تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
سطر 1: سطر 1: −
[[أمومة]][[جندر]][[رأسمالية]]
   
{{بيانات_وثيقة
 
{{بيانات_وثيقة
 
  |نوع الوثيقة= تقرير صحفي
 
  |نوع الوثيقة= تقرير صحفي
 
  |العنوان="ستّات بتدلّع": الرضاعة الطبيعية بين وَصم المجتمع واستغلال الرأسمالية»
 
  |العنوان="ستّات بتدلّع": الرضاعة الطبيعية بين وَصم المجتمع واستغلال الرأسمالية»
  |مؤلف=مي عامر
+
  |مؤلف= مي عامر
 
  |محرر=
 
  |محرر=
  |لغة=Ar
+
  |لغة=ar
 
  |ترجمة=
 
  |ترجمة=
  |المصدر=جييم
+
  |المصدر=جيم
  |تاريخ النشر=23-3-2-2023
+
  |تاريخ النشر=23-3-2023
 
  |تاريخ الاسترجاع=14-5-2023
 
  |تاريخ الاسترجاع=14-5-2023
 
  |مسار الاسترجاع=https://jeem.me/society/1192
 
  |مسار الاسترجاع=https://jeem.me/society/1192
سطر 22: سطر 21:  
  |قوالب فرعية=
 
  |قوالب فرعية=
 
}}
 
}}
 +
 
اتخذَت الرضاعة معانيَ تتجاوز عملية تغذية الرضيع، وانطلقَت في شأنها خطاباتٌ واسعةٌ منها ما هو شاعريّ، وعلميّ، ودينيّ، وحتى قانونيّ، اتفق أغلبُها على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم، بينما ظهرَت أصواتٌ أخرى تدعو لاستبدالها بالبديل الصناعي. وارتبطَت تناقضاتُ الخطابات بالسياق الاقتصادي والسياسي، لكنّ معظمها اشترك في تغييب أصوات النساء الموكلات مهمة الإرضاع. في هذا المقال، نحاول الاستماع إلى صوت للنساء وفهم تأثير هذه الخطابات عليهنّ.
 
اتخذَت الرضاعة معانيَ تتجاوز عملية تغذية الرضيع، وانطلقَت في شأنها خطاباتٌ واسعةٌ منها ما هو شاعريّ، وعلميّ، ودينيّ، وحتى قانونيّ، اتفق أغلبُها على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم، بينما ظهرَت أصواتٌ أخرى تدعو لاستبدالها بالبديل الصناعي. وارتبطَت تناقضاتُ الخطابات بالسياق الاقتصادي والسياسي، لكنّ معظمها اشترك في تغييب أصوات النساء الموكلات مهمة الإرضاع. في هذا المقال، نحاول الاستماع إلى صوت للنساء وفهم تأثير هذه الخطابات عليهنّ.
   −
الرضاعة الطبيعية فطرةٌ أم أيقونة؟
+
==الرضاعة الطبيعية فطرةٌ أم أيقونة؟==
 +
 
 
امرأةٌ تحمل رضيعها إلى ثديها؛ صورةٌ أيقونيةٌ معلّقةٌ على جدار البداهة، حتى لو أُخفيَت عن الأنظار لاعتباراتٍ "إباحية"، تظلّ الرضاعة الصورة الأكثر رومانسيةً وتعبيرًا عن الأمومة. إذا ما تحرّكنا في داخل الصورة وتأمّلنا في علاقة التغذية هذه، نجد طفلًا يبدأ علاقته بالطعام مع جسدٍ آخر يحاول ترويض الألم. تسلّمتُ ابنيَ الأول تحت تأثير المخدّر بوخزةٍ من أمي وتوصيةٍ بإعطائه حليب "السّرسوب"، أما الثاني، فالتقطه بينما كنتُ أستمع إلى شرح الطبيب عن كيف ستُعيد الرضاعةُ الرحمَ إلى وضعه المنكمش بفعل الانقباضات الشديدة التي عليّ تحمّلها لكونها "هدية" الطبيعة … وسبحان الله.
 
امرأةٌ تحمل رضيعها إلى ثديها؛ صورةٌ أيقونيةٌ معلّقةٌ على جدار البداهة، حتى لو أُخفيَت عن الأنظار لاعتباراتٍ "إباحية"، تظلّ الرضاعة الصورة الأكثر رومانسيةً وتعبيرًا عن الأمومة. إذا ما تحرّكنا في داخل الصورة وتأمّلنا في علاقة التغذية هذه، نجد طفلًا يبدأ علاقته بالطعام مع جسدٍ آخر يحاول ترويض الألم. تسلّمتُ ابنيَ الأول تحت تأثير المخدّر بوخزةٍ من أمي وتوصيةٍ بإعطائه حليب "السّرسوب"، أما الثاني، فالتقطه بينما كنتُ أستمع إلى شرح الطبيب عن كيف ستُعيد الرضاعةُ الرحمَ إلى وضعه المنكمش بفعل الانقباضات الشديدة التي عليّ تحمّلها لكونها "هدية" الطبيعة … وسبحان الله.
   −
وضعَت الرضاعة الثنائية التي افترضَت أنّ الأدوار الجنسية طبيعيةٌ والأدوار الاجتماعية ثقافية، في موقعٍ حرج، وأظهرَت أن من المناسب أكثر التفكير فيها وفق طرح المفكرة والكاتبة في مجال دراسات الجندر جوديث بتلر (Judith Butler) التي أكدَت أنّ الجنس البيولوجي نفسه فئةٌ مُجندَرة، فلا ينبغي أن يُرى الجندر باعتباره المعنى المنقوش ثقافيًا لسطحٍ مُعطًى ومُعرّفٍ مسبقًا، بل ينبغي أن يُرى الجندر أيضًا بوصفه نظام الإنتاج الذي ينشأ بواسطته الجنسَان (البيولوجيّان). ونتيجةً لذلك، الجندر ليس ثقافيًا والجنس البيولوجيّ ليس طبيعيًا؛ بل الجندر هو الوسيلة الخطابية/الثقافية التي تُنتج "الطبيعة المُجَنَّسة" أو "الجنس الطبيعي".1
+
وضعَت الرضاعة الثنائية التي افترضَت أنّ الأدوار الجنسية طبيعيةٌ والأدوار الاجتماعية ثقافية، في موقعٍ حرج، وأظهرَت أن من المناسب أكثر التفكير فيها وفق طرح المفكرة والكاتبة في مجال دراسات الجندر [[جوديث بتلر]] (Judith Butler) التي أكدَت أنّ الجنس البيولوجي نفسه فئةٌ مُجندَرة، فلا ينبغي أن يُرى الجندر باعتباره المعنى المنقوش ثقافيًا لسطحٍ مُعطًى ومُعرّفٍ مسبقًا، بل ينبغي أن يُرى الجندر أيضًا بوصفه نظام الإنتاج الذي ينشأ بواسطته الجنسَان (البيولوجيّان). ونتيجةً لذلك، الجندر ليس ثقافيًا والجنس البيولوجيّ ليس طبيعيًا؛ بل الجندر هو الوسيلة الخطابية/الثقافية التي تُنتج "الطبيعة المُجَنَّسة" أو "الجنس الطبيعي".1
    
للوهلة الأولى، يُنظر إلى الرضاعة على أنها بديهيةٌ تاليةٌ للإنجاب، دورٌ بيولوجي مسندٌ للأمهات. لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك حتى وإن التزمَت به أغلب النساء تاريخيًا، فهناك قلّةٌ غير نادرةٍ لم تستطع أو لم تشأ الالتزام به، ما أفرز حاجةً إلى وجود مُرضِعاتٍ يقدّمن الرضاعة عملًا مقابل أجرٍ منذ قديم الزمان، ودفع بالأديان إلى تنظيم الرضاعة بوصفها مسألةً فقهيةً تتحدّد صلاتُ القرابة والزواج بناءً عليها. ففي الإسلام، يُحرّم زواج الإخوة في الرضاعة بنصٍّ قرآني2 وحديثٍ سنّي،3 وللمطلّقة نفقةٌ عن رضاعة أبنائها.
 
للوهلة الأولى، يُنظر إلى الرضاعة على أنها بديهيةٌ تاليةٌ للإنجاب، دورٌ بيولوجي مسندٌ للأمهات. لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك حتى وإن التزمَت به أغلب النساء تاريخيًا، فهناك قلّةٌ غير نادرةٍ لم تستطع أو لم تشأ الالتزام به، ما أفرز حاجةً إلى وجود مُرضِعاتٍ يقدّمن الرضاعة عملًا مقابل أجرٍ منذ قديم الزمان، ودفع بالأديان إلى تنظيم الرضاعة بوصفها مسألةً فقهيةً تتحدّد صلاتُ القرابة والزواج بناءً عليها. ففي الإسلام، يُحرّم زواج الإخوة في الرضاعة بنصٍّ قرآني2 وحديثٍ سنّي،3 وللمطلّقة نفقةٌ عن رضاعة أبنائها.
staff
2٬186

تعديل

قائمة التصفح