تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 1: سطر 1:  
{{بيانات_وثيقة
 
{{بيانات_وثيقة
  |نوع الوثيقة=مقال رأي
+
  |نوع الوثيقة=مقالة رأي
 
  |العنوان=أختراع المغايرة الجنسية: ما هو "الطبيعي"؟
 
  |العنوان=أختراع المغايرة الجنسية: ما هو "الطبيعي"؟
 
  |مؤلف=سارة العناني
 
  |مؤلف=سارة العناني
سطر 30: سطر 30:  
قبل بضع سنوات، انتشر مقطع فيديو يصوِّر سؤالًا يُطرح على الناس في الشارع، عن رأيهم في المنظور القائل بأن المثليين جنسيًّا وُلدوا على هذه الشاكلة.
 
قبل بضع سنوات، انتشر مقطع فيديو يصوِّر سؤالًا يُطرح على الناس في الشارع، عن رأيهم في المنظور القائل بأن المثليين جنسيًّا وُلدوا على هذه الشاكلة.
   −
تنوعت الإجابات، مع قول الغالبية إن تكوين المثلي جنسيًّا يستلزم مزجًا بين عوامل الطبيعة والتربية. ثم يطرح صانع الفيديو السؤال المحوري في تجربته: «متى اخترتَ أن تكون مستقيمًا جنسيًّا؟»، فيدرك الضيف كم كان متحيزًا في تفكيره، ويجيب خجلًا بأنه لم يفكر في هذا الأمر مطلقًا من قبل.
+
تنوعت الإجابات، مع قول الغالبية إن تكوين [[مثلية جنسية|المثلي جنسيًّا]] يستلزم مزجًا بين عوامل الطبيعة والتربية. ثم يطرح صانع الفيديو السؤال المحوري في تجربته: «متى اخترتَ أن تكون مستقيمًا جنسيًّا؟»، فيدرك الضيف كم كان متحيزًا في تفكيره، ويجيب خجلًا بأنه لم يفكر في هذا الأمر مطلقًا من قبل.
    
بهذا، يوصل الفيديو للناس أن المثليين جنسيًّا كالمغايرين جنسيًّا، ببساطة، وُلدوا هكذا، وأن كل توجهاتنا الجنسية طبيعية، وموجودة منذ الأزل، وأننا لسنا بحاجة إلى تفسير أيٍّ منها. لكن ما نحاول فعله هنا هو الإشارة إلى ما غاب عن صُناع الفيديو وضيوفه، وهو احتياجنا حقًّا لتفسير كِلا المفهومين.
 
بهذا، يوصل الفيديو للناس أن المثليين جنسيًّا كالمغايرين جنسيًّا، ببساطة، وُلدوا هكذا، وأن كل توجهاتنا الجنسية طبيعية، وموجودة منذ الأزل، وأننا لسنا بحاجة إلى تفسير أيٍّ منها. لكن ما نحاول فعله هنا هو الإشارة إلى ما غاب عن صُناع الفيديو وضيوفه، وهو احتياجنا حقًّا لتفسير كِلا المفهومين.
سطر 68: سطر 68:  
كانت هذه الجملة بداية فتح الطريق أمام مصطلحنا كي ينال تقديره في المعاجم: «في الحب الجنسي، الغرض الحقيقي لهذه الغريزة، تكاثر النوع، لا يخطو عابرًا عتبة الوعي». وهكذا، بوضعه للهدف الإنجابي في اللاوعي، خلق كرافت-إيبنغ مساحة صغيرة لبزوغ فكرة جديدة عن اللذة، كما يعبِّر عن الأمر «جوناثان نيد كاتز» في كتابه [[اختراع المغايرة الجنسية]]
 
كانت هذه الجملة بداية فتح الطريق أمام مصطلحنا كي ينال تقديره في المعاجم: «في الحب الجنسي، الغرض الحقيقي لهذه الغريزة، تكاثر النوع، لا يخطو عابرًا عتبة الوعي». وهكذا، بوضعه للهدف الإنجابي في اللاوعي، خلق كرافت-إيبنغ مساحة صغيرة لبزوغ فكرة جديدة عن اللذة، كما يعبِّر عن الأمر «جوناثان نيد كاتز» في كتابه [[اختراع المغايرة الجنسية]]
   −
هذا الانتقال من الغريزة الإنجابية إلى الرغبة الإيروتيكية لا يمكن إغفاله، فهو بالغ الأهمية بالنسبة إلى أفكارنا الحديثة عن الجنسانية.
+
هذا الانتقال من الغريزة الإنجابية إلى الرغبة الإيروتيكية لا يمكن إغفاله، فهو بالغ الأهمية بالنسبة إلى أفكارنا الحديثة عن [[الجنسانية]].
    
كان تعريف الغريزة الجنسية الطبيعية على أساس الرغبة الإيروتيكية تطورًا ثوريًّا في تفكيرنا عن الجنس. وهكذا وضع كرافت-إيبنغ أساس التحول الثقافي، الذي حدث بين تعريف عام 1923 للمغايرة الجنسية المَرَضي وتعريف العام 1934 الطبيعي.
 
كان تعريف الغريزة الجنسية الطبيعية على أساس الرغبة الإيروتيكية تطورًا ثوريًّا في تفكيرنا عن الجنس. وهكذا وضع كرافت-إيبنغ أساس التحول الثقافي، الذي حدث بين تعريف عام 1923 للمغايرة الجنسية المَرَضي وتعريف العام 1934 الطبيعي.
سطر 78: سطر 78:  
بحسب المقال، تزامَن إدراك هذا الفساد بالضبط مع توافد الفقراء على المدن، فأُلقي اللوم على طبقتي العمال والمتشردين. وبالنسبة إلى الطبقة الوسطى الوليدة، كانت الحاجة لتمييز نفسها عن الأرستقراطية المنحلة من ناحية، وعن المدينة الصاخبة من الناحية الأخرى، أكبر من طاقة الفكر الإنساني على المقاومة، فانبرت عقول أبنائها باحثةً عن نُظُم منهجية وثابتة للإدارة الاجتماعية، يمكن تطبيقها على نطاق واسع وإعادة إنتاجها كلما اقتضى الحال.
 
بحسب المقال، تزامَن إدراك هذا الفساد بالضبط مع توافد الفقراء على المدن، فأُلقي اللوم على طبقتي العمال والمتشردين. وبالنسبة إلى الطبقة الوسطى الوليدة، كانت الحاجة لتمييز نفسها عن الأرستقراطية المنحلة من ناحية، وعن المدينة الصاخبة من الناحية الأخرى، أكبر من طاقة الفكر الإنساني على المقاومة، فانبرت عقول أبنائها باحثةً عن نُظُم منهجية وثابتة للإدارة الاجتماعية، يمكن تطبيقها على نطاق واسع وإعادة إنتاجها كلما اقتضى الحال.
   −
=كان رأي فرويد أن المغايرين جنسيًّا لم يولدوا بهذه الطريقة، بل صنعهم إنجاز تربوي سليم. =
+
=كان رأي فرويد أن المغايرين جنسيًّا لم يولدوا بهذه الطريقة، بل صنعهم إنجاز تربوي سليم =
 +
 
 
في الماضي، كان بالإمكان إقامة مثل هذه النظم على أساس الدين، لكن «الدولة العلمانية الجديدة استلزمت تبريرات علمانية لقوانينها». وهكذا، تدخل الخبراء لتحويل اعتبار أيِّ انحرافٍ عن الجنسانية المغايرة، من توصيف الإثم إلى الانحلال الأخلاقي.
 
في الماضي، كان بالإمكان إقامة مثل هذه النظم على أساس الدين، لكن «الدولة العلمانية الجديدة استلزمت تبريرات علمانية لقوانينها». وهكذا، تدخل الخبراء لتحويل اعتبار أيِّ انحرافٍ عن الجنسانية المغايرة، من توصيف الإثم إلى الانحلال الأخلاقي.
  
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح