أُضيف 80٬747 بايت
، قبل 12 ساعة
أمراض مرتبطة بالحمل{{مصطلح
|دلالة=مجموعة من الحالات الصحية التي يمكن أن تحدث خلال الحمل، وتنقسم إلى قسمين رئيسيين، الأول هو الأمراض والحالات الصحية التي يتسبب بها الحمل نفسه، والثاني هو الأمراض والحالات الصحية التي قد تنشأ قبل الحمل أو يشكل الحمل واحدًا من عوامل الخطر التي ترفع نسبة حدوثها ويمكن أن تتفاقم خلاله. تشكل هذه الحالات الصحية والأمراض خطرًا على صحة الحامل والجنين على السواء ويمكن أن تكون مهددة للحياة ما لم يتم التدخل طبيًا بالشكل المناسب للسيطرة عليها.
|مرادفات=
|مرادفات أجنبية=Pregnancy-related Diseases@en
|ذات صلة=صحة إنجابية
|التصنيف الرئيسي=صحة جنسية وإنجابية
}}
تقدر منظمة الصحة العالمية عدد النساء اللواتي قضين خلال أو بعد الحمل والولادة لأسباب مرتبطة بالحمل والولادة بحوالي 260 ألف إمرأة خلال 2023، أي أن حوالي 700 سيدة قد تقضي يوميًا لأسباب مرضية متعلقة بالحمل والولادة يمكن علاجها والتحكم بها.<ref>[https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/maternal-mortality WHO: Maternal Mortality]</ref> وبحسب المنظمة فإن 92% من هذه الوفيات تحدث في دول ذات دخل قومي منخفض أو من الشريحة الدنيا من الدول متوسطة الدخل (حوالي 87% من الوفيات تحدث في جنوب آسيا ودول أفريقيا جنوب الصحراء). هذه المعدلات التي تصفها المنظمة بأنها مرتفعة بشكل غير مقبول، تأتي بعد انخفاض بنسبة 40% في معدلات وفيات الأمهات خلال وبعد الحمل والولادة خلال الفترة من 2000 إلى 2023.
==الرعاية الأولية خلال الحمل==
أهم وسائل الوقاية والحماية من الوفاة خلال الحمل أو بسببه هي الرعاية الأولية للحوامل، وهي نوع من الرعاية الطبية الوقائية المخصصة للنساء الحوامل يتم خلالها فحص النساء الحوامل وأجنتهن بشكل دوري سريريًا وبوساطة التحاليل المخبرية وفحوصات الأشعة بالإضافة إلى تقديم نصائح تغذوية ومستحضرات دوائية للحوامل من أجل مساعدتهن على تمضية فترة حمل صحية ومنع أي مخاطر أو مضاعفات خلال الحمل واكتشاف المشاكل الصحية (بما فيها احتمالية حدوث التشوهات الخلقية للأجنة) والتعامل معها مبكرًا قبل أن تشكل تهديدًا على حياة الحامل والجنين.
===مكونات أساسية للرعاية الأولية===
يبلغ عدد الزيارات الدورية المطلوبة من النساء الحوامل للطبيبة أو مركز الرعاية الأولية خلال فترة الحمل حوالي 7 – 8 زيارات على الأقل، بعض الدول (مثل الولايات المتحدة) تطلب عدد زيارات يصل إلى 14 زيارة بواقع زيارة كل أسبوعين (تغيرت هذه التوجيهات الإرشادية كنتيجة لوباء كوفيد-19)، لا يوجد رقم ثابت للزيارات ويمكن أن يتغير من مكان لآخر ويمكن أن يتغير كذلك من حامل إلى أخرى بحسب وضعها الصحي ومؤشراتها الحيوية وتاريخها المرضي.
خلال هذه الزيارات يُقاس طول الحامل ووزنها (من أجل حساب التغير في معامل كتلة الجسم BMI)، ويُقاس ضغط الدم والسكري وتُفحص عينة من البول من أجل التحقق من عدم وجود إلتهابات أو دم في البول بالإضافة إلى الزلال (البروتين) والذي يعتبر وجوده علامة على حدوث مقدمات الارتجاع.<ref>[https://www.nhs.uk/pregnancy/your-pregnancy-care/antenatal-checks-and-tests/ Antenatal checks and tests]</ref> ويُفحص دم الحامل بشكل دوري خلال الحمل من أجل التأكد من مستوى الحديد والهيموجلوبين في الدم وضمان عدم إصابتها بالأنيميا.
يمكن أيضًا فحص الحامل من أجل التحقق من عدم إصابتها أمراض معدية بما يشمل [[إيدز|الإيدز]] و[[سيلان|السيلان]] و[[زهري|الزهري]] والحصبة الألمانية والتهاب الكبدي الوبائي من النوعين (ب) و (ج) والسل الرئوي. في بداية الحمل أيضًا يتوجب على الحامل فحص نوع دمها والتحقق من وجود عامل ريزوس RH factor، هذا الاختبار مهم لسببين: الأول هو في حالة أصيبت الحامل بالنزيف وكانت بحاجة لنقل دم، والثاني هو للتأكد من عدم وجود تنافر في العامل الريزوسي بين دمها ودم الجنين.<ref>[https://www.acog.org/womens-health/faqs/routine-tests-during-pregnancy American College of Obstetricians & Gynecologists: Routine Tests During Pregnancy]</ref>
خلال الزيارات أيضًا تخضع الحامل للتصوير التلفزيوني (للجنين) للتأكد من سلامة نموه حسب مراحل الحمل المختلفة بدون أي مشاكل، ويجب فحص وضعية الجنين قبل الولادة للتأكد من أنه في وضعيته الصحيحة وليس في وضعية مقعدية (القدمين والمؤخرة للأسفل بدلا من الرأس).
تُقدم للحامل أيضًا - في حال احتاجت - مكملات غذائية أساسية تستخدم لضمان سلامتها وسلامة نمو الجنين، تشمل هذه المكملات: حامض الفوليك (أهمها) بالإضافة إلى فيتامين سي وفيتامين دي، الكالسيوم، الحديد (في حال كانت مصابة بالأنيميا أو معرضة للإصابة بها)، وزيت السمك، بالإضافة إلى فيتامينات ومعادن أخرى.<ref>[https://www.healthline.com/nutrition/supplements-during-pregnancy#supplements-during-pregnancy Why take supplements during pregnancy?]</ref><ref>[https://www.nhs.uk/pregnancy/keeping-well/vitamins-supplements-and-nutrition/ NHS: Vitamins, supplements and nutrition in pregnancy]</ref>
=== الحمل الخطر ===
يُوصف الحمل في بعض الحالات بالخطر في حالة وجود عوامل ترفع نسبة الخطورة على الحامل أو الجنين أو كليهما مقارنة بالمستوى المتوقع من المخاطر في الحمل الطبيعي أو غير الخطر. تتطلب هذه الحالات مراقبة دقيقة خلال الرعاية الأولية للحمل، بحيث يتم التدخل طبيًا عند حدوث أي طارئ.
تتضمن العوامل التي ترفع نسبة الخطر في الحمل ما يلي:
# حالات مرضية سابقة على حدوث الحمل: مثل الضغط والسكري وأمراض القلب والكبد والكلى والسرطان وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء.
# حالات مرضية مستجدة خلال الحمل: مثل مقدمات الارتجاع وانفصال المشيمة والسكري الحملي.
# عادات سلوكية وحياتية: مثل التدخين وشرب الكحول والتعرض لأنواع معينة من السموم خلال العمل أو في مكان السكن.<ref>[https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/22190-high-risk-pregnancy Cleveland Clinic: High-Risk Pregnancy]</ref>
# عوامل أخرى: مثل العمر (الحمل قبل سن السابعة عشرة أو بعد سن الخامس والثلاثين) والوزن (السمنة المفرطة المهددة للحياة) والحمل المتعدد (التوائم).
;علامات وأعراض الخطر في الحمل
في حالة ظهور أي من الأعراض التالية خلال الحمل يجب على الحامل التوجه فورًا إلى أقرب منشأة صحية للحصول على الرعاية الطبية اللازمة تعتبر هذه الأعراض خطيرة وتنبئ بحدوث مشكلة صحية يجب التعامل معها بسرعة حتى لا ينشأ عنها مضاعفات أو تعقيدات تؤثر على صحة الحامل والجنين<ref>[https://www.cdc.gov/hearher/maternal-warning-signs/index.html CDC: Signs and Symptoms of Urgent Maternal Warnings Signs]</ref>:
# صداع قوي لا يزول بالمسكنات.
# هزال عام وفقدان متكرر للوعي.
# خلل في الرؤية (رؤية مشوشة أو نقاط لامعة أو عمياء أو فقدان مؤقت للرؤية).
# حمى (درجة حرارة تزيد عن 38.5 مئوية).
# انتفاخ في الوجه والأصابع أو اليدين والقدمين (أحيانًا يكون مصحوبًا باحمرار).
# عسر أو ضيق في التنفس.
# ضيق في الصدر و/أو خفقان سريع للقلب.
# شعور مستمر بالغثيان والقيء (خاصة لو كان مصحوبًا بحمى، هزال عام، جفاف في الفم وصداع).
# مغص مستمر في البطن.
# تباطؤ أو توقف حركة الجنين.
# شعور مفاجئ بالتعب والإرهاق لا يزول حتى بعد الراحة والنوم.
==الأمراض والحالات الصحية المرتبطة بالحمل==
يتعامل طب التوليد مع مختلف الحالات المرضية التي قد تصيب المرأة خلال الحمل والولادة وما بعد الولادة، حيث يزود الممارسين الصحيين بالإرشادات اللازمة للتعامل مع الاعتبارات الخاصة لهذه المرحلة. من ضمن هذه الحالات الصحية يوجد مجموعة من '''الأمراض المرتبطة بالحمل'''، بعضها ينشأ بسبب الحمل نفسه، وبعضها الآخر يكون موجودًا مسبقًا أو تزيد خطورته (أو احتمالية حدوثه) أثناء الحمل. لا تشمل الأمراض والحالات التي ستُناقش في هذا القسم أي "أعراض طبيعية" للحمل لا تشكل حالة مرضية بذاتها.
===الحالات المرضية التي تنشأ بسبب الحمل===
تتضمن هذه الفئة من الأمراض والاضطرابات الحالات التي يظهر وجودها حصراً نتيجة التغيرات الفسيولوجية والمناعية والهرمونية المرافقة للحمل. تستلزم هذه الحالات تدخلًا طبيًا يتراوح ما بين المراقبة الطبية الحثيثة إلى التدخل الجراحي، وقد تتسبب بإنهاء الحمل [[إجهاض تلقائي|بشكل غير طبيعي]]، ولكن في كثير من الأحيان تنتهي أو تتحسن بعد الولادة، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار خطورتها على حياة الأم و/أو الجنين إذا لم تُشخَّص وتعالج مبكرًا.
;الحمل خارج الرحم
ويسمى أيضًا الحمل المنتبذ أو Ectopic pregnancy، ويحدث خلاله انغراس البويضة الملقحة خارج الرحم (غالبًا في قناة فالوب):
* أعراضه: ألم حاد في أسفل البطن، انقطاع للدورة الشهرية، نزيف مهبلي غزير، ألم في طرف الكتف، أعراض مشابهة للإنفلونزا، أعراض مشابهة لأعراض الحمل خلال الثلث الأول (القيء والغثيان والهزال وتضخم الثديين) . عادة ما تظهر نتيجة إيجابية خلال فحص الحمل بعينة البول.<ref>[https://emedicine.medscape.com/article/2041923-overview?form=fpf Medscape: Ectopic Pregnancy]</ref>
* أسبابه: انسداد في قناة فالوب بسبب تضرر جسدي أو عمليات جراحية سابقة
* خطورته: قد يؤدي إلى نزيف داخلي خطر مهدد للحياة (يؤدي إلى الوفاة).
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: تبدأ أعراضه بالظهور خلال الأسبوع الرابع إلى الأسبوع الثاني عشر من الحمل
* علاجه: الحالات المبكرة تُعالج باستخدام ميثروتريكسات methotrexate أما الحالات المتقدمة تُعالج بالتدخل الجراحي.<ref>[https://www.nhs.uk/conditions/ectopic-pregnancy/ NHS: Ectopic pregnancy]</ref>
;سكري الحمل
مرض السكري (ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم بسبب نقص في إفراز هرمون الأنسولين أو ارتفاع مقاومة خلايا الجسم له)، تُشخص به السيدة الحامل لأول مرة خلال الحمل. من مؤشرات حدوثه
* أعراضه: قد تكون الإصابة به صامتة (بدون أعراض) ولكن في بعض الأحيان تظهر بعض الأعراض في الثلث الأخير من الحمل مثل: العطش الشديد، كثرة التبول، الإعياء، الغثيان.
* أسبابه وعوامل مؤثرة في حدوثه: ترتفع مقاومة الأنسولين بسبب زيادة تركيز الهرمونات المشيمية، يساهم في زيادة احتمال حدوثه عوامل مثل التاريخ المرضي للسكري، إنجاب أطفال بأوزان كبيرة نسبيًا، زيادة حجم السائل الأمينوسي (المشيمي) عن الحد الطبيعي، سمنة المرأة الحامل، الحمل خلال الإصابة بتكيس المبايض أو بعد سن الخامسة والثلاثين.
* خطورته: زيادة وزن وحجم الجنين، إصابة الجنين باليرقان بعد الولادة، الضائقة التنفسية، نقص الكالسيوم، انخفاض السكري في دم الطفل وارتفاع احتمال إصابته بالنوع الثاني من السكري لاحقًا، أما الأم فيمكن أن تصاب بارتفاع ضغط الدم ومقدمات الارتجاع والارتجاع (تسمم الحمل)، وقد يؤدي السكري الحملي إلى عسر الولادة والاضطرار إلى الولادة القيصرية أو موت الجنين (Stillbirth). يمكن أن يختفي السكري خلال الحمل ولكن يظل احتمال بقاءه بعد الولادة حاضرًا، وفي حال اختفاءه فإن احتمال إصابة الأم بعد بعد 10 - 15 سنة يظل مرتفعًا كذلك.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: خلال النصف الثاني من الحمل
* علاجه: تعديل النظام الغذائي والرياضة بالاضافة إلى جرعات من الأنسولين. من المهم مراقبة مستوى الغلوكوز بالدم بانتظام، ويستهدف العلاج الحفاظ على مستوى سكر صيامي أقل من 100 ملغم/مل ومستوى سكر أقل من 120 ملغم/مل خلال اليوم.<ref>[https://altibbi.com/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A/%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84 الطبي: سكري الحمل - الأعراض والأسباب]</ref>
;ضغط الدم الحملي
ارتفاع ضغط الدم لدى الحامل لمستوى 140/90 ملم زئبق أو أكثر بدون أي يكون الارتفاع في الضغط مصحوبًا بأي تلف في الأعضاء (الكلى أو الكبد أو الدماغ)، حيث يُعتبر ارتفاع ضغط الدم وقتها عرضًا لحالة مرضية مختلفة.
* أعراضه: أعراضه صامتة في أغلب الوقت ولذا يستلزم فحص ضغط دم الحامل بشكل دوري.
* أسبابه: غير معروفة.
* خطورته: ضعف تدفق الدم إلى المشيمة، ويؤدي إلى الانفصال المبكر للمشيمة وضعف نمو الجنين ويزيد خطر الولادة المبكرة، ويمكن أيضًا أن يؤثر الضغط على الأعضاء الأخرى.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: بعد انقضاء نصف فترة الحمل
* علاجه: متابعة الضغط واستخدام الأدوية المخفضة للضغط والآمنة الاستخدام خلال الحمل.<ref>[https://www.mayoclinic.org/ar/healthy-lifestyle/pregnancy-week-by-week/in-depth/pregnancy/art-20046098 مايو كلينيك: ضغط الدم المرتفع والحمل]</ref> تستخدم الأدوية في حال كان ارتفاع ضغط الدم حادًا (اكثر من 160/110 ملم زئبق)، وتشمل الأدوية المتاحة الخيارات التالية: هيدرالازين hydralazine، لابيتولول labetalol، نيفيديبين nifedipine، أو صوديوم نيتروبروسايد Na nitroprusside.<ref>[https://emedicine.medscape.com/article/1476919-treatment#d14 Medscape: Preeclampsia Treatment & Management]</ref>
;فرط التقيؤ الحملي
حالة مستمرة من القيء والغثيان المستمرين، تحدث أحيانًا خلال الحمل، وتتجاوز المستوى المعتاد للغثيان والقيء خلال الحمل
* أعراضه: غثيان، تقيؤ مستمر، جفاف وفقدان للوزن.
* أسبابه: مستويات عالية من هرمون hCG.<ref>[https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC3676933/ PMC: Nausea and Vomiting of Pregnancy]</ref>
* خطورته: يؤدي إلى خلل في تراكيز الكهارل (الشوارد الدموية) Electrolyte Imbalance، خلل في وظائف الكلى، وارتفاع مستوى الأجسام الكيتونية في الدم والبول Ketosis.<ref>[https://medlineplus.gov/lab-tests/ketones-in-blood/ medlineplus: Ketones in Blood]</ref>
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: خلال الثلث الأول من الحمل
* علاجه: يُعالج بالسوائل الوريدية وتعويض الكهارل ومضادات التقيؤ مع تعليق مؤقت لتناول الطعام عبر الفم.<ref>[https://www.msdmanuals.com/professional/gynecology-and-obstetrics/antenatal-complications/hyperemesis-gravidarum MSD manuals: Hyperemesis Gravidarum]</ref>
;داء الأرومة الغاذية الحملي
نمو غير طبيعي في الرحم لعدد من الأورام، تنمو خلال الحمل بدلًا من المشيمة، غالبًا ما تكون أورامًا حميدة وتستجيب بسهولة للعلاج، تسبب هذه الحالة مجموعة الأمراض، أهمها وأكثرها احتمالًا للحدوث هو الحمل الكاذب Molar Pregnancyز
* أعراضه: نزف مهبلي غزير، نمو غير طبيعي لحجم الرحم مقارنة بالحمل العادي، غثيان شديد وتقيؤ، مغص في البطن أو منطقة الحوض، انتفاخ في اليدين والقدمين (أبكر من المعتاد خلال الحمل) مع ارتفاع في ضغط الدم. عادة ما يكون مصحوبًا بمستويات عالية من هرمون hCG (مهم في التشخيص).<ref>[https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC11656535/ Serum hCG levels in the prediction of molar pregnancy below 11 weeks of gestational age]</ref>
* أسبابه: خلل في عملية الإخصاب يؤدي إلى نمو غير طبيعي للجنين.
* خطورته: قد يؤدي إلى مضاعفات مثل فرط في نشاط الغدة الدرقية.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: الثلث الأول من الحمل.
* علاجه: استئصال جراحي للنمو غير الطبيعي في الرحم، وفي حالة كانت الأورام ذات طبيعة سرطانية يمكن أن يستخدم العلاج الكيماوي و/أو الإشعاعي ويُنصح باستئصال للرحم بشكل كامل،<ref>[https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6130-gestational-trophoblastic-disease#symptoms-and-causes Cleveland Clinic: Gestational Trophoblastic Disease]</ref> يعتمد اختيار استراتيجية العلاج على عدة عوامل منها خيار السيدة الحامل ورغبتها في الإنجاب لاحقًا بالإضافة إلى عمر الحامل ووضعه الصحي العام.<ref>[https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/gestational-trophoblastic-disease Johns Hopkins Medicine: Gestational Trophoblastic Disease]</ref>
;المشيمة المنزاحة أو الملتصقة والأوعية المتقدمة
'''انزياح المشيمة''': ارتباط المشيمة بالجزء السفلي من الرحم بحيث تغطي عنق الرحم كليًا أو جزئيًا، يمكن أن تعود المشيمة لوضعه الطبيعي خلال الحمل ولكن في بعض الأحيان تظل مكانها مما يعيق الولادة الطبيعية.
'''التصاق المشيمة''': التصاق المشيمة بعضلة الرحم و/أو بالقرب من أعضاء حوضية أخرى مثل المثانة.
'''الأوعية المتقدمة''': نمو للأوعية الدموية الجنينية خارج نطاق حماية النسيج المشيمي والحبل الشوكي بحيث تمر بالقرب من عنق الرحم بحيث تتعرض للتمزق بسهولة عند الولادة مما يسبب نزيفًا حادًا.
تعد الحالات السابقة، تاريخيًا، السبب الرئيسي لوفيات الأمهات.<ref>[https://www.glowm.com/section-view/heading/Placenta%20Previa%20and%20Accreta/item/121 Glowm: Placenta Previa and Accreta]</ref>
* أعراضه: نزيف مهبلي غير مؤلم في الثلث الأول من الحمل وتسبب الحالات الثلاثة السابقة نزفًا غزيرًا خلال الولادة.
* أسبابه: قد يحدث انزياح المشيمة بدون سبب واضح ولكن عادة ما يحدث عند تعدد الولادات أو حدوث ولادات قيصرية سابقة، وترتفع نسبة حدوث التصاق المشيمة في حالة سبق وأن عانت الحامل من انزياح للمشيمة تسبب في ولادة قيصرية. أما الأوعية المتقدمة فترتفع نسبة وجودها في حالة كانت المشيمة منزاحة، خاصة إذا كانت الحامل تحمل أكثر من جنين (توائم) في ذات الوقت ويظهر من خلال الفحوص نمو المشيمة والحبل السري بشكل غير طبيعي.
* خطورته: حالة مهددة للحياة (لكل من الأم والجنين) بسبب النزيف وبسبب نقص الأكسجة لأنسجة الجنين.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: عادة ما تُكتشف المشيمة المنزاحة أو الملتصقة خلال التصوير التلفزيوني للجنين في الأسبوع العشرين من الحمل.
* علاجه: مراقبة، في حال اكتشاف انزياح المشيمة في فحص الأسبوع العشرين من الحمل يجب أن تعود الحامل للفحص عند الأسبوع الثاني والثلاثين للتأكد من أن المشيمة لم تتعدل ولا تزال في وضعيتها، تتطلب الحالات الثلاثة ولادة قيصرية لمنع حدوث نزيف ومضاعفات.<ref>[https://www.rcog.org.uk/for-the-public/browse-our-patient-information/placenta-praevia-placenta-accreta-and-vasa-praevia/ Placenta praevia, placenta accreta and vasa praevia]</ref>
;انفصال المشيمة
عادة ما تكون المشيمة مرتبطة بالجدار الداخلي للرحم، وهذا الارتباط حيوي من أجل تبادل الدم والأكسجين (عبر المشيمة) بين الأم وجنينها، من المفترض أن تظل المشيمة ملتصقة بجدار الرحم حتى بعد الولادة ولكن أحيانًا تنفصل المشيمة عن جدار الرحم بعد الأسبوع العشرين من الحمل. قد يكون الانفصال حادًا وقد يكون مزمنًا.<ref>[https://www.msdmanuals.com/professional/gynecology-and-obstetrics/antenatal-complications/placental-abruption-abruptio-placentae MSD Manuals: Placental Abruption (Abruptio Placentae)]</ref>
* أعراضه: ألم في البطن (الرحم) يزداد عند الضغط على المنطقة، نزيف مهبلي، تعتمد شدة الأعراض على درجة الانفصال وكمية النزيف. في حالة الانفصال الحاد: يكون النزيف حادًا، وفي حالة الانفصال المزمن يظهر النزيف على شكل إفرازات بنية اللون (مستمرة أو متقطعة).
* أسبابه:
* خطورته :احتمالية حدوث صدمة نزفية بسبب فقد الدم مع اضطراب تخثر منتشر داخل الأوعية الدموية، أيضًا قد يسبب ولادة مبكرة.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: يحدث غالبًا في الثلث الأخير من الحمل مع احتمالية حدوثه (بشكل أندر) في أي مرحلة أخرى من الحمل.
* علاجه: يعتمد على درجة الانفصال وشدته والمرحلة التي وصل إليها الحمل وتطور الجنين، قد يُكتفى بالمراقبة وقد يتم التدخل من أجل ولادة مبكرة، ويمكن اتخاذ إجراءات علاجية داعمة للتعامل مع النزيف.<ref>[https://myhealth.alberta.ca/Health/pages/conditions.aspx?Hwid=hw180726 MyHealth Alberta: Placental Abruption]</ref>
;الارتجاع (تسمم الحمل) ومقدمات الارتجاع
'''مقدمات الارتجاع''': ارتفاع مستمر في ضغط الدم خلال الحمل يحدث بعد الأسبوع العشرين ويكون مصحوبًا بفشل/خلل في وظائف الكلى و/أو الكبد، قد يصحبه أو لا يصحبه ارتفاع في مستوى البروتين في البول.<ref>[https://www.preeclampsia.org/what-is-preeclampsia What is Preclampsia]</ref>
'''الارتجاع''': حالة تصيب الحوامل المصابات بمقدمات الارتجاع (ارتفاع ضغط الدم) مصحوبة بتشنجات خطيرة ليس لها أي منشأ عصبي.<ref>[https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK554392/ NCBI bookshelves - Mackenzie Magley; Melissa R. Hinson.: Eclampsia]</ref>
يمكن أن تحدث كلتا الحالتين خلال الحمل أو الولادة أو بعد الولادة.
* أعراضه: صداع شديد مصاحب لارتفاع في ضغط الدم وانتفاخ في الأطراف واضطراب في الرؤية (بحسب إرشادات توجيهية حديثة من الجمعية الأمريكية لأطباء النسائية والتوليد [مارس 2020]؛ فليس من الضروري أن يُظهر الفحص المعملي لعينة البول نتيجة إيجابية لوجود البروتين كدليل على وجود مقدمات الارتجاع أو خلل في وظائف الكلى والكبد).<ref>[https://www.preeclampsia.org/public/frontend/assets/img/gallery/pages/New%20Guidelines%20in%20Preeclampsia%20Diagnosis%20and%20Care%20Include%20Revised%20Definition%20of%20Preeclampsia.pdf New Guidelines in Preeclampsia Diagnosis and Care Include Revised Definition of Preeclampsia]</ref> في حال تطورت مقدمات الارتجاع إلى ارتجاع تحدث تشنجات مفاجئة.
* أسبابه: سبب المرض غير مفهوم بشكل كامل ولكن يُعتقد أنه يعود إلى خلل في نمو المشيمة وتطور الأوعية الدموية المرتبطة بها.<ref>[https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17952-preeclampsia Cleveland Clinic: Preeclampsia]</ref> بعض النظريات تقترح أن مقدمات الارتجاع عبارة عن ردة فعل التهابية من جسد المرأة الحامل ضد الحمل نفسه، رد فعل مناعي، نقص في الكالسيوم، حالات مرضية سابقة أو سوء تغذية بالإضافة إلى نظريات أخرى لم يتم التيقن من صحة أي منها بشكل حاسم بعد.<ref>[https://www.preeclampsia.org/cause-of-preeclampsia preeclampsia.org: Cause of Preeclampsia]</ref>
* خطورته: الارتجاع ومقدماته حالاتان مهددتان للحياة (للحامل وللجنين) وقد تؤديان إلى انفصال المشيمة والنزيف المهبلي والولادة المبكرة وفشل عضوي لدى الأم.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: خلال الثلث الثاني أو الثلث الثالث من الحمل.
* علاجه: متابعة حثيثة داخل المستشفى (تشمل هذه المتابعة الحوامل المصابات بمقدمات الارتجاع والمصابات بارتفاع ضغط الدم الحملي)، في بعض الأحيان لا يستلزم الأمر متابعة سريرية (داخل مستشفى) في حال كان الأعراض غير حادة وضغط الدم تحت السيطرة بالأدوية ولا يوجد أعراض أخرى.<ref>[https://emedicine.medscape.com/article/1476919-treatment#d11 Medscape: Care in Preeclampsia Without Severe Features]</ref> في حالة كانت الأعراض حادة وضغط الدم مرتفع بعد وصول الحمل إلى الأسبوع الرابع والثلاثين، يُفضل البدء بعملية الولادة (طلق صناعي أو قيصرية حسب الحالة).<ref>[https://emedicine.medscape.com/article/1476919-treatment#d12 Medscape: Care in Preeclampsia With Severe Features]</ref> في حالة حدوث ارتجاع (نوبات صرعية وتشنجات) يُستخدم محلول ملح سلفات الماغنيسيوم لعلاجها والتحكم بها.<ref>[https://emedicine.medscape.com/article/1476919-treatment#d13 Medscape: Seizure Treatment (of Eclampsia) and Prophylaxis With Magnesium Sulfate]</ref>
;الوضع المقعدي
حالة يحدث فيها انقلاب في وضعية الجنين قبل الولادة بحيث تكون مؤخرته (مع أو بدون قدميه) مواجهة لعنق الرحم بدلا من رأسه.
* أعراضه: لا يوجد أي أعراض أو علامات، صورته السريرية تشمل فقط اكتشافه عند التصوير التلفزيوني للجنين أو خلال الفحص السريري بعد الأسبوع 32.
* أسبابه: يحدث الوضع المقعدي أحيانًا بسبب الحمل المتعدد (توائم)، أو في حالة وجود حالة ولادة مبكرة سابقة لدى الحامل، يحدث أيضًا بسبب زيادة أو نقص السائل الأمينوسي (المشيمي)، في حالة وجود تليفات في الرحم، أو في حالة وجود انزياح في المشيمة.
* خطورته: يشكل خطرًا على الجنين والأم، ويمكن أن يتسبب في ولادة متعسرة.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: يُلاحظ عدم انتظام الجنين داخل الوضعية الولادية الصحيحة خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل (بعد الأسبوع 32).
* علاجه: يمكن أن تحاول الطبيبة تعديل وضعية الجنين وتدويره خارجيًا (خلال الأسابيع 32 إلى 37)، في حال فشلت محاولة التدوير فإن الحامل ستخضع لجراحة قيصرية.<ref>[https://americanpregnancy.org/healthy-pregnancy/labor-and-birth/breech-presentation/ American Pregnancy Association: Breech Births]</ref>
;قصور عنق الرحم
تمدد عنق رحمي خالي من الألم يؤدي إلى فشل عنق الرحم في الاحتفاظ بالجنين في حالة غياب أي انقباضات رحمية.
* أعراضه: عادة ما تكون الأعراض صامتة إلى حين حدوث الإجهاض التلقائي الناتج عن القصور أو الولادة المبكرة، بالرغم من ذلك يمكن أن تشعر الحامل بإحساس بالضغط على المهبل، يحدث أيضًا نزيف مهبلي، ألم في البطن أو أسفل الظهر، وإفرازات مهبلية.
* أسبابه: غير واضحة ولكن قد تشمل تشوهات هيكلية في الجهاز التناسلي بالإضافة إلى عوامل حيوية كيميائية.<ref>[https://www.msdmanuals.com/professional/gynecology-and-obstetrics/antenatal-complications/cervical-insufficiency MSD manuals: Cervical Insufficiency]</ref>
* خطورته: قصور عنق الرحم قد يؤدي إلى [[إجهاض تلقائي|الإجهاض التلقائي]] Miscarriage أو الولادة المبكرة، تعتبر هذه الحالة مسؤولة عن 25% من حالات الإجهاض التلقائي في الثلث الثاني والثالث من الحمل.<ref>[https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17912-incompetent-cervix Incompetent Cervix]</ref>
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: خلال الثلثين الأول والثاني من الحمل.
* علاجه: الراحة والمراقبة الحثيثة لوضع الحمل، يمكن في حالة القصور أيضًا استخدام تقنية "تطويق عنق الرحم" cervical cerclage لمنع الإجهاض التلقائي أو الولادة المبكرة.
;الاجهاض الإنتاني
تلوث بكتيري ناتج عن عملية إجهاض قصدي تترافق مع إلتهاب رحمي قد ينتقل إلى الدم.<ref>[https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/septic-abortion Science Direct: Septic Abortion]</ref>
* أعراضه: مشابهة لأعراض الداء الالتهابي الحوضي. تشمل الحمى، ارتجاف ورعشة، إفرازات مهبلية والتهاب البريتون (منطقة البطن). يمكن أن يتسبب في نزيف مهبلي وتوسع في عنق الرحم مع ألم بطني وحوضي شديد.
* أسبابه: إجهاض غير مكتمل أو إجهاض قصدي بأدوات غير معقمة
* خطورته: حالة مهددة للحياة، قد ينتقل الالتهاب إلى الدم ويسبب إنتان في أعضاء أخرى.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: خلال الإجهاض أو بعده بحوالي 24 - 48 ساعة.
* علاجه: مضادات حيوية واسعة المجال تُحقن عبر الوريد (غالبًا كليندامايسين مع جنتامايسين وأمبسيلين)، يجب أن يتم تنظيف الرحم من أي مخلفات إجهاض غير مكتمل.<ref>[https://www.msdmanuals.com/professional/gynecology-and-obstetrics/early-pregnancy-disorders/septic-abortion#Diagnosis_v8520710 MSD Manuals: Septic Abortion]</ref>
;الركود الصفراوي الحملي
تراجع أو توقف جريان الصفراء bile وهو ما يؤدي إلى تراكم المواد التي تستخدم في تصنيعها (الأحماض الصفراوية والبيليروبين) في الدم،<ref>[https://altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%83%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-6978 الطبي: الركود الصفراوي الحملي]</ref> وهي سائل يفرزه الكبد ويُخزن في المرارة ويمر عبر القناة الصفراوية ويحتوي على مواد تساعد على هضم الدهون. تحدث هذه الحالة خلال الحمل ويمكن أيضًا أن تحدث بسبب اعتلالات في الكبد، المرارة، القناة الصفراوية أو البنكرياس.
* أعراضه: حكة شديدة في القدمين واليدين بدون طفح جلدي، وأحيانا تنتشر الحكة إلى أماكن أخرى في الجسم. يمكن أيضًا أن يصاحبه أعراض أخرى مثل اليرقان (تغير لون البول إلى البني وتغير لون الجلد وبياض العين إلى الأصفر)، غثيان وفقدان الشهية.<ref>[https://www.msdmanuals.com/ar/home/%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A9/%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1-%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%91%D9%8F%D9%83%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%91%D9%8E%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%88%D9%8A أدلة MSD: الركود الصفراوي]</ref>
* أسبابه: زيادة مستويات الهرمونات الجنسية (الإستروجين والبروجسترون) في الدم خلال الحمل، تتزايد احتمالية الإصابة بهذه الحالة عند بعض الحوامل بسبب عوامل جينية (وراثية) وبيئية.<ref>[https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17901-cholestasis-of-pregnancy Cleveland Clinic: Cholestasis of Pregnancy]</ref> أيضًا تزيد الاحتمالية بالإصابة في حال أصيبت به الحامل سابقًا أو في حال كانت تعاني من التهاب كبدي وبائي (سي) مزمن.
* خطورته: في حالات نادرة قد يؤدي إلى نقص في الفيتامينات الذائبة في الدهون، أخطرها هو فيتامين (كيه) والذي قد يؤدي نقصه إلى حدوث نزيف حاد خلال الولادة، إلا أن مخاطره الأكبر على الجنين نفسه، قد يؤدي إلى ضائقة جنينية (انخفاض مستوى الأكسجين الذي يصل إلى الجنين وانخفاض عدد ضربات قلبه)، قد يستحث ولادة مبكرة أو يتسبب في ولادة جنين ميت.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: يظهر في الثلث الأخير من الحمل (خلال الأسابيع الأخيرة).
* علاجه: يستخدم علاج أورسيدول لتحسين وظائف الكبد وتقليل الشعور بالحكة، يُطلب من الحامل تحسين نمط حميتها الغذائية بحيث تحتوي على كمية أكبر من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة (مثل الشوفان والقمح الكامل) والبروتينات الحيوانية (اللحوم والدواجن والأسماك) والابتعاد عن مصادر الدهون.
;انصمام (جلطة) السائل الأمينوسي (السلوي)
حالة نادرة تنتج عن انتقال جزء من السائل الأمينوسي الموجود في المشيمة (والذي يحتوي على خلايا وأنسجة جنينية) إلى مجرى الدم لدى الحامل.<ref>[https://www.msdmanuals.com/ar/home/%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%B5%D8%AD%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9/%D9%85%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B6-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B5%D9%90%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8E%D8%A7%D8%A6%D9%90%D9%84%D9%90-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8E%D9%84%D9%8E%D9%88%D9%90%D9%8A%D9%91#%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%AE%D9%8A%D8%B5_v54338037_ar أدلة MSD: الانصمام بالسائل السلوي]</ref>
* أعراضه: تسارع نبضات قلب الحمل و/أو اضطرابها، انخفاض في ضغط الدم، صعوبة في التنفس خاصة لو وصل السائل الأمينوسي إلى الشرايين الرئوية، غثيان وقيء، فقدان الوعي، تشنجات صرعية، وتباطؤ نبضات قلب الجنين.<ref>[https://www.sehatok.com/%D8%B7%D8%A8/%D8%AC%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D9%88%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8 صحتك: جلطة السائل الأمينوسي أعراض وأسباب]</ref>
* أسبابه: تمزق في الأوعية الدموية الموجودة في المشيمة خلال الإجهاض أو الولادة، وقد يحدث ذلك لأسباب متعددة، منها على سبيل المثال: انزياح المشيمة أو انفصالها المبكر أو التصاقها بعضلات الرحم، إصابة خارجية في البطن، حدوث ارتجاع (تسمم حمل)، تمزق عنق الرحم، بعض الأدوات المستخدمة خلال الولادة مثل الملقط الطبي. وتزداد احتمالية حدوث هذه الحالة تبعًا لعوامل مثل عمر الأم (أكبر من 35 سنة)، الحمل المتعدد، زيادة حجم السائل الأمينوسي، الطلق الصناعي أو الولادة القيصرية.
* خطورته: حالة مهددة للحياة، تسبب فشل تنفسي و/أو قلبي وينتج عنها تخثر منتشر داخل الأوعية الدموية (عدد كبير من الخثرات داخل الأوعية الدموية تؤدي إلى نزيف منتشر)، قد تؤدي إلى حدوث غيبوبة أو الوفاة.
* الوقت المتوقع لحدوثه/اكتشافه: يحدث عادة خلال الإجهاض في الثلث الأول أو الثاني من الحمل أو خلال المخاض المُحرَّض (الطلق الصناعي).
* علاجه: يحتاج إلى تدخل طبي عاجل يشمل انعاش قلبي ورئوي، نقل الدم، استحثاث الولادة من أجل إفراغ الرحم من المشيمة.
===الحالات المرضية التي تتفاقم خلال الحمل وبسببه===
تتضمن هذه الفئة من الأمراض والاضطرابات الحالات التي تكون موجودة لدى المرأة الحامل مسبقًا، ولكنها تتفاقم وتزداد خطورتها بسبب التغيرات التي تصيب جسد المرأة خلال الحمل، وبسبب ما يشكله الحمل من إجهاد وإنهاك على جسدها. في حالات أخرى، تكون احتمالية الإصابة لدى السيدة الحامل بهذه الأمراض عالية بسبب وجود عوامل خطر أخرى، ولكن الحمل بالذات يساهم في ظهورها والإصابة بها، وإن لم تكن موجودة أو أعراضها ظاهرة من قبل.
تحتاج هذه الأمراض - في حالة الحمل - إلى اعتبارات خاصة ومراقبة طبية مستمرة وحثيثة من أجل ضمان عدم تطور الأعراض وظهور أي مضاعفات قد تسبب خطرًا على حياة الحامل والجنين، وكذلك من أجل اكتشاف أي طوارئ متعلقة بالمرض والتدخل لاتخاذ الإجراءات الطبية المناسبة لعلاجها قبل تفاقمها.
====حالات مرضية تتفاقم بسبب الحمل====
;أمراض القلب
حالات مرضية مزمنة تصيب القلب وتسبب اعتلالًا في قدرته على أداء وظيفته الحيوية بشكل سليم تشمل تشكيلة واسعة من الأمراض منها: التشوهات الخلقية في القلب، اعتلالات عضلة القلب، اعتلالات صمامات القلب، اعتلالات وضيق الشرايين التاجية واعتلال الشريان الأورطي.
* تأثير الحمل على المرض: يزيد الحمل من حجم الدم والسوائل الإجمالي في جسد الحامل وهو ما يزيد من نتاج القلب الإجمالي ومعدل ضربات القلب الطبيعي.
* خطورة الحمل على حالة المرض: قد يسبب الحمل قصورًا في عضلة القلب ويسرع المضاعفات الخاصة بالأمراض.
* خطورة المرض على الجنين والحامل: قد تؤدي إلى الولادة المبكرة، ضعف نمو الجنين بسبب نقص الدم والأكسجين، ولادة جنين ميت، وفي حالات شديدة قد يؤدي الحمل إلى وفاة الحامل. واحدة من المخاطر المهمة هي الأدوية التي تتناولها الحامل من أجل تنظيم الحالة الصحية ومنع تفاقمها قبل حدوث الحمل، حيث أن جزء كبير من هذه الأدوية يتعارض بشكل تام مع الحمل، ولذا تضطر الحامل إلى إيقاف تناول الأدوية أو استبدالها بأخرى أقل فعالية (آمنة للجنين).
* الإجراءات الطبية: متابعة حثيثة ومراقبة مستمرة لأي تطور في الأعراض، الالتزام التام بالأدوية، تعديل النظام الغذائي والابتعاد عن الأملاح والزيوت والنشويات، تجنب التوتر والضغط النفسي، تجنب زيادة الوزن، الالتزام بالراحة وتجنب المجهود الجسدي مع أداء التمارين الصحية الآمنة بحسب توجيهات الطبيبة.<ref>[https://www.sehatok.com/%D8%B7%D8%A8/%D8%AC%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%B6-%D9%88%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8 Cleveland Clinic: Heart Disease & Pregnancy]</ref>
;ضغط الدم المزمن
ارتفاع ضغط الدم لمستوى أعلى من أو يساوي 140 / 90 ملم زئبق. يمكن أن تكون الحامل مصابة مسبقًا بمرض ارتفاع ضغط الدم المزمن، أو يُكتشف في مرحلة مبكرة منه (قبل الأسبوع العشرين). تعتبر هذه الحالة نادرة خاصة وأن الإصابة بضغط الدم المزمن يحدث في الغالب بعد سن الخامسة والثلاثين. من ضمن جميع النساء الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم، فإن المصابات مسبقًا بالمرض لا يتجاوز تعدادهن حوالي 3% فقط.<ref>[https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S1751721423001458 Pre-existing hypertension in pregnancy]</ref>
* تأثير الحمل على المرض: زيادة المقاومة الوعائية لضخ الدم Vascular resistance بسبب زيادة حجم الدم والسوائل وارتفاع معدل نبضات القلب، يحدث هذا التأثير غالبًا بعد الثلث الأول من الحمل، حيث أن الجسم، بسبب الحمل، يفرز مواد طبيعية (بروستاسايكلينات) تخفض ضغط الدم.
* خطورة الحمل على حالة المرض: يرفع الحمل من احتمالية حدوث المضاعفات الخاصة بضغط الدم المزمن والأضرار التي يسببها على الأعضاء الحيوية (القلب والكلى والدماغ)، وقد يسبب سكتة قلبية أو دماغية أو أعراض فشل كلوي، يزيد ضغط الدم المزمن خلال الحمل من احتمالية الإصابة بمقدمات الارتجاع.
* خطورة المرض على الجنين والحامل: تأخر نمو الجنين وانفصال المشيمة وقد يؤدي إلى ولادة مبكرة. أدوية الحمل المستخدمة قبل الحمل قد يؤدي استخدامها إلى مضاعفات وتشوهات خلقية للجنين (خاصة الأدوية المؤثرة على نظام رينين/أنجيوتنسين/ألدوستيرون RAAS مثل إينالابريل وفالسارتان). الحمل خلال الإصابة بالضغط المزمن يزيد من احتمالية حدوث سكتة دماغية أو جلطة قلبية في المستقبل. أيضًا فإن الحامل المصابة بالضغط تزيد احتمالية إصابتها بمقدمات الارتجاع بنسبة 20%.<ref>[https://healthify.nz/health-a-z/h/pre-existing-hypertension Healthify: Pre-existing high blood pressure in pregnancy]</ref>
* الإجراءات الطبية: تغيير الأدوية المستخدمة لعلاج الحمل واستخدام أدوية آمنة مثل لابيتول وميثيل دوبا، مراقبة ومتابعة مستمرة.
;السكري (قبل الحمل)
تشخيص مرض السكري قبل حدوث الحمل سواء كان من النوع الأول أو الثاني. تزايدت معدلات انتشار السكري (قبل الحمل) بين الحوامل خلال السنين الماضية بسبب انخفاض السن المتوقع للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
* تأثير الحمل على المرض: يزيد الحمل في هذه الحالة من مقاومة خلايا الجسم للأنسولين مما يضاعف من مخاطر المرض وقد يتسبب بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم.
* خطورة الحمل على حالة المرض: تزيد فرصة حدوث مضاعفات السكري، مثل الاعتلال الكلوي السكري، اعتلال الشبكية بالإضافة إلى نوبات ارتفاع الغلوكوز في الدم Hyperglycemia.
* خطورة المرض على الجنين والحامل: زيادة حجم الجنين (قد يؤدي إلى ولادة متعسرة)، ارتفاع احتمالية حدوث الضغط الحملي ومقدمات الارتجاع، وقد يؤدي أيضًا إلى ولادة مبكرة. يتسبب أيضًا بمشكلات تنفسية للجنين بعد الولادة مع انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم.
* الإجراءات الطبية: يجب أن تبدأ الرعاية لمريضات السكري الحوامل قبل بداية الحمل، ويُنصح أن يكون الحمل في حالات مريضات السكري مُخططًا له مسبقًا ويحدث بعد تلقي المريضة للرعاية لضبط مستويات الغلوكوز في الدم.<ref>[https://guidelines.diabetes.ca/cpg/chapter36 Diabetes Canada: Diabetes and Pregnancy]</ref> مراقبة مستويات الغلوكوز في الدم بشكل يومي (صياميًا وبعد الأكل)، يستخدم الأنسولين لعلاج حالات السكري خلال الحمل، يجب أن تراقب الحامل حميتها الغذائية كما يمكن أن تأخذ مكملات غذائية (وخاصة حامض الفوليك) كإجراء وقائي لحماية الجنين من مضاعفات، عادة ما تُنصح الحامل بتناول جرعة 0.4 ملغم من حامض الفوليك يوميًا إلا أن المصابة بالسكري تتناول جرعة 5 ملغم يوميا.<ref>[https://healthify.nz/health-a-z/d/diabetes-pre-existing-and-pregnancy Healthify: Diabetes – (pre-existing) and pregnancy ]</ref>
;أمراض الكلى
قصور كلوي مزمن بسبب تشوه خلقي أو إصابة مستحدثة أو نتيجة لأمراض أخرى.
* تأثير الحمل على المرض: يزيد الحمل من حجم الدم والسوائل في الجسم مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الكلى ويفاقم من الحالة المرضية.
* خطورة الحمل على حالة المرض: تدهور سريع لوظائف الكلى
* خطورة المرض على الجنين والحامل: ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر حدوث الارتجاع ومقدماته.
* الإجراءات الطبية: مراقبة لوظائف الكلى وضغط الدم، في حالة كانت الحامل تخضع للعلاج بالديلزة (غسيل الكلى) ستحتاج إلى عدد جلسات أكبر وإلى فحوص دورية.<ref>[https://www.kidney.org/kidney-topics/pregnancy-and-kidney-disease Pregnancy and Kidney Disease]</ref>
;الأنيميا
الأنيميا هي نقص في قدرة الدم على إيصال الأكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة، قد تكون الأنيميا مكتسبة (بسبب عوامل مرضية أو غذائية مثل نقص الإريثروبيوتين أو نقص الحديد أو السيانوكوبالامين أو بسبب تسمم أو قصور في نخاع العظم) أو وراثية بحيث تصاب خلايا الدم الحمراء باعتلالات هيكلية تحد من قدرتها على حمل الأكسجين.
* تأثير الحمل على المرض: في الوضع الطبيعي يزداد حجم الدم (20 - 30 %) خلال الحمل، ويحتاج الجسم إلى كمية أكبر من المغذيات المسؤولة عن بناء كريات الدم الحمراء (الحديد وفيتامين ب12 وحامض الفوليك). في حالة وجود حالة أنيميا سابقة على الحمل (خاصة لو كانت لأسباب وراثية) تتفاقم الحالة بسبب الحمل ويؤدي إلى تدهور الأعراض.
* خطورة الحمل على حالة المرض: فقر دم شديد وانخفاض معدلات الهيموجلوبين ومعدل كريات الدم الحمراء.
* خطورة المرض على الجنين والحامل: قصور في نمو الجنين، ولادة مبكرة، في حالة كانت الأنيميا وراثية فإن هناك خطرًا على الجنين يتمثل بإمكانية إصابته بالمرض خاصة لو كان الأب حاملًا للعامل الوراثي.
* الإجراءات الطبية: مكملات غذائية (حديد وفيتامين ب 12 و حامض الفوليك)، في حالة الثلاسيميا وأنيميا الخلايا المنجلية تُنصح الأم دومًا بتجنب الحمل، في بعض الدول يُمنع الزواج بين أي رجل وامرأة بدون إجراء فحوص طبية تثبت خلو الزوجين من عوامل وراثية قد تسبب إصابة أطفالهم بالمرض.<ref>[https://www.nhlbi.nih.gov/health/thalassemia/pregnancy NIH: Pregnancy and Thalassemia]</ref><ref>[https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=sickle-cell-disease-and-pregnancy-90-P02499 Stanford Medicine: Sickle Cell Disease and Pregnancy]</ref>
;الصرع
نوبات متكررة من التشنجات العضلية ناتجة عن زيادة في النشاط العصبي داخل نقطة محددة أو أكثر من الجهاز العصبي المركزي.
* تأثير الحمل على المرض: التغيرات الهرمونية الطبيعية خلال الحمل تؤثر سلبًا على الجهاز العصبي وقدرة الأدوية على التحكم في النوبات.<ref>[https://www.neurology.org/doi/10.1212/WNL.0000000000013286 Seizure Worsening During Pregnancy Who Is at Risk?]</ref>
* خطورة الحمل على حالة المرض: يزيد الحمل من تواتر ومعدل النوبات الصرعية.
* خطورة المرض على الجنين والحامل: انخفاض معدل نبضات القلب للجنين، نقص الأكسجين لدى الجنين خلال النوبات، خطر الولادة المبكرة، في حال حدوث إصابة للحامل بسبب نوبة صرعية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. بعض أدوية الصرع قد تؤثر سلبًا على نمو الجنين (جدير بالذكر أنها تؤثر أيضًا على فعالية [[موانع حمل هرمونية|موانع الحمل الهرمونية]] كذلك).
* الإجراءات الطبية: تغيير الأدوية الخاصة بالصرع، في حالة كانت حالة الصرع "خاملة" قبل التخطيط للحمل لفترة تمتد ما بين سنتين إلى أربعة سنوات (بمعنى عدم حدوث أي نوبات صرعية خلال هذه الفترة)، يمكن اختبار التوقف عن تناول الأدوية والانقطاع عنها تدريجيا تحت إشراف طبي قبل بداية الحمل.<ref>[https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/pregnancy-week-by-week/in-depth/pregnancy/art-20048417 Epilepsy and pregnancy: What you need to know]</ref>
;أمراض المناعة الذاتية (الذئبة الحمراء)
مرض مناعي ذاتي يصيب عدة أعضاء (جلد، كلى، مفاصل، جهاز دموي، أعصاب، وغيرها) ويتفاهم بشكل مستمر، يمكن التحكم في أعراضه وفي تفاقمه ولكن لا يوجد له أي أدوية شافية، يتسبب في حدوث نوبات أو هجمات flare-ups عند ازدياد نشاط المرض.
* تأثير الحمل على المرض: التغيرات الهرمونية (الاستروجين، البروجسترون) والجهاز المناعي أثناء الحمل قد تُحفّز نشاط المرض.
* خطورة الحمل على حالة المرض: ازدياد معدل النوبات أو الهجمات الخاصة بالمرض خلال وبعد مرحلة الحمل.
* خطورة المرض على الجنين والحامل: زيادة مخاطر الإجهاض، الولادة المبكرة، تأخر النمو داخل الرحم، وأحيانًا متلازمة الذئبة الوليدية (Neonatal lupus). تفاقم التهاب الكلى لدى الحامل، تسمم الحمل، الفشل الكلوي أو مضاعفات كبدية، زيادة ضغط الدم، مضاعفات دموية أو مناعية.<ref>[https://emedicine.medscape.com/article/335055-overview Medscape: Systemic Lupus Erythematosus (SLE) and Pregnancy ]</ref>
* الإجراءات الطبية: في حالة الإصابة بالذئبة الحمراء يُفضل التخطيط للحمل مسبقًا، ويُشترط أن تكون نوبات المرض في حالة هدوء لفترة ما بين 4 - 6 شهور على الأقل مع ضرورة ضبط الأدوية وجرعاتها خلال الحمل (تجنب أدوية مثل مايكوفينولات وميثوتريكسات واستخدام أدوية مثل هيدروكسيكلوروكوين).
====حالات مرضية تظهر خلال الحمل====
هذه المجموعة من الأمراض لا تصيب الحامل قبل حدوث الحمل وإنما أثناءه، ولكن لا علاقة مباشرة بينها وبين الحمل نفسه، بمعنى أن الحمل قد يكون عاملًا مساهمًا في حدوثها ولكنه ليس سببًا رئيسيًا - أو حصريًا - للإصابة بها.
;الخثرات الوريدية العميقة
جلطة دموية تحدث في وريد عميق غالبًا ما تصيب أوردة الساق أو الحوض وتتسبب في انسداد مجرى الدم بشكل جزئي أو كلي، يمكن أن تنتقل الجلطة، أو ينفصل جزء منها ويسبح مع مجرى الدم حتى يصل إلى الشرايين الرئوية ويسبب انصمامًا رئويا. تزداد احتمالية تعرض المرأة للإصابة بخثرة وريدية عميقة في حال كانت حامل.<ref>[https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5778511/ Deep venous thrombosis in pregnancy: incidence, pathogenesis and endovascular management]</ref>
* الأسباب: انخفاض في سرعة جريان الدم داخل الأوردة ينتج عن التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل (خاصة زيادة تركيز "عوامل التجلط") بالإضافة لضغط الرحم المباشر على الأوردة.
* الوقت المتوقع لحدوث الحالة: تنخفض سرعة جريان الدم داخل أوردة القدمين لدى الحامل بنسبة 50% بحلول الأسابيع 25 - 29 من الحمل. يمكن أن تحدث الجلطة أوردة الحوض خلال الولادة (6 - 11% من الحالات) ويمكن أن تحدث الجلطة أيضًا بعد الولادة.
* عوامل الخطورة:تزداد احتمالية إصابة الحامل بخثرة وريدية في حال: وجود تاريخ مرضي للإصابة بالجلطات الدموية، تبلغ الحامل من العمر 35 عامًا فأكثر، في حالات الحمل المتعدد، إصابة بالقدم، التدخين، الإصابة بدوالي القدمين، أو في حالة الإصابة بمقدمات الإرتجاع وتسمم الحمل.
* الأعراض: ألم شديد في الساق، غالبًا في عضلة السمانة، مع احمرار في المنطقة وانتفاخ مصحوب بتغير درجة حرارتها (تشعر الحامل بداية بسخونة الساق ثم تشعر ببرودتها)، في حال تطورت الخثرة إلى انصمام رئوي فإنها تؤدي إلى ضيق في التنفس وارتفاع في معدل التنفس بالإضافة إلى عدم انتظام ضربات القلب، يكون الانصمام الرئوي مصحوبًا بسعال شديد، تعرق، وقد يؤدي إلى فقدان الوعي والدخول في غيبوبة.
* تأثير الحالة على الجنين والحامل: في حالة حدوث الانصمام الرئوي، قد تؤدي الحالة إلى الوفاة، ويمكن أن ينتج عنها تعقيدات طويلة الأمد مثل متلازمة ما بعد التجلط PTS.
* الإجراءات الطبية: تُفحص النساء الحوامل في حال وجود عوامل خطر قد تسبب خثرة وريدية عميقة من أجل معرفة تركيز عوامل التجلط في الدم، تعطى الحامل مضادات للتخثر كإجراء وقائي (الأسبرين منخفض الجرعة، هيبارين، الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي). تواجه عملية استخراج الخثرة وفتح المجرى الوريدي بالقسطرة صعوبة بالغة في حالات الحمل بسبب محدودية تحمل الجنين لتصوير الأشعة الضروري لتتبع مسار القسطرة الوريدية. يمكن أن تستخدم مضادات التخثر (الهيبارين) لعلاج الخثرة كذلك مع الأخذ بالاعتبار أن جرعة عالية من الهيبارين قد تسبب انفصالًا للمشيمة وولادة مبكرة.
;التهاب المسالك البولية
التهاب في المسالك البولية تتسبب به عدوى بكتيرية (غالبًا بكتيريا إي. كولاي).
* الأسباب: ارتخاء وتمدد الحالبين وانخفاض نشاطهما بسبب تأثيرات المستويات المرتفعة من البروجسترون المرتبطة بالحمل، بالإضافة إلى تمدد حجم المثانة وانخفاض نشاطها، تؤدي هذه العوامل إلى ضعف تصريف البول urinary stasis وارتفاع خطر الإصابة بعدوى في المسالك البولية (خاصة مع زيادة نسبة الغلوكوز في الدم خلال الحمل). في حال ظل الالتهاب بدون علاج قد يتطور إلى التهاب في الكلى.
* الوقت المتوقع لحدوث الحالة: بداية من الأسبوع السادس من الحمل وترتفع نسبة حدوثها ما بين الأسبوع 22 و 24 من الحمل.
* عوامل الخطورة: تزداد احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية خلال الحمل في حالة وجود التهابات سابقة أو متكررة بالمسالك البولية، التهابات سابقة غير مُعالجة بشكل صحيح، وجود أملاح في البول أو حصى في الكلى.
* الأعراض: حرقة أثناء التبول، تكرار التبول، بول عكر أو دموي، ألم أسفل البطن. في كثير من الأحيان فإن التهاب المسالك البولية يكون صامتًا (بدون أعراض). في حالة التهاب الكلى تحدث حمى، قشعريرة، ألم في الخاصرة، غثيان وقيء بالإضافة إلى الأعراض الأخرى.
* المضاعفات: انخفاض وزن الجنين وولادة مبكرة، يمكن أن يؤدي التهاب الكلى أيضًا إلى انتان في الدم.<ref>[https://www.acog.org/clinical/clinical-guidance/clinical-consensus/articles/2023/08/urinary-tract-infections-in-pregnant-individuals ACOG: Urinary Tract Infections in Pregnant Individuals]</ref>
* الإجراءات الطبية: يُعالج الالتهاب بالمضادات الحيوية الآمنة خلال الحمل.<ref>[https://www.aafp.org/pubs/afp/issues/2000/0201/p713.html AMERICAN FAMILY PHYSICIAN JOURNAL: Urinary Tract Infections During Pregnancy]</ref>
;فرط نشاط الغدة الدرقية Hyperthyroidism
ارتفاع في نشاط الغدة الدرقية ومعدلات هرمونات T3 و T4 التي تفرزها الغدة.<ref>[https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC2718594/ Miho Inoue, Naoko Arata, Gideon Koren, Shinya Ito: Hyperthyroidism during pregnancy]</ref>
* الأسباب: الإصابة سابقًا بداء غريفز Graves’ disease المسبب لفرط نشاط الدرقية، يكون المرض خاملًا ويظهر في كثير الأحيان (في حال لم يُشخص سابقًا) بسبب الحمل. في حالات أخرى يزداد نشاط الغدة الدرقية خلال الثلث الأول من الحمل بسبب ارتفاع تركيز هرمون hCG.
* الوقت المتوقع لحدوث الحالة: الإصابة سابقة على الحمل ولكن غير مُشخصة وتتزايد أعراضها خلال الحمل، ويمكن أن تظهر خلال الثلث الأول.
* الأعراض: عدم تحمل ارتفاع الحرارة، تعب وإرهاق، فقدان الوزن رغم عدم تغير مستوى الشهية، قد يسبب داء غريفز أيضًا جحوظ في العينين.
* مضاعفات: يسبب ارتفاع هرمونات الغدة الدرقية مقدمات ارتجاع وارتفاع ضغط الدم، [[إجهاض تلقائي]]، ولادة مبكرة أو ولادة جنين ميت. يمكن أن يؤدي ارتفاع هرمونات الدرقية في الحمل إلى ارتفاعها لدى الرضيع بعد الولادة.<ref>[https://www.infantrisk.com/content/hyperthyroidism-pregnancy Infant Risk Center: HYPERthyroidism in Pregnancy ]</ref>
* الإجراءات الطبية: بروبايل ثيويوراسيل أفضل الخيارات المتاحة لعلاج فرط نشاط الدرقية ولكن لا يمكن استخدامه بشكل آمن إلا في الثلث الأول من الحمل، يعتمد علاج الحالة غالبًا على فحص ومراقبة مستمرة لمستويات هرمون T4 مع علاج داعم لتخفيف وطأة أعراض المرض.<ref>[https://www.thyroid.org/hyperthyroidism-in-pregnancy/ American Thyroid Association: Hyperthyroidism in Pregnancy]</ref>
;البواسير والدوالي
ارتجاع في الصمامات الوريدية، يتسبب في تجمع الدم داخل الأوردة وانتفاخها (أوردة المستقيم في حالة البواسير وأوردة القدمين في حالة الدوالي).
* الأسباب: زيادة الضغط الوريدي خلال الحمل، ارتخاء جدران الأوعية الدموية بسبب الهرمونات. يتزايد خطر حدوث البواسير كذلك بسبب الإمساك المزمن خلال الحمل.
* الوقت المتوقع لحدوث الحالة: الثلث الأخير من الحمل.
* عوامل الخطورة: زيادة الوزن، الحمل المتكرر (أكثر من ثلاثة ولادات سابقة) أو الحمل المتعدد، وجود تاريخ سابق للإصابة.
* الأعراض: تسبب البواسير شعور ببروز وريدي بالقرب من فتحة الشرج يتسبب بألم وحكة بسبب إعاقته للإخراج وقد يسبب نزيفًا شرجيًا، الدوالي تسبب بروز للأوردة وانتفاخ في الساقين.
* مضاعفات: بالعادة لا تسبب أي من الحالتين أي مضاعفات على الجنين، كما أنهما تختفيان – في أغلب الأحيان – خلال العام الأول من الولادة بدون الاضطرار لأي تدخل علاجي.
* الإجراءات الطبية: علاج مساعد للألم (مراهم موضعية في حالة البواسير)، رفع القدمين للأعلى لتسهيل مرور الدم عبر الوريد، كمادات باردة لتخفيف الانتفاخ.<ref>[https://www.cedars-sinai.org/health-library/diseases-and-conditions/h/hemorrhoids-and-varicose-veins-in-pregnancy.html Hemorrhoids and Varicose Veins in Pregnancy]</ref>
;متلازمة النفق الرسغي
اعتلال عصبي انضغاطي يصيب العصب الوسيط الذي يمر عبر النفق الرسغي (تجويف في عظام الرسغ مخصص للعصب الوسيط والأوتار العضلية. يعتبر مرضًا نادرًا ولكن احتمالية حدوثه خلال الحمل تتزايد.
* الأسباب: احتباس السوائل في الأطراف وانتفاخها وزيادة حجم الدم تضغط على العصب الوسيط.
* الوقت المتوقع لحدوث الحالة: في الثلث الأخير من الحمل
* عوامل الخطورة: سمنة، الإصابة بالسكري الحملي، أعمال يدوية متكررة.
* الأعراض: ضعف قبضة اليد وتنميل وألم في أصابع اليدين، حرقة تمتد حتى الذراع، يمكن أن تسوء الأعراض خلال الليل ويزداد الألم بحيث يوقظ الحامل من النوم.
* مضاعفات: لا تؤثر هذه الحالة بشكل مباشر على الجنين أو سير الحمل. يمكن أن تؤدي في حال تُركت بدون علاج إلى ضمور في العضلات وتلف دائم في العصب.
* الإجراءات الطبية: عادة ما تزول بعد انتهاء الحمل، يمكن استخدام جبائر ضاغطة للمعصم مع أداء بعض التمارين الرياضية (علاج طبيعي)، يمكن استخدم كمادات باردة، يُعالج الألم باستخدام المسكنات.<ref>[https://emedicine.medscape.com/article/327330-overview?utm_source=chatgpt.com Medscape: Carpal Tunnel Syndrome]</ref><ref>[https://womenshealth.gov/a-z-topics/carpal-tunnel-syndrome?utm_source=chatgpt.com OASH (Women's Health): Carpal tunnel syndrome ]</ref>
;التمزق التلقائي للشريان التاجي
تمزق الشريان التاجي المغذي لعضلة القلب مما يؤدي إلى وذمة داخل الوعاء الدموي وانفصال بين طبقات جدار الوعاء، تعتبر حالة في نادرة في المجمل ولكنها المسبب الأول للاحتشاء الحاد في عضلة القلب أو الذبحات الصدرية عند النساء في فترة الحمل وبعد الولادة.<ref>[https://www.ajog.org/article/S0002-9378%2807%2901039-3/fulltext?utm_source=chatgpt.com Sorel Goland, Ernst R. Schwarz, Robert J. Siegel, Lawrence S.C. Czer: Pregnancy-associated spontaneous coronary artery dissection]</ref>
* الأسباب: تمزق تلقائي في جدار الشريان التاجي، يزداد في الحمل بسبب التغيرات الهرمونية وارتفاع ضغط الدم (مستويات الاستروجين والبروجسترون تضعف ألياف الكولاجين وتسبب تغيرات في المكونات الميكانيكية في جدار الوعاء الدموي) بالإضافة إلى تغير حجم الدم وزيادة حجم النتاج القلبي خلال الحمل.
* الوقت المتوقع لحدوث الحالة: الثلث الأخير من الحمل ولكن في غالب الوقت يمكن أن تحدث خلال الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة.
* عوامل الخطورة: يزداد احتمال الإصابة بالتمزق الشرياني بسبب تاريخ سابق بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقدمات الارتجاع والارتجاع وارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، السمنة والتدخين خلال وقبل الحمل وعند حدوث الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين.
* الأعراض: مشابهة لأعراض الذبحة الصدرية، ألم مفاجئ في الصدر، ضيق في التنفس، قصور حاد في نشاط القلب، صدمة، تشنجات صرعية (نادرة).
* المضاعفات: حالة خطيرة وقد تؤدي إلى وفاة الحامل والجنين.
* الإجراءات الطبية: مراقبة حثيثة داخل العناية المركزة مع استخدام الأدوية (مضادات التجلط وأدوية داعمة لنشاط وعضلة القلب). قسطرة شريانية تداخلية لتركيب دعامة داخل الشريان PSI، جراحة تحويلية (عملية قلب مفتوح) في حال حدث التمزق في أكثر من مكان.<ref>[https://www.ahajournals.org/doi/10.1161/CIRCULATIONAHA.114.011422?utm_source=chatgpt.com Ram Vijayaraghavan, MD, Subodh Verma, MD, PhD, Nandini Gupta, MD, and Jacqueline Saw, MD: Pregnancy-Related Spontaneous Coronary Artery Dissection]</ref>
==صحة النساء خلال الحمل من منظور نسوي==
المؤسسة الطبية هي واحدة من الأسس التي يقوم عليها السلطة الأبوية في المجتعات الرأسمالية. في وقت يجب أن تُقدم لجميع أفراد المجتمع الرعاية الصحية المناسبة فإن النساء، والحوامل بالذات، تخضع العناية الصحية التي يتلقونها لاشتراطات طبية مستمدة من سياقات سياسية واجتماعية واقتصادية وطبقية.
إن الرعاية الأولية خلال الحمل تعتبر أحد أهم الاشتراطات التي يجب توافرها من أجل حصول الحوامل على رعاية طبية تامة خلال فترة حملهن بدون التعرض لأي مضاعفات خطيرة، ومن أجل اعتراض المشاكل الصحية قبل تطورها، وعلى الرغم من أهميتها إلا أن مفهوم الرعاية الأولية خلال الحمل لا يزال خارج قواميس الكثير من المؤسسات الطبية حول العالم. وإن وجد فإنه يخضع لاشتراطات قاسية تفرضها الطبيعة الرأسمالية للمؤسسة الطبية، فلا تحصل جميع النساء على خدمة الرعاية الأولية خلال الحمل، وإن حدث وتوافرت هذه الخدمة للقطاع الأكبر من الحوامل داخل المجتمع فلا تحصل جميع الحوامل على رعاية بذات الجودة، يظهر ذلك في تمايز عدد المشتغلين في المؤسسات المختلفة في القطاع الصحي، والأدوات والمعدات الطبية المتاحة للفحص والتحليل المخبري والقدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية المختلفة.
من جانب آخر فإن نظرة المؤسسة الأبوية لمعاناة الحوامل كانت دائمًا ما تتسم بالتحيز والتجاهل، فمن ناحية فإن النساء ضعيفات وأجسادهن حساسة ويبالغن في ردود أفعالهن تجاه الألم، ومن ناحية أخرى فإن الحمل والولادة يعتبران واجبًا اجتماعيًا وأسريًا ذا طبيعة حتمية، ولذا فإن من واجب النساء تحمل معاناته بدون شكاية حتى لو عرضهن الحمل والميلاد إلى تبعات خطيرة، ولذا فمن واجب المرأة أن تحمل وتلد مهما كانت المعاناة التي تتعرض لها خلال الحمل شديدة، وبناء على ذلك، فإن الرعاية الطبية للحوامل خلال الحمل ليست ذات أهمية كبيرة والأمراض التي تُصاب بها الحامل هي عوارض جانبية أقل أهمية من الحمل في حد ذاته. في هذا السياق يمكن أيضًا تفسير سلوك المؤسسات الاقتصادية وأصحاب العمل والسياسات الحكومية المحلية تجاه الحوامل العاملات، فلا يُؤخذ بعين الاعتبار حقوقهن الصحية والإنجابية ومسؤوليتهن تجاه أطفالهن (التأمين الصحي وإجازات الوضع والأمومة .. إلخ)، وفي حال سنت الدولة ما يفرض على أصحاب العمل منح النساء الحوامل والأمهات هذه الحقوق فإن المجتمع الأبوي يترجم رفضه لها عن طريق التحيز في اختيار النساء للعمل أو في التحيز في نظام الأجور.
يترافق ذلك مع تحميل المرأة دائمًا لمسؤولية الحمل ذاته، وهو جزء من العب الذي يضعه المجتمع الأبوي على المرأة تجاه الأمومة إجمالًا، فالمرأة مسؤولة – فوق كل الأعباء التي يضعها المجتمع الأبوي ومؤسسته الصحية والسياسات الحكومية – عن سلامة الحمل ووصوله إلى نهايته بدون أي مشاكل أو تعقيدات، وفي حال حدثت هذه التعقيدات فإن المرأة الحامل ذاتها هي من تتحمل مسؤوليتها لأنها لا تجيد الاعتناء بنفسها أو تحمل مسؤولية جنينها.
== {{أمر مجندر | طالع}} كذلك ==
* [[صحة إنجابية]]
* [[رعاية ما بعد الولادة]]
==مصادر==