تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 206: سطر 206:  
ألا تشكّل القدرة على مشاركة العاطفة الأمومية من خلال هذه البهجة اللغوية طريقة لتوفير حضور أمومي أكثر حرية بكثير من الأم المفرطة في حضورها، والتي لا تزال ابنتها تعتمد عليها؟
 
ألا تشكّل القدرة على مشاركة العاطفة الأمومية من خلال هذه البهجة اللغوية طريقة لتوفير حضور أمومي أكثر حرية بكثير من الأم المفرطة في حضورها، والتي لا تزال ابنتها تعتمد عليها؟
   −
'''3-''' يقودني هذا إلى قدرة ولَه الأمهات على التسامي. فقط لأنّ ولَه الأم هو تسامٍ مستمر، يصبح الإبداع عند الطفل ممكناً. يعتمد اكتساب الطفل للغة والقدرة على التفكير على دعم الأم بقدر ما يعتمد على وظيفة الأب. كيف يمكن للطفل تعلّم اللغة لو كانت النساء غير مناسبات للتسامي كما ألمحَ فرويد؟ ربما ورّطَ مؤسّس التحليل النفسي نفسه بطرد المرأة من جنّة التسامي بشكل متعجّل بناءً على هيوجيّة هستيريّة، مُقاوِمة للترميز، كان قد لاحظها عند النساء. في حين أن ولَه الأم على عكس الهستيريا، يعمل على تحويل الرغبة الجنسيّة بطريقة يتمّ فيها إرجاء الجنسنة (Sexualization)<ref> وهي عملية إضفاء الطابع الشهواني على الواقع، عن طريق إسقاط المشاعر الإيروسية على العالم الخارجي. (المترجم)</ref> بواسطة الميل نحو الحنان. في الوقت نفسه يصل الانسجام النرجسي، مقترناً بوجهه الآخر السوداوي<ref>< كما رأينا في مقطع سابق، فإن لنرجسية الأم دَورين: الأول يدعم أنا الأم ويعززها، والثاني يزعزعها ويخلخل هويتها. عن تجاور هذين الدورين المتضادين ينشأ ما يسمى «الجنون الأمومي». (المترجم)/ref>، إلى نقطة «جنون الأم» الذي يحكم قبضته عليها تماماً، مما يفسح المجال لما سأسميه «دورة التسامي» حيث تأخذ الأم موقعاً لنفسها متمايزاً عن مولودها الجديد.
+
'''3-''' يقودني هذا إلى قدرة ولَه الأمهات على التسامي. فقط لأنّ ولَه الأم هو تسامٍ مستمر، يصبح الإبداع عند الطفل ممكناً. يعتمد اكتساب الطفل للغة والقدرة على التفكير على دعم الأم بقدر ما يعتمد على وظيفة الأب. كيف يمكن للطفل تعلّم اللغة لو كانت النساء غير مناسبات للتسامي كما ألمحَ فرويد؟ ربما ورّطَ مؤسّس التحليل النفسي نفسه بطرد المرأة من جنّة التسامي بشكل متعجّل بناءً على هيوجيّة هستيريّة، مُقاوِمة للترميز، كان قد لاحظها عند النساء. في حين أن ولَه الأم على عكس الهستيريا، يعمل على تحويل الرغبة الجنسيّة بطريقة يتمّ فيها إرجاء الجنسنة (Sexualization)<ref>وهي عملية إضفاء الطابع الشهواني على الواقع، عن طريق إسقاط المشاعر الإيروسية على العالم الخارجي. (المترجم)</ref> بواسطة الميل نحو الحنان. في الوقت نفسه يصل الانسجام النرجسي، مقترناً بوجهه الآخر السوداوي<ref> كما رأينا في مقطع سابق، فإن لنرجسية الأم دَورين: الأول يدعم أنا الأم ويعززها، والثاني يزعزعها ويخلخل هويتها. عن تجاور هذين الدورين المتضادين ينشأ ما يسمى «الجنون الأمومي». (المترجم)</ref>، إلى نقطة «جنون الأم» الذي يحكم قبضته عليها تماماً، مما يفسح المجال لما سأسميه «دورة التسامي» حيث تأخذ الأم موقعاً لنفسها متمايزاً عن مولودها الجديد.
    
لاحظ فرويد دورة شبيهة في عملية رواية وسماع النكات. ففي واقع الأمر، يعمل راوي النكتة على تحييد عواطفه الذاتية من خلال إيصال فكرة النكتة السطحية (نص النكتة): فهو يتراجع عن دوافعه وأفكاره الكامنة ويستثمر طاقته النفسية فقط في ردّة فعل المستمع. تتضاعف متعة الراوي عندما يفهم المستمع المعنى الخفي للنكتة، وإن كان في النكتة فخّ، فسيشعر المستمع بمتعة غامضة عندما يفهم أنه قد وقع في الفخ.
 
لاحظ فرويد دورة شبيهة في عملية رواية وسماع النكات. ففي واقع الأمر، يعمل راوي النكتة على تحييد عواطفه الذاتية من خلال إيصال فكرة النكتة السطحية (نص النكتة): فهو يتراجع عن دوافعه وأفكاره الكامنة ويستثمر طاقته النفسية فقط في ردّة فعل المستمع. تتضاعف متعة الراوي عندما يفهم المستمع المعنى الخفي للنكتة، وإن كان في النكتة فخّ، فسيشعر المستمع بمتعة غامضة عندما يفهم أنه قد وقع في الفخ.
staff
2٬190

تعديل

قائمة التصفح