددها لأنفسنا. وهذه المسائل كلها مسائل سياسية لدى الاشتراكيين والاشتراكيات إجاباتٌ متميزة لها.
   −
تقدم هذه المقالة نظرة نقديةً لنظرية الامتيازات ومفهوم التقاطعية (تفاعل عدد من أنواع الاضطهاد مع بعضهم البعض) إذ أن هذه النظرية وهذا المفهوم يهيمنان بشكل متزايد على كفاحات التحرر. وهذه الأفكار ليست أفكارًا جديدة، ولكن تأثيرها ازداد على مدى السنوات الماضية.
+
تقدم هذه المقالة نظرة نقديةً لنظرية الامتيازات ومفهوم [[نظرية التقاطعية|التقاطعية]] (تفاعل عدد من أنواع الاضطهاد مع بعضهم البعض) إذ أن هذه النظرية وهذا المفهوم يهيمنان بشكل متزايد على كفاحات التحرر. وهذه الأفكار ليست أفكارًا جديدة، ولكن تأثيرها ازداد على مدى السنوات الماضية.
   −
تكمن أصول نظرية الامتيازات في الولايات المتحدة، حيث أنتج الأكاديميون/ات ومدرّبو/ات التنوع والكتّاب والكاتبات وغيرهم/ن عددًا متزايدًا من الأدبيات، من دراساتٍ ووسائل تعليمية ومذكرات شخصية، طوّرت الأفكار المتعلقة بمفهوم الامتياز. وفي بريطانيا، تتمركز هذه الأفكار أكثر حاليا في سياسات الطلاب وفي الأوساط الأكاديمية وبين المدونين/ات والناشطين/ات، ولكنها بدأت أيضا بدخول السياسات العامة، حيث نراها في المناظرات الاعتيادية في قسم التعليقات في صحيفة «الغارديان» وفي غيرها من الأماكن.
+
تكمن أصول نظرية الامتيازات في الولايات المتحدة، حيث أنتج الأكاديميون/ات ومدرّبو/ات التنوع والكتّاب والكاتبات وغيرهم/ن عددًا متزايدًا من الأدبيات، من دراسات ووسائل تعليمية ومذكرات شخصية، طوّرت الأفكار المتعلقة بمفهوم الامتياز. وفي بريطانيا، تتمركز هذه الأفكار أكثر حاليًا في سياسات الطلاب وفي الأوساط الأكاديمية وبين المدونين/ات والناشطين/ات، ولكنها بدأت أيضا بدخول السياسات العامة، حيث نراها في المناظرات الاعتيادية في قسم التعليقات في صحيفة «الغارديان» وفي غيرها من الأماكن.
    
أولًا، يجدر بنا الإشارة بأن منطلق الاشتراكيين والاشتراكيات يتوجب أن يكون الانخراط بصورة إيجابية مع مكافحي ومكافِحات الاضطهاد، ولكن هذا الانخراط لا يلزم بتاتًا إخفاء الاختلافات النظرية. ولهذا السبب يتوجب تحليل نظرية الامتيازات ومفهوم التقاطعية، والآثار الاستراتيجية المترتبة عليهما، من منظور ماركسي لتبيان صور الاختلاف وأسبابها. ونزعم أن نظرية الامتيازات، عن طريق تركيزها الرئيسي حول على العلاقات الفردية، عوضا عن نظام الاضطهاد الرأسمالي، تميل إلى إبعاد الناس عن صورة التضامن الاجتماعي اللازمة للتغلب على الاضطهاد بكافة أنواعه.
 
أولًا، يجدر بنا الإشارة بأن منطلق الاشتراكيين والاشتراكيات يتوجب أن يكون الانخراط بصورة إيجابية مع مكافحي ومكافِحات الاضطهاد، ولكن هذا الانخراط لا يلزم بتاتًا إخفاء الاختلافات النظرية. ولهذا السبب يتوجب تحليل نظرية الامتيازات ومفهوم التقاطعية، والآثار الاستراتيجية المترتبة عليهما، من منظور ماركسي لتبيان صور الاختلاف وأسبابها. ونزعم أن نظرية الامتيازات، عن طريق تركيزها الرئيسي حول على العلاقات الفردية، عوضا عن نظام الاضطهاد الرأسمالي، تميل إلى إبعاد الناس عن صورة التضامن الاجتماعي اللازمة للتغلب على الاضطهاد بكافة أنواعه.
سطر 33: سطر 33:     
==ما هي نظرية الامتيازات؟==
 
==ما هي نظرية الامتيازات؟==
في جوهر نظرية الامتيازات تكمن فكرة أن الاضطهاد يسير من خلال سلسلة من الامتيازات غير المستأهلة، يتمتع بها كل من لا يعاني من اضطهاد معين، وبذلك، كل الرجال، وكل البِيْض، وكل الغيريين، مثلًا، يجنون امتيازاتٍ ناتجة عن عدم مواجهتهم عنصرية جنسية أو عنصرية عرقية أو هوموفوبيا. والشخص المستفيد من هذه الامتيازات قد لا يكون مدركًا بوجودها البتة، بل وأن واضعي/ات نظرية الامتيازات يركزون كثيرا على ما يصفونه بـ«جعل الامتياز ظاهرا»، منبّهين أصحاب الامتياز بامتيازاتهم غير المستأهلة يعتبرها أصحاب الامتياز بديهية. وبالمثل، لا يختار الفرد ما إذا كان سيتمتع بهذه الامتيازات أم لا، فهي تُمنح تلقائيا للفرد بموجب عرقه أو جندره أو جنسانيته وغيرها من الأمور المماثلة. ومن خلال هذا الإطار، تصبح الطبقة مجرد نوع اضطهاد واحد ضمن عدد لا يحصى من التقسيمات الاضطهادية في المجتمع.
+
في جوهر نظرية الامتيازات تكمن فكرة أن الاضطهاد يسير من خلال سلسلة من الامتيازات غير المستأهلة، يتمتع بها كل من لا يعاني من اضطهاد معين، وبذلك، كل الرجال، وكل البِيْض، وكل الغيريين، مثلًا، يجنون امتيازاتٍ ناتجة عن عدم مواجهتهم عنصرية [[تمييز|جنسية]] أو عنصرية عرقية أو [[هوموفوبيا]]. والشخص المستفيد من هذه الامتيازات قد لا يكون مدركًا بوجودها البتة، بل وأن واضعي/ات نظرية الامتيازات يركزون كثيرا على ما يصفونه بـ«جعل الامتياز ظاهرا»، منبّهين أصحاب الامتياز بامتيازاتهم غير المستأهلة يعتبرها أصحاب الامتياز بديهية. وبالمثل، لا يختار الفرد ما إذا كان سيتمتع بهذه الامتيازات أم لا، فهي تُمنح تلقائيا للفرد بموجب عرقه أو جندره أو [[جنسانية|جنسانيته]] وغيرها من الأمور المماثلة. ومن خلال هذا الإطار، تصبح الطبقة مجرد نوع اضطهاد واحد ضمن عدد لا يحصى من التقسيمات الاضطهادية في المجتمع.
   −
وفي في هذا الإطار أيضًا، يكثر النظر لهذه الامتيازات كأمور تجري على المستوى السيكولوجي، أي أنّها تحيزات تنشط على مستوى اللا وعي (وبالتالي لا يمكن الهروب منها). ولهذا السبب يتكون جزءٌ كبير من نشاط وممارس واضعي/ات نظرية الامتيازات من حثٍّ للآخرين على «مراجعة» أو «كبح امتيازهم». بعبارة أخرى، يوحي هؤلاء أن الممارسات والأفكار الاضطهادية المعنيّة ناتجة عن تحيزات تنشط على مستوى اللا وعي، تنبع مباشرة من «المكانة المتميزة» الخاصة بالفرد.
+
وفي في هذا الإطار أيضًا، يكثر النظر لهذه الامتيازات كأمور تجري على المستوى السيكولوجي، أي أنّها تحيّزات تنشط على مستوى اللا وعي (وبالتالي لا يمكن الهروب منها). ولهذا السبب يتكون جزءٌ كبير من نشاط وممارسة واضعي/ات نظرية الامتيازات من حثٍّ للآخرين على «مراجعة» أو «كبح امتيازهم». بعبارة أخرى، يوحي هؤلاء أن الممارسات والأفكار الاضطهادية المعنيّة ناتجة عن تحيزات تنشط على مستوى اللا وعي، تنبع مباشرة من «المكانة المتميزة» الخاصة بالفرد.
   −
وصفت إحدى أكثر رائدات نظرية الامتيازات تأثيرا، الناشطة الأمريكية بيغي ماكنتوش، الامتياز بعبارتها الشهيرة كـ«حقيبة ظهر غير مرئية» (invisible knapsack). وكتبت ماكنتوش، متحدثة عن موقعها كامرأة بيضاء، قائلةً: "أصبحت أنظر إلى امتياز البياض (white privilege) كحمولة مخفية من الأصول غير المستأهلة، بإمكاني الاعتماد على الاستفادة منها كل يوم، ولكن «قُصِد» لي أن أظل غافلة عنها. امتياز البياض يشبه حقيبة ظهر غير مرئية، وبلا وزن، تحوي تدابير خاصة وضمانات وأدوات وخرائط وإرشادات وكتب شفرات وجوازات وتأشيرات وملابس وبوصلة وعدة طوارئ وَشَيكًا مفتوحا".
+
وصفت إحدى أكثر رائدات نظرية الامتيازات تأثيًرا، الناشطة الأمريكية بيغي ماكنتوش، الامتياز بعبارتها الشهيرة كـ«حقيبة ظهر غير مرئية» (invisible knapsack). وكتبت ماكنتوش، متحدثة عن موقعها كامرأة بيضاء، قائلةً: "أصبحت أنظر إلى امتياز البياض (white privilege) كحمولة مخفية من الأصول غير المستأهلة، بإمكاني الاعتماد على الاستفادة منها كل يوم، ولكن «قُصِد» لي أن أظل غافلة عنها. امتياز البياض يشبه حقيبة ظهر غير مرئية، وبلا وزن، تحوي تدابير خاصة وضمانات وأدوات وخرائط وإرشادات وكتب شفرات وجوازات وتأشيرات وملابس وبوصلة وعدة طوارئ وَشَيكًا مفتوحا".
    
وتستمر بسرد قائمة تحوي 46 ميدان من ميادين حياتها اليومية بإمكانها، كامرأة بيضاء، ألا تضطر لأن تضع لها اعتبارًا، وهو أمر ليس بإمكان أغلب السّود القيام به. يمكن النظر لهذا الأمر، على صعيدٍ ما، كاستكشاف لبعض أساليب تأثير العنصرية العرقية على الحياة اليومية، ولكن يكمن وراء الوصف الذي تقدمه ماكنتوش شرحٌ لكيفية سير الاضطهاد وشرحٌ للطرق الأنسب لمواجهته، وهو أمر تصرّح به ماكنتوش جليا، قائلة: «الأوضاع التي أصفها هنا تسير منهجيا لتزيد من قوة فئات معينة. يعمل امتياز مثل هذا، ببساطة، على منح الفرد قدرةً على الهيمنة وإعطائه تصريح للتحكم بسبب عرقه أو جنسه».
 
وتستمر بسرد قائمة تحوي 46 ميدان من ميادين حياتها اليومية بإمكانها، كامرأة بيضاء، ألا تضطر لأن تضع لها اعتبارًا، وهو أمر ليس بإمكان أغلب السّود القيام به. يمكن النظر لهذا الأمر، على صعيدٍ ما، كاستكشاف لبعض أساليب تأثير العنصرية العرقية على الحياة اليومية، ولكن يكمن وراء الوصف الذي تقدمه ماكنتوش شرحٌ لكيفية سير الاضطهاد وشرحٌ للطرق الأنسب لمواجهته، وهو أمر تصرّح به ماكنتوش جليا، قائلة: «الأوضاع التي أصفها هنا تسير منهجيا لتزيد من قوة فئات معينة. يعمل امتياز مثل هذا، ببساطة، على منح الفرد قدرةً على الهيمنة وإعطائه تصريح للتحكم بسبب عرقه أو جنسه».
1٬327

تعديل