تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مراجعة لغوية
سطر 4: سطر 4:  
}}
 
}}
   −
هي نظرية وحركة [[نسوية]] تهتم بدراسة الأثر السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تركه الاستعمار والسياسات العنصرية على حياة النساء غير البيض/غير الغربيات. اعتادت الحركة النسوية الكبرى أن تستخدم مصطلح "المرأة" بشكل جامع يطغي على محددات الهوية الأخرى للنساء مثل العرق أو الطبقة الاجتماعية أو التوجه الجنسى.<ref>[https://books.google.com.eg/books?id=qBs5urUWZEIC&pg=PA80&dq=Essence+of+Culture+and+a+Sense+of+History:+A+Feminist+Critique+of+Cultural+Essentialism.&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjj_o664dTqAhUpy4UKHWwvApYQ6AEwAHoECAEQAg#v=onepage&q=Essence%20of%20Culture%20and%20a%20Sense%20of%20History%3A%20A%20Feminist%20Critique%20of%20Cultural%20Essentialism.&f=false أوما نارايان، Decentering the Center: Philosophy for a Multicultural, Postcolonial, and Feminist World، ]</ref> ترفض نسوية ما بعد الاستعمار هذا الاختزال وتعمل على ضم أفكار ونظريات الحركات النسوية لدى دول العالم الثالث/الدول النامية والشعوب الأصلية والفئات المهمشة لأسباب عرقية أو طبقية إلى الحراك النسوي ككل.  
+
هي نظرية وحركة [[نسوية]] تهتم بدراسة الأثر السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تركه الاستعمار والسياسات العنصرية على حياة النساء غير البيض/غير الغربيات. اعتادت الحركة النسوية الكبرى أن تستخدم مصطلح "المرأة" بشكل جامع يطغى على محددات الهوية الأخرى للنساء مثل العرق أو الطبقة الاجتماعية أو التوجه الجنسي.<ref>[https://books.google.com.eg/books?id=qBs5urUWZEIC&pg=PA80&dq=Essence+of+Culture+and+a+Sense+of+History:+A+Feminist+Critique+of+Cultural+Essentialism.&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwjj_o664dTqAhUpy4UKHWwvApYQ6AEwAHoECAEQAg#v=onepage&q=Essence%20of%20Culture%20and%20a%20Sense%20of%20History%3A%20A%20Feminist%20Critique%20of%20Cultural%20Essentialism.&f=false أوما نارايان، Decentering the Center: Philosophy for a Multicultural, Postcolonial, and Feminist World، ]</ref> ترفض نسوية ما بعد الاستعمار هذا الاختزال وتعمل على ضم أفكار ونظريات الحركات النسوية لدى دول العالم الثالث/الدول النامية والشعوب الأصلية والفئات المهمشة لأسباب عرقية أو طبقية إلى الحراك النسوي ككل.  
      سطر 11: سطر 11:  
عادة ما يقسم تاريخ الحركة النسوية إلى ثلاث موجات. بدأت [[موجة نسوية أولى | الموجة الأولى]] في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بين النساء البيض من الطبقة الوسطى.اهتمت هذه الموجة بقضايا التعليم والاقتراع والمساواة القانونية بين المرأة والرجل. ولكنها أهملت قضايا النساء من الأعراق المختلفة المنتميات إلى الطبقة العاملة، واللاتي عانين في ظل ظروف اقتصادية وسياسية غير عادلة.<ref>[https://www.jstor.org/stable/1343829?seq=1 ساة سوليري، Woman Skin Deep: Feminism and the Postcolonial Condition، Critical Inquiry، Vol. 18, No. 4, Identities (Summer, 1992), pp. 756-769]</ref>
 
عادة ما يقسم تاريخ الحركة النسوية إلى ثلاث موجات. بدأت [[موجة نسوية أولى | الموجة الأولى]] في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بين النساء البيض من الطبقة الوسطى.اهتمت هذه الموجة بقضايا التعليم والاقتراع والمساواة القانونية بين المرأة والرجل. ولكنها أهملت قضايا النساء من الأعراق المختلفة المنتميات إلى الطبقة العاملة، واللاتي عانين في ظل ظروف اقتصادية وسياسية غير عادلة.<ref>[https://www.jstor.org/stable/1343829?seq=1 ساة سوليري، Woman Skin Deep: Feminism and the Postcolonial Condition، Critical Inquiry، Vol. 18, No. 4, Identities (Summer, 1992), pp. 756-769]</ref>
   −
ظهرت [[موجة نسوية ثانية | الموجة الثانية]] في بداية الستينيات واهتمت بشكل رئيسي بحقوق المرأة في مكان العمل وحقوقها الإنجابية. كما أنها طرحت فكرة المساواة الجنسية وفكرة [[الجندر]]، ودعت إلى إعادة تشكيل الصورة الثقافية للأنوثة.<ref>[https://www.bookleaks.com/files/fhrst6/472.pdf  ميّة الرحبي، النسوية - مفاهيم وقضايا، 2014] </ref> نجحت الموجة الثانية في تحقيق تكافؤ الأجر للنساء، وأنهت بعض الممارسات التي تعد تمميزا ضد المرأة. ولكن لم تنجح في الأخذ بالاعتبار اختلافات النساء المبنية على العرق أو الطبقة الإجتماعية.  
+
ظهرت [[موجة نسوية ثانية | الموجة الثانية]] في بداية الستينيات واهتمت بشكل رئيسي بحقوق المرأة في مكان العمل وحقوقها الإنجابية. كما أنها طرحت فكرة المساواة الجنسية وفكرة [[الجندر]]، ودعت إلى إعادة تشكيل الصورة الثقافية للأنوثة.<ref>[https://www.bookleaks.com/files/fhrst6/472.pdf  ميّة الرحبي، النسوية - مفاهيم وقضايا، 2014] </ref> نجحت الموجة الثانية في تحقيق تكافؤ الأجر للنساء، وأنهت بعض الممارسات التي تعد تمييزًا ضد المرأة. ولكن لم تنجح في الأخذ بالاعتبار اختلافات النساء المبنية على العرق أو الطبقة الإجتماعية.  
    
نشأت نسوية ما بعد الاستعمار كجزء من [[موجة نسوية ثالثة |الموجة الثالثة]] للحركة النسوية في بداية الثمانينيات.
 
نشأت نسوية ما بعد الاستعمار كجزء من [[موجة نسوية ثالثة |الموجة الثالثة]] للحركة النسوية في بداية الثمانينيات.
      −
وجاءت [[الموجة الثالثة]] بعد تحول [[النسوية]] لفكرة عالمية وسمّيت [[ما بعد النسوية]] واعتمدت على تحولات ما بعد الحداثة في النظر إلى الذات العارفة ودورها في عملية المعرفة وأضافت إليها تأثيرات الجنوسة ، فظهرت [[النسوية السوداء]] و[[نسوية العالم الثالث]]، وأصبح هناك اهتمام بسياسات الهوية والشواغل الثقافية للمرأة.
+
وجاءت [[الموجة الثالثة]] بعد تحول [[النسوية]] لفكرة عالمية وسمّيت [[ما بعد النسوية]] واعتمدت على تحولات ما بعد الحداثة في النظر إلى الذات العارفة ودورها في عملية المعرفة وأضافت إليها تأثيرات الجنوسة، فظهرت [[النسوية السوداء]] و[[نسوية العالم الثالث]]، وأصبح هناك اهتمام بسياسات الهوية والشواغل الثقافية للمرأة.
    
داخل هذا التيار، برز مفهوم النسوية الثقافية أو النسوية “[[التقاطعية]]” عندما صاغت الحقوقية  الأميركية [[كيمبرلي ويليامز كرينشو]] هذا المصطلح سنة 1989 في مقالتها بعنوان “[[إلغاء الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات]]”، لوصف وتحليل تجارب الاضطهاد والتمييز المتنوعة التي تتعرض لها النساء السود في أميركا، أو بالأحرى الإشارة إلى السبل المختلفة التي يتفاعل بها العنصر والجنوسة لتشكيل الأبعاد المختلفة لخبرات النساء السود .  
 
داخل هذا التيار، برز مفهوم النسوية الثقافية أو النسوية “[[التقاطعية]]” عندما صاغت الحقوقية  الأميركية [[كيمبرلي ويليامز كرينشو]] هذا المصطلح سنة 1989 في مقالتها بعنوان “[[إلغاء الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات]]”، لوصف وتحليل تجارب الاضطهاد والتمييز المتنوعة التي تتعرض لها النساء السود في أميركا، أو بالأحرى الإشارة إلى السبل المختلفة التي يتفاعل بها العنصر والجنوسة لتشكيل الأبعاد المختلفة لخبرات النساء السود .  
سطر 22: سطر 22:  
من هنا فإن مصطلح “النسوية [[التقاطعية]]” يُشير إلى كيف تُؤثر نُظم القمع والاضطهاد المنهجية على تجارب النساء المتنوعة وفقاً لتقاطع عوامل مختلفة كالجندر والعرق والطبقة الاجتماعية والدين والأصل الوطني والإعاقة والمستوى التعليمي والتوجه الجنسي.
 
من هنا فإن مصطلح “النسوية [[التقاطعية]]” يُشير إلى كيف تُؤثر نُظم القمع والاضطهاد المنهجية على تجارب النساء المتنوعة وفقاً لتقاطع عوامل مختلفة كالجندر والعرق والطبقة الاجتماعية والدين والأصل الوطني والإعاقة والمستوى التعليمي والتوجه الجنسي.
   −
ففكرة التقاطعية  (Intersectionality)  كإطار تحليلي هو محاولة لفهم تجارب النساء الملوّنات وتقاطع مصادر الاضطهاد اللاتي تعانين منه سواء على أساس اللون (العرق) أو الجنس، بحيث يمكن الوصول إلى نسوية أكثر شمولية. وتطورت هذه النظرية بعد ذلك لتشمل كل تقاطعات أشكال وأنظمة القهر والهيمنة والتمييز وتفاعل ذلك مع الجندر والعرق واللون والطبقة الاقتصادية والاجتماعية والميل الجنسي والتوجه الجندري والقدرات العقلية والجسدية، لفهم تجارب النساء المركّبة.
+
ففكرة التقاطعية  (Intersectionality)  كإطار تحليلي هي محاولة لفهم تجارب النساء الملوّنات وتقاطع مصادر الاضطهاد الذي تعانين منه سواء على أساس اللون (العرق) أو الجنس، بحيث يمكن الوصول إلى نسوية أكثر شمولية. وتطورت هذه النظرية بعد ذلك لتشمل كل تقاطعات أشكال وأنظمة القهر والهيمنة والتمييز وتفاعل ذلك مع الجندر والعرق واللون والطبقة الاقتصادية والاجتماعية والميل الجنسي والتوجه الجندري والقدرات العقلية والجسدية، لفهم تجارب النساء المركّبة.
   −
تبنّت عدد من النّسويّات الملوّنات في الولايات المتّحدة ومن العالم الثّالث، المنظور ما بعد البنيويّ المقرّ بحقّ الاعتراف بالمختلف ثقافيا دون أيّ حاجة إلى إقصائه أو مواراته أو إبراز الجوانب الأكثر قبولاً على غيرها، عملاً بمعايير ثقافيّة ومجتمعيّة إقصائيّة، فالنسوية الثقافية عند [[ليندا ألكوف]] هي “أيديولوجيا  لطبيعة الأنثى أو الماهية الأنثوية المعاد تخصيصها من قبل النسويات للإقرار بالأنثى المقلل من قيمتها.
+
تبنّت بعض النّسويّات الملوّنات في الولايات المتّحدة ومن العالم الثّالث، المنظور ما بعد البنيويّ المقرّ بحقّ الاعتراف بالمختلف ثقافيًا دون أيّ حاجة إلى إقصائه أو مواراته أو إبراز الجوانب الأكثر قبولاً على غيرها، عملاً بمعايير ثقافيّة ومجتمعيّة إقصائيّة، فالنسوية الثقافية عند [[ليندا ألكوف]] هي “أيديولوجيا  لطبيعة الأنثى أو الماهية الأنثوية المعاد تخصيصها من قبل النسويات للإقرار بالأنثى المقلل من قيمتها.
   −
انطلاقا من هذا المفهوم، هاجمت النّسويّات المنتميات لهذا التيار كل الحركات النسويّة المنادية بخلق مظلّة واحدةٍ، وأجندة عالمية تشترك فيها وتعمل على تحقيقها كل نساء العالم، سواء كانت هذه الأجندة ليبيرالية أو ماركسية أو راديكالية، فقد أكدت هذه النساء على أن تجاربهن وتورايخهن وقناعاتهنّ الثقافيّة تختلف عن تجارب وتواريخ وقناعات النّساء الغربيّات، فقهرهنّ كان قهرًا مضاعفًا من نتاج ثقافة مجتمعاتهنّ والاستعمار الغربيّ معًا، وهو استعمارٌ نفّذه كلّ من الرّجل والمرأة البيضاء، إعلاء لعقيدة الفوقية البيضاء، وتبني تراتبيّة ثقافيّة قائلة بأفضليّة الثّقافة الغربيّة على ما سواها من ثقافات، ومن هنا كانت شريكةً للرّجل الأبيض في استعمار الشّعوب واستعباد الملوّنين .  
+
انطلاقًا من هذا المفهوم، هاجمت النّسويّات المنتميات لهذا التيار كل الحركات النسويّة المنادية بخلق مظلّة واحدةٍ، وأجندة عالمية تشترك فيها وتعمل على تحقيقها كل نساء العالم، سواء كانت هذه الأجندة ليبيرالية أو ماركسية أو راديكالية، فقد أكدت هؤلاء النسوة على أن تجاربهن وتورايخهن وقناعاتهنّ الثقافيّة تختلف عن تجارب وتواريخ وقناعات النّساء الغربيّات، فقهرهنّ كان قهرًا مضاعفًا من نتاج ثقافة مجتمعاتهنّ والاستعمار الغربيّ معًا، وهو استعمارٌ نفّذه كلّ من الرّجل والمرأة البيضاء، إعلاء لعقيدة الفوقية البيضاء، وتبني تراتبيّة ثقافيّة قائلة بأفضليّة الثّقافة الغربيّة على ما سواها من ثقافات، ومن هنا كانت المرأة البيضاء شريكةً للرّجل الأبيض في استعمار الشّعوب واستعباد الملوّنين .  
 
وتوظّف نسويّات العالم الثّالث والملوّنات هذا المفهوم للتّأكيد على أنّ رؤاهنّ وأطروحاتهنّ المتأثّرة بموقعهنّ الثّقافيّ ستنتج رؤى مختلفة، وبذلك سيكون لهنّ دور في إثراء الحركة النّسويّة ذاتها بطرح ما قد لا تراه الغربيّات النّاظرات من زوايا ومواقع ثقافيّة متشابهة، ومنه طورت النسويات السود، وبجانبهن اللاتينيّات والملوّنات الأخريات ومنذ وقت العبودية، تراثًا سياسيًا متمايزًا مستندًا على فهم منهجي لأنواع الاضطهاد المتشابكة: العرقية، والجندرية، والطبقية.
 
وتوظّف نسويّات العالم الثّالث والملوّنات هذا المفهوم للتّأكيد على أنّ رؤاهنّ وأطروحاتهنّ المتأثّرة بموقعهنّ الثّقافيّ ستنتج رؤى مختلفة، وبذلك سيكون لهنّ دور في إثراء الحركة النّسويّة ذاتها بطرح ما قد لا تراه الغربيّات النّاظرات من زوايا ومواقع ثقافيّة متشابهة، ومنه طورت النسويات السود، وبجانبهن اللاتينيّات والملوّنات الأخريات ومنذ وقت العبودية، تراثًا سياسيًا متمايزًا مستندًا على فهم منهجي لأنواع الاضطهاد المتشابكة: العرقية، والجندرية، والطبقية.
 
بدت ملامح الفكر النسوي ما بعد الكولونيالي ضمن مقولات المركز/الهامش ليتحول الهامش النسوي داخل هذه النظرية إلى النساء المقهورات المضطهدات من قبل المنظومة الاستعمارية، و[[المنظومة الأبوية الذكورية]] التي مارست هي أيضًا تهميشًا للنساء. فالعلاقة بين النساء بوصفهن ذوات تاريخية وعمليات إعادة تمثيل المرأة التي تتم بواسطة الخطابات المهيمنة ليست علاقة هوية مباشرة أو علاقة تضمين إنما هي علاقات عشوائية تشكلها ثقافات بعينها.
 
بدت ملامح الفكر النسوي ما بعد الكولونيالي ضمن مقولات المركز/الهامش ليتحول الهامش النسوي داخل هذه النظرية إلى النساء المقهورات المضطهدات من قبل المنظومة الاستعمارية، و[[المنظومة الأبوية الذكورية]] التي مارست هي أيضًا تهميشًا للنساء. فالعلاقة بين النساء بوصفهن ذوات تاريخية وعمليات إعادة تمثيل المرأة التي تتم بواسطة الخطابات المهيمنة ليست علاقة هوية مباشرة أو علاقة تضمين إنما هي علاقات عشوائية تشكلها ثقافات بعينها.
سطر 41: سطر 41:     
==تعريف نسوية ما بعد الاستعمار==
 
==تعريف نسوية ما بعد الاستعمار==
هي النسوية التي ارتكزت تحليلاتها على أفكار الرؤى الاستعمارية و الاستشراقية تجاه النساء في المستعمرات القديمة ونقد المتخيل في أدبيات الرحلات الاستشراقية، ولا سيما تلك المرتبطة بالحريم الشرقي والبطريركية والإيروتيكية، والتي أدخلها الاستعمار ضمن مفهوم معرفة الشرق. ففي عالم التمثلات تصبح المعرفة مرتبطة بالسلطة المنتجة لها لذلك وجب تفكيك العلاقة الملتبسة بين الذات الاستعمارية والآخر الشرقي النسائي.
+
هي النسوية التي ارتكزت تحليلاتها على أفكار الرؤى الاستعمارية والاستشراقية تجاه النساء في المستعمرات القديمة ونقد المتخيل في أدبيات الرحلات الاستشراقية، ولا سيما تلك المرتبطة بالحريم الشرقي والبطريركية والإيروتيكية، والتي أدخلها الاستعمار ضمن مفهوم معرفة الشرق. ففي عالم التمثلات تصبح المعرفة مرتبطة بالسلطة المنتجة لها لذلك وجب تفكيك العلاقة الملتبسة بين الذات الاستعمارية والآخر الشرقي النسائي.
 
تسعى نسوية ما بعد الاستعمار إلى بيان الكيفية التي تؤثر بها كل من العنصرية والآثار السياسية والاقتصادية والثقافية طويلة الأمد للاستعمار على كل من غير البيض وغير الغربيات من النساء في عالم ما بعد الاستعمار<ref>https://ia800809.us.archive.org/13/items/7689043_20171029_1014/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%82%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%87%D8%AF%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A9.pdf</ref>.
 
تسعى نسوية ما بعد الاستعمار إلى بيان الكيفية التي تؤثر بها كل من العنصرية والآثار السياسية والاقتصادية والثقافية طويلة الأمد للاستعمار على كل من غير البيض وغير الغربيات من النساء في عالم ما بعد الاستعمار<ref>https://ia800809.us.archive.org/13/items/7689043_20171029_1014/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D9%82%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%20%D9%87%D8%AF%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%A9.pdf</ref>.
   سطر 65: سطر 65:     
===الهند===
 
===الهند===
ترتبط الحركة النسوية في الهند بالاستعمار البريطاني الذي بدأ في عام 1858 وانتهى باستقلال الهند عن المملكة البريطانية عام 1947. وتعود بداياتها إلى القرن التاسع عشر حيث نادى المصلحون الاجتماعيون والمفكرون من الرجال إلى تعليم المرأة وإلغاء بعض الطقوس والتقاليد مثل "السُتي" الذي تقوم فيه الأرملة بحرق نفسها مع جثة زوجها وتعدد الزوجات وزواج القاصرات. وتأثر المفكرون الهنديون في ذلك بالثقافة الأوروبية التي كانت تدين تلك الطقوس. وأنشأ الرجال عددا من المنظمات المعنية بشئون المرأة، مما وفر لها أول فرصة لدخول الساحة العامة. بدأت النساء في إنشاء منظماتهن الخاصة في نهايات القرن التاسع عشر. أنشأت [[سوارناكوماري ديفي]] جمعية سيدات كلكتا في 1882 من أجل تعليم النساء الأرامل واليتامى وتمكينهن اقتصاديا. كما أنشأت [[بانديتا راماباي]] جمعية نساء آريا في نفس العام.
+
ترتبط الحركة النسوية في الهند بالاستعمار البريطاني الذي بدأ في عام 1858 وانتهى باستقلال الهند عن المملكة البريطانية عام 1947. وتعود بداياتها إلى القرن التاسع عشر حيث دعا المصلحون الاجتماعيون والمفكرون من الرجال إلى تعليم المرأة وإلغاء بعض الطقوس والتقاليد مثل "السُتي" الذي تقوم فيه الأرملة بحرق نفسها مع جثة زوجها وتعدد الزوجات وزواج القاصرات. وتأثر المفكرون الهنديون في ذلك بالثقافة الأوروبية التي كانت تدين تلك الطقوس. وأنشأ الرجال عددا من المنظمات المعنية بشئون المرأة، مما وفر لها أول فرصة لدخول الساحة العامة. بدأت النساء في إنشاء منظماتهن الخاصة في نهايات القرن التاسع عشر. أنشأت [[سوارناكوماري ديفي]] جمعية سيدات كلكتا في 1882 من أجل تعليم النساء الأرامل واليتامى وتمكينهن اقتصاديا. كما أنشأت [[بانديتا راماباي]] جمعية نساء آريا في نفس العام.
 
ولكن مع ظهور الحركات الوطنية في نهاية القرن التاسع عشر ظهرت مقاومة للحركة النسوية باعتبارها تدخل استعماري في العلاقات الجندرية والعائلية.   
 
ولكن مع ظهور الحركات الوطنية في نهاية القرن التاسع عشر ظهرت مقاومة للحركة النسوية باعتبارها تدخل استعماري في العلاقات الجندرية والعائلية.   
   سطر 77: سطر 77:     
===تركيا===
 
===تركيا===
إتحدت حركة تحرير المرأة إتحاداً وثيقاً مع موجات التحديث والعلمنة المتتالية، حيث مرت إيدلوجيا البلد السياسية بعدة مراحل 1-تأثر المثقفون والاصلاحيون في الدولة العثمانية بالأفكار الليبرالية المستقاة من علاقتهم بفرنسا، تأثر أعضاء حركة تركيا الفتاة بالأفكار الفرنسية وخاصة بالمدرسة الوضعية والقومية التركية والإسلامية
+
إتحدت حركة تحرير المرأة إتحادًا وثيقًا مع موجات التحديث والعلمنة المتتالية، حيث مرت إيدلوجيا البلد السياسية بعدة مراحل 1-تأثر المثقفون والاصلاحيون في الدولة العثمانية بالأفكار الليبرالية المستقاة من علاقتهم بفرنسا، تأثر أعضاء حركة تركيا الفتاة بالأفكار الفرنسية وخاصة بالمدرسة الوضعية والقومية التركية والإسلامية
2-عند تولي أتاتورك في العشرينات أصبحت الايدلوجيا الساىدة هي العلمانية
+
2-عند تولي أتاتورك في العشرينات أصبحت الايدلوجيا السائدة هي العلمانية
    
====النساء والتعليم====
 
====النساء والتعليم====
أثارت قضية تعليم المرأة جدلاً كبيرا في تركيا في القرن ١٩، حتى بدأ يكون للنساء حقوق في التعليم، ولكن كانت جودة التعليم متوقفة على الطبقة الاجتماعية حيث تلقين نساء الطبقة الوسطى التعليم البسيط الديني، لكن بعض بنات الطبقي العليا تلقين تعليم عالمياً سواء على أيدي المربيات الاجنبيات أو في المدارس الأجنبية في تركيا وتركت نساء عديدات ممن تعلمن بهذه الطريقة بصماتهن بوصفهن رواىيات وكاتبات عن تحرير النساء، حيث ساعدهن النثر على تحرير أفكارهن وساعد على خلق مناخ للتغيير الاجتماعي لأنه كان من الممكن طباعة كتابتهن وتوزيعها لتساعد في الوصول إلى النساء المحتجزات في الحريم ومنهن فاطمة علياء وهي أول رواىية في هذه الحقبة وأيضاً مؤرخة وناشطة سياسية ومترجمة ونشرت أول رواية لها بعنوان أنوثة وهي قصة أمرأة موهوبة يقف المجتمع التقليدي في طريقها، وفي هذه الحقبة تم إنشاء صحيفة السيدات والتي كانت من النساء وللنساء وكانت منفذاً لعدد كبير من الكتابات والصحافيات
+
أثارت قضية تعليم المرأة جدلًا كبيرًا في تركيا في القرن ١٩، حتى بدأ يكون للنساء حقوق في التعليم، ولكن كانت جودة التعليم متوقفة على الطبقة الاجتماعية حيث تلقت نساء الطبقة الوسطى التعليم البسيط الديني، في المقابل بعض بنات الطبقة العليا تلقين تعليمًا عالمياً سواء على أيدي المربيات الأجنبيات أو في المدارس الأجنبية في تركيا وتركت نساء عديدات ممن تعلمن بهذه الطريقة بصماتهن بوصفهن روائيات وكاتبات عن تحرير النساء، حيث ساعدهن النثر على تحرير أفكارهن وساعد على خلق مناخ للتغيير الاجتماعي لأنه كان من الممكن طباعة كتابتهن وتوزيعها لتساعد في الوصول إلى النساء المحتجزات في الحريم ومنهن فاطمة علياء وهي أول روائية في هذه الحقبة وأيضاً مؤرخة وناشطة سياسية ومترجمة ونشرت أول رواية لها بعنوان أنوثة وهي قصة أمرأة موهوبة يقف المجتمع التقليدي في طريقها، وفي هذه الحقبة تم إنشاء صحيفة السيدات والتي كانت من النساء وللنساء وكانت منفذاً لعدد كبير من الكتابات والصحافيات
    
====تركيا الفتاة وتحرير المرأة====
 
====تركيا الفتاة وتحرير المرأة====
تجاوزت قضية تحرير المرأة مسألة التعليم، إذا بدأ مناقشة الوضع على المستوى المنزلي والسياسي في الصحف والأدب والدراما وتم فتح الكثير من النقاشات حول ذلك، وفي عام ١٩١٠ نشر خليل حميد كتاب النسوية في الإسلام الذي ناقش وأيد فيه حق النساء في الأقتراع، وناقش ودعا ضياء كوك الب إلى حق النساء في المساواة والزواج والطلاق والميراث، وبالتوازي كانت الصحافة النسائية مزدهرة حيث صدرت تسع صحف نساىية تسلط الضوء على حرية المرأة وتترجم الاعمال النساىية الغربية، ولتصبح مكانا ولتصبح مكانا لتوحيد النساء التي تظن كل واحدة منهن إنها وحيدة في إحباطها وأرتباكها.
+
تجاوزت قضية تحرير المرأة مسألة التعليم، إذا بدأت مناقشة الوضع على المستوى المنزلي والسياسي في الصحف والأدب والدراما وتم فتح الكثير من النقاشات حول ذلك، وفي عام ١٩١٠ نشر خليل حميد كتاب النسوية في الإسلام الذي ناقش وأيد فيه حق النساء في الاقتراع، وناقش ودعا ضياء كوك الب إلى حق النساء في المساواة والزواج والطلاق والميراث، وبالتوازي كانت الصحافة النسائية مزدهرة حيث صدرت تسع صحف نسائية تسلط الضوء على حرية المرأة وتترجم الاعمال النسائية الغربية، ولتصبح مكانًا لتوحيد النساء التي تظن كل واحدة منهن أنها وحيدة في إحباطها وأرتباكها.
 
====الثورة الكمالية====
 
====الثورة الكمالية====
 
====اتاتورك وتحرير المرأة====
 
====اتاتورك وتحرير المرأة====
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح