تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 21: سطر 21:  
برزت نسويّة ما بعد الاستعمار كتيارٍ فكْري نتيجةً لاستخدام ما أنتجه مُفكري نظرية ما بعد الاستعمار من معرفة وأساليب بحث في التحليل النسوي، ودراسة تقاطعاتهما.  تطورت هذه النظريّة كنقد لكلٍ من النسوية الغربية ونظرية ما بعد الاستعمار السائدة، وتهتم بإعادة تعريف وتشكيل فهمٍ أكثر شمولاً للتقاطعات المُعقدة الرابطة بين الجندر والعرق والاستعمار وهياكل السلطة. يعود تطور نسوية ما بعد الاستعمار إلى أعمال مُفكري ما بعد الاستعمار مِمّن درسوا الكيفية التي تؤثر بها العلاقات الاستعمارية والإمبريالية خلال القرن التاسع عشر على الإدراك الذاتي للثقافات المختلفة. أمّا نسويّات ما بعد الاستعمار، فأدركن قصور نظرية ما بعد الاستعمار السائدة في ذلك الوقت في معالجة قضايا النوع الاجتماعي وتقاطعها مع أشكال أُخرى من الاضطهاد والعُنف، الأمر الذي ساهم في تهميش تجارب النساء في هذه المُجتمعات. بينما ركزت نظرية ما بعد الاستعمار في الغالب على ما خلّفه الاستعمار من آثار على المؤسسات الاقتصادية والسياسية، أثارت مفكرات نسوية ما بعد الاستعمار أسئلةً هامّة حول تهميش قضايا الجندر في هذه التحليلات. كما سعَيْن إلى  نقد ميل المدارس والحركات النسويّة الغربية لتعميم مبادئها وتطبيقها على النساء من جميع أنحاء العالم دونَ مراعاة اختلافاتهن الثقافية وتجاربهن المتنوعة.  
 
برزت نسويّة ما بعد الاستعمار كتيارٍ فكْري نتيجةً لاستخدام ما أنتجه مُفكري نظرية ما بعد الاستعمار من معرفة وأساليب بحث في التحليل النسوي، ودراسة تقاطعاتهما.  تطورت هذه النظريّة كنقد لكلٍ من النسوية الغربية ونظرية ما بعد الاستعمار السائدة، وتهتم بإعادة تعريف وتشكيل فهمٍ أكثر شمولاً للتقاطعات المُعقدة الرابطة بين الجندر والعرق والاستعمار وهياكل السلطة. يعود تطور نسوية ما بعد الاستعمار إلى أعمال مُفكري ما بعد الاستعمار مِمّن درسوا الكيفية التي تؤثر بها العلاقات الاستعمارية والإمبريالية خلال القرن التاسع عشر على الإدراك الذاتي للثقافات المختلفة. أمّا نسويّات ما بعد الاستعمار، فأدركن قصور نظرية ما بعد الاستعمار السائدة في ذلك الوقت في معالجة قضايا النوع الاجتماعي وتقاطعها مع أشكال أُخرى من الاضطهاد والعُنف، الأمر الذي ساهم في تهميش تجارب النساء في هذه المُجتمعات. بينما ركزت نظرية ما بعد الاستعمار في الغالب على ما خلّفه الاستعمار من آثار على المؤسسات الاقتصادية والسياسية، أثارت مفكرات نسوية ما بعد الاستعمار أسئلةً هامّة حول تهميش قضايا الجندر في هذه التحليلات. كما سعَيْن إلى  نقد ميل المدارس والحركات النسويّة الغربية لتعميم مبادئها وتطبيقها على النساء من جميع أنحاء العالم دونَ مراعاة اختلافاتهن الثقافية وتجاربهن المتنوعة.  
   −
اهتّم [https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF_%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF إدوارد سعيد]، مُفكّر فلسطيني-أمريكي- في كتابه "الاستشراق" بتمثيل "الشرق" في سياق الخطاب الاستعماري  في المقام الأول، ولم يتطرق بشكلٍ مباشر إلى قضايا النوع الاجتماعي. ركز تحليله على بناء "الآخر" وديناميكيات القوة المُسيطرة على إنتاج المعرفة في السياق الاستعماري. بينما يُعتبر عمل سعيد رائدًا في كشف التحيزات الاستشراقية والقوالب النمطية التي يُرسّخها عُلماء ومُفكري الغرب الامبريالي، إلا أنه لم يتعمق في دراسة الأبعاد الجندرية للاستعمار وآثاره على نساءِ مجتمعات ما بعد الاستعمار. اعترفت نسويّات ما بعد الاستعمار بقصور سعيد هذا، وبناءً على الإطار المعرفي التأسيسي له، بحثن في الدور المحوري الذي لعبته العلاقات الجندرية في المشروع الاستعماري وتأثيراته على النساء في مجتمعات ما بعد الاستعمار. إذ سلّطت هذه النسويات الضوء على الآثار المؤذية التي تسبّبت بها المفاهيم الغربية عن الأنوثة على تجارب النساء في المناطق المستعمرة، حيثُ فشل الفكر النسوي الغربي في تحليل الصراعات والنضالات المُختلفة والفريدة لهذه النساء مُوديًا لمحو تاريخٍِ ضخم من حركات الشعوب الأصلية النسوية. كشفت أبحاث وتحليلات نسويّات ما بعد الاستعمار عن كيفية تعزيز الاستعمار للهيكليّة الأبوية داخل المجتمعات المُستعمَرة عن علاقة متشابكة بين الاضطهاد الجندري والمساعي الاستعمارية. لطالما كان إخضاع النساء وتهميشها وسيلة تستخدمها الأنظمة الاستعمارية لتوسيع مساعيها، الأمر الذي ترتّب عليه استمرار الأعراف والممارسات القمعية. أمّا النسويّات الغربيات، فصوّرن النساء المُستعَمرات على أنهن ضحايا خاضعات لا حول لهُّون ولا قُوّة. استخدمت القوى الاستعمارية الهياكل الأبوية للحفاظ على السيطرة على المجتمعات المستعمرة، حادّةً بذلك من مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية بشكلٍ كبير، وأعاقت هذه التبعية البُنيويّة وصول المرأة إلى الفرص التعليمية والاقتصادية، ومدّدت بذلك اعتمادها على أصحاب السلطة الذكورية. ونتيجةً لذلك، قوبلت حركات المقاومة النسائية والجهود المبذولة لتحدي الهياكل القمعية بمُعاندة من القوى الاستعمارية والأبويّة داخل مجتمعاتهن.
+
اهتّم [https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AF_%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF إدوارد سعيد]، مُفكّر فلسطيني-أمريكي-، في كتابه "الاستشراق" بتمثيل "الشرق" في سياق الخطاب الاستعماري  في المقام الأول، ولم يتطرق بشكلٍ مباشر إلى قضايا النوع الاجتماعي. ركز تحليله على بناء "الآخر" وديناميكيات القوة المُسيطرة على إنتاج المعرفة في السياق الاستعماري. بينما يُعتبر عمل سعيد رائدًا في كشف التحيزات الاستشراقية والقوالب النمطية التي يُرسّخها عُلماء ومُفكري الغرب الامبريالي، إلا أنه لم يتعمق في دراسة الأبعاد الجندرية للاستعمار وآثاره على نساءِ مجتمعات ما بعد الاستعمار. اعترفت نسويّات ما بعد الاستعمار بقصور سعيد هذا، وبناءً على الإطار المعرفي التأسيسي له، بحثن في الدور المحوري الذي لعبته العلاقات الجندرية في المشروع الاستعماري وتأثيراته على النساء في مجتمعات ما بعد الاستعمار. إذ سلّطت هذه النسويات الضوء على الآثار المؤذية التي تسبّبت بها المفاهيم الغربية عن الأنوثة على تجارب النساء في المناطق المستعمرة، حيثُ فشل الفكر النسوي الغربي في تحليل الصراعات والنضالات المُختلفة والفريدة لهذه النساء مُوديًا لمحو تاريخٍِ ضخم من حركات الشعوب الأصلية النسوية. كشفت أبحاث وتحليلات نسويّات ما بعد الاستعمار عن كيفية تعزيز الاستعمار للهيكليّة الأبوية داخل المجتمعات المُستعمَرة عن علاقة متشابكة بين الاضطهاد الجندري والمساعي الاستعمارية. لطالما كان إخضاع النساء وتهميشها وسيلة تستخدمها الأنظمة الاستعمارية لتوسيع مساعيها، الأمر الذي ترتّب عليه استمرار الأعراف والممارسات القمعية. أمّا النسويّات الغربيات، فصوّرن النساء المُستعَمرات على أنهن ضحايا خاضعات لا حول لهُّون ولا قُوّة. استخدمت القوى الاستعمارية الهياكل الأبوية للحفاظ على السيطرة على المجتمعات المستعمرة، حادّةً بذلك من مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية بشكلٍ كبير، وأعاقت هذه التبعية البُنيويّة وصول المرأة إلى الفرص التعليمية والاقتصادية، ومدّدت بذلك اعتمادها على أصحاب السلطة الذكورية. ونتيجةً لذلك، قوبلت حركات المقاومة النسائية والجهود المبذولة لتحدي الهياكل القمعية بمُعاندة من القوى الاستعمارية والأبويّة داخل مجتمعاتهن.
    
===الأحداث والحركات والممارسات===  
 
===الأحداث والحركات والممارسات===  
136

تعديل

قائمة التصفح