تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تنسيق الهوامش
سطر 48: سطر 48:  
لا يوجد قواعد بيانات كاملة يمكن الاعتماد عليها لتتبع مسار «دالكون شيلد» الدولي وبالأخص في العالم الثالث. تقارير مبعثرة بين منظمات دولية وهيئات حكومية، لا يوجد أرقامًا محددة ترسم حدود آثاره المميتة جغرافيًا واجتماعيًا في البلاد التي هبط عليها اللولب العنكبوتي، مثل: تونس وكينيا وإندونيسيا ونيجيريا والبرازيل والمكسيك وتغيب قواعد بياناته بالكامل في بلاد أخرى مثل مصر<ref>
 
لا يوجد قواعد بيانات كاملة يمكن الاعتماد عليها لتتبع مسار «دالكون شيلد» الدولي وبالأخص في العالم الثالث. تقارير مبعثرة بين منظمات دولية وهيئات حكومية، لا يوجد أرقامًا محددة ترسم حدود آثاره المميتة جغرافيًا واجتماعيًا في البلاد التي هبط عليها اللولب العنكبوتي، مثل: تونس وكينيا وإندونيسيا ونيجيريا والبرازيل والمكسيك وتغيب قواعد بياناته بالكامل في بلاد أخرى مثل مصر<ref>
 
  The Case of the Dalkon Shield by James Miller, Congressional Record Volume 145, Number 46 (مارس 1999)</ref>.
 
  The Case of the Dalkon Shield by James Miller, Congressional Record Volume 145, Number 46 (مارس 1999)</ref>.
استمرت الدعاوى القضائية الجماعية لسنوات طويلة وانضم لها ضحايا من بلاد خارج الولايات المتحدة الأمريكية رغمًا عن الحجج البليدة17 التي جردت غير الأمريكيات من الحقوق الدستورية في التقاضي، أي أن الدستور الأمريكي لا ينعم على الأجانب بأي من الحقوق الدستورية المكفولة لمواطنيه. دفعت التحركات النسوية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها القضاء إلى مد الدعوة لجبر ضرر ضحايا «دالكون شيلد» خارج حدود الولايات الأمريكية. بعد مهاترات وطول انتظار تسوية المستحقات المالية لضحايا «دالكون شيلد». سجلت [[نسوية]] أسترالية في قاعة المحكمة ضيقها بطول عملية التقاضي ولامت المماطلة على جهل بعض الضحايا في بلدان أخرى بحقهن في التقاضي. وفي محاولة أخيرة منه لإنجاز المهمة والتقاعد، عين القاضي الناظر بالدعاوى الجماعية محامًا للتواصل مع الضحايا خارج الولايات المتحدة الأمريكية، لضم نزاعاتهن للقضية الجماعية18. وحدد آخر موعد لرفع دعوى في 30 أبريل 1986.
+
استمرت الدعاوى القضائية الجماعية لسنوات طويلة وانضم لها ضحايا من بلاد خارج الولايات المتحدة الأمريكية رغمًا عن الحجج البليدة<ref>
 +
Washington and Lee Law Review III Bankruptcy and Creditors’ Rights,Volume 45, Issue 2 (مارس 1988)</ref> التي جردت غير الأمريكيات من الحقوق الدستورية في التقاضي، أي أن الدستور الأمريكي لا ينعم على الأجانب بأي من الحقوق الدستورية المكفولة لمواطنيه. دفعت التحركات النسوية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها القضاء إلى مد الدعوة لجبر ضرر ضحايا «دالكون شيلد» خارج حدود الولايات الأمريكية. بعد مهاترات وطول انتظار تسوية المستحقات المالية لضحايا «دالكون شيلد». سجلت [[نسوية]] أسترالية في قاعة المحكمة ضيقها بطول عملية التقاضي ولامت المماطلة على جهل بعض الضحايا في بلدان أخرى بحقهن في التقاضي. وفي محاولة أخيرة منه لإنجاز المهمة والتقاعد، عين القاضي الناظر بالدعاوى الجماعية محامًا للتواصل مع الضحايا خارج الولايات المتحدة الأمريكية، لضم نزاعاتهن للقضية الجماعية<ref>
 +
Dalkon Shield Overseas Victims, Off Our Back, Vol. 16, No.10, Building Non-Violent World (نوفمبر 1986)</ref>. وحدد آخر موعد لرفع دعوى في 30 أبريل 1986.
   −
من جانب آخر، رفضت بعض حكومات المنطقة الناطقة بالعربية التصريح لحملة الدعاية الدولية لرفع دعاوى قضائية ضد أ. هـ. روبنز، أو توزيع مواد معلوماتية بخصوص وسائل منع الحمل، من ضمنها: لبنان ومصر والسعودية والعراق والأردن والكويت وسوريا والبحرين. كما لم تستجب الحكومة المصرية للاقتراح المقدم من قبل لجنة صاحبات الدعاوى بإقامة مؤتمر صحفي ناطق باللغة العربية في مدينة القاهرة، بل وهددت القائمين عليه إذا حاولوا تناول موانع الحملة علانية19، وأرجعت بعض الحكومات في كل من البحرين ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان والسعودية وسوريا رفضها لطلب الوكالة الدولية الإعلامية القائمة على تشجيع الدعوة النساء للتقدم بدعاوى ضد الشركة الموزعة ببث أي رسائل تخص «دالكون شيلد» أو أي موانع حمل لـ«أسباب دينية وثقافية»20.
+
من جانب آخر، رفضت بعض حكومات المنطقة الناطقة بالعربية التصريح لحملة الدعاية الدولية لرفع دعاوى قضائية ضد أ. هـ. روبنز، أو توزيع مواد معلوماتية بخصوص وسائل منع الحمل، من ضمنها: لبنان ومصر والسعودية والعراق والأردن والكويت وسوريا والبحرين. كما لم تستجب الحكومة المصرية للاقتراح المقدم من قبل لجنة صاحبات الدعاوى بإقامة مؤتمر صحفي ناطق باللغة العربية في مدينة القاهرة، بل وهددت القائمين عليه إذا حاولوا تناول موانع الحملة علانية<ref>
 +
Vancouver Women’s Health Soc. v.A. H. Robins, United States Court Of Appeals, Fourth Circuit (يونيو 1987)</ref>، وأرجعت بعض الحكومات في كل من البحرين ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان والسعودية وسوريا رفضها لطلب الوكالة الدولية الإعلامية القائمة على تشجيع الدعوة النساء للتقدم بدعاوى ضد الشركة الموزعة ببث أي رسائل تخص «دالكون شيلد» أو أي موانع حمل لـ«أسباب دينية وثقافية»<ref>مصدر 19</ref>.
    
=== لماذا الآن «دالكون شيلد»؟ ===
 
=== لماذا الآن «دالكون شيلد»؟ ===
   −
لم تكن كارثة «دالكون شيلد» استثنائية، استمرت ألفتنا مع «بواقي التصدير» في السنوات اللاحقة. مثلما كان الحال مع «ديبو بروفيرا/ Depo Provera»، والذي شُحن للعالم الثالث قبل أن تلتئم جروح اللولب العنكبوتي، ورغم رفض هيئة الدواء والغذاء الأمريكية اعتماده كوسيلة منع حمل في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978، أشارت الهيئة في قرارها لتباين اعتبارات المنافع والمخاطر بين البلاد، وقالت إن لا مانع من استفادة غير الأمريكيين بوسائل لا يُسمح بها في الولايات المتحدة الأمريكية. وبصياغة أقل دبلوماسية وأكثر فجاجة اتكلت تبريرات اللجنة الاستشارية الملحقة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على فرضية أن مزايا «ديبو بروفيرا» تفوق مخاطره بالنسبة لنساء العالم الثالث21!
+
لم تكن كارثة «دالكون شيلد» استثنائية، استمرت ألفتنا مع «بواقي التصدير» في السنوات اللاحقة. مثلما كان الحال مع «ديبو بروفيرا/ Depo Provera»، والذي شُحن للعالم الثالث قبل أن تلتئم جروح اللولب العنكبوتي، ورغم رفض هيئة الدواء والغذاء الأمريكية اعتماده كوسيلة منع حمل في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978، أشارت الهيئة في قرارها لتباين اعتبارات المنافع والمخاطر بين البلاد، وقالت إن لا مانع من استفادة غير الأمريكيين بوسائل لا يُسمح بها في الولايات المتحدة الأمريكية. وبصياغة أقل دبلوماسية وأكثر فجاجة اتكلت تبريرات اللجنة الاستشارية الملحقة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على فرضية أن مزايا «ديبو بروفيرا» تفوق مخاطره بالنسبة لنساء العالم الثالث<ref>
في تتبع آثار «دالكون شيلد» في الأدبيات الأمريكية، أعيد النظر في لوم النساء المؤسسي والمجتمعي واتهامهن بالجهل والخرافة والدلع، كلما تذمرن من آثار جانبية مميتة لموانع حمل، لم يكترث صانعيها بالمستخدمات على الاطلاق. ظل صدى «دالكون شيلد» مسموعًا صداه في أرجاء المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي استضافته القاهرة عام 1994، من خلال مداخلات لوريتا روس حول انشغالها بالعدالة الإنجابية22.فذكراه ليست ببعيدة. استوقفني غيابه التام من كل المدخلات النسوية والبحثية المختصة بقراءة التوجهات والسلوكيات الإنجابية. خصوصًا مع غياب أي دليل يثبت توقف استخدامه وجبر ضرر ضحاياه في مصر مثلما آل إليه الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بلاد أخرى.
+
Depo Provera: New Developments in a Decade-Old Controversy, Rachel Benson Gold and Peters D. Willson, Guttmacher Institute, Volume 6, Number 4 (ديسمبر 1980)</ref>!
 +
في تتبع آثار «دالكون شيلد» في الأدبيات الأمريكية، أعيد النظر في لوم النساء المؤسسي والمجتمعي واتهامهن بالجهل والخرافة والدلع، كلما تذمرن من آثار جانبية مميتة لموانع حمل، لم يكترث صانعيها بالمستخدمات على الاطلاق. ظل صدى «دالكون شيلد» مسموعًا صداه في أرجاء المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي استضافته القاهرة عام 1994، من خلال مداخلات لوريتا روس حول انشغالها بالعدالة الإنجابية<ref>
 +
22 Center for Women’s Global Leadership: From Vienna to Beijing: The Cairo Hearing on Reproductive Health and Human Rights at the United Nations International Conference on Population and Development (سبتمبر 1994)</ref>. فذكراه ليست ببعيدة. استوقفني غيابه التام من كل المدخلات النسوية والبحثية المختصة بقراءة التوجهات والسلوكيات الإنجابية. خصوصًا مع غياب أي دليل يثبت توقف استخدامه وجبر ضرر ضحاياه في مصر مثلما آل إليه الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بلاد أخرى.
    
استخلصت من حصيلة رحلة بحثي المستعجل للوصول لأي كتابات باللغة العربية أو أقرب جغرافيًا عن اللولب العنكبوتي أونلاين، كتابات سطرها رجال ناقدون للتنمية الدولية والمعونة الأمريكية على أسس قومية ودينية، واستخدموا كارثة «دالكون شيلد» للتدليل على أضرار برامج تنظيم الأسرة على النساء والمجتمعات في طرحهم. لم أتمكن من الوصول أونلاين إلى إعتراضات الدكتورة الراحلة نوال السعداوي على «دالكون شيلد» في مصر كما ذكرت الدكتورة آمال عبد الهادي أثناء مقابلة معها في شتاء 2020.
 
استخلصت من حصيلة رحلة بحثي المستعجل للوصول لأي كتابات باللغة العربية أو أقرب جغرافيًا عن اللولب العنكبوتي أونلاين، كتابات سطرها رجال ناقدون للتنمية الدولية والمعونة الأمريكية على أسس قومية ودينية، واستخدموا كارثة «دالكون شيلد» للتدليل على أضرار برامج تنظيم الأسرة على النساء والمجتمعات في طرحهم. لم أتمكن من الوصول أونلاين إلى إعتراضات الدكتورة الراحلة نوال السعداوي على «دالكون شيلد» في مصر كما ذكرت الدكتورة آمال عبد الهادي أثناء مقابلة معها في شتاء 2020.
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح