تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة نص
سطر 46: سطر 46:  
ركز العديد من النشطاء والناشطات على الآثار النفسية-الاجتماعية الدائمة للعنف الجنسي. انتحرت امرأة تعرضت للاغتصاب، بحسب وسائل الإعلام.
 
ركز العديد من النشطاء والناشطات على الآثار النفسية-الاجتماعية الدائمة للعنف الجنسي. انتحرت امرأة تعرضت للاغتصاب، بحسب وسائل الإعلام.
    +
قد تحدثت منظمة العفو الدولية إلى خبيرتين شاركتا في تقديم الدعم والحماية لضحايا العنف الجنسي إحداهما الدكتورة سليمة إسحاق شريف – وهي محاضرة ومستشارة صدمات نفسية في جامعة الأحفاد للنساء، والدكتورة ناهد جبرالله سيد أحمد مديرة مركز سيما للتدريب وحماية حقوق المرأة والطفل. وقد نشئ المركز في عام 2008 .وهو يقدم الخدمات للضحايا/الناجيات من العنف القائم على النوع الإجتماعي بما في  ذلك المساعدة القانونية، والخدمات الصحية، والعالج النفسي، والدعم الإجتماعي من جملة أمور أخرى. وقد أبلغت الدكتورة سيد أحمد منظمة العفو الدولية أن منظمتها استقبلت نساًء تعرضن للإعتداء الجنسي. وفي 22 يوليو ظهرت الدكتورة سيد أحمد في برنامج الحصاد على قناة الجزيرة التلفزيونية لمناقشة تقرير النائب العام حول فض االعتصام. وفي 23 يوليو ، تعرّض مكتب مركز سيما للمداهمة من قبل أشخاص مجهولين. وذكر بيان سيما أن "الباب الخارجي ُخلع، وأن محتويات المركز نُهبت، لكن المعاينة الأولية  توحي بعدم سرقة أي شيء ... وتشير كل الدلائل إلى أن المداهمة والإقتحام  لم يستهدفا السرقة بل الأوراق والمستندات المتعلقة بطبيعة عمل المركز"
 +
لقد وثق مركز سيما بين ديسمبر 2018 وأبريل 2019 حالات عديدة للعنف الجنسي الذي تعرضت له محتجات، بما في ذلك الإغتصاب في سيارة نقل صغيرة تابعة للأمن استمر ثالث ساعات.
 +
ووقع العديد من حوادث التهديد بالإغتصاب والإبتزاز الجنسي. ووثق مركز سيما 18  حادثة اعتبارا1 من 11أبريل 2019 ، وبعده في 3يونيو وثق مركز سيما22 حالة اغتصاب أخرى. 
 +
"نعتقد أن هذه الحالات الممنهجة للإنتهاك الجنسي واالغتصاب تُستخدم عمدا  كسالح لترهيب النساء  ومشاركتهن".
 +
قدمت الدكتورة سليمة – بصفتها مستشارة صدمات نفسية دعما اجتماعيًا للعديد من الناجيات من ً العنف الجنسي. وأبلغت منظمة العفو الدولية أن الجامعة أنشأت، في 6 يونيو مركزا متحركا للصدمات النفسية تعامل مع ضحايا العنف الجنسي  ،. وقدم المركز الدعم لما يقل عن 12 امرأة، لكن كانت هناك حالات أخرى سمع عنها المركز. وتعامل المركز مع مختلف أنواع الإعتداءات الجنسية "هناك حالتان أو ثالث حالات حمل نتيجة الإغتصاب" . كما قالت "وقدمنا أيضا استشارات نفسية لبعض الرجال الذين ُوجهت إليهم الشتائم وتعرضوا للضرب على أعضائهم التناسلية وشروجهم".
 +
التقت منظمة العفو الدولية -إضافة إلى الخبيرتين - مجموعة من المتطوعين الذين ذكروا أنهم وثقوا 10 حالات إغتصاب عنها و63 حالة عنف جنسي في 3 يونيو. "نعتقد أن العديد من الحالات الأخرى لم ُيبلغ عنها بسبب العار والوصمة الملازمين للإعتدءات الجنسية." أجرت منظمة العفو الدولية مقابلتين مع ناجيتين من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ارتكب في ساعات الصباح الأولى من يوم 3 يونيو.
 +
تعرضت أمينة لإغتصاب جماعي من أفراد قوات الأمن. وكانت إحدى المحتجات في أم درمان والخرطوم
 +
"لقد احتججت  لأننى تعليما جيدا لي ولشقيقاتي وأسرتي، وأريد الحصول على عمل وأريد بلدا بدون عنصرية، ولكي نعيش بعضنا مع بعض باحترام. وقد انهال علي أفراد الأمن بالضرب، وتعرضت للغاز المسيل للدموع خلال الإحتجاجات شأني شأن المتظاهرين الأخرين. وبعد الإنتصار ]الإطاحة بالبشير[ شاركت في الإعتصام ]عند مقر القيادة العامة للجيش[ مع الآلف الأشخاص الآخرين. وبدأت أبيع الشاي للمحتجين وكنت أحيانا لا أتقاضى أجرا . وعملت أيضا مع اللجنة الأمنية لمنطقة الإعتصام على أحد المتاريس".
 +
كانت أمينة نائمة في جامعة الخرطوم ... مع نساء أخريات بعد أن أمضين الليل يحرسن المتاريس عندما تعرضن لهجوم من جانب القوات المسلحة.
 +
"لقد نزلوا علينا كالمطر من كل اتجاه وهم يصيحون ويطلقون الرصاص. وبدأ المحتجون يردون على الصياح بصياح منشدين شعارات ثورية، لكن عددنا كان قليلا وبدأت أتمتم آيات من القرآن، وكدت أموت من الرعب والخوف". ثم جرت أمينة مع نساء أخريات إلى مكان اختبأن فيه تحت كومة من الأشياء، لكن ما يزيد على 20 جنديا مسلحا اكتشفوا مكانهن. وكانوا يحملون العصي ويطلقون الذخيرة الحية على المحتجين.
 +
آذى الجنود النسوة وشتموهن بنعوت عنصرية ومفردات مهينة جنسيا وهددوهن بالإغتصاب والقتل وبإلقاء جثثن في النيل. وصرخ ثالثة رجال مسلحين في وجه أمينة وضربوها بالعصي وأبعدوها عن أصدقائها. وقالوا لها إنهم سيغتصبونها
 +
 +
"كدت أن أفقد عقلي. لكنني قلت في نفسي إنهم يخدعونني ويريدون فقط أن يخيفوني. فبكيت وتوسلت إليهم أن يدعوني وشأني. ولم أفهم لهجتهم، لكنني عرفت بعض الكلمات، لأنهم كانوا يشيرون إلى أجزاء من جسدي وبدأوا يلمسونني لمسا مقززا
 +
واقتادوني إلى خلف سور حجرات التدريب المهني حيث رأيت هناك جثث العديد من المحتجين.  وشهر أحدهم سكينا من حزامه وشق به عباءتي. ثم ضربني آخر وطرحني رضا على ظهري. وثبّت أحدهم ساقي بقدميه ووضع  الآخر سالحه على ظهري واغتصبني.
 +
وكان آخر يصرخ ويوجه إلي عبارات جنسية وعنصرية ووعد بقتلي. ثم اغتصبني رجل ثان وثالث. وبعد ذلك لم أستطع أن أتذكر شيئا لأنه أغمي علي  وعندما صحوت وجدت أن الدماء تسيل من كافة أنحاء جسدي، ولم أستطع العثور على عباءتي. وبعد ذلك راودتني أفكار بالإنتحار ، وفكرت أن أرمي بنفسي في النهر. ولم يكن لدي أدنى فكرة عما حصل لصديقاتي؛ هل اغُتصبن أو قُتلن .
 +
أضافت "في هذه الأيام  أفكر على الدوام بأنني لا أريد العيش وأنني أكره نفسي كرها شديدا لا ثق بأن القضاة سينصفونني. ولن ينصفني سوى الله. هؤلاء مجرمون. وأريد أن ينال الذين فعلوا بي هذا عقابهم ولا أزال أشم رائحتهم.
    +
حكاية فاطمة –
 +
تعرضت محتجة أخرى هي فاطمة  عمرها 24 عاما  لأغتصاب جماعي من أفراد قوات الأمن فعند  حوالي الساعة 45:4 صباح  إستيقظت هي وصديقاتها على أصوات إطالق نار وصيحات آتية من ناحية شارع النيل. وبعد بضع دقائق هاجم أكثر من 100 رجل أمن يرتدون الزي الرسمي لقوات الدعم السريع فاطمة  صديقاتها.
 +
وكانوا يحملون عصيا وسياطا وبنادق وسكاكين استخدموها لإقتحام الغرفة. وضربوا النساء بالسياط والعصي  وانهال تسعة من أفراد الأمن بالضرب على فاطمة.
 +
"أطلقوا الذخيرة الحية على زمالئنا الذكور أمام أعيننا وتركوهم مطروحين أرضا  و ُوجهت إلينا الشتائم و ُهددنا بالإغتصاب، وقالوا لنا "إننا فتيات خليعات وجئنا إلى هنا من أجل الجنس"
 +
جرجرني ثالثة من جنود قوات الدعم السريع وضربوني بالسياط والعصي بوحشية. واقتادوني إلى زقاق ضيّق ومظلم. وأرغموني على الإستلقاء على بطني، ووضع أحدهم بندقيته على رأسي، وقيّد الآخر قدمي وواصل ضربي بالسوط فيما اغتصبني ثالث.
 +
وواصلوا إهانتي وركلي. وتناوب الثالثة على اغتصابي، وأدخل أحدهم ماسورة بندقيته في شرجي. وداس آخر على صدري بحذائه العالي، ثم فقدت وعيي تماما  ووجدت نفسي في المساء في بيت ببري وكانت الدماء تسيل من أجزاء مختلفة من جسدي. ولم أستطع التحرك، أو الجلوس، أو االستلقاء على بطني أو ظهري.
 +
لم تُنقل فاطمة إلى المستشفى إلا في فترة لاحقة من تلك الليلة حيث تلقت بعض العالج الطبي  "كنت على شفا الموت ولم أخبر أحدا  من أفراد عائلتي أو أيا من أصدقائي  وقرر ُت أن أضع حدا لحياتي عقب خروجي من المستشفى ... وعدت ومكثت في منزل صديقة مدة تزيد على أسبوع.
 +
وأضافت "لم أستطع التكلم أو الأكل وفكرت في الإنتحار بيد أنني ارتأيت أن من الأفضل أن أبقى على قيد الحياة وأصبح شاهدة  لأننى شاهدت اغتصاب محتج كان مصابا بطلق ناري أيضا مع أنني لم أعرف اسمه  لقد حطمونا وداسوا على شرفنا وأتمنى لو أنهم أردونا بالرصاص أو أعدمونا شنقا بدلا من  أن ُيعّرضونا للعار  الذي نشعر به الآن.
     
staff
43

تعديل

قائمة التصفح