سطر 10: |
سطر 10: |
| ==تاريخ تطور النظرية== | | ==تاريخ تطور النظرية== |
| | | |
− | تعتمد معظم مدارس النسوية البيئية (النسوية البيئية الإشتراكية والنسوية البيئية الروحانية مثلًا) على تحليل تاريخي للأيديولوجية. وفقًا لهذا التحليل، ترافق اضطهاد الطبيعة والنساء مع نشأة الأبوية. وترى هذه المدارس أن النظام الأبوي يعتمد على ثنائيات العقل والجسد والروح والمادة ، والذكر و الأنثى ، والتحضر والطبيعة، بحيث يعتبر أن عنصرا واحد في هذه الثنائيات يتفوق على الآخر. | + | تعتمد معظم مدارس النسوية البيئية (النسوية البيئية الإشتراكية والنسوية البيئية الروحانية مثلًا) على تحليل تاريخي للأيديولوجية. وفقًا لهذا التحليل، ترافق اضطهاد الطبيعة والنساء مع نشأة الأبوية. وترى هذه المدارس أن النظام الأبوي يعتمد على ثنائيات العقل والجسد والروح والمادة ، والذكر و الأنثى ، والتحضر والطبيعة، بحيث يعتبر أن عنصرًا واحدًا في هذه الثنائيات يتفوق على الآخر. |
| | | |
| ولذلك، يرى هذا التحليل تسلسلًا هرميًا للقيمة وفقًا للأبوية كما يلي: | | ولذلك، يرى هذا التحليل تسلسلًا هرميًا للقيمة وفقًا للأبوية كما يلي: |
سطر 27: |
سطر 27: |
| الطبيعة | | الطبيعة |
| | | |
− | ووفقًا [[روزماري رادفورد ريوتر|لروزماري رادفورد ريوتر]]، وهي عالمة لاهوت نسوية، فإن اختراع مفهومي "الطبيعة" و "والتحضر" هو الذي سمح للثقافة الأبوية باعتبار أن تلك الأخيرة هي عبارة عن تطور عن الأولى، وبالتالي للتحقيق التطور لا بد من القضاء على الطبيعة. وبناء على هذا التحليل، ترى النسويات البيئيات أن الأبوية دمرت العلاقة بين الإنسان والبيئة ومن بعدها تطورت الرأسمالية وجعلت العلاقة قائمة على الإستغلال من أجل سرقة الموارد من ممتلكيها وبناء على ذلك، ترى الكثير من النسويات البيئيات أن التحرر النسوي لا يمكن أن يكون دون التحرر من الاستغلال الرأسمالي للبيئة. | + | ووفقًا [[روزماري رادفورد ريوتر|لروزماري رادفورد ريوتر]]، وهي عالمة لاهوت نسوية، فإن اختراع مفهومي "الطبيعة" و "التحضر" هو الذي سمح للثقافة الأبوية باعتبار أن تلك الأخيرة هي عبارة عن تطور عن الأولى، وبالتالي لتحقيق التطور لا بد من القضاء على الطبيعة. وبناء على هذا التحليل، ترى النسويات البيئيات أن الأبوية دمرت العلاقة بين الإنسان والبيئة ومن بعدها تطورت الرأسمالية وجعلت العلاقة قائمة على الإستغلال من أجل سرقة الموارد من ممتلكيها وبناء على ذلك، ترى الكثير من النسويات البيئيات أن التحرر النسوي لا يمكن أن يكون دون التحرر من الاستغلال الرأسمالي للبيئة. |
| | | |
− | ترى العديد من النسويات البيئيات أنه كان هناك وقت قبل التاريخ المكتوب، منذ حوالي 250،000 سنة، ركزت فيه المجتمعات على التعاون بدلًا من المنافسة. خلال هذه الفترة، تركزت الروحانيات على عبادة الآلهة الأنثوية على نطاق واسع وكانت المجتمعات أكثر تركيزًا على النساء. وتؤمن عدة أفرع من النسوية البيئية أنه يمكننا أن نتعلم من هذه المجتمعات ما قبل الأبوية. (النسوية الثقافية والاجتماعية والروحانية)، وعلى الرغم من أن معظم النسويات البيئيات يرون أن النظام الأبوي هو السبب الجذري للسلوك البشري العنيف، تعتقد بعض المفكرات كـ شيليس جليندينغ، أن انفصالنا عن الطبيعة يعود منذ حوالي 20000 عام، أي إلى الوقت الذي تحول فيه البشر من ثقافة جامع/ صياد إلى تدجين النباتات والحيوانات. | + | ترى العديد من النسويات البيئيات أنه كان هناك وقت قبل التاريخ المكتوب، منذ حوالي 250،000 سنة، ركزت فيه المجتمعات على التعاون بدلًا من المنافسة. خلال هذه الفترة، تركزت الروحانيات على عبادة الآلهة الأنثوية على نطاق واسع وكانت المجتمعات أكثر تركيزًا على النساء. وتعتقد عدة مدارس من النسوية البيئية أنه يمكننا أن نتعلم من هذه المجتمعات ما قبل الأبوية. (النسوية الثقافية والاجتماعية والروحانية)، وعلى الرغم من أن معظم النسويات البيئيات يعتبرن النظام الأبوي السبب الجذري للسلوك البشري العنيف، تعتقد بعض المفكرات كـ شيليس جليندينغ، أن انفصالنا عن الطبيعة يعود إلى حوالي 20000 عام، أي إلى الوقت الذي تحول فيه البشر من ثقافة جامع/ صياد إلى تدجين النباتات والحيوانات. |
| | | |
| وتركز نسويات بيئيات آخريات على التحول الإيديولوجي الذي حدث خلال عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر. فتصف [[كارولين ميرشانت]]، وهي كاتبة المؤلف الشهير "موت الطبيعة" الذي يعتبر مدخل إلى النسوية البيئية، كيف تم قلب وتدمير المعارف الأصيلة العضوية التي امتلكلتها النساء والتي ساعدت في حماية الطبيعة لقرون بسبب الثورات العلمية والثقافية للتنوير والتي كانت احد أسباب مطاردة الساحرات وترى أيضًا أن ظهور أيديولوجية علمية وتكنولوجية ورأسمالية مهووسة بـ "التقدم" على مدى المائتي سنة الماضية أدت إلى تدمير علاقة الإنسان بالطبيعة وأنها كانت استهدافًا مباشرًا لعمل النساء ولذلك البيئة قضية نسوية. | | وتركز نسويات بيئيات آخريات على التحول الإيديولوجي الذي حدث خلال عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر. فتصف [[كارولين ميرشانت]]، وهي كاتبة المؤلف الشهير "موت الطبيعة" الذي يعتبر مدخل إلى النسوية البيئية، كيف تم قلب وتدمير المعارف الأصيلة العضوية التي امتلكلتها النساء والتي ساعدت في حماية الطبيعة لقرون بسبب الثورات العلمية والثقافية للتنوير والتي كانت احد أسباب مطاردة الساحرات وترى أيضًا أن ظهور أيديولوجية علمية وتكنولوجية ورأسمالية مهووسة بـ "التقدم" على مدى المائتي سنة الماضية أدت إلى تدمير علاقة الإنسان بالطبيعة وأنها كانت استهدافًا مباشرًا لعمل النساء ولذلك البيئة قضية نسوية. |
| | | |
| | | |
− | وترى [[جوديث بلانت]]، كاتبة "النساء والطبيعة"، أن المجتمعات قبل الثورة الصناعية استخدمت الاستعارات العضوية من أجساد النساء لشرح الذات والمجتمع والطبيعة، ومن خلال هذه الاستعارات يمكن فهم أن الناس رأأوا الأرض على إنها إمرأة حية إلا أنه استبدلت الثورة العلمية للتنوير هذه الاستعارات العضوية بأخرى ميكانيكية. لم يعد الكون يُفهم على أنه كائن حي، ولكن كآلة، وأصبحت الطبيعة يُنظر إليها على أنها مورد للاستخدام البشري. | + | وترى [[جوديث بلانت]]، كاتبة "النساء والطبيعة"، أن المجتمعات قبل الثورة الصناعية استخدمت الاستعارات العضوية من أجساد النساء لشرح الذات والمجتمع والطبيعة، ومن خلال هذه الاستعارات يمكن فهم أن الناس رأوا الأرض على إنها إمرأة حية إلا أن الثورة العلمية للتنوير استبدلت هذه الاستعارات العضوية بأخرى ميكانيكية. لم يعد الكون يُفهم على أنه كائن حي، ولكن كآلة، وأصبح يُنظر إلى الطبيعة على أنها مورد للاستخدام البشري. |
| | | |
| | | |
سطر 53: |
سطر 53: |
| تعد دراسات اللاهوت النسوي-البيئي جزء من [[علم اللاهوت النسوي]] و[[اللاهوت التحرري]] والذي يركز في جوهره على استخدام الأطر الدينية لدعم حركات التحرر الاجتماعية. وظهر اللاهوت النسوي في أميركا اللاتينية في السبعينات حيث أدّى القمع والتهميش والسيطرة على الأراضي من قبل الشركات والهجمة النيوليبرالية الشرسة إلى دفع مجموعات كبيرة من الأشخاص إلى إعادة التفكير في التقليد المسيحي تحديدًا. ويضع اللاهوت النسوي من تحرر النساء قضية مركزية للمهمة اللاهوتية؛ لذلك بنت عدة عالمات لاهوت أبحاث وتأويلات عديدة وكذلك نماذج تفسيرية نسوية للدين من أجل وضع علاقة حاسمة بين النظرية (أي الدين) والتطبيق (أي الحركات الاجتماعية). وكان للسياق المتعلق بالحق في الأرض والدفاع عنها ومناهضة الاستعمار أثرًا واضحًا لدفعه إلى إعادة تفكيك العلاقة الثنائية بين الطبيعة والإنسان والمرأة والرجل والهرمية الحاكمة لتلك العلاقات الثنائية، وخاصة تلك التي بنيت عليها الديانات الإبراهيمية. وبالتالي، يدعوا اللاهوت النسوي البيئي إلى إعادة التفكير في الكون؛ الأرض والطبيعة بجميع كائنتها والعلاقة بين العدالة للنساء والبيئة.<ref>Ioanna Sahinidou, ''[https://www.researchgate.net/publication/318424559_Ecofeminist_Theologies_Challenge_Domination Ecofeminist Theologies Challenge Domination]'' Open Journal of Philosophy, 7, 249-259, 2017. </ref> | | تعد دراسات اللاهوت النسوي-البيئي جزء من [[علم اللاهوت النسوي]] و[[اللاهوت التحرري]] والذي يركز في جوهره على استخدام الأطر الدينية لدعم حركات التحرر الاجتماعية. وظهر اللاهوت النسوي في أميركا اللاتينية في السبعينات حيث أدّى القمع والتهميش والسيطرة على الأراضي من قبل الشركات والهجمة النيوليبرالية الشرسة إلى دفع مجموعات كبيرة من الأشخاص إلى إعادة التفكير في التقليد المسيحي تحديدًا. ويضع اللاهوت النسوي من تحرر النساء قضية مركزية للمهمة اللاهوتية؛ لذلك بنت عدة عالمات لاهوت أبحاث وتأويلات عديدة وكذلك نماذج تفسيرية نسوية للدين من أجل وضع علاقة حاسمة بين النظرية (أي الدين) والتطبيق (أي الحركات الاجتماعية). وكان للسياق المتعلق بالحق في الأرض والدفاع عنها ومناهضة الاستعمار أثرًا واضحًا لدفعه إلى إعادة تفكيك العلاقة الثنائية بين الطبيعة والإنسان والمرأة والرجل والهرمية الحاكمة لتلك العلاقات الثنائية، وخاصة تلك التي بنيت عليها الديانات الإبراهيمية. وبالتالي، يدعوا اللاهوت النسوي البيئي إلى إعادة التفكير في الكون؛ الأرض والطبيعة بجميع كائنتها والعلاقة بين العدالة للنساء والبيئة.<ref>Ioanna Sahinidou, ''[https://www.researchgate.net/publication/318424559_Ecofeminist_Theologies_Challenge_Domination Ecofeminist Theologies Challenge Domination]'' Open Journal of Philosophy, 7, 249-259, 2017. </ref> |
| | | |
− | وركزت عالمات الأخلاق الرومانيّة الكاثوليكيّة التقليديّة وعالمات [[اللاهوت التحرري]] في أميركا اللاتينية على القضايا الأخلاقية المتعلقة بالفقر وعدم المساواة الاجتماعية. وهذا ما خلق مساحة للاهوت التحرري والذي يركز بشكل أساسي على المجتمعات الأكثر هشاشةً، وهنا توصلت العديد من المنتميات إلى هذة المدرسة إلى واقع أن أكثر المتضررين من تدمير البيئة هم النساء. أدى هذا الاستخلاص إلى ربط اللاهوت التحرري في أميركا اللاتينية بين تدمير البيئة والنسوية وتطوير أخلاقيات بيئية قائمة على اللاهوت. <ref>Gillian McCulloch,''[https://books.google.com.lb/books/about/The_Deconstruction_of_Dualism_in_Theolog.html?id=NPgQAQAAIAAJ&redir_esc=y The Deconstruction of Dualism in Theology: With Special Reference to Ecofeminist Theology and New Age Spirituality], 2002.</ref> | + | وركزت عالمات الأخلاق الرومانيّة الكاثوليكيّة التقليديّة وعالمات [[اللاهوت التحرري]] في أميركا اللاتينية على القضايا الأخلاقية المتعلقة بالفقر وعدم المساواة الاجتماعية. وهذا ما خلق مساحة للاهوت التحرري والذي يركز بشكل أساسي على المجتمعات الأكثر هشاشةً، وهنا توصلت العديد من المنتميات إلى هذة المدرسة إلى واقع أن أكثر المتضررين من تدمير البيئة هن النساء. أدى هذا الاستخلاص إلى ربط اللاهوت التحرري في أميركا اللاتينية بين تدمير البيئة والنسوية وتطوير أخلاقيات بيئية قائمة على اللاهوت. <ref>Gillian McCulloch,''[https://books.google.com.lb/books/about/The_Deconstruction_of_Dualism_in_Theolog.html?id=NPgQAQAAIAAJ&redir_esc=y The Deconstruction of Dualism in Theology: With Special Reference to Ecofeminist Theology and New Age Spirituality], 2002.</ref> |
| | | |
| ترى [[روزماري روثر]] في تحليلها للسياق الذي أنتج لاهوت الشرق الأدنى والثقافات المسيحية المبكرة أنّه كان ينظر للنساء والطبيعة على أنهن مساحات يجب أن تُحكم. وكما أن تقسيم العمل المجندر في ذلك الوقت كان يرى أن عمل المرأة هو محصور في ضمان استمرارية الحياة (أي الولادة) بينما عمل الرجال هو ما يتعلق بإدارة تلك الحياة وتنظيمها. <ref>Rosemary Radford Ruether,''[https://books.google.com.lb/books/about/Women_Healing_Earth.html?id=6D0qAAAAYAAJ&redir_esc=y Women Healing Earth: Third World Women on Ecology, Feminism, and Religio]'', 1996.</ref> | | ترى [[روزماري روثر]] في تحليلها للسياق الذي أنتج لاهوت الشرق الأدنى والثقافات المسيحية المبكرة أنّه كان ينظر للنساء والطبيعة على أنهن مساحات يجب أن تُحكم. وكما أن تقسيم العمل المجندر في ذلك الوقت كان يرى أن عمل المرأة هو محصور في ضمان استمرارية الحياة (أي الولادة) بينما عمل الرجال هو ما يتعلق بإدارة تلك الحياة وتنظيمها. <ref>Rosemary Radford Ruether,''[https://books.google.com.lb/books/about/Women_Healing_Earth.html?id=6D0qAAAAYAAJ&redir_esc=y Women Healing Earth: Third World Women on Ecology, Feminism, and Religio]'', 1996.</ref> |
سطر 66: |
سطر 66: |
| | | |
| ====الإسلام والطبيعة==== | | ====الإسلام والطبيعة==== |
− | أمّا فيما يتعلق بالإسلام والنسوية البيئية، فترى [[نوال عمار | نوال عمّار]] أنّ القراءة الأبوية للقرآن وذلك بنية السلطة الدينية في المجتمعات الإسلامية هي التي تميّز ضد النساء وليس الإسلام نفسه؛ حيث تعد عمّار أنّ النص الديني يجسّد المساواة بين النساء والرجال من ناحية المسؤولية الأخلاقية. وكما ترى أن الإسلام يرى أنّ الطبيعة هي خلق الله وتعكس قدسيّته، وكل الخليقة هي أيضًا انعكاس لعظمته ووحدة خليقة الله تثبت أن الكون كله نظام واحد؛ وتم اعطاء البشر مسوؤلية إدارة الأرض لأنهم يمتلكون صفات خاصة، وليس لامتلاكهن صفات أفضل ولذلك على الناس تحسين الأرض والاستمتاع بخيراتها بدلًا من تدميرها. وانطلاقًا من تجسيده للمساواة، وهي ترى ذلك في صميم النسوية البيئية، فتخلص عمّار إلى أنّ الإسلام متوافق مع النسوية البيئية.<ref>Nawal Ammar ''[https://crcs.ugm.ac.id/are-islamic-thinking-and-ecofeminism-possible/ Are Islamic Thinking and Ecofeminism Possible?]'',The Center for Religious .and Cross-cultural Studies, 2007</ref> | + | أمّا فيما يتعلق بالإسلام والنسوية البيئية، فترى [[نوال عمار | نوال عمّار]] أنّ القراءة الأبوية للقرآن وكذلك بنية السلطة الدينية في المجتمعات الإسلامية هي التي تميّز ضد النساء وليس الإسلام نفسه؛ حيث تعد عمّار أنّ النص الديني يجسّد المساواة بين النساء والرجال من ناحية المسؤولية الأخلاقية. وكما ترى أن الإسلام يرى أنّ الطبيعة هي خلق الله وتعكس قدسيّته، وكل الخليقة هي أيضًا انعكاس لعظمته ووحدة خليقة الله تثبت أن الكون كله نظام واحد؛ وتم اعطاء البشر مسوؤلية إدارة الأرض لأنهم يمتلكون صفات خاصة، وليس لامتلاكهن صفات أفضل ولذلك على الناس تحسين الأرض والاستمتاع بخيراتها بدلًا من تدميرها. وانطلاقًا من تجسيده للمساواة، وهي ترى ذلك في صميم النسوية البيئية، فتخلص عمّار إلى أنّ الإسلام متوافق مع النسوية البيئية.<ref>Nawal Ammar ''[https://crcs.ugm.ac.id/are-islamic-thinking-and-ecofeminism-possible/ Are Islamic Thinking and Ecofeminism Possible?]'',The Center for Religious .and Cross-cultural Studies, 2007</ref> |
| | | |
| ==النسوية البيئية كحركة اجتماعية== | | ==النسوية البيئية كحركة اجتماعية== |
| تشكل النسوية البيئية اليوم في جوانبها المتعددة (بما في ذلك معاداة التعصب والنشاط ضد الاستغلال النيوليبرالي للموارد الطبيعية وعواقب التغيرات المناخية وإحياء معارف السكان الأصليين) جزءًا أساسيًا من الحركات النسوية العابرة للحدود. | | تشكل النسوية البيئية اليوم في جوانبها المتعددة (بما في ذلك معاداة التعصب والنشاط ضد الاستغلال النيوليبرالي للموارد الطبيعية وعواقب التغيرات المناخية وإحياء معارف السكان الأصليين) جزءًا أساسيًا من الحركات النسوية العابرة للحدود. |
− | تعرض النسوي البيئي في بدايته لانتقادات حادة لتقديمه افتراضات تنميطية باعتبار أن الطبيعة والبيئة تمثل المرأة المستغلة من قبل الرأسمالية. إلا أن الحركات النسوية البيئية المعاصرة تعرض مواقف ومنهجيات متعددة الثقافات وباعتبارها فلسفة بيئية وحركة اجتماعية، واليوم تجسد النسوية البيئية نقدًا متعدد الأوجه للسياسة البيئية العالمية التي تركز على نقد السياسة البيئية العالمية، والتي تركز على دور الدولة أو المؤسسات الوطنية في الجهود الجماعية العالمية لحماية وإدارة البيئة الطبيعية. تركز الانتقادات النسوية على التجارب السياقية للنساء في السياسة البيئية على وجه التحديد. | + | تعرض الحراك النسوي البيئي في بدايته لانتقادات حادة لتقديمه افتراضات تنميطية باعتبار أن الطبيعة والبيئة تمثل المرأة المستغلة من قبل الرأسمالية. إلا أن الحركات النسوية البيئية المعاصرة تعرض مواقف ومنهجيات متعددة الثقافات وباعتبارها فلسفة بيئية وحركة اجتماعية، واليوم تجسد النسوية البيئية نقدًا متعدد الأوجه للسياسة البيئية العالمية التي تركز على نقد السياسة البيئية العالمية، والتي تركز على دور الدولة أو المؤسسات الوطنية في الجهود الجماعية العالمية لحماية وإدارة البيئة الطبيعية. تركز الانتقادات النسوية على التجارب السياقية للنساء في السياسة البيئية على وجه التحديد. |
| وقدمت النسوية البيئية مساهمات مهمة في الخطابات حول الأخلاقيات البيئية والعلاقات المتبادلة بين الجنس والبيئة والتنمية، كما تحفز ضرورة التغلب على الرؤية الثنائية للعلاقة بين الطبيعة والأبوية مثل نظرية [[دونا هاراواي]] حول مركزية الحيوان واستمرارية الثقافة الطبيعية. | | وقدمت النسوية البيئية مساهمات مهمة في الخطابات حول الأخلاقيات البيئية والعلاقات المتبادلة بين الجنس والبيئة والتنمية، كما تحفز ضرورة التغلب على الرؤية الثنائية للعلاقة بين الطبيعة والأبوية مثل نظرية [[دونا هاراواي]] حول مركزية الحيوان واستمرارية الثقافة الطبيعية. |
| | | |
− | بشكل عام، شهدت النسوية البيئية ثلاث مراحل أساسية وهي المرحلة الأولى التي بدأت في مطلع الستينات مع مناهضة النساء في أميركا لمحطات الطاقة النووية وحركة Chipko في شمال الهند وحركة الحزام الأخضر في كينيا. واستندت الحركات في هذه الفترة على أهمية البيئة في حياة النساء العاملات باعتبار أن حماية البيئة هو أساس حماية مصالح المرأة العاملة. والمرحلة الثانية انطلقت من السبعينات إلى الثمانينات مع انتشار مفاهيم جديدة حول النسوية وعلاقتها مع العالم وظهور المصطلح والإعلان عن بداية مدرسة نسوية جديدة. والمرحلة الثالثة بدأت منذ أواخر الثمانينات حتى يومنا هذا، وبدأت هذه المرحلة مع تطوير النسوية البيئية كمقدمة لحركة بيئية واسعة النطاق وكان من ضمنها الحركة المناهضة للحرب وعقدت في هذه الفترة مؤتمرات كثيرة تربط ما بين المرأة والبيئة كمؤتمر: | + | بشكل عام، شهدت النسوية البيئية ثلاث مراحل أساسية. المرحلة الأولى التي بدأت في مطلع الستينات مع مناهضة النساء في أميركا لمحطات الطاقة النووية وحركة Chipko في شمال الهند وحركة الحزام الأخضر في كينيا. واستندت الحركات في هذه الفترة على أهمية البيئة في حياة النساء العاملات باعتبار أن حماية البيئة هو أساس حماية مصالح المرأة العاملة. والمرحلة الثانية انطلقت من السبعينات إلى الثمانينات مع انتشار مفاهيم جديدة حول النسوية وعلاقتها مع العالم وظهور المصطلح والإعلان عن بداية مدرسة نسوية جديدة. أما المرحلة الثالثة فبدأت منذ أواخر الثمانينات حتى يومنا هذا، وبدأت هذه المرحلة مع تطوير النسوية البيئية كمقدمة لحركة بيئية واسعة النطاق وكان من ضمنها الحركة المناهضة للحرب وعقدت في هذه الفترة مؤتمرات كثيرة تربط ما بين المرأة والبيئة كمؤتمر: |
| ومؤتمر المناهض للعسكرة وهو “Women's Pentagon Action” أول مؤتمر نسوي بيئي في الساحل الغربي في نيسان ١٩٨١ و | | ومؤتمر المناهض للعسكرة وهو “Women's Pentagon Action” أول مؤتمر نسوي بيئي في الساحل الغربي في نيسان ١٩٨١ و |
| ،Women and Life on Earth: 80’s ecofeminism | | ،Women and Life on Earth: 80’s ecofeminism |
سطر 84: |
سطر 84: |
| [[حركة شيبكو]] هي حركة اجتماعية وبيئية اطلقتها النساء في الهند في السبعينات بهدف حماية الأشجار والغابات التي قررت الحكومة تدميرها بالاتفاق مع شركات تجارية. نشأت الحركة في منطقة جبال الهيمالايا في أوتار براديش في عام ١٩٧٣ وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء جبال الهملايا الهندية. وتعني كلمة شيبكو (chipko) العناق وهي التكتيك الأساسي للمتظاهرات حيث قامت النساء باحتضان الأشجار لمنع الآلات من قطعها. | | [[حركة شيبكو]] هي حركة اجتماعية وبيئية اطلقتها النساء في الهند في السبعينات بهدف حماية الأشجار والغابات التي قررت الحكومة تدميرها بالاتفاق مع شركات تجارية. نشأت الحركة في منطقة جبال الهيمالايا في أوتار براديش في عام ١٩٧٣ وانتشرت بسرعة في جميع أنحاء جبال الهملايا الهندية. وتعني كلمة شيبكو (chipko) العناق وهي التكتيك الأساسي للمتظاهرات حيث قامت النساء باحتضان الأشجار لمنع الآلات من قطعها. |
| بالإضافة إلى تكتيك "معانقة الأشجار"، استخدمت محتجّات شيبكو عددًا من التقنيات الأخرى التي ترتكز على مفهوم المقاومة اللاعنفية. على سبيل المثال، قام سكان منطقة باهوجونا بالصيام لمدة أسبوعين عام 1974 احتجاجًا على سياسة تدمير الغابات وفي قرية بولنا في وادي بيوندار في عام 1978، صادرت النساء أدوات قطع الأشجار. | | بالإضافة إلى تكتيك "معانقة الأشجار"، استخدمت محتجّات شيبكو عددًا من التقنيات الأخرى التي ترتكز على مفهوم المقاومة اللاعنفية. على سبيل المثال، قام سكان منطقة باهوجونا بالصيام لمدة أسبوعين عام 1974 احتجاجًا على سياسة تدمير الغابات وفي قرية بولنا في وادي بيوندار في عام 1978، صادرت النساء أدوات قطع الأشجار. |
− | تشير التقديرات إلى أنه بين عامي 1972 و 1979، شاركت أكثر من 150 قرية في حركة شيبكو، مما أدى إلى 12 احتجاجًا كبيرًا والعديد من المواجهات الطفيفة في أوتارانتشال. جاء النجاح الكبير الذي حققته الحركة في عام 1980، عندما أدى نداء وجهته منطقة باهوجونا إلى موافقة رئيسة الوزراء الهندي أنديرا غاندي على اعلان قرار حظر لمدة 15 عامًا على القطع التجاري للغاباة في منطقة جبال الهيمالايا. | + | تشير التقديرات إلى أنه بين عامي 1972 و 1979، شاركت أكثر من 150 قرية في حركة شيبكو، مما أدى إلى 12 احتجاجًا كبيرًا والعديد من المواجهات الطفيفة في أوتارانتشال. جاء النجاح الكبير الذي حققته الحركة في عام 1980، عندما أدى نداء وجهته منطقة باهوجونا إلى موافقة رئيسة الوزراء الهندي أنديرا غاندي على إعلان قرار حظر لمدة 15 عامًا على القطع التجاري للغابات في منطقة جبال الهيمالايا. |
| مع استمرار الحركة، أصبحت الاحتجاجات أكثر توجهاً نحو المشروع وتوسعت لتشمل البيئة بأكملها في المنطقة، وأصبحت في نهاية المطاف حركة "انقذوا الهيمالايا" وتركزت العديد من الاحتجاجات ضد سد تهري على نهر وضد عمليات التعدين المختلفة، مما أدى إلى إغلاق محجر واحد من الحجر الجيري واحد على الأقل. وبالمثل، أدت جهود إعادة التحريج الضخمة إلى زراعة أكثر من مليون شجرة في المنطقة. في عام 2004، استؤنفت احتجاجات شيبكو رداً على رفع حظر قطع الأشجار في هيماشال براديش. | | مع استمرار الحركة، أصبحت الاحتجاجات أكثر توجهاً نحو المشروع وتوسعت لتشمل البيئة بأكملها في المنطقة، وأصبحت في نهاية المطاف حركة "انقذوا الهيمالايا" وتركزت العديد من الاحتجاجات ضد سد تهري على نهر وضد عمليات التعدين المختلفة، مما أدى إلى إغلاق محجر واحد من الحجر الجيري واحد على الأقل. وبالمثل، أدت جهود إعادة التحريج الضخمة إلى زراعة أكثر من مليون شجرة في المنطقة. في عام 2004، استؤنفت احتجاجات شيبكو رداً على رفع حظر قطع الأشجار في هيماشال براديش. |
| | | |
سطر 101: |
سطر 101: |
| انبثقت فكرة [[نساء ضد البنتاغون]] من مؤتمر نسوي بيئي حول المرأة والحياة على الأرض، والذي عُقد في ولاية ماساتشوستس في ربيع عام 1980 وحضرته أكثر من ٦٠٠ إمرأة. وفي خريف ١٩٨٠، اجتمعت مجموعة فرعية لدراسة الروابط بين العنف ضد المرأة والعنصرية وتدمير البيئة والأرض. صدر عن اللقاء مانيفستو أطلق عليه "بيان الوحدة"، والذي صاغته الكاتبة [[غرايس بالي]] ويركز على حماية المرأة والبيئة والتأكيد على أن كل أشكال الحياة متصلة ببعضها البعض كما ينادي لمناهضة العسكرة والأسلحة النووية. شاركت في الاحتجاج العديد من المجموعات النسوية ورفعت النساء شعارات تقول "نحن نرثي أرضنا وأجسادنا". | | انبثقت فكرة [[نساء ضد البنتاغون]] من مؤتمر نسوي بيئي حول المرأة والحياة على الأرض، والذي عُقد في ولاية ماساتشوستس في ربيع عام 1980 وحضرته أكثر من ٦٠٠ إمرأة. وفي خريف ١٩٨٠، اجتمعت مجموعة فرعية لدراسة الروابط بين العنف ضد المرأة والعنصرية وتدمير البيئة والأرض. صدر عن اللقاء مانيفستو أطلق عليه "بيان الوحدة"، والذي صاغته الكاتبة [[غرايس بالي]] ويركز على حماية المرأة والبيئة والتأكيد على أن كل أشكال الحياة متصلة ببعضها البعض كما ينادي لمناهضة العسكرة والأسلحة النووية. شاركت في الاحتجاج العديد من المجموعات النسوية ورفعت النساء شعارات تقول "نحن نرثي أرضنا وأجسادنا". |
| | | |
− | استخدمن المحتجّات وسائل مختلفة، كاعلان الاعتصام المفتوح واقفال مداخل البنتاغون واستخدام الطبول كما قمن بتخييط حبال عريضة حول المجموعات المحتجة لحمايتهن من الاعتقال من قبل الشرطة.
| + | استخدمت المحتجّات وسائل مختلفة، كاعلان الاعتصام المفتوح واقفال مداخل البنتاغون واستخدام الطبول كما قمن بتخييط حبال عريضة حول المجموعات المحتجة لحمايتهن من الاعتقال من قبل الشرطة. |
| | | |
| | | |
سطر 118: |
سطر 118: |
| ==النسوية البيئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا== | | ==النسوية البيئية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا== |
| | | |
− | إن الواقع البيئي في المنطقة معقد ومشربك. ففي العديد من بلدان المنطقة، تعد الموارد الطبيعية، مثل الحطب، المصدر الرئيسي للطاقة للاستهلاك المحلي. و أدى الاستخدام الواسع لهذه المصادر إلى تدهور الغابات وتلوث الهواء. وفي الوقت نفسه، تعتبر النساء المساهم الرئيسي في إدارة الغابات من خلال الزراعة والحماية. وخير مثال على ذلك الحملة التي نظمتها شبكة الصحافة العربية، ممثلة برئيسها رزان زعيتر، التي زرعت أكثر من مليوني شجرة في الأردن وفلسطين. وكما تشكّل النساء في منطقة الشرق الأوسط النسبة الأعلى من المستخدمين للمياه للاستهلاك المنزلي، في ظل وجود قلّة وجود للمياه، وبناء على ذلك قامت العالمة د. ملك النوري، وهي حائزة على زمالة ابن خلدون، باعداد مشروع سلسلة الإمداد بالمياه في السعوية، وهي أول إمرأة سعودية تقدم بحثها في مؤتمر المؤسسة الدولية للتنمية في عام ٢٠١٣. وفي عام ٢٠١٥، ونظرًا إلى المشاكل والتحديات التي تتعلق بعدم توافر كهرباء وقلة الموارد في قرى البادية في الأردن، قامت رفيعة أم قمر، والتي تعتبر أن هدفها هو "تحسين المستوى المعيشي لمجتمعها وتغيير حياة النساء فيه"، بدراسة هندسة الطاقة الشمسية في الهند، ومن بعدها قامت بإنشاء ٨٠ وحدة طاقة شمسية لتوفير الكهرباء في قريتها كما قامت بتدريب النساء على كيفية تجميع لوحة للطاقة الشمسية. | + | إن الواقع البيئي في المنطقة معقد ومتداخل. ففي العديد من بلدان المنطقة، تعد الموارد الطبيعية، مثل الحطب، المصدر الرئيسي للطاقة للاستهلاك المحلي. و أدى الاستخدام الواسع لهذه المصادر إلى تدهور الغابات وتلوث الهواء. وفي الوقت نفسه، تعتبر النساء المساهم الرئيسي في إدارة الغابات من خلال الزراعة والحماية. وخير مثال على ذلك الحملة التي نظمتها شبكة الصحافة العربية، ممثلة برئيسها رزان زعيتر، التي زرعت أكثر من مليوني شجرة في الأردن وفلسطين. وكما تشكّل النساء في منطقة الشرق الأوسط النسبة الأعلى من المستخدمين للمياه للاستهلاك المنزلي، في ظل وجود قلّة وجود للمياه، وبناء على ذلك قامت العالمة د. ملك النوري، وهي حائزة على زمالة ابن خلدون، باعداد مشروع سلسلة الإمداد بالمياه في السعوية، وهي أول إمرأة سعودية تقدم بحثها في مؤتمر المؤسسة الدولية للتنمية في عام ٢٠١٣. وفي عام ٢٠١٥، ونظرًا إلى المشاكل والتحديات التي تتعلق بعدم توافر كهرباء وقلة الموارد في قرى البادية في الأردن، قامت رفيعة أم قمر، والتي تعتبر أن هدفها هو "تحسين المستوى المعيشي لمجتمعها وتغيير حياة النساء فيه"، بدراسة هندسة الطاقة الشمسية في الهند، ومن بعدها قامت بإنشاء ٨٠ وحدة طاقة شمسية لتوفير الكهرباء في قريتها كما قامت بتدريب النساء على كيفية تجميع لوحة للطاقة الشمسية. |
| | | |
| تدفع قلة الموارد واحتكارها من قبل الدول أو الشركات النساء المقيمات في القرى بشكل خاص إلى العمل على مواجهة تلك الانتهاكات وإيجاد البدائل الملائمة للطبيعة ولحاجاتهن، وعلى الرغم من عدم صراحة التعريف عن أنفسهن على أنّهن "نسويات بيئيات" إلا أنّ الكثير من أعمالهن تتقاطع مع المبادئ والمفاهيم الأساسية للنسوية البيئية. في هذا الإطار، يمكن العودة إلى التاريخ الشفهي الذي وثقته [[ورشة المعارف]] في حوارات مع حكواتيات لديهن [[وثيقة:التاريخ الشفوي للنساء في الحركة البيئية في لبنان|تجارب في الحركة البيئية في لبنان]]. يوثق المشروع قصص نساء كما روينها وتجاربهن ونضالهن الشخصي للدفاع عن الأرض ضد سياسات ومشاريع هدفها الربح دون أن يعرفن عن أنفسهن بالضرورة كنسويات بيئيات.<ref>https://alwarsha.org/2018/05/29/%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9/</ref> | | تدفع قلة الموارد واحتكارها من قبل الدول أو الشركات النساء المقيمات في القرى بشكل خاص إلى العمل على مواجهة تلك الانتهاكات وإيجاد البدائل الملائمة للطبيعة ولحاجاتهن، وعلى الرغم من عدم صراحة التعريف عن أنفسهن على أنّهن "نسويات بيئيات" إلا أنّ الكثير من أعمالهن تتقاطع مع المبادئ والمفاهيم الأساسية للنسوية البيئية. في هذا الإطار، يمكن العودة إلى التاريخ الشفهي الذي وثقته [[ورشة المعارف]] في حوارات مع حكواتيات لديهن [[وثيقة:التاريخ الشفوي للنساء في الحركة البيئية في لبنان|تجارب في الحركة البيئية في لبنان]]. يوثق المشروع قصص نساء كما روينها وتجاربهن ونضالهن الشخصي للدفاع عن الأرض ضد سياسات ومشاريع هدفها الربح دون أن يعرفن عن أنفسهن بالضرورة كنسويات بيئيات.<ref>https://alwarsha.org/2018/05/29/%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A6%D9%8A%D8%A9/</ref> |
| | | |
− | وفي المغرب، تناضل النساء السلاليات والمزارعات ضد خصخصة الدولة للأراضي القبلية ومناطق التجمعات القبلية التقليدية، والمعروفة باسم الأراضي السلالية في المغرب. وتُعد ٣٥٪ من أراضي المغرب أراضي سلالية. وفي عام ١٩١٩، وفي ظل الاستعمار الفرنسي انتقلت مهمة إدارة الأراضي القبلية إلى وزارة الداخلية بدلًا من السلطات القبلية. وبموجب هذا النظام، وبما أن الناس لم يعدوا يمتلكون هذه الأراضي، تم منحهم حق العمل في قطع أرض محددة والحصول على حصصهم من الحصاد. ووفقًا للقانون القبلي، فإن النساء العازبات والأرامل والمطلقات واللواتي لم ينجبن لا يحق لهن لهن وراثة الأرض وبالتالي تصادر الدولة الإراضي دون دفع تعويضات. وهذا ما دفع النساء إلى التخلي عن منازلهن وأراضيهن. وفي عام ٢٠٠٧، نظمت تلك النساء أنفسهن. وفي عام ٢٠٠٩، تظاهرت أكثر ٥٠٠ امرأة أمام البلرمان وطالبن بحقهن في الأراضي. وبدأت في ذلك الوقت شركة الضحى في العمل على تطوير مشاريع عقارية في تلك الأراضي دون مراعاة حقوق أصحاب الأرض--أي المزارعات. وتتعرض النساء المنخرطات في هذه الحركة إلى تهديدات عدة، ومنهن سعيدة سوقات التي تعرضت للضرب في شباط ٢٠١٧. | + | وفي المغرب، تناضل النساء السلاليات والمزارعات ضد خصخصة الدولة للأراضي القبلية ومناطق التجمعات القبلية التقليدية، والمعروفة باسم الأراضي السلالية في المغرب. وتُعد ٣٥٪ من أراضي المغرب أراضي سلالية. وفي عام ١٩١٩، وفي ظل الاستعمار الفرنسي انتقلت مهمة إدارة الأراضي القبلية إلى وزارة الداخلية بدلًا من السلطات القبلية. وبموجب هذا النظام، وبما أن الناس ما عادوا يمتلكون هذه الأراضي، تم منحهم حق العمل في قطع أرض محددة والحصول على حصصهم من الحصاد. ووفقًا للقانون القبلي، فإن النساء العازبات والأرامل والمطلقات واللواتي لم ينجبن لا يحق لهن لهن وراثة الأرض وبالتالي تصادر الدولة الإراضي دون دفع تعويضات. وهذا ما دفع النساء إلى التخلي عن منازلهن وأراضيهن. وفي عام ٢٠٠٧، نظمت تلك النساء أنفسهن. وفي عام ٢٠٠٩، تظاهرت أكثر ٥٠٠ امرأة أمام البرلمان وطالبن بحقهن في الأراضي. وبدأت في ذلك الوقت شركة الضحى في العمل على تطوير مشاريع عقارية في تلك الأراضي دون مراعاة حقوق أصحاب الأرض--أي المزارعات. وتتعرض النساء المنخرطات في هذه الحركة إلى تهديدات عدة، ومنهن سعيدة سوقات التي تعرضت للضرب في شباط ٢٠١٧. |
| | | |
| ==منظّمات عاملة في المجال== | | ==منظّمات عاملة في المجال== |