تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تعديل القسم
سطر 97: سطر 97:     
ونتيجة الوصمة الناتجة عن الإصابة بالمرض المعدي، فإن المرضى قد يشعرون أحيانًا بالعزلة الاجتماعية، والرفض ما يؤثر على صحتهم النفسية وعلى اندماجهم في المجتمع حتى بعد شفائهم من المرض.  
 
ونتيجة الوصمة الناتجة عن الإصابة بالمرض المعدي، فإن المرضى قد يشعرون أحيانًا بالعزلة الاجتماعية، والرفض ما يؤثر على صحتهم النفسية وعلى اندماجهم في المجتمع حتى بعد شفائهم من المرض.  
في العديد من المجتمعات، تتعرض رفاهية النساء وصحّتهن الجسدية والنفسية والجنسية للخطر بسبب وجود أنواع واساليب متقاطعة من "وصمات العار" حول هذه الامراض، وبسبب تعرضهن للتمييز على نوعيه-العرقي والجندري. مما يؤدي الى فقدان المكانة الاجتماعية، وإعطاء شرعية للتمييز الجندري في سياق التوزيع الغير متكافئ للقوى ولهذا تأثيرات سلبية مباشرة على الصحة النفسية والجسدية. ويزداد التمييز شراسة عند التحدث عاملات الجنس، النساء العابرات جنسيا واللاجئات.
+
في العديد من المجتمعات، تتعرض رفاهية النساء وصحّتهن الجسدية والنفسية و[[صحة جنسية|الجنسية]] للخطر بسبب وجود أنواع واساليب متقاطعة من "وصمات العار" حول هذه الامراض، وبسبب تعرضهن للتمييز على نوعيه-العرقي والجندري. مما يؤدي الى فقدان المكانة الاجتماعية، وإعطاء شرعية للتمييز الجندري في سياق التوزيع الغير متكافئ للقوى ولهذا تأثيرات سلبية مباشرة على الصحة النفسية والجسدية. ويزداد التمييز شراسة عند التحدث عاملات الجنس، [[عبور جنسي|النساء العابرات جنسيا]] واللاجئات.
    
عند انتشار الايدز، عانى المصابون/ات به من الوصمة بسبب انتقال الفايروس من خلال العلاقات الجنسية والتنميط الناتج الذي أدى إلى ربطه بتعدد العلاقات والعلاقات [[المثلية الجنسية|المثلية]]. وتأثرت  علاقاتهم سواء مع عائلاتهم/ن أو شركائهم/ن أو أصدقائهم/ن بسبب المفاهيم الخاطئة عن المرض وطرق انتقال العدوى وكيفة الحماية.  
 
عند انتشار الايدز، عانى المصابون/ات به من الوصمة بسبب انتقال الفايروس من خلال العلاقات الجنسية والتنميط الناتج الذي أدى إلى ربطه بتعدد العلاقات والعلاقات [[المثلية الجنسية|المثلية]]. وتأثرت  علاقاتهم سواء مع عائلاتهم/ن أو شركائهم/ن أو أصدقائهم/ن بسبب المفاهيم الخاطئة عن المرض وطرق انتقال العدوى وكيفة الحماية.  
سطر 103: سطر 103:  
وفي 2020، مع انتشار فيروس كورونا عالميًا وتوصيات منظمة الصحة العالمية بالحجر الصحي، أمضى العديد من الأفراد والأسر فترات طويلة في منازلهم في شبه عزلة اجتماعية مع التجنب الدائم للمس والاحتكاك. فازداد عند الافراد الشعور بالعزلة العاطفية والوحدة والضغط النفسي ما قد يؤدي إلى الإكتئاب أو الإحباط أو حالات الأرق والتوتر وقد يصل ببعض الناس إلى محاولة الانتحار.  
 
وفي 2020، مع انتشار فيروس كورونا عالميًا وتوصيات منظمة الصحة العالمية بالحجر الصحي، أمضى العديد من الأفراد والأسر فترات طويلة في منازلهم في شبه عزلة اجتماعية مع التجنب الدائم للمس والاحتكاك. فازداد عند الافراد الشعور بالعزلة العاطفية والوحدة والضغط النفسي ما قد يؤدي إلى الإكتئاب أو الإحباط أو حالات الأرق والتوتر وقد يصل ببعض الناس إلى محاولة الانتحار.  
   −
جائحة كورونا اثرت بشكل سلبي وواضح على الصحة النفسية للفئات التي كانت مستهدفة بالأساس قبل الوباء، الأثر الأكبر في تدهور الصحة النفسية كان على النساء، الأمهات والأطفال. حيث أصبحت أكثر حدة ووضوحا خلال فترة الوباء. وتؤثر بشكل كبير على النساء والمراهقات بسبب انعدام التكافؤ الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي.ومع ان السبب الأساسي للضغوطات النفسية على النساء هو انعدام المساواة المدعوم مجتمعيا وقانونيا، وجدت الحكومات في خطط استجابتها للأوبئة فرصة إضافية من اجل توسيع هذه الفجوة ما بين الجندرين. واللا-مساواة في خدمات الصحة والصحة النفسية.
+
جائحة كورونا اثرت بشكل سلبي وواضح على الصحة النفسية للفئات التي كانت مستهدفة بالأساس قبل الوباء، الأثر الأكبر في تدهور الصحة النفسية كان على النساء، الأمهات والأطفال. حيث أصبحت تأثيراته أكثر حدة ووضوحا خلال فترة الوباء. ويؤثر بشكل كبير على النساء والمراهقات بسبب انعدام التكافؤ الاجتماعي، الاقتصادي والثقافي.ومع ان السبب الأساسي للضغوطات النفسية على النساء هو انعدام المساواة المدعوم مجتمعيا وقانونيا، وجدت الحكومات في خطط استجابتها للأوبئة فرصة إضافية من اجل توسيع هذه الفجوة ما بين الجندرين. واللا-مساواة في خدمات الصحة والصحة النفسية.
 
استمرار التفاوتات الثابتة في الخدمات الصحية يؤدي الى استمرار ارتفاع الازمات النفسية وتردي أوضاع الصحة النفسية، بشكل خاص لدى الفئات التي كانت في وضع صحي متردي قبل انتشار الأوبئة.
 
استمرار التفاوتات الثابتة في الخدمات الصحية يؤدي الى استمرار ارتفاع الازمات النفسية وتردي أوضاع الصحة النفسية، بشكل خاص لدى الفئات التي كانت في وضع صحي متردي قبل انتشار الأوبئة.
   −
خلال جائحة الكورونا الأخيرة تم التوصل الى ان احتمالية ابلاغ النساء عن معاناتهن من مشاكل نفسية حادة أكثر بثلاث اضعاف من الرجال (27% للنساء مقابل 10% للرجال. تتضمن المشاكل النفسية التي تبلغ عنها النساء القلق الحاد فقدان الشهية واضطرابات في النوم، صعوبة في إتمام المهام اليومية واعراض للاكتئاب. كل هذه العوارض كانت منتشرة عند النساء قبل الوباء، وازدادت حدتها خلاله.  حيث أبلغت اعداد أكبر من النساء من قلقها من فقدان عملها بسبب الوباء، مما أدى الى ارتفاع القلق والتوتر لديها. وفي لبنان أبلغت 49% من النساء مقابل 21% من الرجال
+
خلال جائحة الكورونا الأخيرة تم التوصل الى ان احتمالية ابلاغ النساء عن معاناتهن من مشاكل نفسية حادة أكثر بثلاث اضعاف من الرجال (27% للنساء مقابل 10% للرجال). تتضمن المشاكل النفسية التي تبلغ عنها النساء: القلق الحاد، فقدان الشهية، اضطرابات في النوم، صعوبة في إتمام المهام اليومية واعراض للاكتئاب. كل هذه العوارض كانت منتشرة عند النساء قبل الوباء، وازدادت حدتها خلاله.  حيث أبلغت اعداد أكبر من النساء من قلقها من فقدان عملها بسبب الوباء، مما أدى الى ارتفاع القلق والتوتر لديها. وفي لبنان أبلغت 49% من النساء عن فقدان اماكن عملها مقابل 21% من الرجال.
    
ولا يكون التأثير النفسي للأوبئة وتداعياتها نفسه على جميع الأشخاص ويختلف بحسب ظروفهم النفسية والإجتماعية والإقتصادية. ففي الطبقات الأقل دخلًا، يكون العمل اليومي أحيانًا هو المصدر الوحيد للدخل وقد يؤدي الاضطرار للحجر الصحي للعائلة أو إصابة المعيل (ة) بالمرض لتدهور والوضع الإقتصادي بشكل أكبر. ويشكل هذا النوع من الضغوط كما خوف فقدان العمل أيضًا سببًا أساسيًا للقلق والاكتئاب والشعور بالعجز والضياع.  
 
ولا يكون التأثير النفسي للأوبئة وتداعياتها نفسه على جميع الأشخاص ويختلف بحسب ظروفهم النفسية والإجتماعية والإقتصادية. ففي الطبقات الأقل دخلًا، يكون العمل اليومي أحيانًا هو المصدر الوحيد للدخل وقد يؤدي الاضطرار للحجر الصحي للعائلة أو إصابة المعيل (ة) بالمرض لتدهور والوضع الإقتصادي بشكل أكبر. ويشكل هذا النوع من الضغوط كما خوف فقدان العمل أيضًا سببًا أساسيًا للقلق والاكتئاب والشعور بالعجز والضياع.  
سطر 113: سطر 113:  
نتج عن هذا الوضع ضغوطات نفسية على النساء والأمهات قد تؤدي إلى تدهور صحتهن النفسية مع عدم قدرتهن على طلب المساعدة في الوقت عينه.
 
نتج عن هذا الوضع ضغوطات نفسية على النساء والأمهات قد تؤدي إلى تدهور صحتهن النفسية مع عدم قدرتهن على طلب المساعدة في الوقت عينه.
   −
إمكانية الحصول على دعم نفسي مختص محدودة أيضا للنساء اللاتي يعشن في المجتمعات المحافظة. في الوضع الطبيعي تفرض قيود تمنع النساء من الخروج من منزلها بدون مرافق ذكر مثلا او الخروج في ساعات متأخرة او لساعات طويلة. وازدادت هذه التقييدات شدة بعد الاغلاق الشامل بسبب الوباء، مما أدى الى منع شريحة أكبر من النساء من الوصول الى خدمات الصحة النفسية التي هن بأمس الحاجة لها.
+
إمكانية الحصول على دعم نفسي مختص محدودة أيضا للنساء اللاتي يعشن في المجتمعات المحافظة. في الوضع الطبيعي في هذه المجتمعات تفرض قيود تمنع النساء من الخروج من منزلها بدون مرافق ذكر مثلا او الخروج في ساعات متأخرة او لساعات طويلة. وازدادت هذه التقييدات شدة بعد الاغلاق الشامل بسبب الوباء، مما أدى الى منع شريحة أكبر من النساء من الوصول الى خدمات الصحة النفسية التي هن بأمس الحاجة لها.
 
وفي ذات الوقت، فإن التمييز الجندري يقلل من إمكانيات وصول النساء للعلاج. العديد من النساء على سبيل المثال لا يمتلكن السلطة الكاملة على اجسادهن، او بالقرارات التي تخص صحتهم الجسدية والنفسية ولا يحق لهن اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن، منها بدون موافقة الزوج، الاب، او أي رجل اخر في العائلة. ولهذا، فإنه في هذه الدول، لا تتمكن النساء من الحصول على العلاج المناسب او الكافي.
 
وفي ذات الوقت، فإن التمييز الجندري يقلل من إمكانيات وصول النساء للعلاج. العديد من النساء على سبيل المثال لا يمتلكن السلطة الكاملة على اجسادهن، او بالقرارات التي تخص صحتهم الجسدية والنفسية ولا يحق لهن اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن، منها بدون موافقة الزوج، الاب، او أي رجل اخر في العائلة. ولهذا، فإنه في هذه الدول، لا تتمكن النساء من الحصول على العلاج المناسب او الكافي.
   −
في فلسطين تعمل اغلب النساء في مجالات في غاية الخطورة على صحتهن الجسمية والنفسية، كالمعلمات والممرضات وغيرها من المهن التي تتطلب الوقوف في خط المواجهة الأول ضد الوباء. ومع كونهن الأكثر عرضة للإجهاد العاطفي والنفسي الا انهن لا يتلقين الرعاية النفسية المناسبة. حيث أبلغت 8% فقط من النساء الفلسطينيات بأنهن تلقّين الدعم النفسي المناسب مقابل 67% من الرجال
+
في فلسطين تعمل اغلب النساء في مجالات في غاية الخطورة على صحتهن الجسمية والنفسية، كالمعلمات والممرضات وغيرها من المهن التي تتطلب الوقوف في خط المواجهة الأول ضد الوباء. ومع كونهن الأكثر عرضة للإجهاد العاطفي والنفسي الا انهن لا يتلقين الرعاية النفسية المناسبة. حيث أبلغت 8% فقط من النساء الفلسطينيات بأنهن تلقّين الدعم النفسي المناسب مقابل 67% من الرجال.
    
==الأوبئة والعنف ==
 
==الأوبئة والعنف ==
64

تعديل

قائمة التصفح