سطر 18: |
سطر 18: |
| أ) '''فقدان العقلانية''' | | أ) '''فقدان العقلانية''' |
| | | |
− | رأى الفلاسفة، مثل أرسطو، أن العقلانية هي العلامة المميزة للإنسان، ومن خلالها فقط يمكن التفرقة بين الإنسان والكائنات الأخرى (كالحيوانات). ادّعى أرسطو أن الفرق بين الذكر والأنثى يكمن في "الحقيقة" التي تقول أن المرأة لا تملك قدرات عقلية كالتي يملكها الرجل. سيطر هذا المنظور على الرأي الفلسفي والعام لفترة طويلة. فبعد أرسطو بسنوات عديدة، كتب الفيلسوف الألماني شوبنهار أنه يوافق أرسطو على رأيه، وأضاف أن قدرات المرأة العقلية المتدنية تؤثير على قدرتها (أو عدم قدرتها) على أن تكون أخلاقية. | + | رأى الفلاسفة، مثل أرسطو، أن العقلانية هي العلامة المميزة للإنسان، ومن خلالها فقط يمكن التفرقة بين الإنسان والكائنات الأخرى (كالحيوانات). ادّعى أرسطو أن الفرق بين الذكر والأنثى يكمن في "الحقيقة" التي تقول أن المرأة لا تملك قدرات عقلية كالتي يملكها الرجل، وأضاف أن المرأة أكثر عاطفية وتهور من الرجل. كما أكد على أن أساس شجاعة الرجل تكمن في قدرته على "الأمر" وأساس شجاعة المرأة تكمن في قدرتها على "الطاعة". وقال سقراط عن المرأة انها "حيوان بليد أحمق ولكنه من بواعث الفرح والسرور". سيطر هذا المنظور على الرأي الفلسفي والعام لفترة طويلة. فبعد أرسطو بسنوات عديدة، كتب الفيلسوف الألماني شوبنهار أنه يوافق أرسطو على رأيه، وأضاف أن قدرات المرأة العقلية المتدنية تؤثير على قدرتها (أو عدم قدرتها) على أن تكون أخلاقية. |
| | | |
| ب) '''المرأة = الطبيعة''' | | ب) '''المرأة = الطبيعة''' |
| | | |
− | في البداية قد يبدو ربط المرأة بالطبيعة أمر غير سلبي، حتى أن بعض النسويات يروا أن إساءة استخدام الموارد الطبيعية فعل مواز لإضطهاد النساء. لكن يوجد أكثر من جانب أثر في إضافة معنى سلبي بفكرة إقتران المرأة بالطبيعة. من ضمن هذه الجوانب هو الجانب الديني، حيث اقترنت المرأة في كتابات [https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86 ترتليان] بحواء Eve، والتي يعني اسمها حرفيًا: "الحياة". وفي هذا السياق فحواء هي "أم كل البشر" و أساس هذا العالم من حولنا. وبالتالي، يتم تعريف المرأة وقيمتها على أساس عملية الإنجاب، وبالتالي على أساس [[جنسانية | جنسانيتها]]. فلا يتم رؤية المرأة على أنها إنسان، بل كائن جنسي، يكمن هدف وجوده، مثل حواء، في عملية الإنجاب وإستمرارية الوجود الطبيعي. وافق على هذا الرأي العديد من الفلاسفة من بينهم الفيلسوف الفرنسي "جان جاك روسو"، الذي أكد في كتابه "[https://www.goodreads.com/book/show/174945._ أميل]" (1762) أنه لا يجب على المرأة الإنشغال بتعلم تخصصات لن تفيدها في تأدية دورها الأساسي، وهو الأمومة والزواج. فتعليم المرأة، بالنسبة لروسو، يقتصر على تعلم الرقص والموسيقى والإتيكيت. لعبت هذه الفكرة دورًا رئيسيًا في تهميش المرأة ومازالت هذه الفكرة، إلى يومنا هذا، تسيطر على المنظور الجماعي في مجتمعات عدة. | + | في البداية قد يبدو ربط المرأة بالطبيعة أمر غير سلبي، حتى أن بعض النسويات يروا أن إساءة استخدام الموارد الطبيعية فعل مواز لإضطهاد النساء. لكن يوجد أكثر من جانب أثر في إضافة معنى سلبي بفكرة إقتران المرأة بالطبيعة. من ضمن هذه الجوانب هو الجانب الديني، حيث اقترنت المرأة في كتابات [https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%86 ترتليان] بحواء Eve، والتي يعني اسمها حرفيًا: "الحياة". وفي هذا السياق فحواء هي "أم كل البشر" و أساس هذا العالم من حولنا. وبالتالي، يتم تعريف المرأة وقيمتها على أساس عملية الإنجاب، وبالتالي على أساس [[جنسانية | جنسانيتها]]. فلا يتم رؤية المرأة على أنها إنسان، بل كائن جنسي، يكمن هدف وجوده، مثل حواء، في عملية الإنجاب وإستمرارية الوجود الطبيعي. وافق على هذا الرأي العديد من الفلاسفة من بينهم الفيلسوف الفرنسي "جان جاك روسو"، الذي أكد في كتابه "[https://www.goodreads.com/book/show/174945._ أميل]" (1762) أنه لا يجب على المرأة الإنشغال بتعلم تخصصات لن تفيدها في تأدية دورها الأساسي، وهو الأمومة والزواج. فتعليم المرأة، بالنسبة لروسو، يقتصر على تعلم الرقص والموسيقى والإتيكيت. كما أكد روسو على ضرورة "حصر" المرأة في منزلها. لعبت هذه الفكرة دورًا رئيسيًا في تهميش المرأة ومازالت هذه الفكرة، إلى يومنا هذا، تسيطر على المنظور الجماعي في مجتمعات عدة. |
| + | |
| + | ج) '''المرأة كائن متلاعب وفاسد''' |
| + | |
| + | وصف أرسطو المرأة بأنها "أساس كل الشرور"، ووافقه شوبنهار على هذا الرأي، وأضاف أن هدف المرأة الوحيد في الحياة هو الإنجاب، ولذا تستخدم حيلها لإغراء الرجل والحصول عليه. |
| + | أما نيتشة فقال عن المرأة انها [https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_186/%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7_%D9%82%D8%A7%D9%84_%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%B4%D8%AA "لم تبلغ بعد ما يؤهلها للوفاء كصديقة، فما هي إلا هرة، وقد تكون عصفورا، وإذا هي ارتقت أصبحت بقرة".] كما حرض نيتشة على العنف ضد المرأة، فكتب في كتابه [http://downloads.hindawi.org/books/19595390.pdf هكذا تكلم زرادشت]: "هل انت ذاهب إلى المرأة؟ إذا لا تنسى السوط." |
| | | |
| ===آراء فلسفية قد تبدو إيجابية=== | | ===آراء فلسفية قد تبدو إيجابية=== |
| منذ القرن الثامن عشر تغير اسلوب اغلب الفلاسفة في الحديث عن المرأة، فبدلًا من الإشارة صراحة إلى أن قدرات المرأة العقلية أقل من الرجل وأن طبيعتها عاطفية ولا تستطيع الحكم على الأشياء بعقلانية كالرجل، أو التأكيد على فكرة الهرمية الإجتماعية، التي يعتلي أعلاها الرجال، ومن ثم المرأة والأطفال في المنزلة الثانية، والحيوانات في المنزلة الثالثة، استخدم الفلاسفة اسلوب غامض في محتواه. فعلى سبيل المثال، أكد الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانت" على الطبيعة التكميلية للعلاقة بين النوعين; فالمجتمع بحاجة إلى الصفات [[أنوثة | الأنثوية]] للمرأة و [[ذكورة | الذكورية]] للرجل، وبالتالي، يجب على المرأة أن تلتزم بكونها امرأة وعلى الرجل أن يلتزم بكونه رجل، وكلاهما مهم للمجتمع. اتخذ روسو موقف مماثل عندما حدد تخصصات دراسية ودور معين يجب على المرأة أن تلتزم به، فهو بهذه الطريقة "يحترم" الإختلافات بين الراجل والمرأة. وفي عصرنا الحالي، مايزال هذا المنظور يسيطر على المفهوم الجماعي [[أدوار جندرية | للأدوار الجندرية]] في عدة مجتمعات، خاصة الشرقية. | | منذ القرن الثامن عشر تغير اسلوب اغلب الفلاسفة في الحديث عن المرأة، فبدلًا من الإشارة صراحة إلى أن قدرات المرأة العقلية أقل من الرجل وأن طبيعتها عاطفية ولا تستطيع الحكم على الأشياء بعقلانية كالرجل، أو التأكيد على فكرة الهرمية الإجتماعية، التي يعتلي أعلاها الرجال، ومن ثم المرأة والأطفال في المنزلة الثانية، والحيوانات في المنزلة الثالثة، استخدم الفلاسفة اسلوب غامض في محتواه. فعلى سبيل المثال، أكد الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانت" على الطبيعة التكميلية للعلاقة بين النوعين; فالمجتمع بحاجة إلى الصفات [[أنوثة | الأنثوية]] للمرأة و [[ذكورة | الذكورية]] للرجل، وبالتالي، يجب على المرأة أن تلتزم بكونها امرأة وعلى الرجل أن يلتزم بكونه رجل، وكلاهما مهم للمجتمع. اتخذ روسو موقف مماثل عندما حدد تخصصات دراسية ودور معين يجب على المرأة أن تلتزم به، فهو بهذه الطريقة "يحترم" الإختلافات بين الراجل والمرأة. وفي عصرنا الحالي، مايزال هذا المنظور يسيطر على المفهوم الجماعي [[أدوار جندرية | للأدوار الجندرية]] في عدة مجتمعات، خاصة الشرقية. |
| | | |
− | == الميسوجينية في الأدب ==
| |
| | | |
− | == الميسوجينية في السينما == | + | == الميسوجينية في الأمثال الشعبية == |
| + | لعبت [[أمثال شعبية | الأمثال الشعبية]] دورًا أساسيًا في تكريس مبادئ العنف ضد المرأة في مجتمعات عدة. ففي الثقافة المصرية حرضت العديد من الأمثال على على إستخدام العنف الجسدي ضد المرأة: "اكسر للبت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين". كما صورت المرأة على انها كائن فاسد وماكر لا يُثق به: "يا ويل من أعطى سره لمراته يا طول عذابه وشتاته". وصورت المرأة على أنها أساس الشرور: "البنت تجيب العار والمعيار والعدو لباب الدار". كما صورت المرأة ككائن ضعيف بحاجة دائمة لمن يساندها: ""ضل راجل ولا ضل حيط". وفي الثقافة التونسية، روجت بعض الأمثال لفكرة عدم عقلانية المرأة وجهلها: "البنت والخادم رأيهم عادم". كما أكدت على أن المرأة أساس الشرور: "بو البنات ما يبات متهنّي" |
| | | |
− | == الميسوجينية في الإعلانات التلفزيونية ==
| |
| | | |
| == مصادر ومراجع == | | == مصادر ومراجع == |
| * [https://books.google.com.eg/books/about/Misogyny_in_the_Western_Philosophical_Tr.html?id=hmq0CAbJh1gC&redir_esc=y Misogyny in the Western Philosophical Tradition: A Reader] | | * [https://books.google.com.eg/books/about/Misogyny_in_the_Western_Philosophical_Tr.html?id=hmq0CAbJh1gC&redir_esc=y Misogyny in the Western Philosophical Tradition: A Reader] |
− | * [http://timesofindia.indiatimes.com/life-style/books/features/depiction-of-women-in-literature-through-ages/articleshow/56084665.cms Depiction of women in literature through ages] | + | * [http://www.mawhopon.net/?p=4575 المرأة في الأمثال الشعبية.. صفات وأدوار نمطية] |
| | | |
| [[تصنيف:مفاهيم ومصطلحات]] | | [[تصنيف:مفاهيم ومصطلحات]] |