تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 127: سطر 127:  
تسببت النظم الاقتصادية المركزية التي جلبها الاستعمار، كما تناقش أكوا بريتووم (2006)، بتغييب عمل النساء عبر تخريب العلاقات التقليدية بين الأسر والمجتمعات وحدود السوق، ما شوه تعريف [[هوية جندرية|الهويات الجندرية]] ضد مصالح النساء. في حالة النوبيين/ات بعد التهجير، نجحت النظم الاقتصادية الخاضعة لسيطرة الدولة بالتخلص التدريجي من القيمة العاطفية التي كانت حجر الأساس في الروحية النوبية، وعاملًا محددًا للأدوار الجندرية النوبية. ولكن، تغيرت هذه العقود الجندرية مع تغير مؤسسات القوة. كما تناقش باتلر (1988)، الأدوار الجدرية هي نتاج المصالح السياسية للحائزين على السلطة. لذا، يقاوم اقتصاد الظل النظام المركزي وتهميشه للنوبيين/ات ووظائف رفاههم/ن، ليستعيد ويعتمد على العقود الجندرية النوبية البلدية/الأصلية، التي تقدر العمل الرعائي والخدمة المجتمعية. بعبارة أخرى، تصنع شبكة الظل مكانًا يتيح الهروب من الأدوار الجندرية للمؤسسة السياسية الرسمية.
 
تسببت النظم الاقتصادية المركزية التي جلبها الاستعمار، كما تناقش أكوا بريتووم (2006)، بتغييب عمل النساء عبر تخريب العلاقات التقليدية بين الأسر والمجتمعات وحدود السوق، ما شوه تعريف [[هوية جندرية|الهويات الجندرية]] ضد مصالح النساء. في حالة النوبيين/ات بعد التهجير، نجحت النظم الاقتصادية الخاضعة لسيطرة الدولة بالتخلص التدريجي من القيمة العاطفية التي كانت حجر الأساس في الروحية النوبية، وعاملًا محددًا للأدوار الجندرية النوبية. ولكن، تغيرت هذه العقود الجندرية مع تغير مؤسسات القوة. كما تناقش باتلر (1988)، الأدوار الجدرية هي نتاج المصالح السياسية للحائزين على السلطة. لذا، يقاوم اقتصاد الظل النظام المركزي وتهميشه للنوبيين/ات ووظائف رفاههم/ن، ليستعيد ويعتمد على العقود الجندرية النوبية البلدية/الأصلية، التي تقدر العمل الرعائي والخدمة المجتمعية. بعبارة أخرى، تصنع شبكة الظل مكانًا يتيح الهروب من الأدوار الجندرية للمؤسسة السياسية الرسمية.
   −
ولكن، كيف نصالح المرأة التي تستحضر العقد الجندري البلدي/الأصلي في نشاطاتها، مع من يقلص مساهمتها ويعتبرها غير مهمة؟ تفيد نظرية جوديت باتلر (1988) حول ممارسات الجندر، أن الجندر نتاج المصالح السياسية. يفرض على النساء النوبيات، في تهجيرهن، مواجهة مصالح متضاربة: تلك التي تنفع شعبهن ضمن إطار النظام المركزي (مثلًا ممارسة الأدوار الجندرية كما يحددها هذا النظام لتعتبر مستقلة ماديًا)، وتلك التي تبدو مفيدة للحاجة الاقتصادية (مثلًا البدء بمشروع أو إدارة جمعية للقروض الصغيرة). كنتيجة لذلك، تتنقل المرأة النوبية بين أداء جندري وآخر، وفقًا للظروف، مجسدة تناقضاتها الشديدة.
+
ولكن، كيف نصالح المرأة التي تستحضر العقد الجندري البلدي/الأصلي في نشاطاتها، مع من يقلص مساهمتها ويعتبرها غير مهمة؟ تفيد نظرية [[جوديث بتلر|جوديت باتلر]] (1988) حول ممارسات الجندر، أن [[الجندر]] نتاج المصالح السياسية. يفرض على النساء النوبيات، في تهجيرهن، مواجهة مصالح متضاربة: تلك التي تنفع شعبهن ضمن إطار النظام المركزي (مثلًا ممارسة الأدوار الجندرية كما يحددها هذا النظام لتعتبر مستقلة ماديًا)، وتلك التي تبدو مفيدة للحاجة الاقتصادية (مثلًا البدء بمشروع أو إدارة جمعية للقروض الصغيرة). كنتيجة لذلك، تتنقل المرأة النوبية بين أداء جندري وآخر، وفقًا للظروف، مجسدة تناقضاتها الشديدة.
    
يمكننا الاستعانة بعمل الفيلسوفة فيرجينيا هيلد "أخلاق الرعاية" (2005)، للرد على النظام الأخلاقي العام. يدرك الإطار الأخلاقي الذي يقر بقيمة العمل الرعائي أن الاقتصادات لا تنتج عن قدرة المصلحة الشخصية وحدها؛ بل، بقدرة قوة الرعاية على انتاج اقتصادات وثروات، مثل ما فعلت النساء النوبيات المهجرات. بدلًا من اعتبار القانون والحكومة أو الاقتصاد عوامل مركزية للمجتمع، تعتبر أخلاق الرعاية أن تربية الأطفال وتنمية الثقة بين أعضاء المجتمع شؤونًا أكثر أهمية (هيلد 2005). وعلى الرغم من أن طروحات هيلد تقصد العمل الانجابي، لكنها قابلة للتطبيق على اقتصاد الظل النوبي، لأنها توفر نمطًا بديلًا تختلف فيه الأولويات. لذا، يصبح تدفق الموارد قابلًا للتحرك في اتجاهات مختلفة.
 
يمكننا الاستعانة بعمل الفيلسوفة فيرجينيا هيلد "أخلاق الرعاية" (2005)، للرد على النظام الأخلاقي العام. يدرك الإطار الأخلاقي الذي يقر بقيمة العمل الرعائي أن الاقتصادات لا تنتج عن قدرة المصلحة الشخصية وحدها؛ بل، بقدرة قوة الرعاية على انتاج اقتصادات وثروات، مثل ما فعلت النساء النوبيات المهجرات. بدلًا من اعتبار القانون والحكومة أو الاقتصاد عوامل مركزية للمجتمع، تعتبر أخلاق الرعاية أن تربية الأطفال وتنمية الثقة بين أعضاء المجتمع شؤونًا أكثر أهمية (هيلد 2005). وعلى الرغم من أن طروحات هيلد تقصد العمل الانجابي، لكنها قابلة للتطبيق على اقتصاد الظل النوبي، لأنها توفر نمطًا بديلًا تختلف فيه الأولويات. لذا، يصبح تدفق الموارد قابلًا للتحرك في اتجاهات مختلفة.
    
تتخيل هيلد عالما يعترف فيه علماء الاقتصاد بعمل النساء؛ فهي تؤمن أن هذا سيساعد "على التقليل من الأهمية المفترضة للإنتاج" مقابل الإنجاب، أو "العام" مقابل "الخاص"، أو الرجال مقابل النساء (2005، 136). لذا، يغدو الإقرار بقيمة عمل النساء في الاقتصاد اللامرئي واعتباره "عملًا"، أمرًا جوهريًا لازمًا لإحداث التغيير الجندري؛ لأن تصنيفه بهذا الشكل يضمن رأس مال ثقافي واجتماعي للنساء، وبالتالي القوة ليكن جزءًا من صنع القرارات الرسمية وغير الرسمية.
 
تتخيل هيلد عالما يعترف فيه علماء الاقتصاد بعمل النساء؛ فهي تؤمن أن هذا سيساعد "على التقليل من الأهمية المفترضة للإنتاج" مقابل الإنجاب، أو "العام" مقابل "الخاص"، أو الرجال مقابل النساء (2005، 136). لذا، يغدو الإقرار بقيمة عمل النساء في الاقتصاد اللامرئي واعتباره "عملًا"، أمرًا جوهريًا لازمًا لإحداث التغيير الجندري؛ لأن تصنيفه بهذا الشكل يضمن رأس مال ثقافي واجتماعي للنساء، وبالتالي القوة ليكن جزءًا من صنع القرارات الرسمية وغير الرسمية.
      
==6. خلاصة==
 
==6. خلاصة==
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح