تعود بدايات تشكُلِ وتطور نظرية نسوية ما بعد الاستعمار إلى رفض القيود التي فرضتها الحركات النسوية الغربية السائدة، والتي غالبًا ما فشلت في بحث ومعالجة تجارب ونضالات النساء في مجتمعات ما بعد الاستعمار. بينما تُلاحظ جذورها في أعمال أوائل المفكرات النسويات مثل [[سيمون دي بوفوار]] التي سلطت الضوء على تقاطع الجندر مع الاستعمار، إلّا أنها بدأت باكتساب زخمٍ أكبر كحركة فِكرية نشطة في الثمانينيات والتسعينيات.
+
برزت نسويّة ما بعد الاستعمار كتيارٍ فكْري نتيجةً لاستخدام ما أنتجه مُفكري نظرية ما بعد الاستعمار من معرفة وأساليب بحث في التحليل النسوي، ودراسة تقاطعاتهما. تطورت هذه النظريّة كنقد لكلٍ من النسوية الغربية ونظرية ما بعد الاستعمار السائدة، وتهتم بإعادة تعريف وتشكيل فهمٍ أكثر شمولاً للتقاطعات المُعقدة الرابطة بين الجندر والعرق والاستعمار وهياكل السلطة. بفضل الأعمال الرائدة للمفكرين المؤثرين في فترة ما بعد الاستعمار والباحثات النسويات، سزيعًا ما اكتسبت هذه النظرية زخمًا، إذ قدّمت عدسة نقدية لدراسة طبقات القمع والتحرُر المختلفة داخل مجتمعات ما بعد الاستعمار.