من جانب آخر فإن نظرة المؤسسة الأبوية لمعاناة الحوامل كانت دائمًا ما تتسم بالتحيز والتجاهل، فمن ناحية فإن النساء ضعيفات وأجسادهن حساسة ويبالغن في ردود أفعالهن تجاه الألم، ومن ناحية أخرى فإن الحمل والولادة يعتبران واجبًا اجتماعيًا وأسريًا ذا طبيعة حتمية، ولذا فإن من واجب النساء تحمل معاناته بدون شكاية حتى لو عرضهن الحمل والميلاد إلى تبعات خطيرة، ولذا فمن واجب المرأة أن تحمل وتلد مهما كانت المعاناة التي تتعرض لها خلال الحمل شديدة، وبناء على ذلك، فإن الرعاية الطبية للحوامل خلال الحمل ليست ذات أهمية كبيرة والأمراض التي تُصاب بها الحامل هي عوارض جانبية أقل أهمية من الحمل في حد ذاته. في هذا السياق يمكن أيضًا تفسير سلوك المؤسسات الاقتصادية وأصحاب العمل والسياسات الحكومية المحلية تجاه الحوامل العاملات، فلا يُؤخذ بعين الاعتبار حقوقهن الصحية والإنجابية ومسؤوليتهن تجاه أطفالهن (التأمين الصحي وإجازات الوضع والأمومة .. إلخ)، وفي حال سنت الدولة ما يفرض على أصحاب العمل منح النساء الحوامل والأمهات هذه الحقوق فإن المجتمع الأبوي يترجم رفضه لها عن طريق التحيز في اختيار النساء للعمل أو في التحيز في نظام الأجور. | من جانب آخر فإن نظرة المؤسسة الأبوية لمعاناة الحوامل كانت دائمًا ما تتسم بالتحيز والتجاهل، فمن ناحية فإن النساء ضعيفات وأجسادهن حساسة ويبالغن في ردود أفعالهن تجاه الألم، ومن ناحية أخرى فإن الحمل والولادة يعتبران واجبًا اجتماعيًا وأسريًا ذا طبيعة حتمية، ولذا فإن من واجب النساء تحمل معاناته بدون شكاية حتى لو عرضهن الحمل والميلاد إلى تبعات خطيرة، ولذا فمن واجب المرأة أن تحمل وتلد مهما كانت المعاناة التي تتعرض لها خلال الحمل شديدة، وبناء على ذلك، فإن الرعاية الطبية للحوامل خلال الحمل ليست ذات أهمية كبيرة والأمراض التي تُصاب بها الحامل هي عوارض جانبية أقل أهمية من الحمل في حد ذاته. في هذا السياق يمكن أيضًا تفسير سلوك المؤسسات الاقتصادية وأصحاب العمل والسياسات الحكومية المحلية تجاه الحوامل العاملات، فلا يُؤخذ بعين الاعتبار حقوقهن الصحية والإنجابية ومسؤوليتهن تجاه أطفالهن (التأمين الصحي وإجازات الوضع والأمومة .. إلخ)، وفي حال سنت الدولة ما يفرض على أصحاب العمل منح النساء الحوامل والأمهات هذه الحقوق فإن المجتمع الأبوي يترجم رفضه لها عن طريق التحيز في اختيار النساء للعمل أو في التحيز في نظام الأجور. |