أُضيف 6٬926 بايت
، قبل 4 سنوات
{{بيانات_وثيقة
|نوع الوثيقة=تقرير صحفي
|العنوان=
|مؤلف=شبكة الصحفيات السوريات
|محرر=
|لغة=ar
|ترجمة=
|المصدر=شبكة الصحفيات السوريات
|تاريخ النشر=2019
|تاريخ الاسترجاع=2020-05-28
|مسار الاسترجاع=https://mailchi.mp/sfjn.org/ei7ta4gnoy-1304652?e=0970b975a9&fbclid=IwAR32KiV6kFT-5-GoJ8UnZPAFBBk1A7ImCQl2r-gFDVEkOQ7QgOBepQCHdWw
|نسخة أرشيفية=
|بالعربية=
|هل ترجمة=
|مترجم=
|لغة الأصل=
|العنوان الأصلي=
|تاريخ نشر الأصل=
|النص الأصلي=
|ملاحظة=
|قوالب فرعية=
}}
فشرت على رقبتك تعتبر أني أنا جيت عملت شي لا أخلاقي لأوصل [...] نحنا بعصر ما حدا بيهتّ المرأة بشرفها». هكذا ردّت بولا يعقوبيان، الإعلامية وعضوة مجلس النوّاب اللبناني، على وزير شؤون المهجرين اللبناني غسان عطالله في برنامج حلقات خاصة على قناة الجديد، بعدما لجأ الأخير إلى الإشارة لحياتها الخاصة في خضمّ حديث سياسيّ محاولاً التشكيك بأهليتها.
ليس التشكيك بمصداقية النساء وإقحام حياتهنّ الشخصية في المجالات العامة نهجاً جديداً، بل يُعتبر من التكتيكات الكلاسيكية التي يتبعها الرجال الذكوريون في لحظات افتقارهم إلى الأجوبة والمحاججة المنطقية. ففكرة وجود امرأة قادرة على اختراق المجال العام الذي يهيمن عليه الرجال وتفوقها فيه كانت وما زالت تشكل خطراً وتهديداً للذكورة الهشّة لدى بعض الرجال. ما تعرّضت له بولا يعقوبيان هو واحد من الهجمات اللانهائية التي تتعرض لها النساء العاملات في المجال الصحفي والحقوقي حول العالم.
يتقاطع العمل الصحفي مع العمل الحقوقي في الدفاع عن الحريّات والحقوق الإنسانية، ويعتمد كلّ منهما على الآخر لخلق الضغط اللازم لتحقيق التغيير المطلوب. وحيث أنّ قنوات الإعلام، رسمية كانت أم اجتماعية، منصة لطرح القضايا الحقوقية وأداة لمساءلة السلطات وحشد الرأي العام حوله، فإنه من المشروع طرح التساؤلات حول ما نشهده اليوم من خطر وتهديد يواجه الأفراد الناشطين والناشطات في المجال الإعلامي والحقوقي نتيجة التضييق العام على المساحات العامّة والخاصّة.
تُركّز هذه المادة على عرض أشكال التمييز الجنسي ضد الصحفيات والمدافعات عن حقوق الإنسان عبر الفضاءات المختلفة، وضمن منظومة قانونية وسياسات مؤسساتية عاجزة عن الاعتراف بهذا التمييز وإدراكه، ناهيك عن تأمين الحماية الكافية أو الوصول لآليات وإجراءات عادلة للحدّ منه. نعرض هذه المخاطر لتبيان دورها في عرقلة وصول النساء ومشاركتهن في مجالات الفضاء العام، بالإضافة إلى تقاطعاتها مع أشكال التمييز والعنف المجتمعي ضد النساء والفتيات بشكل عام لترسيخ الفجوة بين الجنسين على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي.
==أنظمة سياسية لقمع الحريّات وسياسات تمييزية في بيئات عمل غير آمنة==
تنتشر ممارسات الاضطهاد والتمييز ضد الصحفيات والمدافعات عن حقوق الإنسان على مستوى النظام السياسي ومستوى المؤسسة الإعلامية. في سوريا مثلاً، ووفقاً للمركز السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين (2017)، فقد «تم توثيق وقوع 22 انتهاكاً بحق الإعلاميات في سوريا، منذ انطلاق الثورة السورية منتصف آذار عام 2011، من بينها مقتل 4 إعلاميات، و12 حالة اعتقال وخطف، و6 انتهاكات أخرى من جرح واعتداء بالضرب والتهديد والتعنيف وضغوطات للمنع من العمل في المجال الإعلامي».
وتُبيّنُ النتائج الأولية لاستبيان الأمن والسلامة الذي أطلقته شبكة الصحفيات السوريات في تشرين الأول (أكتوبر) من هذا العام أنّ حوالي 70% بالمئة من الصحفيات والمدافعات عن حقوق الإنسان المشاركات (39 مشاركة حتى هذه اللحظة) يرين حصول ارتفاع كبير بنسبة وتواتر الإساءات والتهديد بأشكاله الالكترونية والرقمية والجسدية خلال السنوات الخمس الماضية. يحتل الهجوم الالكتروني كالتنمر والأذى اللفظي المرتبة الأولى في قائمة أنواع الإساءة بنسبة 53.8%؛ يليه إنكار فرص العمل، أو ظروفه، بما في ذلك الأجور المتساوية والترقية والفوائد الوظيفية الأخرى، والتدخّل بالحريات الشخصية كحريّة اللباس (46.2%)؛ فيما تتقارب نسب التحرّش المباشر، واختراق الخصوصية بما في ذلك التشهير ونشر معلومات خاصة بغير موافقة صاحبتها، ومنع الوصول لأدوات التكنولوجيا والمنصات الرقمية عبر التهكير وإساءة استخدام خاصية التبليغ بهدف حظر المستهدفة من استخدام المنصة.
{| class="wikitable"
|-
! الهجوم الالكتروني كالتنمر والأذى اللفظي !! إنكار فرص العمل أو ظروفه، والتدخل بالحريات الشخصية كحرية اللباس !! التحرّش المباشر !! اختراق الخصوصية!!منع لوصول لأدوات التكنولوجيا والمنصات الرقمية!!
|-
| 53.8% || 46.2% || 25.6% || 23% || 25.6% ||
|}
جدول 1: أشكال المخاطر والتهديد التي تتعرّض لها الصحفيات والمدافعات السوريات