سطر 49: |
سطر 49: |
| بالطبع كان هنالك نساءٌ في داخل نساء نيو يورك الجذريات و [[حركة نسوية | الحركة النسوية]] الأوسع جادلن منذ البداية ضد رفع الوعي وادَّعَيْن أنَّ النساء أدمغتهن مغسولة وأنّهن متواطئاتٌ في الاضطهاد الذي يتعرضن له، وهو ادعاءٌ يعود جذره للجانب السيسيولوجي والسيكولوجي بدلًا من السياسي. وهؤلاء أيضًا ساعدن في صياغة نظرية الخط المناصر للمرأة. بمجادلتهن باستخدام «الحكمة الاعتيادية» ضدّنا، أَجْبَرننا على توضيح وشحذ وتطوير وصقل وتفصيل النظرية الجديدة حتى يمكن انتشارها على نحوٍ أوسع. بعد اجتماعاتِ نساء نيو يورك الجذريات، يذهب فصيل الخط المناصر للمرأة عادةً إلى ميتيراس، مطعمٌ قريب يقدّم فطيرة تفاحٍ رائعة على الطريقة العصرية. نناقشُ هناك مجريات الاجتماع والأفكار التي نوقشت حتى الثانية أو الثالثة صباحًا، حيث نتّفق ونتحدى بعضنا البعض في مناظرةٍ رائعة حيّة. | | بالطبع كان هنالك نساءٌ في داخل نساء نيو يورك الجذريات و [[حركة نسوية | الحركة النسوية]] الأوسع جادلن منذ البداية ضد رفع الوعي وادَّعَيْن أنَّ النساء أدمغتهن مغسولة وأنّهن متواطئاتٌ في الاضطهاد الذي يتعرضن له، وهو ادعاءٌ يعود جذره للجانب السيسيولوجي والسيكولوجي بدلًا من السياسي. وهؤلاء أيضًا ساعدن في صياغة نظرية الخط المناصر للمرأة. بمجادلتهن باستخدام «الحكمة الاعتيادية» ضدّنا، أَجْبَرننا على توضيح وشحذ وتطوير وصقل وتفصيل النظرية الجديدة حتى يمكن انتشارها على نحوٍ أوسع. بعد اجتماعاتِ نساء نيو يورك الجذريات، يذهب فصيل الخط المناصر للمرأة عادةً إلى ميتيراس، مطعمٌ قريب يقدّم فطيرة تفاحٍ رائعة على الطريقة العصرية. نناقشُ هناك مجريات الاجتماع والأفكار التي نوقشت حتى الثانية أو الثالثة صباحًا، حيث نتّفق ونتحدى بعضنا البعض في مناظرةٍ رائعة حيّة. |
| | | |
− | في سبتمبر/أيلول لعام 1968، قبل ستة شهور من كتابة «الشخصي سياسي»، برهنت مظاهرة «ملكة جمال أمريكا» للعديد لماذا نظرية الخط المناصِر للمرأة التي كنّا نصيغها كانت مهمة فيما يتعلق بالانخراط في نشاطاتٍ خارج المجموعة. في ورقةٍ أخرى عنوانها «نقدٌ لمظاهرة ملكة جمال أمريكا» كتبتُ عن كيف أنَّ فصيل المتظاهِرات المعادي للنساء صَرَفَ النظر عن رسالتنا القائلة إنَّ كلَّ النساء تضطهِدُهن المعاير الجمالية، حتى المتنافِسات. جعلت لوحاتٌ مثل «إلى الحائط، يا ملكة جمال أمريكا»9و«ملِكة جمال أمريكا زائفةٌ كبيرة»10من هؤلاء المتنافِسات عدوّاتِنا بدلًا من الرجال والرؤساء الذين فرضوا المعايير الجمالية الزائفة على النساء. | + | في سبتمبر/أيلول لعام 1968، قبل ستة شهور من كتابة «الشخصي سياسي»، برهنت مظاهرة «ملكة جمال أمريكا» للعديد لماذا نظرية الخط المناصِر للمرأة التي كنّا نصيغها كانت مهمة فيما يتعلق بالانخراط في نشاطاتٍ خارج المجموعة. في ورقةٍ أخرى عنوانها «نقدٌ لمظاهرة ملكة جمال أمريكا» كتبتُ عن كيف أنَّ فصيل المتظاهِرات المعادي للنساء صَرَفَ النظر عن رسالتنا القائلة إنَّ كلَّ النساء تضطهِدُهن [[معايير الجمال | المعاير الجمالية]]، حتى المتنافِسات. جعلت لوحاتٌ مثل «إلى الحائط، يا ملكة جمال أمريكا»9 و«ملِكة جمال أمريكا زائفةٌ كبيرة»10من هؤلاء المتنافِسات عدوّاتِنا بدلًا من الرجال والرؤساء الذين فرضوا المعايير الجمالية الزائفة على النساء. |
| | | |
| النضال السياسي أو المناظرة السياسية هما المفتاح لنظريةٍ سياسية جيدة. النظرية ليست إلّا صفيفًا من الكلمات—وقد تكون مثيرة للاهتمام الفكري ولكنها مجرد كلمات في الناهية—حتى تختبرها الحياة الحقيقية. كثيرًا ما أتت نظريّةٌ بمفاجئات، إيجابية وسلبية أيضًا، حين جرت محاولةٌ لتطبيقها. | | النضال السياسي أو المناظرة السياسية هما المفتاح لنظريةٍ سياسية جيدة. النظرية ليست إلّا صفيفًا من الكلمات—وقد تكون مثيرة للاهتمام الفكري ولكنها مجرد كلمات في الناهية—حتى تختبرها الحياة الحقيقية. كثيرًا ما أتت نظريّةٌ بمفاجئات، إيجابية وسلبية أيضًا، حين جرت محاولةٌ لتطبيقها. |
| | | |
− | أثناء محاولتي التفكير بالأشياء التي سأغيرها في ورقة «الشخصي سياسي»، لو كان لي إعادةُ كتابتها بإدراكي اليوم لما جرى، تفاجأت حقًّا من صمودها اختبارَ الزمن والتجارب. هنالكَ أمورٌ سأفصِّلها أكثر، مثل تعريفي البسيط للطبقة، وهنالك بعض التصريحات في الورقة بأمس الحاجة إلى تطويرٍ أكبر. ولكن الشيئين الأشد إزعاجًا لي هما: «النساء أذكى من أن يناضلن لوحدهن» و«إنَّ البقاء في المنزل بنفس سوء سباق الجذران11في العالم الوظيفي». | + | أثناء محاولتي التفكير بالأشياء التي سأغيرها في ورقة «الشخصي سياسي»، لو كان لي إعادةُ كتابتها بإدراكي اليوم لما جرى، تفاجأت حقًّا من صمودها اختبارَ الزمن والتجارب. هنالكَ أمورٌ سأفصِّلها أكثر، مثل تعريفي البسيط للطبقة، وهنالك بعض التصريحات في الورقة بأمس الحاجة إلى تطويرٍ أكبر. ولكن الشيئين الأشد إزعاجًا لي هما: «النساء أذكى من أن يناضلن لوحدهن» و«إنَّ البقاء في المنزل بنفس سوء سباق الجذران11 في العالم الوظيفي». |
| | | |
| التصريح الأول لا يعني أنّ النساء أذكى من أن يناضلن على الإطلاق، مثلما فسَّر البعض الخط المناصر للمرأة. النساءُ أذكى من أن يناضلن وحدهن أحيانًا، حين لا يمكنهن الانتصار والعواقبُ أسوء من الاضطهاد. ولكن النضال الفردي قد يعطينا بعض الأشياء في بعض الأحيان، وحين يكون تيارُ حركة تحرر النساء منخفِضًا أو مختفيًا، لربما يكون ذلك أفضلَ ما يمكننا القيام به. علينا أن نعمل دائمًا على اختبار الحدود وتجاوزها. حتى حين يكونُ تيارُ حركة تحرر النساء مرتفعًا، ولأنَّ اضطهادنا كثيرًا ما يجري في ظروفٍ معزولة مثل المنزل، يظلُّ تطبيقُ ما تحارب لأجله الحركة يتطلب نشاطًا فرديًا. ولكن النضالَ الفردي دائمًا محدود؛ سيتطلب الأمر حركةً مستمرة أقوى من أي حركةٍ شهدناها حتى الآن لتبطل تفوقية الذكور. | | التصريح الأول لا يعني أنّ النساء أذكى من أن يناضلن على الإطلاق، مثلما فسَّر البعض الخط المناصر للمرأة. النساءُ أذكى من أن يناضلن وحدهن أحيانًا، حين لا يمكنهن الانتصار والعواقبُ أسوء من الاضطهاد. ولكن النضال الفردي قد يعطينا بعض الأشياء في بعض الأحيان، وحين يكون تيارُ حركة تحرر النساء منخفِضًا أو مختفيًا، لربما يكون ذلك أفضلَ ما يمكننا القيام به. علينا أن نعمل دائمًا على اختبار الحدود وتجاوزها. حتى حين يكونُ تيارُ حركة تحرر النساء مرتفعًا، ولأنَّ اضطهادنا كثيرًا ما يجري في ظروفٍ معزولة مثل المنزل، يظلُّ تطبيقُ ما تحارب لأجله الحركة يتطلب نشاطًا فرديًا. ولكن النضالَ الفردي دائمًا محدود؛ سيتطلب الأمر حركةً مستمرة أقوى من أي حركةٍ شهدناها حتى الآن لتبطل تفوقية الذكور. |
| | | |
− | فيما يتعلق بالنقطة الثانية، صرتُ أتفق مع [[سوزان بي أنثوني]] في قولها إنّ المرأة لتكون حرّة، يجب أن يكون لديها «جزدانها الخاص بها». لا يمكن للنساء أنْ تكنَّ مستقلات دونَ المشاركة في اليد العاملة العامة. يعني ذلك أيضًا الاتحاد في القتال لأجل توفير رعايةٍ عمومية للأطفال ولأجل إعادة هيكلة مكان العمل وفق منظور مساواة النساء، مع الإصرار على مشاركة الرجال في العمل المنزلي وَرِعاية الأطفال في جبهة المنزل، حتى لا ينتهي الأمر باضطرار النساء للقيامِ بكلِّ شيء. | + | فيما يتعلق بالنقطة الثانية، صرتُ أتفق مع [[سوزان بي أنثوني]] في قولها إنّ المرأة لتكون حرّة، يجب أن يكون لديها «جزدانها الخاص بها». لا يمكن للنساء أنْ تكنَّ مستقلات دونَ المشاركة في اليد العاملة العامة. يعني ذلك أيضًا الاتحاد في القتال لأجل توفير رعايةٍ عمومية للأطفال ولأجل إعادة هيكلة مكان العمل وفق منظور مساواة النساء، مع الإصرار على مشاركة الرجال في [[عمل منزلي | العمل المنزلي]] وَرِعاية الأطفال في جبهة المنزل، حتى لا ينتهي الأمر باضطرار النساء للقيامِ بكلِّ شيء. |
| | | |
| تمنيت لو استبقتُ كلّ الطرق التي ستُحرَّف بها «الشخصي سياسي» و«الخط المناصر للمرأة» ويساء استخدامهما. مثل أغلب النظرية التي أنتجتها النسويّاتُ الجذريات للخط المناصر للمرأة، هذه الأفكار حُرِّفَت ومُزِّقَت بل وقُلِبَت رأسًا على عقب واستُخدِمَت ضد نيّتها الأصلية الجذرية. بينما من الضروري أن تُمتَحَن النظريات في العالم الحقيقي، مثل كل شيءٍ آخر، تعلمت العديد منا أنّها حالما تغادر أيدينا، يجب أن ندافع عنها ضد التحريف وإساءة الاستخدام. | | تمنيت لو استبقتُ كلّ الطرق التي ستُحرَّف بها «الشخصي سياسي» و«الخط المناصر للمرأة» ويساء استخدامهما. مثل أغلب النظرية التي أنتجتها النسويّاتُ الجذريات للخط المناصر للمرأة، هذه الأفكار حُرِّفَت ومُزِّقَت بل وقُلِبَت رأسًا على عقب واستُخدِمَت ضد نيّتها الأصلية الجذرية. بينما من الضروري أن تُمتَحَن النظريات في العالم الحقيقي، مثل كل شيءٍ آخر، تعلمت العديد منا أنّها حالما تغادر أيدينا، يجب أن ندافع عنها ضد التحريف وإساءة الاستخدام. |
| | | |
− | ما يتبع هو النسخة الأصلية لـ «الشخصي سياسي» كما حُرِّرَت من المذكرة لصالح مجموعة المختارات الأدبية المنشورة عام 1970، «ملاحظات من العام الثاني: تحرّر النساء»، حرّرتها شولاميث فايرستون وآن كوت. | + | ما يتبع هو النسخة الأصلية ل«الشخصي سياسي» كما حُرِّرَت من المذكرة لصالح مجموعة المختارات الأدبية المنشورة عام 1970، «ملاحظات من العام الثاني: تحرّر النساء»، حرّرتها شولاميث فايرستون وآن كوت. |
| | | |
| ==الشخصي سياسي (1969)== | | ==الشخصي سياسي (1969)== |
سطر 75: |
سطر 75: |
| إذن، سببُ مشاركتي في هذه الاجتماعات ليس لحل أَيّةِ مشاكل شخصية. أحدُ أولى الأشياء التي نكتشفها في هذه المجموعات هي أنَّ المشاكل الشخصية مشاكلُ سياسية. لا توجد حلولٌ شخصية في هذا الزمن. لا يوجد إلّا نشاطٌ جماعي لأجل حلٍّ جماعي. ذهبتُ وسأستمرُّ في الذهاب إلى هذه الاجتماعات لأني حصلت على فهمٍ سياسي لم تعطني إيّاه كلُّ قراءتي تلك، كلُّ «نقاشاتي السياسية» تلك، كلُّ «نشاطاتي السياسة» تلك، وكلُّ الأربع السنوات الغريبة تلك في الحركة. أُجْبِرتُ على خلع تلك النظارات الملوّنة بالزهري ومواجهة الحقيقة المرّة حول بؤس حياتي حقيقةً كامرأة. اكتِسبُ الآن إدراكًا غَريزيًّا لكلِّ شيء على خلاف ذلك الفهم الباطني12المُثَقَّفي وشعور مقتضيات النبالة13الذي أحمله في نضالاتِ «الآخرين». | | إذن، سببُ مشاركتي في هذه الاجتماعات ليس لحل أَيّةِ مشاكل شخصية. أحدُ أولى الأشياء التي نكتشفها في هذه المجموعات هي أنَّ المشاكل الشخصية مشاكلُ سياسية. لا توجد حلولٌ شخصية في هذا الزمن. لا يوجد إلّا نشاطٌ جماعي لأجل حلٍّ جماعي. ذهبتُ وسأستمرُّ في الذهاب إلى هذه الاجتماعات لأني حصلت على فهمٍ سياسي لم تعطني إيّاه كلُّ قراءتي تلك، كلُّ «نقاشاتي السياسية» تلك، كلُّ «نشاطاتي السياسة» تلك، وكلُّ الأربع السنوات الغريبة تلك في الحركة. أُجْبِرتُ على خلع تلك النظارات الملوّنة بالزهري ومواجهة الحقيقة المرّة حول بؤس حياتي حقيقةً كامرأة. اكتِسبُ الآن إدراكًا غَريزيًّا لكلِّ شيء على خلاف ذلك الفهم الباطني12المُثَقَّفي وشعور مقتضيات النبالة13الذي أحمله في نضالاتِ «الآخرين». |
| | | |
− | ذلك لا يعني إنكار أنَّ هذه الجلسات لا تحمل على الأقل جانبين عِلاجيي الطابع. بل أُفضِّل تسمية هذا الجانب بـ «العلاج السياسي»، خلافًا للعلاج الشخصي. الجانبُ الأهم هو التخلص من لوم الذات. هل لك أن تتخيل ما سيحدث لو أنَّ النساء والسّود والعمّال (وتعريفي للعامِل/ة هو كلُّ من يجب عليه/ا العمل لت/يكسب معيشته/ا، خلافًا لمن لا يحتاجون ذلك. كلُّ النساء عامِلات) نتوقف عن لوم أنفسنا على أوضاعنا المحزنة؟ يبدو لي أنَّ البلاد بأجمعها بحاجة إلى هذا النوع من العلاج السياسي. هذا هو ما تقوم به حركة السّود بطريقتها الخاصة. وعلينا أنْ نقوم بذلك في حركتنا. لسنا إلّا في بداية التوقف عن لوم أنفسنا. ونشعر أيضًا أننا نفكّر بأنفسنا لأول مرة في حياتنا. مثلما تقول شخصية ليليث الكرتونية14، «أنا أتغيّر. ذهني بدأ يكسبُ عضلات». أولئك المعتقدون/ات أنَّ ماركس15وَلينين16 وَإنجلز17وَماو18وَهوْ19كان لديهم «الكلمة الجيدة» الوحيدة والأخيرة حول الموضوع هذا وأنَّ النساء ليس لديهن ما يضفنه، بالطبع لن يروا في هذه المجموعات إلّا مضيعةً للوقت. | + | ذلك لا يعني إنكار أنَّ هذه الجلسات لا تحمل على الأقل جانبين عِلاجيي الطابع. بل أُفضِّل تسمية هذا الجانب بـ «العلاج السياسي»، خلافًا للعلاج الشخصي. الجانبُ الأهم هو التخلص من لوم الذات. هل لك أن تتخيل ما سيحدث لو أنَّ النساء والسّود والعمّال (وتعريفي للعامِل/ة هو كلُّ من يجب عليه/ا العمل لت/يكسب معيشته/ا، خلافًا لمن لا يحتاجون ذلك. كلُّ النساء عامِلات) نتوقف عن لوم أنفسنا على أوضاعنا المحزنة؟ يبدو لي أنَّ البلاد بأجمعها بحاجة إلى هذا النوع من العلاج السياسي. هذا هو ما تقوم به حركة السّود بطريقتها الخاصة. وعلينا أنْ نقوم بذلك في حركتنا. لسنا إلّا في بداية التوقف عن لوم أنفسنا. ونشعر أيضًا أننا نفكّر بأنفسنا لأول مرة في حياتنا. مثلما تقول شخصية ليليث الكرتونية14 ، «أنا أتغيّر. ذهني بدأ يكسبُ عضلات». أولئك المعتقدون/ات أنَّ ماركس15وَلينين16 وَإنجلز17وَماو18وَهوْ19كان لديهم «الكلمة الجيدة» الوحيدة والأخيرة حول الموضوع هذا وأنَّ النساء ليس لديهن ما يضفنه، بالطبع لن يروا في هذه المجموعات إلّا مضيعةً للوقت. |
| | | |
− | والمجموعات التي دَخلتُ فيها لم تكن مائلة إلى «أساليب الحياة البديلة»20أو ما يعنيه أن تكوني امرأة «مُتَحرِّرَة». وصلنا مبكرًّا إلى استنتاج أنَّ كل البدائل سيئة في ظل الظروف الحالية. سواءً أعِشنا مع أو بدون رجل، جماعيًّا أو زَوجيًّا أو وحدنا، متزوِّجات أم غير متزوِّجات، أن نعيش مع نساء أخريات، أن نتجه إلى الحبّ الحر، التبتّل أو السحاقيّة، أو أي مزيجٍ منها، لا توجد إلّا أشياءُ جيدة وسيئة في كلّ وضعٍ سيء. لا توجد طريقٌ «أكثرُ تحرّرًا»؛ لا توجد إلّا بدائلُ سيئة. | + | والمجموعات التي دَخلتُ فيها لم تكن مائلة إلى «أساليب الحياة البديلة»20 أو ما يعنيه أن تكوني امرأة «مُتَحرِّرَة». وصلنا مبكرًّا إلى استنتاج أنَّ كل البدائل سيئة في ظل الظروف الحالية. سواءً أعِشنا مع أو بدون رجل، جماعيًّا أو زَوجيًّا أو وحدنا، متزوِّجات أم غير متزوِّجات، أن نعيش مع نساء أخريات، أن نتجه إلى الحبّ الحر، التبتّل أو السحاقيّة، أو أي مزيجٍ منها، لا توجد إلّا أشياءُ جيدة وسيئة في كلّ وضعٍ سيء. لا توجد طريقٌ «أكثرُ تحرّرًا»؛ لا توجد إلّا بدائلُ سيئة. |
| | | |
− | هذا جزءٌ من أحد أهم النظريّات التي بدأنا في صياغتها. نسمّيه «الخط المناصِر للمرأة». ما يقوله أساسًا هو إنَّ النساء أناسٌ مهندماتٌ حقًّا. وأنَّ الأشياء السيئة التي تُقال عنّا إمّا خرافات (النساء غبيّات)، أو تكتيكات تستخدمها النساء للنضال فرديًّا (النساء كَلْبات21)، أو هي أشياءُ نود فعلًا أن نحملها إلى المجتمع الجديد ونودُّ أنْ يتشاركها الرجال (النساءُ حَسَّاسات، عاطفيّات). النساء بِصِفتِهن فئة مُضطَهدة من الناس يتصرّفن بدافع الضرورة (أن تتغابى في حضرة الرجال مثلًا) لا بدافع اختيارًا. طوَّرت النساء تكنيكات خلطٍ22عظيمة للبقاء (أن تبدو جميلة وتقهقه لتحصل أو تحافظ على وظيفةٍ أو رجل) يجب استخدامها عند الضرورة حتى يأتي وقتٌ حيث قوة الوحدة تأخذ مكانها. النساء أذكى من أنْ يناضلن لوحدهن (مثلما السّود والعمّال كذلك). إنَّ البقاء في المنزل بنفس سوء سباق الجذران في العالم الوظيفي. كلاهما سيئان. يجب علينا نحن النساء، مثلما السّود، مثلما العمّال، أن نتوقف عن لومِ أنفسنا على «إخفاقاتنا». | + | هذا جزءٌ من أحد أهم النظريّات التي بدأنا في صياغتها. نسمّيه «الخط المناصِر للمرأة». ما يقوله أساسًا هو إنَّ النساء أناسٌ مهندماتٌ حقًّا. وأنَّ الأشياء السيئة التي تُقال عنّا إمّا خرافات (النساء غبيّات)، أو تكتيكات تستخدمها النساء للنضال فرديًّا (النساء كَلْبات21)، أو هي أشياءُ نود فعلًا أن نحملها إلى المجتمع الجديد ونودُّ أنْ يتشاركها الرجال (النساءُ حَسَّاسات، عاطفيّات). النساء بِصِفتِهن فئة مُضطَهدة من الناس يتصرّفن بدافع الضرورة (أن تتغابى في حضرة الرجال مثلًا) لا بدافع اختيارًا. طوَّرت النساء تكنيكات خلطٍ22 عظيمة للبقاء (أن تبدو جميلة وتقهقه لتحصل أو تحافظ على وظيفةٍ أو رجل) يجب استخدامها عند الضرورة حتى يأتي وقتٌ حيث قوة الوحدة تأخذ مكانها. النساء أذكى من أنْ يناضلن لوحدهن (مثلما السّود والعمّال كذلك). إنَّ البقاء في المنزل بنفس سوء سباق الجذران في العالم الوظيفي. كلاهما سيئان. يجب علينا نحن النساء، مثلما السّود، مثلما العمّال، أن نتوقف عن لومِ أنفسنا على «إخفاقاتنا». |
| | | |
− | تطلبَ منا الأمر عشرة شهورٍ تقريبًا حتى وصلنا إلى نقطةٍ يمكننا فيها صياغة هذه الأمور وربطها بحيوات كلِّ امرأة. إنَّ ذلك مُهِمٌّ فيما يتعلق بأنواع النشاط التي سننخرط فيها. حين بدأت مجموعَتنا بادئًا، إن ذهبت برأي الأكثرية، لكنّا خرجنا إلى الشوارع نتظاهر ضد الزواج، مع إنجاب الأطفال، مع الحب الحر، ضد النساء اللاتي يضعن المكياج، ضد ربّات المنازل، مع المساواة دونَ إقرارٍ بالاختلافات البيولوجية، والله أعلم بما عدى ذلك. والآن نرى أنَّ كل هذه الأمور ما نسمّيه «الحُلوليّة الشخصية». كثيرٌ من النشاطات التي تتخذها جماعاتُ «النشاط» كانت ضمن هذه الخطوط. كانت النساءُ اللاتي قمن بالأفعال المناهضة للمرأة في مسابقة ملكة جمال أمريكا هُنَّ النساء اللاتي ينادين بالنشاط دونَ الاستناد لنظرية. ترغب عضواتُ مجموعةٍ معينة إنشاءَ مركز رعاية نهارية خصوصي دون أي تحليلٍ حقيقي بما يمكن عمله لجعله أفضل للفتيات الصغيرة، ناهيك عن تحليل كيفية تعجيلِ المركز هذا لقدوم الثورة. | + | تطلبَ منا الأمر عشرة شهورٍ تقريبًا حتى وصلنا إلى نقطةٍ يمكننا فيها صياغة هذه الأمور وربطها بحيوات كلِّ امرأة. إنَّ ذلك مُهِمٌّ فيما يتعلق بأنواع النشاط التي سننخرط فيها. حين بدأت مجموعَتنا بادئًا، إن ذهبت برأي الأكثرية، لكنّا خرجنا إلى الشوارع نتظاهر ضد الزواج، مع إنجاب الأطفال، مع [[الحب الحر]]، ضد النساء اللاتي يضعن المكياج، ضد ربّات المنازل، مع المساواة دونَ إقرارٍ بالاختلافات البيولوجية، والله أعلم بما عدى ذلك. والآن نرى أنَّ كل هذه الأمور ما نسمّيه «الحُلوليّة الشخصية». كثيرٌ من النشاطات التي تتخذها جماعاتُ «النشاط» كانت ضمن هذه الخطوط. كانت النساءُ اللاتي قمن بالأفعال المناهضة للمرأة في مسابقة ملكة جمال أمريكا هُنَّ النساء اللاتي ينادين بالنشاط دونَ الاستناد لنظرية. ترغب عضواتُ مجموعةٍ معينة إنشاءَ مركز رعاية نهارية خصوصي دون أي تحليلٍ حقيقي بما يمكن عمله لجعله أفضل للفتيات الصغيرة، ناهيك عن تحليل كيفية تعجيلِ المركز هذا لقدوم الثورة. |
| | | |
| لا يعني ذلك القول، بالطبع، إننا لا يجب أن ندخل في أي نشاط. قد تكون هنالك أسبابٌ جيدة جدًا تفسر لم لا تريد النساء في المجموعة أن تقمن بأيِّ شيء في هذا الوقت. أحد أسبابي المتكررة هو أنّ هذا الأمر من الأهميّة بمكان بالنسبة لي حتى أنّي أريد أن أكون متأكدةً جدًا أننا نقوم به على أفضل طريقةٍ نعرفها، أنّه النشاطُ «الصحيح» الذي أطمئنُّ له. أرفضُ الخروج و«الإنتاج» لأجل الحركة. كان لدينا الكثير من الاحتراب في مجموعة نيو يورك حول ما إذا كنّا يجب أم لا يجب أن ندخل في نشاطٍ ما. حين اقتُرِحَت مظاهرة ملكة جمال أمريكا، لم يكن هنالك أي تساؤل حول ما إذا كنّا نرغب بالدخول فيه. أظنُّ أنَّ السبب كان أننا جميعًا رأينا كيفية ارتباطه بحياتنا. شعرنا أنّه نشاطٌ جيد. كانت في هذا النشاط أمورٌ خاطئة، ولكن الفكرة الأساسية كانت حاضِرة. | | لا يعني ذلك القول، بالطبع، إننا لا يجب أن ندخل في أي نشاط. قد تكون هنالك أسبابٌ جيدة جدًا تفسر لم لا تريد النساء في المجموعة أن تقمن بأيِّ شيء في هذا الوقت. أحد أسبابي المتكررة هو أنّ هذا الأمر من الأهميّة بمكان بالنسبة لي حتى أنّي أريد أن أكون متأكدةً جدًا أننا نقوم به على أفضل طريقةٍ نعرفها، أنّه النشاطُ «الصحيح» الذي أطمئنُّ له. أرفضُ الخروج و«الإنتاج» لأجل الحركة. كان لدينا الكثير من الاحتراب في مجموعة نيو يورك حول ما إذا كنّا يجب أم لا يجب أن ندخل في نشاطٍ ما. حين اقتُرِحَت مظاهرة ملكة جمال أمريكا، لم يكن هنالك أي تساؤل حول ما إذا كنّا نرغب بالدخول فيه. أظنُّ أنَّ السبب كان أننا جميعًا رأينا كيفية ارتباطه بحياتنا. شعرنا أنّه نشاطٌ جيد. كانت في هذا النشاط أمورٌ خاطئة، ولكن الفكرة الأساسية كانت حاضِرة. |
سطر 114: |
سطر 114: |
| #كَلْبَة: الكلمة المستخدمة هي (bitch) وترجمتها الحرفية هي «كلبة»، ويُقْصد بها – إهانةً – «المرأة البغيضة أو الحقودة» (معجم أوكسفورد). | | #كَلْبَة: الكلمة المستخدمة هي (bitch) وترجمتها الحرفية هي «كلبة»، ويُقْصد بها – إهانةً – «المرأة البغيضة أو الحقودة» (معجم أوكسفورد). |
| #تكنيكات خلط: العبارة الإنجليزية (shuffling techniques) تحتمل ثلاثة معاني: إمّا تعبيرٌ مجازي يقصد به طرق خلط ورق اللعب؛ أو تبديل التكنيكات حسب الحاجة؛ أو الاثنين معًا. | | #تكنيكات خلط: العبارة الإنجليزية (shuffling techniques) تحتمل ثلاثة معاني: إمّا تعبيرٌ مجازي يقصد به طرق خلط ورق اللعب؛ أو تبديل التكنيكات حسب الحاجة؛ أو الاثنين معًا. |
− | #
| + | |
| [[تصنيف:الشخصي سياسي]] | | [[تصنيف:الشخصي سياسي]] |