سطر 23: |
سطر 23: |
| نتيجة تهميش مطالب وأدوار النساء السوداوات في حركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية قررت بعض النسويات السود تنظيم أنفسهن في [[المنظمة الوطنية النسوية السوداء]] (National Black Feminist Organization NBFO). كان إعلان تأسيس المنظمة في مايو 1973، ثم فُتح باب الانضمام إلى المنظمة في 15 أغسطس 1973.<ref name="thoughtCo">[http://https://www.thoughtco.com/national-black-feminist-organization-nbfo-3528292 Jone Johnson Lewis, "National Black Feminist Organization (NBFO)", ThoughtCo, 25 March 2017]</ref> | | نتيجة تهميش مطالب وأدوار النساء السوداوات في حركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية قررت بعض النسويات السود تنظيم أنفسهن في [[المنظمة الوطنية النسوية السوداء]] (National Black Feminist Organization NBFO). كان إعلان تأسيس المنظمة في مايو 1973، ثم فُتح باب الانضمام إلى المنظمة في 15 أغسطس 1973.<ref name="thoughtCo">[http://https://www.thoughtco.com/national-black-feminist-organization-nbfo-3528292 Jone Johnson Lewis, "National Black Feminist Organization (NBFO)", ThoughtCo, 25 March 2017]</ref> |
| | | |
− | واشتمل البيان التأسيسي للمنظمة الوطنية النسوية السوداء على نقدٍ لحركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية، كما ذُكرت بعض من الأفكار التي أسست عليها المنظمة، والتي تركز بالأساس على أهمية النضال العرقي والنضال ضد الهيمنة البيضاء وأيضاً النضال ضد [[تمييز جنسي|التفرقة الجنسية]] وضد [[نظام أبوي|الأبوية]] في آن واحد: | + | واشتمل [[البيان التأسيسي للمنظمة الوطنية النسوية السوداء]] على نقدٍ لحركة النساء أثناء الموجة النسوية الثانية، كما ذُكرت بعض من الأفكار التي أسست عليها المنظمة، والتي تركز بالأساس على أهمية النضال العرقي والنضال ضد الهيمنة البيضاء وأيضاً النضال ضد [[تمييز جنسي|التفرقة الجنسية]] وضد [[نظام أبوي|الأبوية]] في آن واحد: |
| <Blockquote> | | <Blockquote> |
| "إن الصورة الإعلامية المشوهة التي يهيمن عليها الذكور لحركة تحرر النساء قد عتّمت على أهمية تلك الحركة المحورية والثورية لنساء العالم الثالث، خاصةً النساء السود. لقد وُسمت الحركة بأنها ملكية حصرية لنساء الطبقة الوسطى البيضاوات، وكان انخراط أي نساء سود في الحركة يعتبر بمثابة إقصاء وتقسيم عرقي ومجموعة أخرى من الصفات السيئة للحركة (…) لقد عانت النساء السود بقسوة في هذا المجتمع بسبب عيشهم ظاهرتي أن يكن نساءً وسوداوات في مجتمع عنصري و[[ذكورية|ذكوري]] (…) لكن التاريخ، الماضي والحاضر، نادرًا ما يتعامل مع الاستغلال الوحشي الواقع على عاتق النساء السود، فدائمًا ما يرانا السّيد كمربيات، وتعاملنا زوجة السّيد بازدراء، ويرانا أزواجنا وأحباؤنا كمخصيات (…) لقد أدركنا، كنسويات سوداوات أهمية تنظيم أنفسنا في منظمة نسوية سوداء مستقلة (…) سنعزز كل جهود حركة تحرر السود الحالية من خلال حث كل مواهب وإبداعات النساء السود على الظهور بقوة وجمال، من دون أن يشعرن بالذنب أو بأنهن سبب الانقسام، وأن يتولين المناصب القيادية والشرفية في مجتمع السود. سوف نشجع مجتمع السود على التوقف عن الوقوع في فخ يسار الرجل الأبيض، الذي يستخدم النساء فقط لتلبية الاحتياجات المنزلية والخدمية. سوف نستمر في تذكير حركة تحرير السود أنه من المستحيل أن يتحقق التحرر فقط لنصف العرق. يجب علينا، كشعب، أن نعمل على القضاء على العنصرية التي تحاول أن تقضي علينا كشعب بأكمله، ولكن يجب علينا أيضًا أن نتذكر أن الذكورية تدمرنا وتعطلنا من الداخل."<ref>[http://www-personal.umd.umich.edu/~ppennock/doc-BlackFeminist.htm The National Black Feminist Organization's Statement of Purpose, 1973]،</ref> | | "إن الصورة الإعلامية المشوهة التي يهيمن عليها الذكور لحركة تحرر النساء قد عتّمت على أهمية تلك الحركة المحورية والثورية لنساء العالم الثالث، خاصةً النساء السود. لقد وُسمت الحركة بأنها ملكية حصرية لنساء الطبقة الوسطى البيضاوات، وكان انخراط أي نساء سود في الحركة يعتبر بمثابة إقصاء وتقسيم عرقي ومجموعة أخرى من الصفات السيئة للحركة (…) لقد عانت النساء السود بقسوة في هذا المجتمع بسبب عيشهم ظاهرتي أن يكن نساءً وسوداوات في مجتمع عنصري و[[ذكورية|ذكوري]] (…) لكن التاريخ، الماضي والحاضر، نادرًا ما يتعامل مع الاستغلال الوحشي الواقع على عاتق النساء السود، فدائمًا ما يرانا السّيد كمربيات، وتعاملنا زوجة السّيد بازدراء، ويرانا أزواجنا وأحباؤنا كمخصيات (…) لقد أدركنا، كنسويات سوداوات أهمية تنظيم أنفسنا في منظمة نسوية سوداء مستقلة (…) سنعزز كل جهود حركة تحرر السود الحالية من خلال حث كل مواهب وإبداعات النساء السود على الظهور بقوة وجمال، من دون أن يشعرن بالذنب أو بأنهن سبب الانقسام، وأن يتولين المناصب القيادية والشرفية في مجتمع السود. سوف نشجع مجتمع السود على التوقف عن الوقوع في فخ يسار الرجل الأبيض، الذي يستخدم النساء فقط لتلبية الاحتياجات المنزلية والخدمية. سوف نستمر في تذكير حركة تحرير السود أنه من المستحيل أن يتحقق التحرر فقط لنصف العرق. يجب علينا، كشعب، أن نعمل على القضاء على العنصرية التي تحاول أن تقضي علينا كشعب بأكمله، ولكن يجب علينا أيضًا أن نتذكر أن الذكورية تدمرنا وتعطلنا من الداخل."<ref>[http://www-personal.umd.umich.edu/~ppennock/doc-BlackFeminist.htm The National Black Feminist Organization's Statement of Purpose, 1973]،</ref> |
سطر 33: |
سطر 33: |
| في خضم حركة النسويات السود ومع بدايات تنظيمهن، تشكلت [[مجموعة كومباهي ريفر]] (Combahee River Collective CRC)، حيث التقت مؤسسات المجموعة في إطار عضويتهن في المنظمة الوطنية النسوية السوداء سنة 1973، وبعد مرور حوالي سنة على لقائهن الأول بدأن في الاجتماع بشكل منتظم في بوسطن وماساشوتس، وفي سنة 1974 قررن أن يشكلن مجموعتهن التي انفصلت عن المنظمة لاعتقادهن بأن المنظمة الوطنية النسوية السوداء لم تعط الأهمية الكافية للمثلية السوداء وشعرن بأنها ليست راديكالية بشكل كاف لتحقيق التغيير اللازم الذي ارتأينه.<ref>[https://combaheerivercollective.weebly.com/history.html موقع مجموعة كومباهي ريفر]،</ref> | | في خضم حركة النسويات السود ومع بدايات تنظيمهن، تشكلت [[مجموعة كومباهي ريفر]] (Combahee River Collective CRC)، حيث التقت مؤسسات المجموعة في إطار عضويتهن في المنظمة الوطنية النسوية السوداء سنة 1973، وبعد مرور حوالي سنة على لقائهن الأول بدأن في الاجتماع بشكل منتظم في بوسطن وماساشوتس، وفي سنة 1974 قررن أن يشكلن مجموعتهن التي انفصلت عن المنظمة لاعتقادهن بأن المنظمة الوطنية النسوية السوداء لم تعط الأهمية الكافية للمثلية السوداء وشعرن بأنها ليست راديكالية بشكل كاف لتحقيق التغيير اللازم الذي ارتأينه.<ref>[https://combaheerivercollective.weebly.com/history.html موقع مجموعة كومباهي ريفر]،</ref> |
| | | |
− | ناقش البيان التأسيسي لمجموعة كومباهي ريفر الكثير من المبادئ والأفكار التي بُنيت عليها نظرية التقاطعية فيما بعد، فقد أعلنت المؤسسات في بداية بيانهن أنهن ملتزمات بالنضال ضد القهر القائم على أساس العرق والجنس و[[مغايرة جنسية|المغايرة الجنسية]] والطبقة. كما تحدثن عن خلفياتهن التاريخية وانخراطهن في حركات تحرر السود كحركة الحقوق المدنية ومنظمة الفهود السود، وأن تجاربهن في حركة تحرر السود وحركة تحرر النساء هي ما أظهرت لهن الحاجة إلى صياغة سياسات مناهضة للعنصرية (على عكس النساء البيضاوات) ومناهضة [[نظام أبوي|للأبوية]] (على عكس الرجال البيض والسود) في آن واحد. | + | ناقش [[البيان التأسيسي لمجموعة كومباهي ريفر]] الكثير من المبادئ والأفكار التي بُنيت عليها نظرية التقاطعية فيما بعد، فقد أعلنت المؤسسات في بداية بيانهن أنهن ملتزمات بالنضال ضد القهر القائم على أساس العرق والجنس و[[مغايرة جنسية|المغايرة الجنسية]] والطبقة. كما تحدثن عن خلفياتهن التاريخية وانخراطهن في حركات تحرر السود كحركة الحقوق المدنية ومنظمة الفهود السود، وأن تجاربهن في حركة تحرر السود وحركة تحرر النساء هي ما أظهرت لهن الحاجة إلى صياغة سياسات مناهضة للعنصرية (على عكس النساء البيضاوات) ومناهضة [[نظام أبوي|للأبوية]] (على عكس الرجال البيض والسود) في آن واحد. |
| | | |
| بالإضافة لذلك، أعلنّ عن إيمانهن بأنّ تحرُّر الشعوب لن يأتي إلا بتحطيم النظم السياسية والاقتصادية للنظام الرأسمالي والامبريالي، وكذلك [[نظام أبوي|النظام الأبوي]]. كما أعلنَّ أنهن اشتراكيات لأنهن مؤمنات بأنه يجب توظيف العمل من أجل المصلحة الجماعية لمن يعملون ويقومون بالإنتاج، وليس من أجل أرباح أرباب الأعمال. وناقشن وجوب توزيع الموارد بالتساوي ما بين الذين ينتجون تلك الموارد، ولكنهن في نفس الوقت أعلنّ أنهن غير مؤمنات بأن الثورة الاشتراكية يمكنها أن تضمن تحريرهن إذا كانت لا تتضمن ثورة نسوية ومناهضة للعنصرية. | | بالإضافة لذلك، أعلنّ عن إيمانهن بأنّ تحرُّر الشعوب لن يأتي إلا بتحطيم النظم السياسية والاقتصادية للنظام الرأسمالي والامبريالي، وكذلك [[نظام أبوي|النظام الأبوي]]. كما أعلنَّ أنهن اشتراكيات لأنهن مؤمنات بأنه يجب توظيف العمل من أجل المصلحة الجماعية لمن يعملون ويقومون بالإنتاج، وليس من أجل أرباح أرباب الأعمال. وناقشن وجوب توزيع الموارد بالتساوي ما بين الذين ينتجون تلك الموارد، ولكنهن في نفس الوقت أعلنّ أنهن غير مؤمنات بأن الثورة الاشتراكية يمكنها أن تضمن تحريرهن إذا كانت لا تتضمن ثورة نسوية ومناهضة للعنصرية. |