تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 195: سطر 195:       −
 
+
===عساها خاتمة الأحزان الجندريّة، أو لا ختام لنصٍّ تسكنه اللامركزيّة===
'''عساها خاتمة الأحزان الجندريّة، أو لا ختام لنصٍّ تسكنه اللامركزيّة'''
      
إذا نظرنا إلى أيّ نصّ كمشروع لتغيير واقعنا المُعاش، فلا مناصّ من التسليم بأن الكتابة مشروع فاشل، إذ أنّ قدرتها على التغيير تتوقّف عند حدود التحريض والتأثير المعنوي الذي لا يمكن ان يضمنه حبر على ورق (أو بيكسلات على شاشة). لكن إنْ تصالحنا مسبقاً مع هذا الفشل، قد تنفتح أمامنا احتمالاتٌ أخرى، كما تقول كاتبة بريطانية متحوّلة في مذكّراتها الصادرة حديثاً. فعندما يصدر نصّ باسمنا ، فإنه سرعان ما ينفصل عنا ويصبح كائناً مستقلاً لديه حياته وحركته الخاصّة، وهو قد يصل إلى من لم نكن نتوقّع أن يصل إليهم، ويؤثّر عليهم فيذهب بهم إلى دروب لم نكن نتوقّعها. هذا هو الرهان الذي أعوُّلُ عليه: أن أكون مصدر تأثير وتحريض أجهل طبيعته، فمن المحتّم أنّ نصّي سيقوم بإلقاء حجر في المياه الراكدة في بئر إحداهنّ وأحدهم، لكن من دون أن أعلم كيف سيرتطم الحجر بسطح الماء، وأي أمواج ستتولّد من جرّائه.
 
إذا نظرنا إلى أيّ نصّ كمشروع لتغيير واقعنا المُعاش، فلا مناصّ من التسليم بأن الكتابة مشروع فاشل، إذ أنّ قدرتها على التغيير تتوقّف عند حدود التحريض والتأثير المعنوي الذي لا يمكن ان يضمنه حبر على ورق (أو بيكسلات على شاشة). لكن إنْ تصالحنا مسبقاً مع هذا الفشل، قد تنفتح أمامنا احتمالاتٌ أخرى، كما تقول كاتبة بريطانية متحوّلة في مذكّراتها الصادرة حديثاً. فعندما يصدر نصّ باسمنا ، فإنه سرعان ما ينفصل عنا ويصبح كائناً مستقلاً لديه حياته وحركته الخاصّة، وهو قد يصل إلى من لم نكن نتوقّع أن يصل إليهم، ويؤثّر عليهم فيذهب بهم إلى دروب لم نكن نتوقّعها. هذا هو الرهان الذي أعوُّلُ عليه: أن أكون مصدر تأثير وتحريض أجهل طبيعته، فمن المحتّم أنّ نصّي سيقوم بإلقاء حجر في المياه الراكدة في بئر إحداهنّ وأحدهم، لكن من دون أن أعلم كيف سيرتطم الحجر بسطح الماء، وأي أمواج ستتولّد من جرّائه.
    
لن أزعم أنّ شهادتي سوف تشكّل مصدر إلهام لأحد، أو أنها ستجيب عن أسئلة محوريّة حول اللغة والثقافة العربيّة ومكانة الجنسانيّة والجندر فيها. إذا سُئلت عن المسعى الأساسيّ لهذه الشهادة-محاججة لأجبتُ أنّي سعيتُ إلى أمرين: أولاً أن أدلي بشهادة عن رحلتي في بحر الجندر، والتي تزامنت مع رحلتي في بحر العربيّة، وثانياً أن أدلي بانطباعاتي بصفتي منتسبة إلى اللغة من خارجها حول ما يمكن أن نفعله لإفساح المجال ولو قليلاً للتعبير الجندريّ الحرّ. مهما كان فالتحريض مهمّ، بل واجب، إذ لا أملَ لنا دون مواصلة التحريض على التحدّي، حتى ولو لم تكن أهدافنا واضحة بعد. وفي نهاية الأمر هذا ما حثّني على كتابة هذه الشهادة وإردافها بهذه الملاحظات، التي أؤثر تسمية «محرّضات» لها.
 
لن أزعم أنّ شهادتي سوف تشكّل مصدر إلهام لأحد، أو أنها ستجيب عن أسئلة محوريّة حول اللغة والثقافة العربيّة ومكانة الجنسانيّة والجندر فيها. إذا سُئلت عن المسعى الأساسيّ لهذه الشهادة-محاججة لأجبتُ أنّي سعيتُ إلى أمرين: أولاً أن أدلي بشهادة عن رحلتي في بحر الجندر، والتي تزامنت مع رحلتي في بحر العربيّة، وثانياً أن أدلي بانطباعاتي بصفتي منتسبة إلى اللغة من خارجها حول ما يمكن أن نفعله لإفساح المجال ولو قليلاً للتعبير الجندريّ الحرّ. مهما كان فالتحريض مهمّ، بل واجب، إذ لا أملَ لنا دون مواصلة التحريض على التحدّي، حتى ولو لم تكن أهدافنا واضحة بعد. وفي نهاية الأمر هذا ما حثّني على كتابة هذه الشهادة وإردافها بهذه الملاحظات، التي أؤثر تسمية «محرّضات» لها.
      
===وبعد... ماذا يبقى؟===
 
===وبعد... ماذا يبقى؟===
1٬327

تعديل

قائمة التصفح