لاهوت نسوي
اللاهوت التحرري
تاريخ اللاهوت التحرري
لاهوت التحرر في المسيحية
أمثلة عن قادة وحركات
نقد نسوي
لاهوت التحرير، المسيحية والحركات الإجتماعية
كانت الحكومات الشعبوية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين - وخاصة حكومات بيرون في الأرجنتين وفارغاس في البرازيل وكارديناس في المكسيك - ألهمت النزعة القومية وتطور صناعي كبير في شكل استيراد وتصدير. وقد أفاد هذا الطبقات الوسطى والبروليتاريا الحضرية؛ ولكن بفعل ذلك، تراجعت قطاعات زراعية ضخمة وتأثرت أعداد كبيرة من الفلاحين والفلاحات. استمر التطور على غرار الرأسمالية التابعة، تابعة للدول الغنية واستبعاد الغالبية العظمى من السكان. أدت هذه العملية إلى خلق حركات شعبية قوية تسعى إلى انتاج تغييرات عميقة في الهيكل الاجتماعي والاقتصادي لبلدانهم. أدت الحركات بدورها إلى ظهور الديكتاتوريات العسكرية التي سعت إلى حماية أو تعزيز مصالح رأس المال، المرتبطة بمستوى عالٍ من "الأمن القومي" الذي يتحقق من خلال القمع السياسي والسيطرة البوليسية على الجميع المظاهرات العامة. في هذا السياق، برزت الثورة الاشتراكية في كوبا كقيادة بديلة تسعى إلى تفكيك السبب الرئيسي للتخلف: الاعتماد والتبعية. وظهرت انتفاضة مسلحة في كثير من الدول بهدف تغيير أنظكة الحكم واستبدالها بأنظمة مستوحاة من الاشتراكية.
ابتداءً من الستينيات، بدأ التجديد يطال الكنائس. شجع الأساقفة والكهنة في دعواتهم التقدم والتحديث الوطني. روجت منظمات كنسية مختلفة فهم وتحسين الظروف المعيشية للناس: حركات مثل الطلاب المسيحيين الشباب والعمال المسيحيين الشباب والشباب المزارعون المسيحيون وحركة التعليم الأساسي والمجموعات التي أنشأت البرامج الإذاعية التربوية وأول قاعدة للجماعات الكنسية. دفعت الظروف السياسية المضطربة إلى ضغط الطبقة العاملة على كبار قادة الكنيسة المنتسبين لأسقفية أمريكا اللاتينية إلى عقد مؤتمر لطرج حجج سياسية عمالية في المجمع الفاتيكاني الثاني الذي عقد في روما عام 1962 إلى 1965 والضغط للسماح لرجال الدين بالمشاركة في تنظيم حركات الناس للقتال من أجل حقوق الفئات المهمشة من الناس وخاصة في دول الجنوب العالمي. وأعرب المجمع الفاتيكاني عن قلقه البالغ إزاء التفاوت المتزايد بين الدول الغنية والفقيرة في العالم وأعلنوا خيارًا تفضيليًا للفقراء بالسماح لنشطاء الكنيسة بالعمل بين الطبقات المضطهدة وتمكينهم من الكفاح من أجل حقوقهم. بتشجيع من الموقف الجديد لمجلس الفاتيكان تجاه المسيحيين، بدأ العديد من اللاهوتيين اليساريين في بلدان أمريكا اللاتينية المشاركة علانية في حركة عمالية واسعة. وتم استخدام مصطلح لاهوت التحرير لأول مرة من قبل الكاهن جوستافو جوتيريز في مؤتمر ميديلين لأساقفة أمريكا اللاتينية عام 1968. كان لمؤتمر ميديلين، الذي شارك فيه جوستافو جوتيريز بقوة، دورًا بارزًا في شجب عدم المساواة الشديدة القائمة بين مختلف الفئات/ الأقسام من الناس والاستخدام الجائر للسلطة واستغلال الفقراء من قبل الطبقات القمعية. في عام 1971، قام جوتيريز بتأليف كتاب بعنوان "لاهوت التحرير" يعتبر كتاب أساسي لـعمل أتباع الحركة الجديدة. انتشرت حركة لاهوت النحرير في الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية أيضًا بحلول عام 1970.
واعتبر قادة هذه الحركة أن اللاهوت التقليدي فشل في الحفاظ على الروح الأصلية لرسالة الإنجيل وأصبح غير ذي صلة بـمعاناة الجماهير في العالم الثالث. لقد شعروا أن اللاهوتيين المسيحيين لا ينبغي أن يظلوا مجرد منظرين، وبدلاً من ذلك عليهم أن يلعبوا دورًا استباقيًا بإشراك أنفسهم في النضالات لتحقيق التحول في المجتمع. وبالتالي، وفقًا لهذه المدرسة الفكرية الجديدة، فإن التركيز يجب أن يكون على تحول الحركة من مجرد الإيمان بالمسيحية إلى دورها في نضال الشعب من أجل عالم عادل.
يؤكد جوستافو جوتيريز أن علم اللاهوت يجب أن يشمل العمل الثوري نيابة عن الفقراء والمضطهدين، واللاهوتي يجب بالتالي أن يكون منغمسًا في النضال لتغيير المجتمع من خلال تحرير المظلومين. إن النظرة الثابتة للتحرير من قبل علماء اللاهوت هي أن الدول الرأسمالية لطالما اضطهدت واستغلت الدول الفقيرة وأنها ازدهرت على حساب الأمم الفقيرة وأن تطور وتقدم الدول الغنية يعتمد على تخلف الدول الفقيرة. في محاولة بلورة آلية هذا الاستغلال الذي ساهم في تخلف دول العالم الثالث، يشير قياديي الحركة إلى أن عملية التنمية التي قامت بها الدول الرأسمالية تم تنظيمها بطريقة أوجدت عالمًا غير متكافئ مع ذهاب كل الفوائد إلى الدول الغربية المتقدمة وكل العيوب إلى البلدان النامية. وفي هذا السياق، لا يجوز اعتبار العنف خطيئة اذا استخدم في سياق التحرير.
كان للماركسية تأثير عميق على لاهوتيي التحرير الذين مزجوا تعاليم الكاثوليك مع الفلسفة الاقتصادية الماركسية من أجل أساس نظري لخيارهم المعلن بتفضيل الفقراء. اعتقد ماركس أن كل المشاكل التي ظهرت هي كذلك النتيجة المباشرة للاستغلال الطبقي للقطاعات المحرومة اقتصاديًا من الناس من قبل الأغنياء. وصور لاهوت التحرير أيضًا الرأسمالية على أنها الجاني الرئيسي التي أدت إلى ظهور اختلافات طبقية واستغلال قطاعات واسعة من الناس. كلا من الماركسية ولاهوت التحرير أدانا الدين لدعمه البنية الاجتماعية غير المتكافئة السائدة وإضفاء الشرعية على سلطة الظالم. لكن على عكس ماركس، احتفظ لاهوتيو التحرير بإيمانهم بتعاليم يسوع المسيح. اقتصر اهتمامهم في تبني المنهجية الماركسية على الهدف من إجراء تحليل طبقي على النمط الماركسي للانقسام الثقافي بين الظالمين والمظلومين والتعرف على المظالم والاستغلال داخل المجتمع.
واعتقد لاهوتيو التحرير أنه من أجل التحرر النهائي للفئات الفقيرة والمهمشة من الناس من البؤس والحرمان كان من الضروري لهم أن يحافظوا على إيمانهم برسالة الإنجيل وتباع الطريق الذي أظهره يسوع المسيح. لكن هذه النقطة تحتاج إلى بعض التوضيح، إذ هناك بعض الالتباس حول تعريف مصطلح التحرير ودوره الفعلي واستخدام الماركسية في تحقيق أهداف لاهوت التحرير. يستخدم الماركسيون خط العمل كأداة لتنظيم الحركات الشعبية وتحرير الفقراء والمضطهدين أما بالنسبة للمسيحيين، التحرر الحقيقي لا يأتي إلا عندما يعيدون تأكيد إيمانهم بيسوع المسيح ويعيشون حياتهم كمسيحيين حقيقيين.
وفقًا للاهوتي التحرير، تكمن قوة حركتهم في تعاطفها مع الفقير وقناعاتها بأن المسيحي الحقيقي يجب ألا يظل سلبيًا وغير مبالٍ بالمحنة من الفقراء. يشيرون إلى أن الله ليس سكتًا لأنه متورط ديناميكيًا نيابة عن الفقراء والمضطهدين. ويشيرون كذلك إلى أنه بما أن الله يقف ضد الظلم والاستغلال، أولئك الذين يتبعونه يجب أن يفعلوا الشيء نفسه أيضًا. لذلك يجب أن تكون رسالة الكنيسة دائمًا للاحتجاج على القهر والاستغلال. أولئك الذين يتبعون ويتبعن المسيح يجب عليهم تحدي كل ما هو غير إنساني في المجتمع والوقوف مع الفقراء والمظلومين. بدأت حركة لاهوت التحرير أساسًا كحركة عمل كاثوليكية، ولكن أطلقت الجماعات الاحتجاجية حركة مماثلة بنجاح محدود، وكان هناك أيضًا اجتماعات تفاعل منتظمة بين اللاهوتيين الكاثوليك مثل جوستافو جوتيريز وليوناردو بوف، Sengundo Galile وLucio Gera وقادة احتجاج مثل Emilio Castro وJulio de Santa Ana في مواضيع مثل الإيمان والفقر والإنجيل والعدالة الاجتماعية. مؤتمر الكاثوليكية الأول المخصص لاهوت التحرير انعقد في بوجوتو في مارس 1970. كما عقد علماء اللاهوت البروتستانت مؤتمرهم الأول في نفس العام في بوينس آيرس.
اللاهوت النسوي
اللاهوت النسوي هو حركة موجودة في العديد من الأديان، مثل البوذية والمسيحية واليهودية وحركة الفكر الجديد، بهدف إعادة النظر في تقاليد هذه الديانات وممارساتها وكتاباتها وعقائدها من وجهة نظر نسوية. تتمثل بعض أهداف اللاهوت النسوي في زيادة دور النساء بين السلطات الدينية ورجال الدين، وإعادة تفسير التصورات والخطاب المحتكر من قبل الذكور حول الله، وتحديد مكانة النساء فيما يتعلق بحياتهن المهنية ومهام الأمومة، ودراسة صور النساء في النصوص المقدسة وفي الأديان الأمومية.
ظهرت الحركة في الستينات والسبعينات من القرن العشرين خلال الموجة النسوية الثانية في الولايات المتحدة الامريكية والتي استندت على نشاط الحركة النسوية البيضاء وتشاركت مع الحركة العلمانية في أمريكا الشمالية في بعض الاهتمامات مثل حقوق المرأة، التشريعات اللاعنصرية، الحماية من العنف الجسدي والمنزلي، وسياسات التمثيل السياسي. أما من ناحية دينية، فقد اهتمت بمواضيع النوع الاجتماعي في المجتمع المسيحي المتدين، فروّجت لوصول النساء لمراكز كنسية مرموقة وانتقدت طغيان الوجه الأبوي (الذكوري) في الموروث المسيحي وهياكله المؤسساتية، وتطلعت الحركة لاسترجاع فاعلية النساء والإعتراف بتاريخهن.
وكانت أوّل لبنة في مسار الدراسات الدينية النسوية في المجال الغربي المسيحي هي ظهور تيار اللاهوت النسوي (feminist theology)، وهو تيار في البحث اللاهوتي أنشأته باحثات نسويات متخصصات في الدراسات اللاهوتية 2 ومن بين أشهر أوائل اللاهوتيات روزماري رادفورد روثر (Rosemary Radford Ruether)، التي أرست قواعد هذا التوجه النسوي في الدرس الثيولوجي المسيحي، فقد أكدت أنّ مهمة هذا الدرس لا تقف عند تعيين الموضوعات النسوية مع الإبقاء على الرؤية التمييزية التي تجعل من الرجل أصلاً ومركزاً وترجع المرأة إلى مجال الهامش، بل إنّ مهمته مراجعة هذا التصور من أجل تفنيده، ولا يكون ذلك من خارج حقل التيولوجيا بل من داخله.
النسوية الاسلامية
عرّفت الباحثة والأستاذة المصرية أماني صالح النسوية الاسلامية على أنها "الجهد الفكري والأكاديمي والحركي الذي يسعى إلى تمكين المرأة انطلاقًا من المرجعيات الإسلامية، وباستخدام المعايير والمفاهيم والمنهجيات الفكرية والحركية المستمدة من تلك المرجعيات و توظيفها إلى جانب غيرها"[1] [ص45]. حسب أميمة أبو بكر إحدى مؤسسات مؤسسة المرأة والذاكرة عرف هذا التيار تطورًا ملحوظًا في السنوات الثمانية والعشرين الماضية من خلال تطبيق الوعي النسوي لفهم مشكلة التفاوت بين الرسالة التوحيدية للإسلام وترجمة قيم هذه الرسالة إلى عدالة و شراكة بين الجنسين على أرض الواقع [2] [ص4]. إلا أن هذا لا يعني أن النسويات الإسلاميات لم يوجدن قبل العقود الثلاث الماضية، بل إن فكرة الجمع بين الوعي النسوي والمنظور الإسلامي أو ما يمكن أن نطلق عليه اللاهوت النسوي شمل رائدات من المنطقة العربية قبَيل مطلع القرن العشرين مثل عائشة تيمور (1902-1840)، وزينب فواز (1914-1844) وهدى شعراوي (1947-1879) وأخريات قبيل منتصف القرن العشرين مثل فاطمة المرنيسي (1940-2015) إضافة إلى عزيزة الهبري (1943- الآن) (مؤسسة حركة كرامة: محاميات مسلمات من أجل حقوق الإنسان) وغيرهن. إلا أنه تجدر الاشارة إلى أن النسويات الاسلاميات يؤكدن على أن هذه الحركة الفكرية، الأكاديمية والاجتماعية تشمل نسويين رجالا ولو أن النساء هن العنصر الفعال الأبرز [3] [ص10].
آليات و خصائص منهجية:
وضعت النسويات الاسلاميات معايير لا بد من التحلي بها وركائز من الواجب اعتمادها لجعل خطابهن واضح المعالم، أولها تنزيه المرجع الذي هو القرآن والسنة بوصفهما أصلَين لكن دون الأطروحات الاجتهادية التي استُمدت منهما سابقًا[ص11]. حيث تؤمن النسويات الإسلاميات أن الإسلام كفل حقوق النساء وأعطاهن امتيازاتهن إلا أن التفسيرات والتأويلات التي توالت منذ بدأ الاسلام هي التي انتزعت منهن تلك الحقوق وبالتالي فأول بُعد معرفي للنسوية الاسلامية هو العمل على إلغاء ما سبق ثم تقديم معرفة بديلة عن طريق الاجتهاد في التفسير والفقه والفلسفة الاسلامية. من أجل هذا التزمت النسويّات الاسلاميات بمنهج يقوم أولًا على الاستقراء والاستنباط [ص16] بوصفهما عمليتين متلازمتين حيث يحددن المسألة ثمّ يستقرئن النّصوص ويستنبطن منها ما يلائم المنظومة الاسلامية. ثم تليه منهجية تتصف بكونها بنيوية وظيفية لا تفكيكية و تفسر أماني صالح ذلك قائلة أنه بوجود نص مرجعي مقدّس فلا يمكن الحديث عن قراءة حرة لا متناهية للنص أو عن موت المؤلف[ص17]. وأخيرًا المقاربة النقدية، التي تأتي لكشف المكون الانحيازي الذكوري في البناءات الفكرية والاجتماعية والإنسانية [4] [ص17] أو كما تصفه زيبا مير-حسيني ب"دي. إن. إيه. البطريركية" في الفقه الإسلامي [5]، وصولًا إلى صيغ أكثر إنسانية وأقل عدائية وانحيازاً ضد المرأة.
أما الركيزة الثانية لخطابهن فهي المشاركة المشروطة، وتنبع هذه الفكرة من إيمان الكثير من النسويات الإسلاميات بنظرية التكامل وليس التماثل والتي ترتبط جليًا بالركيزة الثالثة وهي ثنائية المساواة والتكامل. فالإسلام يرى أن الرجال والنساء متكاملون، لا متساوون ومتماثلون. ويظهر ذلك من خلال الحقوق والواجبات التي تقدمها الشريعة الاسلامية، على سبيل المثال يعول الزوج أسرته بينما تعمل الزوجة على تنشأة الأطفال و تنعكس هذه الصورة التكاملية على جملة من التشريعات الأخرى نجد من أبرزها تشريعات الميراث المعقدة. يعود إيمان النسويات بنظرية التكامل في الأصل إلى قصة الخلق الأولى التي أعادة النسويات الاسلاميات قراءتها باعتبار القصة المتداولة مستنبطة من قراءة ذكورية محضة. فتقول صالح أماني في هذا الصدد أن قصة خلق الجسد الأول (جسد آدم) هي فقط المرحلة الأولى، حيث أن المرحلة الثانية –المسكوت عنها- هي قصة خلق النفس الأولى. و تسند قولها هذا على الآية : « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ» [6] ومن الدلالات التي ذكرت صالح أماني أنه يمكن استخراجها من نصوص الخلق الأول مثل الآية السابقة، دلالات حول "ميتافيزيقيا النوع" و تشرح قائلة: « من بين هذه الدلالات....علاقات وسمات نوعية للذكر والأنثى بوصفهما نوعين مثل قوة البعد النفساني عند المرأة وعمقه، في مقابل قوة البعد الحسي و الجسماني عند الرجل»[ص13]. من هنا تدعو النسويات الاسلاميات إلى العدل الذي يعرفنه على أنه المساواة الحسابية القائمة على اختلاف أو تباين الوحدات (النوع) من المنظور الإسلاميالنّسويّة والمنظور الإسلامي آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح - [ص16] . كما يعتبرن الدعوة إلى المساواة القائمة على التماثل (لا التكامل) مفهوما غربيًا مبنيًا على نزعة إلغاء الفروق بين الرجال والنساء بصفة عامة.
في نقد النظرية:
كل هذه التعقيدات تضع النسويات اللاهوتيات أمام العديد من التحديات والعقبات للوصول إلى هدفهن المنشود. و لعل من بين أبرز وأهم هذه التحديات محاولة إيجاد تسوية بين المعتقدات الدينية والتزامهن بالدفاع عن المساواة بين الجنسين، حيث تخوض النسويات الإسلاميات تجربة صعبة في خضم سعيهن إلى صياغة خطاب خاص يجمع بين جوانب الواقع المعيش والدين وحقوق الإنسان[ص69]. إضافة إلى الانتقادات التي تواجههن من الإسلاميات المحافظات اللاتي يتحفظن على الأفكار النسوية من ناحية والناشطات النسويات اللاتي لا يثقن في فاعلية التأويلات الدينية في إحداث التغييرات الجذرية المطلوبة[7][ص6] . اضافة إلى الانتقادات الموجهة من طرف الفقهاء المسلمين الذين يرون في بعض التأويلات تحريفًا للنصوص الدينية، حيث أن للمؤسسات الدينية قبضة من حديد تؤثر على المجتمع ككل فتعيق سعي النسويات الاسلاميات إلى تحقيق أهدافهن.
بالرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها اللاهوتيات النسويات الاسلاميات الا أنه يمكــن القول أن ما يعتبر اليوم نســوية إسلامية لا يعــدو أن يكــون شــذرات متفرقــة وجهــودًا مشــتتة مقارنــة بما وصلت إليه غيرهن من النسويات. ولا بد أن الأمر يعود إلى عدة أسباب نذكر منها التباين الواضح بين آراءهن حول فهم ما تريده وتحتاجه النساء العربيات أو ما يشكل العوائق والتحديات الحائلة دون تلبية تلك الحاجات، بحيث تدرك بعض الناشطات أهمية توجيه الاهتمام نحو مشكلات النساء بشكل خاص، في حين أن أخريات يرفضن فكرة أن النساء يواجهن في مجتمعاتهن مشاكل خاصة يجب التعامل معها بشكل منفصل و يؤكدن على أن المشكلات الرئيسية التي تواجهها النساء هي مشكلات عامة تواجه النساء والرجال على حد سواء مثل الفقر و الجهل والظلمhttps://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf [ص44]. نلاحظ كذلك قصورًا منهجيًا في توجههن، حيث تتوجس العديد من النسويات الاسلاميات من كل ما يعتبرنه غربيًا في محاولة للحفاظ على جوهر الثقافة الاسلامية فيعتقدن اعتقادًا راسخًا أن القضايــا المتعلقــة بوضــع النســاء يجــب أن تنبنــي علــى حلــول مقبولة محليًا وبالتالي فهنّ مقيدات بالنظر إلى المفاهيم من زاوية تتيح لهن تشريع المفهوم في المرجعية الدينية دون دراسته في ذاته. فيظهر الأمر جليًا عند الحديث عن مصطلح جندر مثلا، فبينما يُعرّف هذا الأخير على أنه بناء يقوم على العديد من المكونات منها الاجتماعية والثقافية، تعتبره بعض النسويات الاسلاميات فكرة مبنية على الحتمية البيولوجية ولهذا نجدهن يدعين لمجرد التكامل بين الرجال والنساءhttps://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf[ص45].
النسوية المسيحية
النسوية المسيحية هي حركة سعت إلى تحقيق وفهم المساواة بين الذكر والأنثى، كجزء من الإيمان المسيحي، وأن الله ساوى بين الذكر والأنثى، لذلك، سعت العديد من المجموعات من النساء إلى إعادة التفكير بالممارسات الدينية التي تشرّعها الكنيسة. وتُعتبر أولى المحاولات التاريخية لذلك في القرن الثالث عشر الميلادي حين حاولت بعض النساء الإنخراط في الحياة الدينية العملية في الكنيسة دون تلاوة نذور الرهبنة، على الرغم من وجود روايات أخرى تشير إلى ترهبن نساء بمبادرات فردية من أجل التشبه بمريم العذراء منذ القرن الأول الميلادي. أطلق على هذه المجموعات من النساء مصطلح "بيجين"، "Béguine"، وهو مصطلحٍ فرنسي نسبةً إلى Lambert le Bègue، أي "لامبرت المتأتأ"، وهو رجل دين ومصلحٍ مسيحي، عاش في بلجيكا في منتصف القرن الثاني عشر، وقد قام بمحاولاتٍ لمواجهة الظلم الذي يتعرض له رجال الدين داخل الكنيسة، ومن ثم قام وأتباعه بترجمة بعض الأعمال المسيحية من روايات تاريخية إلى اللغة الفرنسية العامية من أجل توفيرها لعامة الناس. لاحقاً، قام أتباعه بإستقبال النساء الأرامل وغير المتزوجات "بسبب إرسال الرجال إلى الحملات الصليبية"، عملت هؤلاء النساء في خدمة الكنائس والأديرة دون صفة رسمية مرتبطة بتلاوة النذور التي يتلوها بالعادة الذكور، ومن هنا جاءت التسمية.
النسوية اليهودية
النسوية اليهودية هي حركة تسعى إلى جعل المكانة الدينية والقانونية والاجتماعية للمرأة اليهودية مساوية للرجل اليهودي في الدين اليهودي. لقد انفتحت الحركات النسوية، بمقاربات ونجاحات مختلفة، داخل جميع الفروع الرئيسية للديانة اليهودية.
على الرغم من أن الحركات النسائية اليهودية الحديثة كانت مستوحاة إلى حد كبير من ادعاءات التنوير المتعلقة بالمساواة والكرامة الإنسانية، يمكن العثور على الجهود النسوية البدائية لرفع مكانة المرأة الاجتماعية والدينية في العديد من المجتمعات اليهودية قبل القرن التاسع عشر. من الصعب تتبع التحولات النسوية والوضع الفعلي للنساء بسبب ندرة المصادر التي كتبتها النساء قبل مذكرات القرن السابع عشر بقلم *غلوكيل أوف هاميلن. الإشارات إلى النساء في الوثائق التي كتبها الرجال، ولا سيما الأدبيات والوثائق القانونية، تعطي بعض الأدلة على التحريض المتقطع لتغيير وضع المرأة في الحياة المجتمعية اليهودية والحياة الدينية. على سبيل المثال، تشير العديد من المصادر إلى أنه في ألمانيا وفرنسا بين 1000 و 1300، وهو وقت كان فيه الوضع الاقتصادي والاجتماعي مرتفع للنساء اليهوديات، طالبت النساء بزيادة المشاركة في الحياة الدينية، بما في ذلك التولي الطوعي للوصايا التي تم إعفاؤهن منها في اليهودية التلمودية.
يظهر التقييم النقدي لوضع المرأة داخل اليهودية أيضًا كجزء من التقاليد المسيحية المناهضة لليهودية. في Niẓẓaḥon Vetus، مختارات من الجدل اليهودي المسيحي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في شمال فرنسا وألمانيا، انتقد المسيحيون اليهود لعدم إدراج النساء في العهد: "نحن نعمد الذكور والإناث وبهذه الطريقة نقبل إيماننا ولكن في حالتك يمكن ختان الرجال فقط وليس النساء". في كتاب جودين بوخلين (1519)، يسخر فيكتور فون كاربين من رفض اليهود إدراج النساء في نصاب الصلاة. استمر هذا النقد في النص السيئ السمعة المعادي لليهود لـ ليوهان أيزنمينغر، وأصبحت مكانة المرأة المتدنية داخل اليهودية موضوعًا رئيسيًا بين اللاهوتيين الألمان (وبعض الأمريكيين) البروتستانت (وبعض الكاثوليك) في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين (J. Plaskow ، K. von Kellenbach ، S. Heschel). تم تقديم المكانة المتدنية للمرأة في اليهودية من أجل تشويه سمعة اليهودية باعتبارها "شرقية" و "بدائية" وتحدي ما إذا كان ينبغي منح اليهود الحرية في المجتمع الأوروبي. تم الاستشهاد أيضًا بدونية النساء اليهوديات في الكتابات اللاهوتية المسيحية للقول إن يسوع عامل النساء على قدم المساواة في حين أن الحاخامات الآخرين في عصره لم يفعلوا ذلك، وهو ادعاء له القليل من الأسس التاريخية. بدأت ردود الاعتذار اليهودية على مثل هذه الاتهامات في ألمانيا في القرن التاسع عشر بحجج أن اليهودية تكرم وترفع مكانة المرأة في المنزل والمجتمع من خلال إعفائها من الالتزامات الدينية للدراسة والصلاة العامة المفروضة على الرجال. جعلت طبيعة هذه التهم والتهم المضادة من الصعب التعبير عن انتقادات النسويات اليهودية للتمييز على أساس الجنس.
فتح العصر الحديث فرصًا دينية وتعليمية عامة ومجتمعية جديدة للنساء. فالضغط الناتج عن التغيرات في المجتمع العلماني الذي شجع النساء والرجال على الاستفادة من تكافؤ الفرص التعليمية والمهنية أثر على العالم اليهودي أيضًا. أسست الإصلاحات التعليمية في المجتمعات الأرثوذكسية والاسيدية في أوروبا الشرقية في أوائل القرن العشرين، بقيادة سارة * شنيرير، شبكة من المدارس للفتيات المتدينات، والمدارس الدينية الحاخامية الليبرالية التي تأسست في أوروبا والولايات المتحدة في الولايات المتحدة. سمح في أواخر القرن التاسع عشر لبعض النساء بحضور الدورات ، على الرغم من عدم تلقي رسامة حاخامية.
التصوف النسوي
الدين والنظم الابوية
التكاملية والمساواتية
التكاملية والمساواتية هن نظريتان فكرية لاهوتية في الأديان السماوية الثلاثة، تتعلقان بكيفية معاملة الدين للذكر والأنثى في المهام والحالة الإجتماعية، وإتخاذ القرارات على المستويات الشخصية والجماعية، تتفرع هذه الأفكار إلى تناول صورٍ عدة مثل: المساواة الاقتصادية، القانونية، الاجتماعية، وغيرهن من الصور.
التكاملية
في الإنجليزية (Complementarianism)، وهي وجهة نظر لاهوتية تنادي بأن الرجل والمرأة لدى كل منهن أدوارٍ مختلفة عن الآخر، ويكمل كلٍ منهما الآخر في المسؤوليات الإجتماعية والاقتصادية والسياسية.
المساواتية
في الانجليزية (Egalitarianism)، وهي وجهة نظر لاهوتية عكس التكاملية، تنادي بأن جميع الناس سواسية بغض النظر عن الجنس، وأن الرجل والمرأة متساويين بالحقوق والواجبات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
الحجاب والابوية
اللاهوت التحرري والتمييز الاقتصادي ضد النساء
الاستشراق واللاهوت التحرري
المصادر
مراجع
- ↑ https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf
- ↑ https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf
- ↑ https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf
- ↑ https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf
- ↑ مسلمات يسعين إلى إعادة تفسير دي-إن-إيه-البطريركية في القرآن - مساواة
- ↑ القرآن - سورة الأعراف الآية 189
- ↑ https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf