تغييرات

ط
مراجعة وتنسيق
سطر 1: سطر 1:  
{{بيانات_وثيقة
 
{{بيانات_وثيقة
 
  |نوع الوثيقة=مقالة رأي
 
  |نوع الوثيقة=مقالة رأي
  |العنوان=أختراع المغايرة الجنسية: ما هو "الطبيعي"؟
+
  |العنوان=اختراع المغايرة الجنسية: ما هو "الطبيعي"؟
 
  |مؤلف=سارة العناني
 
  |مؤلف=سارة العناني
 
  |محرر=
 
  |محرر=
سطر 9: سطر 9:  
  |تاريخ النشر=2017-12-08
 
  |تاريخ النشر=2017-12-08
 
  |تاريخ الاسترجاع=2020-03-07
 
  |تاريخ الاسترجاع=2020-03-07
  |مسار الاسترجاع=
+
  |مسار الاسترجاع=https://manshoor.com/people/heterosexual-sexual-behavior/
  |نسخة أرشيفية=
+
  |نسخة أرشيفية=http://archive.is/iw9ig
 
  |بالعربية=
 
  |بالعربية=
 
  |هل ترجمة=
 
  |هل ترجمة=
سطر 33: سطر 33:     
بهذا، يوصل الفيديو للناس أن المثليين جنسيًّا كالمغايرين جنسيًّا، ببساطة، وُلدوا هكذا، وأن كل توجهاتنا الجنسية طبيعية، وموجودة منذ الأزل، وأننا لسنا بحاجة إلى تفسير أيٍّ منها. لكن ما نحاول فعله هنا هو الإشارة إلى ما غاب عن صُناع الفيديو وضيوفه، وهو احتياجنا حقًّا لتفسير كِلا المفهومين.
 
بهذا، يوصل الفيديو للناس أن المثليين جنسيًّا كالمغايرين جنسيًّا، ببساطة، وُلدوا هكذا، وأن كل توجهاتنا الجنسية طبيعية، وموجودة منذ الأزل، وأننا لسنا بحاجة إلى تفسير أيٍّ منها. لكن ما نحاول فعله هنا هو الإشارة إلى ما غاب عن صُناع الفيديو وضيوفه، وهو احتياجنا حقًّا لتفسير كِلا المفهومين.
الجنس والجنسانية
+
 
 +
==الجنس والجنسانية==
    
نالت المثلية الجنسية نصيبها وزيادةً من البحث والمناقشة المجتمعية والأكاديمية حول منشأها ومعناها، حتى صرنا جميعًا نعرف أن هذا المفهوم بزغ عند نقطة محددة في التاريخ البشري. لكننا لا نتخيل أبدًا أن مفهوم المغايرة الجنسية مرّ بتجربة مماثلة.
 
نالت المثلية الجنسية نصيبها وزيادةً من البحث والمناقشة المجتمعية والأكاديمية حول منشأها ومعناها، حتى صرنا جميعًا نعرف أن هذا المفهوم بزغ عند نقطة محددة في التاريخ البشري. لكننا لا نتخيل أبدًا أن مفهوم المغايرة الجنسية مرّ بتجربة مماثلة.
سطر 50: سطر 51:  
ولم تحظَ المغايرة الجنسية أخيرًا بمعناها المعروف حاليًّا قبل عام 1934: إظهارٌ للعاطفة الجنسية تجاه فرد من الجنس الآخر، الجنسانية الطبيعية.
 
ولم تحظَ المغايرة الجنسية أخيرًا بمعناها المعروف حاليًّا قبل عام 1934: إظهارٌ للعاطفة الجنسية تجاه فرد من الجنس الآخر، الجنسانية الطبيعية.
   −
'''مفهوم «الطبيعي»'''
+
==مفهوم «الطبيعي»==
    
'''«الطبيعي» كلمة مشحونة، فأيُّ الكلمات أكثر استقرارًا واكتسابًا للقوة بمجرد نطقها؟ ومع ذلك، ألم تكن العبودية ذات يوم جزءًا راسخًا من الترتيب الطبيعي للمجتمع البشري كما رآه أناس ذلك الزمان؟''' وفي كل مرة، يُخلَع الطبيعي المفترض عن عرشه المستقر، ولا يكون هذا إلا بإثارة التساؤل عن أساسات الآراء العامة الثابتة.
 
'''«الطبيعي» كلمة مشحونة، فأيُّ الكلمات أكثر استقرارًا واكتسابًا للقوة بمجرد نطقها؟ ومع ذلك، ألم تكن العبودية ذات يوم جزءًا راسخًا من الترتيب الطبيعي للمجتمع البشري كما رآه أناس ذلك الزمان؟''' وفي كل مرة، يُخلَع الطبيعي المفترض عن عرشه المستقر، ولا يكون هذا إلا بإثارة التساؤل عن أساسات الآراء العامة الثابتة.
سطر 72: سطر 73:  
كان تعريف الغريزة الجنسية الطبيعية على أساس الرغبة الإيروتيكية تطورًا ثوريًّا في تفكيرنا عن الجنس. وهكذا وضع كرافت-إيبنغ أساس التحول الثقافي، الذي حدث بين تعريف عام 1923 للمغايرة الجنسية المَرَضي وتعريف العام 1934 الطبيعي.
 
كان تعريف الغريزة الجنسية الطبيعية على أساس الرغبة الإيروتيكية تطورًا ثوريًّا في تفكيرنا عن الجنس. وهكذا وضع كرافت-إيبنغ أساس التحول الثقافي، الذي حدث بين تعريف عام 1923 للمغايرة الجنسية المَرَضي وتعريف العام 1934 الطبيعي.
   −
'''الطبقة الوسطى، المتشبثة دومًا'''
+
==الطبقة الوسطى، المتشبثة دومًا==
    
تزامَن اختراع الجنسانية مع بزوغ الطبقة البرجوازية، مع الهجرة إلى المدن وازدحامها بكل هؤلاء الآخرين الآتين ومعهم اختلافاتهم الشاذة، التي كانت نادرة عندما كانوا متناثرين، ما جعل المدن تبدو كأنها، حسب هان بلانك، «بؤرًا للفساد والإسراف الجنسي». ولم يكن من السهل التحكم في هذا العدد الكبير من السكان.
 
تزامَن اختراع الجنسانية مع بزوغ الطبقة البرجوازية، مع الهجرة إلى المدن وازدحامها بكل هؤلاء الآخرين الآتين ومعهم اختلافاتهم الشاذة، التي كانت نادرة عندما كانوا متناثرين، ما جعل المدن تبدو كأنها، حسب هان بلانك، «بؤرًا للفساد والإسراف الجنسي». ولم يكن من السهل التحكم في هذا العدد الكبير من السكان.
سطر 78: سطر 79:  
بحسب المقال، تزامَن إدراك هذا الفساد بالضبط مع توافد الفقراء على المدن، فأُلقي اللوم على طبقتي العمال والمتشردين. وبالنسبة إلى الطبقة الوسطى الوليدة، كانت الحاجة لتمييز نفسها عن الأرستقراطية المنحلة من ناحية، وعن المدينة الصاخبة من الناحية الأخرى، أكبر من طاقة الفكر الإنساني على المقاومة، فانبرت عقول أبنائها باحثةً عن نُظُم منهجية وثابتة للإدارة الاجتماعية، يمكن تطبيقها على نطاق واسع وإعادة إنتاجها كلما اقتضى الحال.
 
بحسب المقال، تزامَن إدراك هذا الفساد بالضبط مع توافد الفقراء على المدن، فأُلقي اللوم على طبقتي العمال والمتشردين. وبالنسبة إلى الطبقة الوسطى الوليدة، كانت الحاجة لتمييز نفسها عن الأرستقراطية المنحلة من ناحية، وعن المدينة الصاخبة من الناحية الأخرى، أكبر من طاقة الفكر الإنساني على المقاومة، فانبرت عقول أبنائها باحثةً عن نُظُم منهجية وثابتة للإدارة الاجتماعية، يمكن تطبيقها على نطاق واسع وإعادة إنتاجها كلما اقتضى الحال.
   −
=كان رأي فرويد أن المغايرين جنسيًّا لم يولدوا بهذه الطريقة، بل صنعهم إنجاز تربوي سليم =
      
في الماضي، كان بالإمكان إقامة مثل هذه النظم على أساس الدين، لكن «الدولة العلمانية الجديدة استلزمت تبريرات علمانية لقوانينها». وهكذا، تدخل الخبراء لتحويل اعتبار أيِّ انحرافٍ عن الجنسانية المغايرة، من توصيف الإثم إلى الانحلال الأخلاقي.
 
في الماضي، كان بالإمكان إقامة مثل هذه النظم على أساس الدين، لكن «الدولة العلمانية الجديدة استلزمت تبريرات علمانية لقوانينها». وهكذا، تدخل الخبراء لتحويل اعتبار أيِّ انحرافٍ عن الجنسانية المغايرة، من توصيف الإثم إلى الانحلال الأخلاقي.
سطر 91: سطر 91:  
ومع ذلك، بدا أن تفسير فرويد أرضى الجمهور، المهووس بتوحيد المعايير الخاصة بكل جانب من جوانب الحياة.
 
ومع ذلك، بدا أن تفسير فرويد أرضى الجمهور، المهووس بتوحيد المعايير الخاصة بكل جانب من جوانب الحياة.
   −
=مستقبل المغايرة الجنسية=
+
====مستقبل المغايرة الجنسية==
    
يقول «ويندل ريكيتس»، مؤلف دراسة «البحث البيولوجي حول المثلية الجنسية»، المنشورة عام 1984: «لا أحد يعرف بالضبط لماذا ينبغي التمييز بين المغايرين والمثليين جنسيًّا. أفضل إجابة لدينا هي من قبيل الحشو: يُعتبر المغايرون والمثليون جنسيًّا مختلفين لأنه يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين بناءً على الاعتقاد بأنه يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين».
 
يقول «ويندل ريكيتس»، مؤلف دراسة «البحث البيولوجي حول المثلية الجنسية»، المنشورة عام 1984: «لا أحد يعرف بالضبط لماذا ينبغي التمييز بين المغايرين والمثليين جنسيًّا. أفضل إجابة لدينا هي من قبيل الحشو: يُعتبر المغايرون والمثليون جنسيًّا مختلفين لأنه يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين بناءً على الاعتقاد بأنه يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين».
staff
2٬186

تعديل