وثيقة:أصل الخرافة أمريكاني
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | نانا أبو السعود |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | مدى مصر |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://www.madamasr.com/ar/2021/09/26/opinion/u/أصل-الخرافة-أمريكاني/
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | https://archive.is/0IAdC
|
هذا المقال أول مقالين عن العدالة الإنجابية للباحثة نانا أبو السعود. نشر هذا المقال في اليوم العالمي لوسائل لمنع الحمل، والمقال الثاني في اليوم العالمي للإجهاض الآمن.
قد توجد وثائق أخرى مصدرها مدى مصر
إذا قررت الاحتفال بعيد الهالوين، سألصقه على خدي، هذا الجهاز الصغير غير المألوف شكله للكثير، استحضارًا لقدراته السحرية على التحرك من أسفل إلى أعلى بانسايبية لا يراها الآخرون. يخترق كل الأعضاء ويتسلل إلى المخ ولا تراه عين أبدًا أسفل خد إحداهن. غير قادرة على تفسير التخوفات من جهاز اٌختبر وأثبتت كفاءته من قبل المؤسسات الطبية، اعتقدت أن أفضل طريقة للتعامل مع عجزي على تفسير الخرافة هي التندر بها على نحو يهلع منه الجميع. كما تقول الخرافة، إن اللولب ممكن «يسرح ع القلب والمخ».
تدور بعض من أسباب عزوف النساء عن استخدام اللولب بسمعته السيئة وقليل من الخرافات تتنوع في تفاصيلها، وتتسق في رعبها. الوضع تغير كثيرًا الآن. ولكن كيف بدأت الخرافة؟
في عام 1974، قررت لوريتا تركيب «دالكون شيلد» بناءً على مشورة طبيبها الذي لجأت إليه بعد أن حملت مرتين بلا تخطيط. لمدة ستة أشهر، عانت لوريتا وشكت من ألم شديد لم تسكنه مشورة طبيبها الذي أرجع العدوى المسببة للألم إلى علاقتها الجنسية مع الجنود الأمريكان العائدين من فيتنام، والتي نقلت لها عدوى تناسلية نادرة. لم تصحح لوريتا كذب فرضيته العنصرية عن طبيعة علاقتها، ولم يكن بإمكانها التوجه لطبيب آخر لمحدودية ترتيبات الرعاية الصحية المتاحة لها. ولكنها لم تكن الوحيدة في الإحساس بأن لا أحد يسمع ألمها، فقد شاركتها نساء كثيرات تكررت شكواهن من ألم شديد وإرهاق وإغماءات على مسامع أطباء. بعد الالتزام بالروشتات وتكذيب نفسها، لم تقدر لوريتا على تحمل المزيد من الألم. في عشية ذهابها لاستشارة طبيب آخر، فقدت وعيها في المنزل وفاقت في المستشفى على خبر استئصال رحمها دون موافقتها. فقدت قدرتها على الإنجاب، ولم يعد في مقدورها التخطيط له بعد إتمام دراستها كما كانت تريد. تمكنت لوريتا من سحب ملفها الطبي وذهبت به لطبيب آخر والذي أكد لها أنه كان بالإمكان إزالة «دالكون شيلد» حين اشتد عليها الألم وقبل استئصال رحمها[1]. لم تكن لوريتا الوحيدة التي أوهمتها المشورة الطبية أن العيب فيها أو بممارستها فقد دفعت الآلاف من النساء ثمن تحيزات الأطباء العنصرية والكارهة لهن بفقد القدرة على الإنجاب قسريًا أو بالتعايش مع مضاعفات لم تكن في الحسبان. منذ ظهوره في الأسواق عام 1971، أعتمدت الحملات الترويجية لـ«دالكون شيلد» في الولايات المتحدة الأمريكية وبورتوريكو على أنه بديل أفضل لحبوب منع الحمل المسببة للتجلط في الدم وتزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان. بعد مرور ثلاث سنوات على استخدامه الواسع في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، تسبب «دالكون شيلد» في التهابات حادة بالرحم وإجهاض الآلاف من النساء. كانت مبيعاته وصلت إلى أكثر من 3.5 مليون وحدة في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سحبه من الأسوق بضغط من الحكومة عام 1974، بعد أن تسبب في وفاة 18 حالة جراء مضاعفاته إلى جانب 400 ألف دعوى قضائية ضد الشركة الموزعة أ. هـ. روبنز[2]. عندما بلغت الخسائر أقصاها، كلف مركز تنظيم الوالدية (Planned Parenthood) عياداته بالتوقف عن وصف وصرف «دالكون شيلد» للعميلات[3] عبر الولايات الأمريكية. أرجعت بعض التحليلات اللاحقة أسباب وقوع الخسائر البشرية إلى غياب بروتوكول مُلزم لمقدمي الرعاية الصحية بإجراء فحص روتيني للعدوى المنقولة جنسيًا قبل وبعد تركيب اللولب، وكان الاختراع المميت السبب في جعل هذا الفحص خطوة إلزامية لتركيب اللولب فيما بعد. بالإضافة إلى أنه لم يخضع لرقابة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية كونه جهازًا وليس دواءً، انحصرت توجيهات هيئة الغذاء والدواء على رقابة الأدوية وتداولها[4] أنذاك. وترتب على الضرر الذي سببه «دالكون شيلد» تعديلات جوهرية، في عام 1976، وسعت من صلاحيات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في إدارة وسائل منع الحمل، ما أثر بالسلب لعقود من بعدها على تنوع وسائل منع الحمل المتاحة في الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا لوضعها تحت أطر تنظيمية صارمة. هدفت تلك التعديلات لدحض احتمالات تكرار الكارثة، التي امتد أثرها عبر أجيال، ونفرت النساء الأمريكيات من استخدام اللولب حتى بعد أن طور بشكل آمن[5]. لم يرجع اللولب في الظهور في الأسواق الأمريكية بعد فاجعة «دالكون شيلد» حتى عام 1984[6].
نشأة «دالكون شيلد»
قبل أن يرتبط اسمه محليًا وعالميًا بعجرفة المؤسسة الطبية وتجاوزاتها التاريخية بحق النساء في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، كانت تبغضه أيضًا قاعات المحاضرات كما روى ابن هيو ديفيز مبتكر «دالكون شيلد» في مقابلة صحفية. كان هيو ديفيز من أعلام مجالات صحة النساء وتنظيم الأسرة بجامعة جون هوبكنز، وترأس عددًا من الوفود الطبية إلى بلاد أمريكا الجنوبية لنقل خبرته في منع الحمل والتعقيم[7]، فور عودته من إقامة مهنية في الدنمارك اندمج مع الانشغال العام بالزيادة السكانية في الولايات المتحدة الأمريكية، وشمل هوسه العلمي مثل أقرانه إيجاد حل لتدارك إخفاقات حبوب منع الحمل والسيطرة على الزيادة السكانية. وأثناء محاولاته المتكررة لصناعة جهاز يمنع الحمل، ألتقى هيو بمهندس كهربائي يدعى إرون ليرنر، كان الأخير متحمس لتسويق منتجات جديدة فقد افتتح مصنع لتوه. وقد كان «دالكون شيلد». عجلت عجرفة هيو ديفيز من دراسة المنتج الجديد ليهرول بنشر نتائج دراسة غير مكتملة للإشادة به في الدوريات الطبية خلال عام واحد بدون نسب الاختراع الجديد لنفسه ولا الإشارة إلى نسبته في الأرباح المتوقعة بعد طرحه في الأسواق[8]! كشفت التحقيقات لاحقًا ضعف استخلاصات هذه الدراسة فقد بُنت حججها على عينة صغيرة وخلال إطار زمني قصير جدًا. وفي عام 1971، تزامن طرح «دالكون شيلد» في الأسواق العالمية مع إصدار كتاب موجه للأطباء من تأليف هيو ديفيز ساهم في زيادة المبيعات وبالتبعية زيادة أرباحه الشخصية[9]. بعد ستة أشهر من استخدام سلطاته العلمية في الترويج لمنتجه الجديد، اشترت شركة أ. هـ. روبنز اللولب الجديد مع حفظ حصة من الأرباح السنوية لمخترعه على مدار الثلاث سنوات اللاحقة[10]. حاولت بعض الكتابات تفكيك مزيج اسم «دالكون» إلى جمعه لأسماء الرجال القائمين عليه: (د) ديفيز و (ل) ليرنر و(ك) روبرت كوهين – محامي ليرنر، ويُقال إن دلالة «شيلد» (بمعنى درع shield) مستلهمة من الدرع البوليسي [11]. أنظر إلى شكله على مطبوعات نسوية بينما أرى المجاز ويتملكني الامتعاض. في بعض الأدبيات يُشار له بـ «اللولب العنكبوتي» وصفًا لأسنانه على الجانبين المستخدمة لتثبيته، أما بالنسبة للخيط الذي ميز «دالكون شيلد» وسهل تسويقه كأداة يسهل تركيبها وتثبيتها وإزالتها باعتباره أفضل من «الحباية» في كل الأحوال، فقد كان مثل الكابل يتكون من أسلاك ملفوفة حول بعضها. وما لم يسوق هو أن الفراغات بين الأسلاك شكلت مسارًا تمر منه البكتريا من المهبل إلى الرحم، بمقارنته بأنواع أخرى من موانع الحمل، استخلص مركز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية، أن النساء المستخدمات للولب العنكبوتي أكثر عرضة لالتهابات الحوض مقارنة بغيرهن من مستخدمات أنواع أخرى من اللولب[12].
التقاضي
غرقت الشركة الموزعة أ. هـ. روبنز في التسويات المالية للدعاوى الجماعية المقامة ضدها وأعلنت إفلاسها على إثرها عام 1985[13]، وتراءى لقيادتها التصرف في المرتجع من «دالكون شيلد». في هذه الأثناء كانت برامج تنظيم الأسرة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد مدت جذورها شرقًا وجنوبًا أو بلغة أدق تاريخيًا: فقد مدت جذورها في العالم الثالث. تواصل مدير الدعاية الدولية بشركة روبنز مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وعرض المنتج الأمثل للتحكم في الزيادة السكانية وتنظيم الأسرة حول العالم وخارج الولايات المتحدة الأمريكية بخصومات بالجملة تصل إلى 48%. في عام 1972، وافق بحماسة[14] ريمرت ت. رافينهولت مدير مكتب السكان بالوكالة الأمريكية للتعاون الدولي والأب الروحي للمسح الديمغرافي الصحي[15] مسحًا. يقدم برنامج المسوح السكانية الصحية منذ عام 1984 ،الدعم التقني لتصميم وتنفيذ ومراجعة مسوح صحية وديموغرافية تتنوع بين: المسح السكاني الصحي DHS، مسح مؤشرات الإيدز AIS ،مسح تقييمي للمرافق والخدمات الصحية SPA ،مسح مؤشر الملاريا MIS، وأشكالًا أخرى من الاستطلاعات والمسوح التي يقدمها البرنامج إلى الدول النامية بدعم مالي من الوكالة الأمريكية للتنمية USAID ،بطلب مباشر من البلاد الم ُنفذة للمسح للتعاون مع بعثة DHS أو عبر أطر أخرى من المنح الدولية.</ref> على عرض شركة روبنز. لطالما هوس ريمرت بالزيادة السكانية في العالم الثالث وعمل بدأب على كبحها. حصلت الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي على 700 ألف وحدة من «دالكون شيلد»، وبلغت حصة المركز الدولي لتنظيم الوالدية (International Parenthood Federation) منها أكثر من النصف بقليل ووزع باقي الكمية على صندوق پاثفيندر والمجلس الدولي للسكان والمساعدة الدولية لتنظيم الأسرة. كُبت شحن اللولب العنكبوتي بفوقية مميتة للعالم الثالث تعدت حدود المجاز والرمزية لما تم تعبئته دون تعقيم في علب أحذية! اعتمادًا من الشركة الموزعة على البلاد المستفيدة من سخاء المعونة بتعقيمه قبل استخدامه، ومع ذلك وفرت الشركة الموزعة كتيب إرشادات استخدام واحد مع كل 1000 وحدة باللغات الإنجليزية والإسبانية والفرنسية فقط، وأداة تركيب واحدة مع كل عشر وحدات «دالكون شيلد». لا يوجد قواعد بيانات كاملة يمكن الاعتماد عليها لتتبع مسار «دالكون شيلد» الدولي وبالأخص في العالم الثالث. تقارير مبعثرة بين منظمات دولية وهيئات حكومية، لا يوجد أرقامًا محددة ترسم حدود آثاره المميتة جغرافيًا واجتماعيًا في البلاد التي هبط عليها اللولب العنكبوتي، مثل: تونس وكينيا وإندونيسيا ونيجيريا والبرازيل والمكسيك وتغيب قواعد بياناته بالكامل في بلاد أخرى مثل مصر[16]. استمرت الدعاوى القضائية الجماعية لسنوات طويلة وانضم لها ضحايا من بلاد خارج الولايات المتحدة الأمريكية رغمًا عن الحجج البليدة[17] التي جردت غير الأمريكيات من الحقوق الدستورية في التقاضي، أي أن الدستور الأمريكي لا ينعم على الأجانب بأي من الحقوق الدستورية المكفولة لمواطنيه. دفعت التحركات النسوية في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها القضاء إلى مد الدعوة لجبر ضرر ضحايا «دالكون شيلد» خارج حدود الولايات الأمريكية. بعد مهاترات وطول انتظار تسوية المستحقات المالية لضحايا «دالكون شيلد». سجلت نسوية أسترالية في قاعة المحكمة ضيقها بطول عملية التقاضي ولامت المماطلة على جهل بعض الضحايا في بلدان أخرى بحقهن في التقاضي. وفي محاولة أخيرة منه لإنجاز المهمة والتقاعد، عين القاضي الناظر بالدعاوى الجماعية محامًا للتواصل مع الضحايا خارج الولايات المتحدة الأمريكية، لضم نزاعاتهن للقضية الجماعية[18]. وحدد آخر موعد لرفع دعوى في 30 أبريل 1986.
من جانب آخر، رفضت بعض حكومات المنطقة الناطقة بالعربية التصريح لحملة الدعاية الدولية لرفع دعاوى قضائية ضد أ. هـ. روبنز، أو توزيع مواد معلوماتية بخصوص وسائل منع الحمل، من ضمنها: لبنان ومصر والسعودية والعراق والأردن والكويت وسوريا والبحرين. كما لم تستجب الحكومة المصرية للاقتراح المقدم من قبل لجنة صاحبات الدعاوى بإقامة مؤتمر صحفي ناطق باللغة العربية في مدينة القاهرة، بل وهددت القائمين عليه إذا حاولوا تناول موانع الحملة علانية[19]، وأرجعت بعض الحكومات في كل من البحرين ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان والسعودية وسوريا رفضها لطلب الوكالة الدولية الإعلامية القائمة على تشجيع الدعوة النساء للتقدم بدعاوى ضد الشركة الموزعة ببث أي رسائل تخص «دالكون شيلد» أو أي موانع حمل لـ«أسباب دينية وثقافية»[20].
لماذا الآن «دالكون شيلد»؟
لم تكن كارثة «دالكون شيلد» استثنائية، استمرت ألفتنا مع «بواقي التصدير» في السنوات اللاحقة. مثلما كان الحال مع «ديبو بروفيرا/ Depo Provera»، والذي شُحن للعالم الثالث قبل أن تلتئم جروح اللولب العنكبوتي، ورغم رفض هيئة الدواء والغذاء الأمريكية اعتماده كوسيلة منع حمل في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978، أشارت الهيئة في قرارها لتباين اعتبارات المنافع والمخاطر بين البلاد، وقالت إن لا مانع من استفادة غير الأمريكيين بوسائل لا يُسمح بها في الولايات المتحدة الأمريكية. وبصياغة أقل دبلوماسية وأكثر فجاجة اتكلت تبريرات اللجنة الاستشارية الملحقة بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على فرضية أن مزايا «ديبو بروفيرا» تفوق مخاطره بالنسبة لنساء العالم الثالث[21]! في تتبع آثار «دالكون شيلد» في الأدبيات الأمريكية، أعيد النظر في لوم النساء المؤسسي والمجتمعي واتهامهن بالجهل والخرافة والدلع، كلما تذمرن من آثار جانبية مميتة لموانع حمل، لم يكترث صانعيها بالمستخدمات على الاطلاق. ظل صدى «دالكون شيلد» مسموعًا صداه في أرجاء المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي استضافته القاهرة عام 1994، من خلال مداخلات لوريتا روس حول انشغالها بالعدالة الإنجابية[22]. فذكراه ليست ببعيدة. استوقفني غيابه التام من كل المدخلات النسوية والبحثية المختصة بقراءة التوجهات والسلوكيات الإنجابية. خصوصًا مع غياب أي دليل يثبت توقف استخدامه وجبر ضرر ضحاياه في مصر مثلما آل إليه الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بلاد أخرى.
استخلصت من حصيلة رحلة بحثي المستعجل للوصول لأي كتابات باللغة العربية أو أقرب جغرافيًا عن اللولب العنكبوتي أونلاين، كتابات سطرها رجال ناقدون للتنمية الدولية والمعونة الأمريكية على أسس قومية ودينية، واستخدموا كارثة «دالكون شيلد» للتدليل على أضرار برامج تنظيم الأسرة على النساء والمجتمعات في طرحهم. لم أتمكن من الوصول أونلاين إلى إعتراضات الدكتورة الراحلة نوال السعداوي على «دالكون شيلد» في مصر كما ذكرت الدكتورة آمال عبد الهادي أثناء مقابلة معها في شتاء 2020.
أنظر بأثر رجعي، أجد تفسيرًا لتندري بالخرافة بدلا من البحث عن أصولها، استمالة للدليل العلمي والتجارب الطبية الناجحة، بالسخرية من تخوفات تناقلتها أجيال من النساء هنا وفي كل مكان، لأنها ببساطة غير صحيحة علميًا وغير قابلة للتحقق وفقًا لمحدودية اطلاعي على التاريخ الذي شكل تلك الخرافات. كنت في هذه المرحلة المهنية مقتنعة بالأهمية التكتيكية للتوليف بين سلطة الأطباء واحتياجات النساء لتحقيق حقوقهن الإنجابية. بمعنى استخدام صلاحيات الأطباء في إقناع النساء بالممارسات السليمة لموانع الحمل بما أن الهدف المشترك -على الأقل نظريًا، تقديم خدمات صحية تستجيب لاحتياجات النساء الإنجابية. الآن، صرفت النظر بعد أن فشلت محاولتي فشلًا ذريعًا.
ما تعلمته في السنوات الأخيرة، وبالأخص بعد التعرض لتاريخ اللولب العنكبوتي، أن هناك دائمًا أصل للخرافة. لا يزال محتواها غير صحيح، بالتأكيد لا يسرح اللولب داخل الجسم ليستقر على القلب وفي المخ، ولكن فحواها دقيق فيما يبثه من رعب في المتلقية ويجنبها مشاق تكنولوجية لا تأخذها على محمل الجد. أصل واحدة من الخرافات المصاحبة للولب هي تاريخه المرعب وتجارب استباحة أجسام النساء من قبل الحكومات والمؤسسات الطبية مجتمعة.
أتأمل الهلع من الزيادة السكانية كثيرًا، فهو ليس بجديد، منذ الستينيات وتبث الولايات المتحدة الأمريكية بخوفها من الزيادة السكانية عبر الحدود ومن خلال برامجها الإنمائية للبلدان النامية. لا أنوي تناول إخفاقات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في هذه المقالة سأقوم بذلك لاحقًا. كما لا أنوي المساهمة بحثيًا في أي توجهات تستخدم «دالكون شيلد» كمادة لزعزعة حقوق النساء في الحصول على والنفاذ إلى وسائل منع حمل وخدمات صحة إنجابية حتى إن كانت جهاتها التمويلية لديها تصورات أخرى لا تكترث لاحتياجاتهن الصحية. فقد جرت العادة للمجموعات الطائفية بشيطنة كل محاولة تخلخل تفسيراتهم الدينية المعادية لموانع الحمل والحقوق الإنجابية ونعتها كـ «أجندة غربية». لا أرى جدوى للتحالف مع أي من الجانبين، هما وجهان لعملة واحدة. لكن أعتبر هذه المقالة مساهمة للتعرف على تاريخنا وفهم أصل الخرافات لنكون سردياتنا ونغزل منها أدبيات ومعرفة نسوية ليست أمريكاني.
هوامش
- ↑ CHOICE/LESS, The Backstory: Loretta Ross on the Dalkon Shield Disaster (يونيو 2017)
- ↑ 2 Dalkon Shield Litigation Papers Donated to Harvard Law School (أبريل 2001)
- ↑ Planned Parenthood Bans Dalkon Shield (يونيو 1974)
- ↑ From the Dalkon Shield to Britney Spears’ IUD: Why Diverse Teams Need to Be Involved In Contraceptive Design (يوليو 2021)
- ↑ Current Trends IUD Safety: Report of Nationwide Physician Survey (أكتوبر 1997)
- ↑ 6 Long Tail Strings: Impact of Dalkon Shield 40 Years Later (سبتمبر 2014)
- ↑ 7 The Baltimore Sun: Destroyed by his own invention Hugh Davis had it all: a promising career at Johns Hopkins, an international reputation and a string of important medical discoveries. But the Dalkon Shield broke him – as a scientist and as a father. (أكتوبر 1998)
- ↑ مصدر 7
- ↑ عنوان الكتاب الذي ألفه هيو ديفيز: Intrauterine Devices for Contraception
- ↑ مصدر 7
- ↑ مصدر 7
- ↑ Current trends IUD safety: Report of a nationwide physician survey, Centers for Disease Control and Prevention (أكتوبر 1997)
- ↑ Family Behind Robins Company Out of the Business Now, Associated Press (إبريل 1990)
- ↑ United States Agency for International Development (USAID) Contributions to International Population Programs, Reimert T. Ravenholt, International Journal for Health Services, Vol. 3, No. 4, Special Issue: Population Growth in International Perspective.
- ↑ United States Agency for International Development (USAID) Contributions to International Population Programs, Reimert T. Ravenholt, International Journal for Health Services, Vol. 3, No. 4, Special Issue: Population Growth in International Perspective.
- ↑ The Case of the Dalkon Shield by James Miller, Congressional Record Volume 145, Number 46 (مارس 1999)
- ↑ Washington and Lee Law Review III Bankruptcy and Creditors’ Rights,Volume 45, Issue 2 (مارس 1988)
- ↑ Dalkon Shield Overseas Victims, Off Our Back, Vol. 16, No.10, Building Non-Violent World (نوفمبر 1986)
- ↑ Vancouver Women’s Health Soc. v.A. H. Robins, United States Court Of Appeals, Fourth Circuit (يونيو 1987)
- ↑ مصدر 19
- ↑ Depo Provera: New Developments in a Decade-Old Controversy, Rachel Benson Gold and Peters D. Willson, Guttmacher Institute, Volume 6, Number 4 (ديسمبر 1980)
- ↑ 22 Center for Women’s Global Leadership: From Vienna to Beijing: The Cairo Hearing on Reproductive Health and Human Rights at the United Nations International Conference on Population and Development (سبتمبر 1994)