يقسم تاريخ الحركة النسوية إلى ثلاث موجات. بدأت [[موجة نسوية أولى | الموجة الأولى]] في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بين النساء البيض من الطبقة الوسطى.اهتمت هذه الموجة بقضايا التعليم والاقتراع والمساواة القانونية بين المرأة والرجل. ولكنها أهملت قضايا النساء من الأعراق المختلفة المنتميات إلى الطبقة العاملة، واللاتي عانين في ظل ظروف اقتصادية وسياسية غير عادلة.<ref>[https://www.jstor.org/stable/1343829?seq=1 ساة سوليري، Woman Skin Deep: Feminism and the Postcolonial Condition، Critical Inquiry، Vol. 18, No. 4, Identities (Summer, 1992), pp. 756-769]</ref>
+
تعود بدايات تشكُلِ وتطور نظرية نسوية ما بعد الاستعمار إلى رفض القيود التي فرضتها الحركات النسوية الغربية السائدة، والتي غالبًا ما فشلت في بحث ومعالجة تجارب ونضالات النساء في مجتمعات ما بعد الاستعمار. بينما تُلاحظ جذورها في أعمال أوائل المفكرات النسويات مثل سيمون دي بوفوارالتي سلطت الضوء على تقاطع الجندر مع الاستعمار، إلّا أنها بدأت باكتساب زخمٍ أكبر كحركة فِكرية نشطة في الثمانينيات والتسعينيات.
−
ظهرت [[موجة نسوية ثانية | الموجة الثانية]] في بداية الستينيات واهتمت بشكل رئيسي بحقوق المرأة في مكان العمل وحقوقها الإنجابية. كما أنها طرحت فكرة المساواة الجنسية وفكرة [[الجندر]]، ودعت إلى إعادة تشكيل الصورة الثقافية للأنوثة.<ref>[https://www.bookleaks.com/files/fhrst6/472.pdf ميّة الرحبي، النسوية - مفاهيم وقضايا، 2014] </ref> نجحت الموجة الثانية في تحقيق تكافؤ الأجر للنساء، وأنهت بعض الممارسات التي تعد تمييزًا ضد المرأة. ولكن لم تنجح في الأخذ بالاعتبار اختلافات النساء المبنية على العرق أو الطبقة الاجتماعية.
−
−
نشأت نسوية ما بعد الاستعمار كجزء من [[موجة نسوية ثالثة |الموجة الثالثة]] للحركة النسوية في بداية الثمانينيات. كانت الكاتبة [[ريبيكا واكر]] أول من استخدم مصطلح "الموجة الثالثة" في مقالها عام 1992 للرد على تعيين كلارينس توماس في المحكمة العليا للولايات المتحدة رغم شهادة [[أنيتا هيل]] المتلفزة بأنه قد تحرش بها جنسيًا عام 1991. وخلال هذه الفترة تم تطوير خطاب الحراك النسوي ليشمل الصراعات العرقية والاقتصادية والثقافية التي طالما خاضتها النساء الملونات.
−
عملت بعض النسويات السوداوات واللاتينيات على خلق مساحة للحديث عن القضايا العرقية. نشرت [[غلوريا آنزالدوا]] و [[تشيرى موراجا]] كتاب [[هذا جسر يدعى ظهري]] (1981) وهو يضم مجموعة من النصوص الأدبية والفكرية للنساء الملونات. و تبعها بعام واحد كتاب [[كل النساء بيض، كل السود من الرجال، ولكن البعض منا شجاع]] في 1982 من تحرير [[أكاشا غلوريا هال]] و[[باتريشا بيل-سكوت]].