تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مراجعة وتنسيق
سطر 36: سطر 36:     
====آليات و خصائص منهجية:====
 
====آليات و خصائص منهجية:====
وضعت النسويات الاسلاميات معايير لابد من التحلي بها و ركائز من الواجب اعتمادها لجعل خطابهن واضح المعالم، '''أولها''' تنزيه المرجع الذي هو القرآن و السنة بوصفهما أصلَين لكن دون الأطروحات الاجتهادية التي استُمدت منهما سابقا[ص11]. حيث تؤمن النسويات الإسلاميات أن الإسلام كفل حقوق النساء و أعطاهن امتيازاتهن الا أن التفسيرات و التأويلات التي توالت منذ بدأ الاسلام هي التي انتزعت منهن تلك الحقوق وبالتالي فأول بُعد معرفي للنسوية الاسلامية هو العمل على إلغاء ما سبق ثم تقديم معرفة بديلة عن طريق الاجتهاد في التفسير و الفقه و الفلسفة الاسلامية. من أجل هذا التزمت النسويّات الاسلاميات بمنهج يقوم أولا على الاستقراء والاستنباط [ص16] بوصفها عمليتين متلازمتين حيث يحددن المسألة ثمّ يستقرئن النّصوص ويستنبطن منها ما يلائم المنظومة الاسلامية. ثم تليه منهجية تتصف بكونها بنيوية وظيفية لا تفكيكية و تفسر [[أماني صالح]] ذلك قائلة أنه بوجود نص مرجعي مقدس فلا يمكن الحديث عن قراءة حرة لا متناهية للنص أو عن موت المؤلف[ص17]. وأخيرا المقاربة النقدية التي تأتي لكشف المكون الانحيازي الذكوري في البناءات الفكرية والاجتماعية والإنسانية <ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref> [ص17] أو كما تصفه زيبا مير-حسيني ب"دي. إن. إيه. البطريركية" في الفقه الإسلامي <ref>[http://arabic.musawah.org/مسلمات-يسعين-إلى-إعادة-تفسير-دي-إن-إيه-البطريركية-في-القرآن مسلمات يسعين إلى إعادة تفسير دي-إن-إيه-البطريركية في القرآن - مساواة]</ref>، وصولا إلى صيغ أكثر إنسانية وأقل عدائية وانحيازاً ضد المرأة.
+
وضعت النسويات الاسلاميات معايير لا بد من التحلي بها وركائز من الواجب اعتمادها لجعل خطابهن واضح المعالم، '''أولها''' تنزيه المرجع الذي هو القرآن والسنة بوصفهما أصلَين لكن دون الأطروحات الاجتهادية التي استُمدت منهما سابقًا[ص11]. حيث تؤمن النسويات الإسلاميات أن الإسلام كفل حقوق النساء وأعطاهن امتيازاتهن إلا أن التفسيرات والتأويلات التي توالت منذ بدأ الاسلام هي التي انتزعت منهن تلك الحقوق وبالتالي فأول بُعد معرفي للنسوية الاسلامية هو العمل على إلغاء ما سبق ثم تقديم معرفة بديلة عن طريق الاجتهاد في التفسير والفقه والفلسفة الاسلامية. من أجل هذا التزمت النسويّات الاسلاميات بمنهج يقوم أولًا على الاستقراء والاستنباط [ص16] بوصفهما عمليتين متلازمتين حيث يحددن المسألة ثمّ يستقرئن النّصوص ويستنبطن منها ما يلائم المنظومة الاسلامية. ثم تليه منهجية تتصف بكونها بنيوية وظيفية لا تفكيكية و تفسر [[أماني صالح]] ذلك قائلة أنه بوجود نص مرجعي مقدّس فلا يمكن الحديث عن قراءة حرة لا متناهية للنص أو عن موت المؤلف[ص17]. وأخيرًا المقاربة النقدية، التي تأتي لكشف المكون الانحيازي الذكوري في البناءات الفكرية والاجتماعية والإنسانية <ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref> [ص17] أو كما تصفه زيبا مير-حسيني ب"دي. إن. إيه. البطريركية" في الفقه الإسلامي <ref>[http://arabic.musawah.org/مسلمات-يسعين-إلى-إعادة-تفسير-دي-إن-إيه-البطريركية-في-القرآن مسلمات يسعين إلى إعادة تفسير دي-إن-إيه-البطريركية في القرآن - مساواة]</ref>، وصولًا إلى صيغ أكثر إنسانية وأقل عدائية وانحيازاً ضد المرأة.
   −
أما الركيزة '''الثانية''' لخطابهن فهي المشاركة المشروطة، و تنبع هذه الفكرة من إيمان الكثير من النسويات الإسلاميات بنظرية التكامل و ليس التماثل والتي مرتبطة جليا بالركيزة '''الثالثة''' وهي ثنائية المساواة و التكامل. فالإسلام يرى أن الرجال و النساء متكاملون، لا متساوون و متماثلون، و يظهر ذلك جليا من خلال الحقوق و الواجبات التي تقدمها الشريعة الاسلامية، على سبيل المثال يعول الزوج أسرته بينما تعمل الزوجة على تنشأت الأطفال و تنعكس هذه الصورة التكاملية على جملة من التشريعات الأخرى نجد من أبرزها تشريعات الميراث المعقدة. يعود إيمان النسويات بنظرية التكامل في الأصل الى قصة الخلق الأولى التي أعادة النسويات الاسلاميات قراءتها باعتبار القصة المتداولة مستنبطة من قراءة ذكورية محضة. فتقول [[صالح أماني]] في هذا الصدد أن قصة خلق الجسد الأول (جسد آدم) هي فقط المرحلة الأولى، حيث أن المرحلة الثانية –المسكوت عنها- هي قصة خلق النفس الأولى. و تسند قولها هذا على الآية : « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ» <ref>[https://www.mp3quran.net/ar/mushaf القرآن - سورة الأعراف الآية 189]</ref> ومن الدلالات التي ذكرت [[صالح أماني]] أنه يمكن استخراجها من نصوص الخلق الأول مثل الآية السابقة، دلالات حول "ميتافيزيقيا النوع" و تشرح قائلة: « من بين هذه الدلالات....علاقات وسمات نوعية للذكر و الأنثى بوصفهما نوعين مثل قوة البعد النفساني عند المرأة و عمقه، في مقابل قوة البعد الحسي و الجسماني عند الرجل»[ص13]. من هنا  تدعو النسويات الاسلاميات الى العدل الذي يعرفنه على أنه المساواة الحسابية القائمة على اختلاف أو تباين الوحدات (النوع) من المنظور الإسلامي[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf النّسويّة والمنظور الإسلامي آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح - [ص16<nowiki>]</nowiki>] . كما يعتبرن الدعوة الى المساواة القائمة على التماثل (لا التكامل) مفهوما غربيا مبنيا على نزعة إلغاء الفروق بين الرجال و النساء بصفة عامة.
+
أما الركيزة '''الثانية''' لخطابهن فهي المشاركة المشروطة، وتنبع هذه الفكرة من إيمان الكثير من النسويات الإسلاميات بنظرية التكامل وليس التماثل والتي ترتبط جليًا بالركيزة '''الثالثة''' وهي ثنائية المساواة والتكامل. فالإسلام يرى أن الرجال والنساء متكاملون، لا متساوون ومتماثلون. ويظهر ذلك من خلال الحقوق والواجبات التي تقدمها الشريعة الاسلامية، على سبيل المثال يعول الزوج أسرته بينما تعمل الزوجة على تنشأة الأطفال و تنعكس هذه الصورة التكاملية على جملة من التشريعات الأخرى نجد من أبرزها تشريعات الميراث المعقدة. يعود إيمان النسويات بنظرية التكامل في الأصل إلى قصة الخلق الأولى التي أعادة النسويات الاسلاميات قراءتها باعتبار القصة المتداولة مستنبطة من قراءة ذكورية محضة. فتقول [[صالح أماني]] في هذا الصدد أن قصة خلق الجسد الأول (جسد آدم) هي فقط المرحلة الأولى، حيث أن المرحلة الثانية –المسكوت عنها- هي قصة خلق النفس الأولى. و تسند قولها هذا على الآية : « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ» <ref>[https://www.mp3quran.net/ar/mushaf القرآن - سورة الأعراف الآية 189]</ref> ومن الدلالات التي ذكرت [[صالح أماني]] أنه يمكن استخراجها من نصوص الخلق الأول مثل الآية السابقة، دلالات حول "ميتافيزيقيا النوع" و تشرح قائلة: « من بين هذه الدلالات....علاقات وسمات نوعية للذكر والأنثى بوصفهما نوعين مثل قوة البعد النفساني عند المرأة وعمقه، في مقابل قوة البعد الحسي و الجسماني عند الرجل»[ص13]. من هنا  تدعو النسويات الاسلاميات إلى العدل الذي يعرفنه على أنه المساواة الحسابية القائمة على اختلاف أو تباين الوحدات (النوع) من المنظور الإسلامي[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf النّسويّة والمنظور الإسلامي آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح - [ص16<nowiki>]</nowiki>] . كما يعتبرن الدعوة إلى المساواة القائمة على التماثل (لا التكامل) مفهوما غربيًا مبنيًا على نزعة إلغاء الفروق بين الرجال والنساء بصفة عامة.
    
====في نقد النظرية:====
 
====في نقد النظرية:====
كل هذه التعقيدات تضع النسويات اللاهوتيات أمام العديد من التحديات و العقبات للوصول الى هدفهن المنشود. و لعل من بين أبرز و أهم هذه التحديات محاولة إيجاد تسوية بين المعتقدات الدينية و التزامهن بالدفاع عن المساواة بين الجنسين، حيث تخوض النسويات الإسلاميات تجربة صعبة في خضم سعيهن الى صياغة خطاب خاص يجمع بين جوانب الواقع المعيش و الدين و حقوق الإنسان[ص69]. إضافة الى الانتقادات التي تواجههن من الإسلاميات المحافظات اللاتي يتحفظن على الأفكار النسوية من ناحية و الناشطات النسويات اللاتي لا يثقن في فاعلية التأويلات الدينية في إحداث التغييرات الجذرية المطلوبة<ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref>[ص6] . اضافة الى الانتقادات الموجهة من طرف الفقهاء المسلمين الذين يرون في بعض التأويلات تحريفا للنصوص الدينية، حيث أن للمؤسسات الدينية قبضة من حديد تؤثر على المجتمع ككل فتعيق سعي النسويات الاسلاميات الى تحقيق أهدافهن.
+
كل هذه التعقيدات تضع النسويات اللاهوتيات أمام العديد من التحديات والعقبات للوصول إلى هدفهن المنشود. و لعل من بين أبرز وأهم هذه التحديات محاولة إيجاد تسوية بين المعتقدات الدينية والتزامهن بالدفاع عن المساواة بين الجنسين، حيث تخوض النسويات الإسلاميات تجربة صعبة في خضم سعيهن إلى صياغة خطاب خاص يجمع بين جوانب الواقع المعيش والدين وحقوق الإنسان[ص69]. إضافة إلى الانتقادات التي تواجههن من الإسلاميات المحافظات اللاتي يتحفظن على الأفكار النسوية من ناحية والناشطات النسويات اللاتي لا يثقن في فاعلية التأويلات الدينية في إحداث التغييرات الجذرية المطلوبة<ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref>[ص6] . اضافة إلى الانتقادات الموجهة من طرف الفقهاء المسلمين الذين يرون في بعض التأويلات تحريفًا للنصوص الدينية، حيث أن للمؤسسات الدينية قبضة من حديد تؤثر على المجتمع ككل فتعيق سعي النسويات الاسلاميات إلى تحقيق أهدافهن.
   −
بالرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها اللاهوتيات النسويات الاسلاميات الا أنه يمكــن أن نقول أن ما يعتبر اليوم نســوية إسلامية لا يعــدو أن يكــون شــذرات متفرقــة وجهــودا مشــتتة مقارنــة بما وصلت إليه غيرهن من النسويات. ولابد أن الأمر يعود الى عدة أسباب نذكر منها التباين الواضح بين آراءهن حول فهم ما تريده و تحتاجه النساء العربيات أو ما يشكل العوائق و التحديات الحائلة دون تلبية تلك الحاجات، بحيث أن بعض الناشطات يدركن أهمية توجيه الاهتمام نحو مشكلات النساء بشكل خاص، في حبن أن أخريات يرفضن فكرة أن النساء يواجهن في مجتمعاتهن مشاكل خاصة يجب التعامل معها بشكل منفصل و يؤكدن على أن المشكلات الرئيسية التي تواجهها النساء هي مشكلات عامة تواجه النساء و الرجال على حد سواء مثل الفقر و الجهل و الظلمhttps://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf [ص44].
+
بالرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها اللاهوتيات النسويات الاسلاميات الا أنه يمكــن القول أن ما يعتبر اليوم نســوية إسلامية لا يعــدو أن يكــون شــذرات متفرقــة وجهــودًا مشــتتة مقارنــة بما وصلت إليه غيرهن من النسويات. ولا بد أن الأمر يعود إلى عدة أسباب نذكر منها التباين الواضح بين آراءهن حول فهم ما تريده وتحتاجه النساء العربيات أو ما يشكل العوائق والتحديات الحائلة دون تلبية تلك الحاجات، بحيث تدرك بعض الناشطات أهمية توجيه الاهتمام نحو مشكلات النساء بشكل خاص، في حين أن أخريات يرفضن فكرة أن النساء يواجهن في مجتمعاتهن مشاكل خاصة يجب التعامل معها بشكل منفصل و يؤكدن على أن المشكلات الرئيسية التي تواجهها النساء هي مشكلات عامة تواجه النساء والرجال على حد سواء مثل الفقر و الجهل والظلمhttps://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf [ص44].
نلاحظ كذلك قصورا منهجيا في توجههن، حيث تتوجس العديد من النسويات الاسلاميات من كل ما يعتبرنه غربيا في محاولة للحفاظ على جوهر الثقافة الاسلامية فيعتقدن اعتقادا راسخا أن القضايــا المتعلقــة بوضــع النســاء يجــب أن تنبنــي علــى حلــول مقبولــة محليــا وبالتالي فهنّ مقيدات بالنظر الى المفاهيم من زاوية تتيح لهن تشريع المفهوم في المرجعية الدينية دون دراسته في ذاته. فيظهر الأمر جليا عند الحديث عن مصطلح [[جندر]] مثلا، فبينما يُعرّف هذا الأخير على أنه بناء يقوم على العديد من المكونات منها الاجتماعية و الثقافية، تعتبره بعض النسويات الاسلاميات فكرة مبنية على الحتمية البيولوجية و لهذا نجدهن يدعون لمجرد التكامل بين الرجال و النساءhttps://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf[ص45].
+
نلاحظ كذلك قصورًا منهجيًا في توجههن، حيث تتوجس العديد من النسويات الاسلاميات من كل ما يعتبرنه غربيًا في محاولة للحفاظ على جوهر الثقافة الاسلامية فيعتقدن اعتقادًا راسخًا أن القضايــا المتعلقــة بوضــع النســاء يجــب أن تنبنــي علــى حلــول مقبولة محليًا وبالتالي فهنّ مقيدات بالنظر إلى المفاهيم من زاوية تتيح لهن تشريع المفهوم في المرجعية الدينية دون دراسته في ذاته. فيظهر الأمر جليًا عند الحديث عن مصطلح [[جندر]] مثلا، فبينما يُعرّف هذا الأخير على أنه بناء يقوم على العديد من المكونات منها الاجتماعية والثقافية، تعتبره بعض النسويات الاسلاميات فكرة مبنية على الحتمية البيولوجية ولهذا نجدهن يدعين لمجرد التكامل بين الرجال والنساءhttps://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf[ص45].
    
===النسوية المسيحية===
 
===النسوية المسيحية===
النسوية المسيحية هي حركة سعت إلى تحقيق وفهم المساواة بين الذكر والأنثى، كجزء من الإيمان المسيحي، وأن الله ساوى بين الذكر والأنثى، لذلك، سعت العديد من المجموعات من النساء إلى إعادة التفكير بالممارسات الدينية التي تشرّعها الكنيسة، وتُعتبر أولى المحاولات التاريخية لذلك حدثت في القرن الثالث عشر الميلادي حين حاولت بعض النساء الإنخراط في الحياة الدينية العملية في الكنيسة دون تلاوة نذور الرهبنة، على الرغم من وجود روايات أخرى تشير إلى ترهبن نساء بمبادرات فردية من أجل التشبه بمريم العذراء منذ القرن الأول الميلادي.
+
النسوية المسيحية هي حركة سعت إلى تحقيق وفهم المساواة بين الذكر والأنثى، كجزء من الإيمان المسيحي، وأن الله ساوى بين الذكر والأنثى، لذلك، سعت العديد من المجموعات من النساء إلى إعادة التفكير بالممارسات الدينية التي تشرّعها الكنيسة. وتُعتبر أولى المحاولات التاريخية لذلك في القرن الثالث عشر الميلادي حين حاولت بعض النساء الإنخراط في الحياة الدينية العملية في الكنيسة دون تلاوة نذور الرهبنة، على الرغم من وجود روايات أخرى تشير إلى ترهبن نساء بمبادرات فردية من أجل التشبه بمريم العذراء منذ القرن الأول الميلادي.
أطلق على هذه المجموعات من النساء مصطلح "بيجين"، "Béguine"، وهو مصطلحٍ فرنسي نسبةً إلى [https://en.wikipedia.org/wiki/Lambert_le_B%C3%A8gue Lambert le Bègue]، أي "لامبرت المتأتأ"، وهو رجل دين ومصلحٍ مسيحي، عاش في بلجيكا في منتصف القرن الثاني عشر، وقد قام بمحاولاتٍ لمواجهة الظلم الذي يتعرض له رجال الدين داخل الكنيسة، ومن ثم قام وأتباعه بترجمة بعض الأعمال المسيحية من روايات تاريخية إلى اللغة الفرنسية العامية من أجل توفيرها لعامة الناس، لاحقاً، قام أتباعه بإستقبال النساء الأرامل وغير المتزوجات "بسبب إرسال الرجال إلى الحملات الصليبية"، عملت هذه النساء في خدمة الكنائس والأديرة دون صفة رسمية مرتبطة بتلاوة النذور التي يتلوها بالعادة الذكور، ومن هنا جاءت التسمية.
+
أطلق على هذه المجموعات من النساء مصطلح "بيجين"، "Béguine"، وهو مصطلحٍ فرنسي نسبةً إلى [https://en.wikipedia.org/wiki/Lambert_le_B%C3%A8gue Lambert le Bègue]، أي "لامبرت المتأتأ"، وهو رجل دين ومصلحٍ مسيحي، عاش في بلجيكا في منتصف القرن الثاني عشر، وقد قام بمحاولاتٍ لمواجهة الظلم الذي يتعرض له رجال الدين داخل الكنيسة، ومن ثم قام وأتباعه بترجمة بعض الأعمال المسيحية من روايات تاريخية إلى اللغة الفرنسية العامية من أجل توفيرها لعامة الناس. لاحقاً، قام أتباعه بإستقبال النساء الأرامل وغير المتزوجات "بسبب إرسال الرجال إلى الحملات الصليبية"، عملت هؤلاء النساء في خدمة الكنائس والأديرة دون صفة رسمية مرتبطة بتلاوة النذور التي يتلوها بالعادة الذكور، ومن هنا جاءت التسمية.
    
===النسوية اليهودية===
 
===النسوية اليهودية===
سطر 54: سطر 54:       −
على الرغم من أن الحركات النسائية اليهودية الحديثة كانت مستوحاة إلى حد كبير من ادعاءات التنوير المتعلقة بالمساواة والكرامة الإنسانية، يمكن العثور على الجهود النسوية البدائية لرفع مكانة المرأة الاجتماعية والدينية في العديد من المجتمعات اليهودية قبل القرن التاسع عش. من الصعب تتبع التحولات النسوية والوضع الفعلي النساء بسبب ندرة المصادر التي كتبتها النساء قبل مذكرات القرن السابع عشر بقلم *غلوكيل أوف هاميلن. الإشارات إلى النساء في الوثائق التي كتبها الرجال، ولا سيما الأدبيات والوثائق القانونية، تعطي بعض الأدلة على التحريض المتقطع لتغيير وضع المرأة في الحياة المجتمعية اليهودية والحياة الدينية. على سبيل المثال، تشير العديد من المصادر إلى أنه في ألمانيا وفرنسا بين 1000 و 1300، وهو وقت كان فيه وضع اقتصادي واجتماعي مرتفع للنساء اليهوديات، طالبت النساء بزيادة المشاركة في الحياة الدينية، بما في ذلك التولي الطوعي للوصايا التي تم إعفاؤهن منها في اليهودية التلمودية.
+
على الرغم من أن الحركات النسائية اليهودية الحديثة كانت مستوحاة إلى حد كبير من ادعاءات التنوير المتعلقة بالمساواة والكرامة الإنسانية، يمكن العثور على الجهود النسوية البدائية لرفع مكانة المرأة الاجتماعية والدينية في العديد من المجتمعات اليهودية قبل القرن التاسع عشر. من الصعب تتبع التحولات النسوية والوضع الفعلي للنساء بسبب ندرة المصادر التي كتبتها النساء قبل مذكرات القرن السابع عشر بقلم *غلوكيل أوف هاميلن. الإشارات إلى النساء في الوثائق التي كتبها الرجال، ولا سيما الأدبيات والوثائق القانونية، تعطي بعض الأدلة على التحريض المتقطع لتغيير وضع المرأة في الحياة المجتمعية اليهودية والحياة الدينية. على سبيل المثال، تشير العديد من المصادر إلى أنه في ألمانيا وفرنسا بين 1000 و 1300، وهو وقت كان فيه الوضع الاقتصادي والاجتماعي مرتفع للنساء اليهوديات، طالبت النساء بزيادة المشاركة في الحياة الدينية، بما في ذلك التولي الطوعي للوصايا التي تم إعفاؤهن منها في اليهودية التلمودية.
   −
يظهر التقييم النقدي لوضع المرأة داخل اليهودية أيضًا كجزء من التقاليد المسيحية المناهضة لليهودية. في Niẓẓaḥon Vetus، مختارات من الجدل اليهودي المسيحي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في شمال فرنسا وألمانيا، انتقد المسيحيون اليهود لعدم إدراج النساء في العهد: "نحن نعمد الذكور والإناث وبهذه الطريقة نقبل إيماننا ولكن في حالتك يمكن ختان الرجال فقط وليس النساء". في كتاب جودين بوخلين (1519)، يسخر فيكتور فون كاربين من رفض اليهود إدراج النساء في نصاب الصلاة. استمر هذا النقد في النص السيئ السمعة المعادي لليهود لـ ليوهان أيزنمينغر، وأصبحت مكانة المرأة المتدنية داخل اليهودية موضوعًا رئيسيًا بين اللاهوتيين الألمان (وبعض الأمريكيين) البروتستانت (وبعض الكاثوليك) في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين (J. Plaskow ، K. von Kellenbach ، S. Heschel). تم تقديم المكانة المتدنية للمرأة داخل اليهودية من أجل تشويه سمعة اليهودية باعتبارها "شرقية" و "بدائية" وتحدي ما إذا كان ينبغي منح اليهود التحرر في المجتمع الأوروبي. تم الاستشهاد أيضًا بدونية النساء اليهوديات في الكتابات اللاهوتية المسيحية للقول إن يسوع عامل النساء على قدم المساواة في حين أن الحاخامات الآخرين في عصره لم يفعلوا ذلك ، وهو ادعاء له القليل من الأسس التاريخية. بدأت ردود الاعتذار اليهودية على مثل هذه الاتهامات في ألمانيا في القرن التاسع عشر بحجج أن اليهودية تكرم وترفع مكانة المرأة في المنزل والمجتمع من خلال إعفائها من الالتزامات الدينية للدراسة والصلاة العامة المفروضة على الرجال. جعلت طبيعة هذه التهم والتهم المضادة من الصعب التعبير عن انتقادات النسويات اليهودية للتمييز على أساس الجنس.
+
يظهر التقييم النقدي لوضع المرأة داخل اليهودية أيضًا كجزء من التقاليد المسيحية المناهضة لليهودية. في Niẓẓaḥon Vetus، مختارات من الجدل اليهودي المسيحي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في شمال فرنسا وألمانيا، انتقد المسيحيون اليهود لعدم إدراج النساء في العهد: "نحن نعمد الذكور والإناث وبهذه الطريقة نقبل إيماننا ولكن في حالتك يمكن ختان الرجال فقط وليس النساء". في كتاب جودين بوخلين (1519)، يسخر فيكتور فون كاربين من رفض اليهود إدراج النساء في نصاب الصلاة. استمر هذا النقد في النص السيئ السمعة المعادي لليهود لـ ليوهان أيزنمينغر، وأصبحت مكانة المرأة المتدنية داخل اليهودية موضوعًا رئيسيًا بين اللاهوتيين الألمان (وبعض الأمريكيين) البروتستانت (وبعض الكاثوليك) في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين (J. Plaskow ، K. von Kellenbach ، S. Heschel). تم تقديم المكانة المتدنية للمرأة في اليهودية من أجل تشويه سمعة اليهودية باعتبارها "شرقية" و "بدائية" وتحدي ما إذا كان ينبغي منح اليهود الحرية في المجتمع الأوروبي. تم الاستشهاد أيضًا بدونية النساء اليهوديات في الكتابات اللاهوتية المسيحية للقول إن يسوع عامل النساء على قدم المساواة في حين أن الحاخامات الآخرين في عصره لم يفعلوا ذلك، وهو ادعاء له القليل من الأسس التاريخية. بدأت ردود الاعتذار اليهودية على مثل هذه الاتهامات في ألمانيا في القرن التاسع عشر بحجج أن اليهودية تكرم وترفع مكانة المرأة في المنزل والمجتمع من خلال إعفائها من الالتزامات الدينية للدراسة والصلاة العامة المفروضة على الرجال. جعلت طبيعة هذه التهم والتهم المضادة من الصعب التعبير عن انتقادات النسويات اليهودية للتمييز على أساس الجنس.
فتح العصر الحديث فرصًا دينية وتعليمية عامة ومجتمعية جديدة للنساء. كالضغط الناتج عن التغيرات في المجتمع العلماني الذي شجع النساء والرجال على الاستفادة من تكافؤ الفرص التعليمية والمهنية أثر على العالم اليهودي أيضًا. أسست الإصلاحات التعليمية في المجتمعات الأرثوذكسية والاسيدية في أوروبا الشرقية في أوائل القرن العشرين، بقيادة سارة * شنيرير، شبكة من المدارس للفتيات المتدينات، والمدارس الدينية الحاخامية الليبرالية التي تأسست في أوروبا والولايات المتحدة في الولايات المتحدة. سمح أواخر القرن التاسع عشر لبعض النساء بحضور الدورات ، على الرغم من عدم تلقي رسامة حاخامية.
+
 
 +
فتح العصر الحديث فرصًا دينية وتعليمية عامة ومجتمعية جديدة للنساء. فالضغط الناتج عن التغيرات في المجتمع العلماني الذي شجع النساء والرجال على الاستفادة من تكافؤ الفرص التعليمية والمهنية أثر على العالم اليهودي أيضًا. أسست الإصلاحات التعليمية في المجتمعات الأرثوذكسية والاسيدية في أوروبا الشرقية في أوائل القرن العشرين، بقيادة سارة * شنيرير، شبكة من المدارس للفتيات المتدينات، والمدارس الدينية الحاخامية الليبرالية التي تأسست في أوروبا والولايات المتحدة في الولايات المتحدة. سمح في أواخر القرن التاسع عشر لبعض النساء بحضور الدورات ، على الرغم من عدم تلقي رسامة حاخامية.
      سطر 65: سطر 66:  
===التكاملية والمساواتية===
 
===التكاملية والمساواتية===
   −
التكاملية والمساواتية هن نظريتان فكرية لاهوتية في الأديان السماوية الثلاثة، تتعلقان بكيفية معاملة الدين للرجل والأنثى في المهام والحالة الإجتماعية، وإتخاذ القرارات على المستويات الشخصية والجماعية، تتفرع هذه الأفكار إلى تناول صورٍ عدة مثل: المساواة الاقتصادية، القانونية، الاجتماعية، وغيرهن من الصور.
+
التكاملية والمساواتية هن نظريتان فكرية لاهوتية في الأديان السماوية الثلاثة، تتعلقان بكيفية معاملة الدين للذكر والأنثى في المهام والحالة الإجتماعية، وإتخاذ القرارات على المستويات الشخصية والجماعية، تتفرع هذه الأفكار إلى تناول صورٍ عدة مثل: المساواة الاقتصادية، القانونية، الاجتماعية، وغيرهن من الصور.
    
==== التكاملية ====
 
==== التكاملية ====
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح