سطر 9: |
سطر 9: |
| |تاريخ النشر=2020-08-22 | | |تاريخ النشر=2020-08-22 |
| |تاريخ الاسترجاع=2020-08-23 | | |تاريخ الاسترجاع=2020-08-23 |
− | |مسار الاسترجاع=https://www.madamasr.com/ar/2020/08/22/opinion/%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%8F%D8%B9%D9%84%D9%86-%D9%88%D8%A3%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89/?fbclid=IwAR1OoHmveMjdgyqWJ66BdVq-cqN8JWT-WWf_7stbrDiDrN0QaJ-eQdFfscg | + | |مسار الاسترجاع=https://www.madamasr.com/ar/2020/08/22/opinion/مجتمع/وقائع-حادث-غير-مُعلن-وأشياء-أخرى/?fbclid=IwAR1OoHmveMjdgyqWJ66BdVq-cqN8JWT-WWf_7stbrDiDrN0QaJ-eQdFfscg |
− | |نسخة أرشيفية= | + | |نسخة أرشيفية=https://archive.fo/FtlJs |
| |بالعربية= | | |بالعربية= |
| |هل ترجمة= | | |هل ترجمة= |
سطر 30: |
سطر 30: |
| أنا مصرة دلوقتي (والفضل في ده يرجع للمناقشة المؤلمة مع صديق عارف نفسه كويس ساعدني في تأكيد مشاعري وأفكاري) أن الحادثة دي حصلتلنا، مش حصلتلي أنا لوحدي. حتى لو كنت أنا الممثل الرسمي ليكم في الواقعة :)، ويمكن إصراري ده نابع من اللي بدأناه بشكل جماعي من سنين، حتى لو مش واعيين له، وهو إننا نشوف القوة في التشاركية، ونستمد منها قوتنا ومقاومتنا، ونفهم من خلالها اللي بيحصل حوالينا، ونفهم إيه اللي بنتخانق معاه وليه. عارفة أنه يبدو كلام نظري، بس الحقيقة أن الحادثة دي ادتني فرصة ذهبية أن الكلام النظري ده يتحط في اختبار عملي، وأشوف إحنا بقالنا سنين بنطق حنك ولا إحنا بنعمل إيه! | | أنا مصرة دلوقتي (والفضل في ده يرجع للمناقشة المؤلمة مع صديق عارف نفسه كويس ساعدني في تأكيد مشاعري وأفكاري) أن الحادثة دي حصلتلنا، مش حصلتلي أنا لوحدي. حتى لو كنت أنا الممثل الرسمي ليكم في الواقعة :)، ويمكن إصراري ده نابع من اللي بدأناه بشكل جماعي من سنين، حتى لو مش واعيين له، وهو إننا نشوف القوة في التشاركية، ونستمد منها قوتنا ومقاومتنا، ونفهم من خلالها اللي بيحصل حوالينا، ونفهم إيه اللي بنتخانق معاه وليه. عارفة أنه يبدو كلام نظري، بس الحقيقة أن الحادثة دي ادتني فرصة ذهبية أن الكلام النظري ده يتحط في اختبار عملي، وأشوف إحنا بقالنا سنين بنطق حنك ولا إحنا بنعمل إيه! |
| | | |
− | طول عمرنا نتكلم عن أن الخيارات الشخصية هي خيارات سياسية، بس لما حياة الواحد تبقى على المحك، والخيارات تبقى فعلًا قليلة جدًا، هنا الاختبار الحقيقي لكل حاجة الواحد فاكر نفسه مصدقها. ودي كانت أزمتي الكبيرة في الموضوع كله، أكبر أزمة فيهم كلهم، في لحظة المواجهة مع مصلحتي المباشرة، حياتي أو موتي، مستقبلي كله، غضبي أو ألمي أو خوفي. اللحظة دي ممكن تغيرني أد إيه؟ ممكن تشوهني أد إيه؟
| + | طول عمرنا نتكلم عن أن الخيارات الشخصية هي خيارات سياسية، بس لما حياة الواحد تبقى على المحك، والخيارات تبقى فعلًا قليلة جدًا، هنا الاختبار الحقيقي لكل حاجة الواحد فاكر نفسه مصدقها. ودي كانت أزمتي الكبيرة في الموضوع كله، أكبر أزمة فيهم كلهم، في لحظة المواجهة مع مصلحتي المباشرة، حياتي أو موتي، مستقبلي كله، غضبي أو ألمي أو خوفي. اللحظة دي ممكن تغيرني أد إيه؟ ممكن تشوهني أد إيه؟ |
| | | |
| أنا اتكلمت مع أكتر من حد عن خياراتي، وممكن ناس تشوف إنه ده تسامي مني أو إني «سيخ»، ممكن ناس تشوف إني بظلم نفسي، ممكن ناس تشوف إني بهرب ورا أفكاري من مواجهة الألم والرعب والغضب، أو أن خياراتي نابعة من إحساس بالذنب الطبقي، أو الأسوأ من كدة، إني أكون تصرفت بـ«إنكار ذات» بدافع من التعاطف أو الشفقة! لكن الحقيقة، أنا خياراتي كانت براجماتية إلى حد كبير، لأن أكبر رعب ممكن أتخيله هو أن حادثة تحصلي تخليني أقع في فخ إني أكون ضحية فردية وتخليني ما أبقاش متسقة مع نفسي، أن حادثة تخليني أفقد نفسي ومبقاش أنا. | | أنا اتكلمت مع أكتر من حد عن خياراتي، وممكن ناس تشوف إنه ده تسامي مني أو إني «سيخ»، ممكن ناس تشوف إني بظلم نفسي، ممكن ناس تشوف إني بهرب ورا أفكاري من مواجهة الألم والرعب والغضب، أو أن خياراتي نابعة من إحساس بالذنب الطبقي، أو الأسوأ من كدة، إني أكون تصرفت بـ«إنكار ذات» بدافع من التعاطف أو الشفقة! لكن الحقيقة، أنا خياراتي كانت براجماتية إلى حد كبير، لأن أكبر رعب ممكن أتخيله هو أن حادثة تحصلي تخليني أقع في فخ إني أكون ضحية فردية وتخليني ما أبقاش متسقة مع نفسي، أن حادثة تخليني أفقد نفسي ومبقاش أنا. |
| | | |
− | عشان كدة مهم أقولكم إن دي مش أهم حاجة حصلتلي في حياتي، ولا هتكون أهم حاجة حصلتلي في حياتي، وأنا مش هسمح لها تكون مركز حياتي ولا الهوية بتاعتي. أنا مش هسمح لها أنها تسرق مني أنا مين، أنا مليون ألف حاجة، أقلهم أهمية هي الحادثة دي. دي حادثة حصلتلي لكنها مش تعريف ليا.
| + | عشان كدة مهم أقولكم إن دي مش أهم حاجة حصلتلي في حياتي، ولا هتكون أهم حاجة حصلتلي في حياتي، وأنا مش هسمح لها تكون مركز حياتي ولا الهوية بتاعتي. أنا مش هسمح لها أنها تسرق مني أنا مين، أنا مليون ألف حاجة، أقلهم أهمية هي الحادثة دي. دي حادثة حصلتلي لكنها مش تعريف ليا. |
| | | |
| في 16 أبريل 2018، كنت في بيتي في القاهرة استعد للنوم لما اقتحم بيتي اتنين حرامية وتعرضت للاغتصاب تحت تهديد السلاح. إلا أن دي مكنتش أول مرة يتم الاعتداء عليا، ففي يناير 2013 كنت واحدة من حوالي 200 ست تعرضن للاعتداء الجنسي الجماعي أثناء المظاهرات في ميدان التحرير. رغم كدة، ما كانتش دي برضو المرة الأولى. ما بين سنة 1999 و2000، كنت بتعرض للاغتصاب يوميًا، إلا إني وقتها مكنتش لسه اعرف أن الواحدة لما تمارس الجنس مع جوزها السكران عشان تتفادي إنها تاخد بوكس تاني في وشها لو رفضت فده اسمه اغتصاب. | | في 16 أبريل 2018، كنت في بيتي في القاهرة استعد للنوم لما اقتحم بيتي اتنين حرامية وتعرضت للاغتصاب تحت تهديد السلاح. إلا أن دي مكنتش أول مرة يتم الاعتداء عليا، ففي يناير 2013 كنت واحدة من حوالي 200 ست تعرضن للاعتداء الجنسي الجماعي أثناء المظاهرات في ميدان التحرير. رغم كدة، ما كانتش دي برضو المرة الأولى. ما بين سنة 1999 و2000، كنت بتعرض للاغتصاب يوميًا، إلا إني وقتها مكنتش لسه اعرف أن الواحدة لما تمارس الجنس مع جوزها السكران عشان تتفادي إنها تاخد بوكس تاني في وشها لو رفضت فده اسمه اغتصاب. |
سطر 72: |
سطر 72: |
| عايزة أتكلم عن السن، والغضب، والخوف، والامتيازات، والحزن. الحزن العميق. | | عايزة أتكلم عن السن، والغضب، والخوف، والامتيازات، والحزن. الحزن العميق. |
| | | |
− | في الحادثة الأخيرة، مقدرش أتغاضى عن واقع إني عندي 40 سنة ومغتصبي عنده 19. أو واقع أن زميله التاني يبقى ابن بواب العمارة اللي كنت بجيبله شيكولاتة وهو طفل صغير. مقدرش أتغاضى عن كوني بشرب كابوتشينو بثمن أجر يوم كامل من شغله. مقدرش برضو أتغاضى عن أنه كبر في مجتمع بيديله سلطة عليا لمجرد أنه ذكر. مقدرش أتغاضى عن كونه حاسس باستحقاق وتفوق عليا لأني بالنسبة له شر**طة هي اللي جابته لنفسها. مقدرش أتغاضى عن واقع أن أبوه البواب، زيه زي كل بوابين المنطقة، بيشتغل مرشد للبوليس، وأن ده أدى ابنه إحساس زائف بالقوة. مقدرش أتغاضى عن المفارقة الساخرة في القصة اللي حكاها لي أمين الشرطة، وهي أن أولاد البوابين دول وأصحابهم عاملين عصابات للسطو على السكان، وأن حادثتي هي الحادثة رقم 22 في المنطقة الشهر ده.
| + | في الحادثة الأخيرة، مقدرش أتغاضى عن واقع إني عندي 40 سنة ومغتصبي عنده 19. أو واقع أن زميله التاني يبقى ابن بواب العمارة اللي كنت بجيبله شيكولاتة وهو طفل صغير. مقدرش أتغاضى عن كوني بشرب كابوتشينو بثمن أجر يوم كامل من شغله. مقدرش برضو أتغاضى عن أنه كبر في مجتمع بيديله سلطة عليا لمجرد أنه ذكر. مقدرش أتغاضى عن كونه حاسس باستحقاق وتفوق عليا لأني بالنسبة له شر**طة هي اللي جابته لنفسها. مقدرش أتغاضى عن واقع أن أبوه البواب، زيه زي كل بوابين المنطقة، بيشتغل مرشد للبوليس، وأن ده أدى ابنه إحساس زائف بالقوة. مقدرش أتغاضى عن المفارقة الساخرة في القصة اللي حكاها لي أمين الشرطة، وهي أن أولاد البوابين دول وأصحابهم عاملين عصابات للسطو على السكان، وأن حادثتي هي الحادثة رقم 22 في المنطقة الشهر ده. |
| | | |
| عايزة أتكلم عن أن مغتصبي عيط بعد ما اغتصبني عشان أدرك حجم الورطة اللي صنعها، وأنه معرفش يستجمع شجاعة كافية لقتلي. عايزة أتكلم عن أد إيه أنا كنت متفقة معاه، وإننا إحنا الاتنين في اللحظة دي كنا شركاء في موقف شديد التعاسة. مفيش في القصة دي أي انتصارات أو «رجوع حق»، مفيش حاجة هتخلي اللي حصلي ما حصلش، وبالتأكيد العقاب المؤسسي مش هو اللي هيحقق ده. عايزة أتكلم عن كوني أنا اللي رسمتله خطة هروبه، وإني قعدت أطبطب عليه عشان أهديه من حالة الهلع اللي كانت عنده. عن إني مدحته. عن إني ما قلتش لأ. وعني إني مثلت إني مستمتعة عشان أتفادى القتل. | | عايزة أتكلم عن أن مغتصبي عيط بعد ما اغتصبني عشان أدرك حجم الورطة اللي صنعها، وأنه معرفش يستجمع شجاعة كافية لقتلي. عايزة أتكلم عن أد إيه أنا كنت متفقة معاه، وإننا إحنا الاتنين في اللحظة دي كنا شركاء في موقف شديد التعاسة. مفيش في القصة دي أي انتصارات أو «رجوع حق»، مفيش حاجة هتخلي اللي حصلي ما حصلش، وبالتأكيد العقاب المؤسسي مش هو اللي هيحقق ده. عايزة أتكلم عن كوني أنا اللي رسمتله خطة هروبه، وإني قعدت أطبطب عليه عشان أهديه من حالة الهلع اللي كانت عنده. عن إني مدحته. عن إني ما قلتش لأ. وعني إني مثلت إني مستمتعة عشان أتفادى القتل. |
سطر 84: |
سطر 84: |
| أنا عارفة أد إيه أنا محظوظة، وعارفة أد إيه إحنا محظوظين، وأد إيه إحنا فشاخ. مش عشان إحنا ما حصلش زينا، بس عشان إحنا بنعرف نشتغل بشكل كوليكتف، حتى لو بيننا اختلافات وحتى لو بينا خناق وحتى لو هنتزرزر على بعض. | | أنا عارفة أد إيه أنا محظوظة، وعارفة أد إيه إحنا محظوظين، وأد إيه إحنا فشاخ. مش عشان إحنا ما حصلش زينا، بس عشان إحنا بنعرف نشتغل بشكل كوليكتف، حتى لو بيننا اختلافات وحتى لو بينا خناق وحتى لو هنتزرزر على بعض. |
| | | |
− | فيعني اعتبروا الإيميل ده بقى أي حاجة.. يمكن هو حضن جماعي 🙂
| + | فيعني اعتبروا الإيميل ده بقى أي حاجة.. يمكن هو حضن جماعي 🙂 |
| | | |
| إحنا مش كويسين بس، إحنا الفشاخة نفسها، وهنبقى كويسين. | | إحنا مش كويسين بس، إحنا الفشاخة نفسها، وهنبقى كويسين. |