تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
سطر 115: سطر 115:     
إن النزعة الإنقاذية التي تتضح في الخطاب السياسي والإعلامي الأميركي – والأوربي أيضًا، وهذا يتضح في العديد من البرامج الثقافية، والكتب التي تتبنى قضايا «المسلمات المضطهدات» من قبل دينهن ومجتمعهن- الموجهة للنساء في الشرق الأوسط، وهو ما أظهرته العديد من المناسبات، تأثرت إلى حد كبير –كما أشرنا أعلاه- بالأبعاد الثقافية للخطاب الكولونيالي. لقد وضع الرجل الغربي نفسه في موقع الدفاع عن المرأة الشرقية، مستندًا إلى نزعته في مصادرة أصوات اللائي لا صوت لهن من النساء المقموعات، وقد تجلى هذا «الإلحاق الثقافي» في أساليب مختلفة سياسية وحقوقية وقانونية وإنسانية؛ «فخلال العقد الماضي –كما تحاجّ ليلى أبو لغد- قُدمت النساء المسلمات بدءًا من الطفلة اليمنية نجود علي –التي صدر كتاب عنها تحت عنوان «أنا نجود عمري (10) سنوات ومطلقة» (I Am Nujood, Age 10 and Divorced) شاركت في كتابته صحفيات غربيات- إلى ملالا يوسفزي على أنهن ضحايا الحجاب والزواج القسري وجرائم الشرف والاستغلال العنيف؛ لقد طُرِحهن على أنهن يعانين نقصًا في الحقوق بسبب الإسلام. رأى الكاتب الأميركي سام هاريس (Sam Harris) أن قضية ملالا تمثل رمزًا للانتفاضة ضد الإسلام التقليدي، علمًا بأن الإسلام يعطي الحق الكامل للنساء في التعلم. ما زالت الدراسات النسوية ما بعد الكولونيالية في مراحلها الأولى في العالم العربي، وهي تحتاج إلى تطوير على مستوى القضايا والأفكار والمناهج. ليس الهدف منها رفع الأصوات البديلة فحسب، وإنما التأسيس لقاعدة معرفية قادرة على تصويب العديد من القراءات الغربية المغلوطة تجاه المرأة المسلمة عمومًا والشرقية خصوصًا، بمعنى أدق دراسة واقع النساء كما هو خارج الأيديولوجيات وأساليب التعامي عن الحقائق، بما يساعد على حسن الفهم والإدراك. حين تغدو لغة الآخر الجندري المتخيل مكتوبة ومرئية، تصبح أداة فاعلة في صناعة الخطاب المعاكس والبديل.
 
إن النزعة الإنقاذية التي تتضح في الخطاب السياسي والإعلامي الأميركي – والأوربي أيضًا، وهذا يتضح في العديد من البرامج الثقافية، والكتب التي تتبنى قضايا «المسلمات المضطهدات» من قبل دينهن ومجتمعهن- الموجهة للنساء في الشرق الأوسط، وهو ما أظهرته العديد من المناسبات، تأثرت إلى حد كبير –كما أشرنا أعلاه- بالأبعاد الثقافية للخطاب الكولونيالي. لقد وضع الرجل الغربي نفسه في موقع الدفاع عن المرأة الشرقية، مستندًا إلى نزعته في مصادرة أصوات اللائي لا صوت لهن من النساء المقموعات، وقد تجلى هذا «الإلحاق الثقافي» في أساليب مختلفة سياسية وحقوقية وقانونية وإنسانية؛ «فخلال العقد الماضي –كما تحاجّ ليلى أبو لغد- قُدمت النساء المسلمات بدءًا من الطفلة اليمنية نجود علي –التي صدر كتاب عنها تحت عنوان «أنا نجود عمري (10) سنوات ومطلقة» (I Am Nujood, Age 10 and Divorced) شاركت في كتابته صحفيات غربيات- إلى ملالا يوسفزي على أنهن ضحايا الحجاب والزواج القسري وجرائم الشرف والاستغلال العنيف؛ لقد طُرِحهن على أنهن يعانين نقصًا في الحقوق بسبب الإسلام. رأى الكاتب الأميركي سام هاريس (Sam Harris) أن قضية ملالا تمثل رمزًا للانتفاضة ضد الإسلام التقليدي، علمًا بأن الإسلام يعطي الحق الكامل للنساء في التعلم. ما زالت الدراسات النسوية ما بعد الكولونيالية في مراحلها الأولى في العالم العربي، وهي تحتاج إلى تطوير على مستوى القضايا والأفكار والمناهج. ليس الهدف منها رفع الأصوات البديلة فحسب، وإنما التأسيس لقاعدة معرفية قادرة على تصويب العديد من القراءات الغربية المغلوطة تجاه المرأة المسلمة عمومًا والشرقية خصوصًا، بمعنى أدق دراسة واقع النساء كما هو خارج الأيديولوجيات وأساليب التعامي عن الحقائق، بما يساعد على حسن الفهم والإدراك. حين تغدو لغة الآخر الجندري المتخيل مكتوبة ومرئية، تصبح أداة فاعلة في صناعة الخطاب المعاكس والبديل.
 +
 +
[[تصنيف:نسوية ما بعد الاستعمار]]
7٬893

تعديل

قائمة التصفح