سطر 9: |
سطر 9: |
| ==تاريخ== | | ==تاريخ== |
| | | |
− | ظهرت حبوب منع الحمل لأول مرة في 1957 بعد ما يزيد على عقدين من الدراسات والأبحاث المستمرة من أجل الوصول إلى بديل هرموني مناسب وآمن قابل للاستخدام بدون آثار دائمة على الخصوبة. وقد حازت الحبة الأولى لمنع الحمل، إينوفيد Enovid، على ترخيص من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام كعلاج للاضطرابات الهرمونية، وبعد ثلاثة سنوات، حازت على ترخيص للاستخدام كمانع للحمل.<ref>[https://embryo.asu.edu/pages/enovid-first-hormonal-birth-control-pill-1957-1988 Enovid: The First Hormonal Birth Control Pill (1957–1988) ]</ref> | + | ظهرت حبوب منع الحمل لأول مرة في 1957 بعد ما يزيد على عقدين من الدراسات والأبحاث المستمرة من أجل الوصول إلى دواء هرموني مناسب وآمن قابل للاستخدام بدون آثار دائمة على الخصوبة. وقد حازت الحبة الأولى لمنع الحمل، إينوفيد Enovid، على ترخيص من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام كعلاج للاضطرابات الهرمونية، وبعد ثلاثة سنوات، حازت على ترخيص للاستخدام كمانع للحمل.<ref>[https://embryo.asu.edu/pages/enovid-first-hormonal-birth-control-pill-1957-1988 Enovid: The First Hormonal Birth Control Pill (1957–1988) ]</ref> |
| | | |
− | قاد جهود هذا الاكتشاف عالم فسيولوجيا أمريكي من جامعة هارفارد يُدعى جريجوري بينكوس قام خلال فترة عمله في هارفارد في ثلاثينات القرن العشرين بالعديد من التجارب على الحيوانات المعملية من أجل فهم أفضل لدور الهرمونات الجنسية في حدوث عملية الإخصاب والحمل، وقد نجح خلال تجاربه في حمل بعض بويضات الأرانب على التطور إلى أجنة بدون تخصيب بسبب فهمه العميق للعملية الكيميائية خلف الإخصاب ودور الهرمونات في حدوثها. حدث ذلك في فترة لم يكن المجتمع العلمي فيها قادرًا على تقبل هذه التجارب وقد طرحت تساؤلات أخلاقية أكثر مما أجابت عنه من تساؤلات علمية، ولذا فإن النتيجة الطبيعية لخروج نتائج تجاربه إلى العلن ووصولها إلى عيون الصحافة كان تعرضه لهجوم حاد صوره باعتباره عالمًا مجنونًا، وقد قادت هذه الهجمة الإعلامية جامعة هارفارد إلى إنهاء تجاربه وطرده من عمله كباحث وأستاذ مساعد في الجامعة. | + | قاد جهود هذا الاكتشاف عالم فسيولوجيا أمريكي من جامعة هارفارد يُدعى جريجوري بينكوس قام خلال فترة عمله في هارفارد في ثلاثينيات القرن العشرين بالعديد من التجارب على الحيوانات المعملية من أجل فهم أفضل لدور الهرمونات الجنسية في حدوث عملية الإخصاب والحمل. وقد نجح خلال تجاربه في حمل بعض بويضات الأرانب على التطور إلى أجنة بدون تخصيب بسبب فهمه العميق للعملية الكيميائية خلف الإخصاب ودور الهرمونات في حدوثها. حدث ذلك في فترة لم يكن المجتمع العلمي فيها قادرًا على تقبل هذه التجارب وقد طرحت تساؤلات أخلاقية أكثر مما أجابت عنه من تساؤلات علمية، ولذا فإن النتيجة الطبيعية لخروج نتائج تجاربه إلى العلن ووصولها إلى عيون الصحافة كان تعرضه لهجوم حاد صوره باعتباره عالمًا مجنونًا، وقد قادت هذه الهجمة الإعلامية جامعة هارفارد إلى إنهاء تجاربه وطرده من عمله كباحث وأستاذ مساعد في الجامعة. |
| | | |
| ;تجارب جريجوري بينكوس وجون روك | | ;تجارب جريجوري بينكوس وجون روك |
| | | |
− | لم يُثن ذلك من عزم بينكوس، واستمر عمله في السنوات اللاحقة من أجل الحصول على فرصة للاستمرار في تجاربه على الخصوبة، ونجح في 1944 في إنشاء معهد وورسيستر للأحياء التجريبية Worcester Institute for Experimental Biology، حيث يتمكن من إجراء تجاربه بدون الاضطرار دومًا إلى مواجهة اعتراضات وسياسات المؤسسات الأكاديمية. وبعد عدة سنوات نجح قادته تجاربه نحو اكتشاف تأثير المركبات البروجستينية (البدائل المصنعة لهرمون البروجسترون) كموانع فعالة للحمل في 1950.<ref>[https://www.thecrimson.com/article/2017/9/28/the-bitter-pill/ The Bitter Pill: Harvard and the Dark History of Birth Control]</ref> | + | لم يُثن ذلك من عزم بينكوس، واستمر عمله في السنوات اللاحقة من أجل الحصول على فرصة للاستمرار في تجاربه على الخصوبة، ونجح في 1944 في إنشاء معهد وورسيستر للأحياء التجريبية Worcester Institute for Experimental Biology، حيث يتمكن من إجراء تجاربه بدون الاضطرار دومًا إلى مواجهة اعتراضات وسياسات المؤسسات الأكاديمية. وبعد عدة سنوات، قادته تجاربه نحو اكتشاف تأثير المركبات البروجستينية (البدائل المصنعة لهرمون البروجسترون) كموانع فعالة للحمل في 1950.<ref>[https://www.thecrimson.com/article/2017/9/28/the-bitter-pill/ The Bitter Pill: Harvard and the Dark History of Birth Control]</ref> |
| | | |
− | عرض بينكوس اكتشافاته على عالم آخر من علماء جامعة هارفارد هو جون روك الذي كان يعمل طبيب نسائية ومسؤولًا عن عيادة أمراض الخصوبة في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن. وقد سهل جون روك لزميله فرصة تجربة مركبات بروجستينية مختلفة على مريضاته في المستشفيات التي عمل بها، علمًا بأن جون روك كان يجري تجاربه الخاصة على النساء العاقرات من أجل زيادة خصوبتهن باستخدام المشتقات الهرمونية كذلك. | + | عرض بينكوس اكتشافاته على عالم آخر من علماء جامعة هارفارد هو جون روك الذي كان يعمل طبيب نسائي ومسؤولًا عن عيادة أمراض الخصوبة في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن. وقد سهل جون روك لزميله فرصة تجربة مركبات بروجستينية مختلفة على مريضاته في المستشفيات التي عمل بها، علمًا بأن جون روك كان يجري تجاربه الخاصة على النساء العاقرات من أجل زيادة خصوبتهن باستخدام المشتقات الهرمونية كذلك. |
| | | |
− | لم يكن بينكوس وروك يحققان ما يكفي من النتائج من أجل حملها إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للحصول على ترخيص لتداول الدواء، وكانت معلوماتهم عن تأثيرات مركبات البروجستين على الجهاز التناسلي الأنثوي غير مكتملة. خاصة وأن غالبية السيدات اللواتي قمت بتجربة حبوب منع الحمل في مستشفى ماساتشوستس العام، وغالبيتهم المطلقة من الفقيرات ومحدودات الدخل، توقفن عن تناولها قبل نهاية العام الأول بسبب أعراضها الجانبية. كانت تلك الفترة قد شهدت تواصلًا بين بينكوس وروك وبين ناشطة نسوية في حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة تُدعى كاثرين مكورماك، والتي أبدت استعدادها لدعم العالمين في تجاربهم وذلك ضمن سعي الحركة بالمجمل إلى اكتشاف وسيلة لمنع الحمل تستخدمها النساء بأمان وبدون قدرة الرجل على التأثير في قرار استخدامها. | + | لم يكن بينكوس وروك يحققان ما يكفي من النتائج من أجل حملها إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للحصول على ترخيص لتداول الدواء، وكانت معلوماتهم عن تأثيرات مركبات البروجستين على الجهاز التناسلي الأنثوي غير مكتملة. خاصة وأن غالبية السيدات اللواتي قمت بتجربة حبوب منع الحمل في مستشفى ماساتشوستس العام، وغالبيتهم المطلقة من الفقيرات ومحدودات الدخل، توقفن عن تناولها قبل نهاية العام الأول بسبب أعراضها الجانبية. كانت تلك الفترة قد شهدت تواصلًا بين بينكوس وروك وبين ناشطة نسوية في حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة تُدعى كاثرين مكورماك، والتي أبدت استعدادها لدعم العالمَين في تجاربهم وذلك ضمن سعي الحركة بالمجمل إلى اكتشاف وسيلة لمنع الحمل تستخدمها النساء بأمان وبدون قدرة الرجل على التأثير في قرار استخدامها. |
| | | |
− | انتقلت تجارب بينكوس وروك إلى مستشفى وورسيستر ستيت، وهو مستشفى تعليمي سبق وأن استخدمه علماء وأطباء جامعة هارفارد كثيرًا من أجل إجراء تجارب علمية وطبية على المرضى المصابين بأمراض نفسية وعقلية، وقد اختار بينكوس 16 سيدة من نزيلات المستشفى وقام بحقنهن ببعض المركبات الهرمونية وأجرى لهن جراحات لاستئصال الرحم من أجل فحص تأثير المركبات على الإباضة معمليا. وقد نشر نتائج بحثه في مجلة لانسيت الطبية المعروفة. | + | انتقلت تجارب بينكوس وروك إلى مستشفى وورسيستر ستيت، وهو مستشفى تعليمي سبق وأن استخدمه علماء وأطباء جامعة هارفارد كثيرًا من أجل إجراء تجارب علمية وطبية على المرضى المصابين بأمراض نفسية وعقلية، وقد اختار بينكوس 16 سيدة من نزيلات المستشفى وقام بحقنهن ببعض المركبات الهرمونية وأجرى لهن جراحات لاستئصال الرحم من أجل فحص تأثير المركبات على الإباضة معمليًا. وقد نشر نتائج بحثه في مجلة لانسيت الطبية المعروفة. |
| | | |
| ;تجارب بورتو ريكو | | ;تجارب بورتو ريكو |
سطر 41: |
سطر 41: |
| * الوطاء أو تحت المهاد Hypothalamus الذي يقع في الدماغ والمسؤول عن إفراز هرمون GnRH | | * الوطاء أو تحت المهاد Hypothalamus الذي يقع في الدماغ والمسؤول عن إفراز هرمون GnRH |
| * الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز هرموني LH و FSH | | * الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز هرموني LH و FSH |
− | * لمبيض المسؤول عن إفراز الهرمونات الجنسية بالإضافة إلى الاستروجين والبروجسترون. | + | * المبيض المسؤول عن إفراز الهرمونات الجنسية بالإضافة إلى الاستروجين والبروجسترون. |
| | | |
− | وجميع هذه الهرمونات يزداد إفرازها ويزداد تركيزها في الدم أو ينخفض حسب كل مرحلة. مع الأخذ بالاعتبار أن هذه التقلبات مرتبطة ببعضها البعض وتركيز كل هرمون في الدم يملك تأثيرًا على تركيز الهرمونات الأخرى، وهذا التأثير هو ما يعطي الدورة الشهرية طابعها التلقائي وديمومتها الطبيعية طالما لم يحدث في جسد المرأة أي تغيرات أخرى تؤثر على الدورة الطبيعية وسريانها. | + | وجميع هذه الهرمونات يزداد إفرازها، أو تركيزها، في الدم أو ينخفض حسب كل مرحلة. مع الأخذ بالاعتبار أن هذه التقلبات مرتبطة ببعضها البعض وتركيز كل هرمون في الدم يملك تأثيرًا على تركيز الهرمونات الأخرى، وهذا التأثير هو ما يعطي الدورة الشهرية طابعها التلقائي وديمومتها الطبيعية طالما لم يحدث في جسد المرأة أي تغيرات أخرى تؤثر على الدورة الطبيعية وسريانها. |
| | | |
| ===مراحل الدورة الشهرية=== | | ===مراحل الدورة الشهرية=== |
سطر 147: |
سطر 147: |
| | | |
| يمكن استخدام حبوب منع الحمل حسب واحدة من ثلاثة طرق، وتختار السيدة الطريقة الأمثل لها أو تحددها بعد استشارة الطبيبة | | يمكن استخدام حبوب منع الحمل حسب واحدة من ثلاثة طرق، وتختار السيدة الطريقة الأمثل لها أو تحددها بعد استشارة الطبيبة |
− | * '''البداية السريعة''' (بالإنجليزية: '''Quick Start'''): بداية الاستخدام مباشرة عند اليوم الذي يصف فيه الطبيب حبوب منع الحمل، تبدأ فعالية الدواء خلال أسبوع من بداية الاستخدام ويتطلب خلال هذه الفترة استخدام وسائل منع حمل إضافية مثل [[وسائل منع حمل حاجزية|الوسائل الحاجزية]] في حال حدوث أي [[جماع]]. | + | * '''البداية السريعة''' (بالإنجليزية: '''Quick Start'''): بداية الاستخدام مباشرة عند اليوم الذي يصف فيه الطبيب حبوب منع الحمل، تبدأ فعالية الدواء خلال أسبوع من بداية الاستخدام ويتطلب خلال هذه الفترة استخدام وسائل منع حمل إضافية مثل [[وسائل منع حمل حاجزية|الوسائل الحاجزية]] في حال حدوث أي [[جماع]]. ينصح بهذه هذه الطريقة غالبًا في حالة استخدام حبوب منع الحمل لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية أو في حالة توقعت المرأة عودتها للنشاط الجنسي في منتصف الدورة الشهرية بعد فترة من الخمول. |
− | * ينصح بهذه هذه الطريقة غالبًا في حالة استخدام حبوب منع الحمل لعلاج اضطرابات الدورة الشهرية أو في حالة توقعت المرأة عودتها للنشاط الجنسي في منتصف الدورة الشهرية بعد فترة من الخمول.
| |
| * '''بداية يوم الأحد''' (بالإنجليزية: '''Sunday Start'''): يبدأ استخدام الحبوب في أول يوم أحد بعد بداية الحيض. طريقة أكثر شيوعًا وتعتبر أسهل للاستخدام، يبدأ مفعول الحبوب بعد أسبوع من بداية الاستخدام ويتطلب خلال هذه الفترة استخدام وسائل منع حمل أخرى في حال حدوث أي جماع. | | * '''بداية يوم الأحد''' (بالإنجليزية: '''Sunday Start'''): يبدأ استخدام الحبوب في أول يوم أحد بعد بداية الحيض. طريقة أكثر شيوعًا وتعتبر أسهل للاستخدام، يبدأ مفعول الحبوب بعد أسبوع من بداية الاستخدام ويتطلب خلال هذه الفترة استخدام وسائل منع حمل أخرى في حال حدوث أي جماع. |
| * '''بداية اليوم الأول''' (بالإنجليزية: '''First Day Start'''): يبدأ استخدام الحبوب في أول يوم من الحيض. أسرع طرق الاستخدام فعالية ويبدأ مفعولها من اليوم الأول، ولا تتطلب وسيلة منع حمل احتياطية خلال الأسبوع الأول.<ref>Canadian Pharmacist Association: Contraceptive start methods</ref> | | * '''بداية اليوم الأول''' (بالإنجليزية: '''First Day Start'''): يبدأ استخدام الحبوب في أول يوم من الحيض. أسرع طرق الاستخدام فعالية ويبدأ مفعولها من اليوم الأول، ولا تتطلب وسيلة منع حمل احتياطية خلال الأسبوع الأول.<ref>Canadian Pharmacist Association: Contraceptive start methods</ref> |
سطر 192: |
سطر 191: |
| ===حبوب البروجستين فقط=== | | ===حبوب البروجستين فقط=== |
| | | |
− | تسمى أيضًا '''الحبة الصغيرة''' (بالانجليزية: '''mini pill''')، وتُسمى بذلك لأنها تحتوي على مادة فعالة واحدة فقط. تعتمد على تأثير البروجستين على الجهاز التناسلي، حيث يؤثر بشكل أساسي على مخاط عنق الرحم ويجعله غير مناسب لمرور الحيوانات المنوية وبالتالي يمنع حدوث الحمل، يؤثر البروجستين أيضًا بدرجة أقل على التبويض عن طريق إبطاء حركة البويضات داخل قناة فالوب كما يؤثر على بطانة الرحم ويجعلها أقل "ترحيبًا" بالبويضات المخصبة. تبلغ فعاليتها 99% عند استخدامها بشكل مثالي، على الرغم من أن بعض المصادر تقترح نسبة أقل تصل إلى 94% فقط وهو ما يجعلها نسبة فشلها كوسيلة منع حمل أعلى قليلا من الحبوب المزجية. تحتوي الحبة الصغيرة غالبًا على تركيز أقل من البروجستين مقارنة بالحبوب المزجية كما أنها تستخدم باستمرار على مدار الشهر بدون توقف، ويستلزم استخدامها التزامًا صارمًا بالموعد اليومي لتناولها، حيث أن تأخرًا لمدة ثلاثة ساعات قد يؤدي إلى فشل الحبوب ويستلزم استخدام وسائل منع حمل إضافية. | + | تسمى أيضًا '''الحبة الصغيرة''' (بالانجليزية: '''mini pill''')، وتُسمى بذلك لأنها تحتوي على مادة فعالة واحدة فقط. تعتمد على تأثير البروجستين على الجهاز التناسلي، حيث يؤثر بشكل أساسي على مخاط عنق الرحم ويجعله غير مناسب لمرور الحيوانات المنوية وبالتالي يمنع حدوث الحمل، يؤثر البروجستين أيضًا بدرجة أقل على التبويض عن طريق إبطاء حركة البويضات داخل قناة فالوب كما يؤثر على بطانة الرحم ويجعلها أقل "ترحيبًا" بالبويضات المخصبة. تبلغ فعاليتها 99% عند استخدامها بشكل مثالي، على الرغم من أن بعض المصادر تقترح نسبة أقل تصل إلى 94% فقط وهو ما يجعلها نسبة فشلها كوسيلة منع حمل أعلى قليلًا من الحبوب المزجية. تحتوي الحبة الصغيرة غالبًا على تركيز أقل من البروجستين مقارنة بالحبوب المزجية كما أنها تستخدم باستمرار على مدار الشهر بدون توقف، ويستلزم استخدامها التزامًا صارمًا بالموعد اليومي لتناولها، حيث أن تأخرًا لمدة ثلاثة ساعات قد يؤدي إلى فشل الحبوب ويستلزم استخدام وسائل منع حمل إضافية. |
| | | |
| تعتمد غالبية حبوب البروجستين على مركبات بروجستينية من الجيلين الأول والثاني، وتحتوي على مركبات مثل نوريثيستيرون norethisterone<ref>[https://www.medsafe.govt.nz/consumers/cmi/n/Noriday.pdf Noriday leaflet]</ref> وليفونورجستريل levonorgestrel. لاحقًا بدأ استخدام ديسوجيستريل desogestrel<ref>[https://www.medicines.org.uk/emc/product/1698/smpc emc: Desogestrel]</ref> الذي يتميز بقدرته على تثبيط الإباضة بشكل أكثر فعالية من البروجستينات الأخرى، وذلك على مستوى تأثيره على التطور الجريبي للبويضة ومستوى التأثير على التركيز الهرموني.<ref>[https://academic.oup.com/humrep/article-abstract/14/4/982/628773?redirectedFrom=fulltext A comparison of the inhibition of ovulation achieved by desogestrel 75 μg and levonorgestrel 30 μg daily Get access Arrow ]</ref> وفي بداية الألفية ظهر الجيل الرابع من المركبات البروجستينية مثل دروسبيرينون drospirenone الذي استخدم أيضًا كمانع للحمل، وتميز بتأثيراته المضادة للأندروجين على عكس الأجيال الأقدم.<ref>[https://slynd.com/wp-content/uploads/2019/08/prescribing-information.pdf Slynd - Prescribing Informaition]</ref> | | تعتمد غالبية حبوب البروجستين على مركبات بروجستينية من الجيلين الأول والثاني، وتحتوي على مركبات مثل نوريثيستيرون norethisterone<ref>[https://www.medsafe.govt.nz/consumers/cmi/n/Noriday.pdf Noriday leaflet]</ref> وليفونورجستريل levonorgestrel. لاحقًا بدأ استخدام ديسوجيستريل desogestrel<ref>[https://www.medicines.org.uk/emc/product/1698/smpc emc: Desogestrel]</ref> الذي يتميز بقدرته على تثبيط الإباضة بشكل أكثر فعالية من البروجستينات الأخرى، وذلك على مستوى تأثيره على التطور الجريبي للبويضة ومستوى التأثير على التركيز الهرموني.<ref>[https://academic.oup.com/humrep/article-abstract/14/4/982/628773?redirectedFrom=fulltext A comparison of the inhibition of ovulation achieved by desogestrel 75 μg and levonorgestrel 30 μg daily Get access Arrow ]</ref> وفي بداية الألفية ظهر الجيل الرابع من المركبات البروجستينية مثل دروسبيرينون drospirenone الذي استخدم أيضًا كمانع للحمل، وتميز بتأثيراته المضادة للأندروجين على عكس الأجيال الأقدم.<ref>[https://slynd.com/wp-content/uploads/2019/08/prescribing-information.pdf Slynd - Prescribing Informaition]</ref> |
سطر 211: |
سطر 210: |
| ;سلبيات الحبة الصغيرة | | ;سلبيات الحبة الصغيرة |
| | | |
− | يتسبب البروجستين عادة عند الاستخدام طويل الأمد بترقق العظام خاصة عند استخدامه من قبل النساء اللواتي يبلغن من العمر خمسة وثلاثين عامً فأكثر بالإضافة إلى المرضعات، فهن معرضات أكثر من غيرهن للترقق بسبب التغيرات الهرمونية مع اقتراب سن انقطاع الحيض وبسبب استهلاك الرضاعة الطبيعية لمخزون الكالسيوم في الجسم والذي يتواجد عادة في العظام. لا تظهر هذه المشكلة عند استخدام الحبوب المزجية بسبب التأثير المعاكس للإستروجين على استقلاب العظام. | + | يتسبب البروجستين عادة عند الاستخدام طويل الأمد بترقق العظام خاصة عند استخدامه من قبل النساء اللواتي يبلغن من العمر خمسة وثلاثين عامًا فأكثر بالإضافة إلى المرضعات، فهن معرضات أكثر من غيرهن للترقق بسبب التغيرات الهرمونية مع اقتراب سن انقطاع الحيض وبسبب استهلاك الرضاعة الطبيعية لمخزون الكالسيوم في الجسم والذي يتواجد عادة في العظام. لا تظهر هذه المشكلة عند استخدام الحبوب المزجية بسبب التأثير المعاكس للإستروجين على استقلاب العظام. |
| | | |
| تزيد حبوب البروجستين أيضًا من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي (نسبة قليلة جدًا)، ولذا فإن استخدامها يتعارض في حالة المصابات والناجيات من سرطان الثدي. كما أنها تزيد من احتمالية حدوث الحمل المنتبذ (خارج الرحم) حيث أنها لا تؤثر على نشاط المبيض ويمكن أن يحدث الإخصاب والحمل خارج الرحم (داخل قناة فالوب). | | تزيد حبوب البروجستين أيضًا من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي (نسبة قليلة جدًا)، ولذا فإن استخدامها يتعارض في حالة المصابات والناجيات من سرطان الثدي. كما أنها تزيد من احتمالية حدوث الحمل المنتبذ (خارج الرحم) حيث أنها لا تؤثر على نشاط المبيض ويمكن أن يحدث الإخصاب والحمل خارج الرحم (داخل قناة فالوب). |
سطر 225: |
سطر 224: |
| كان مسترانول mestranol هو أول المشتقات الإستروجينية الصناعية المستخدمة في حبوب منع الحمل، وقد استخدم في حبوب Enovid التي طورها جريجوري بينكوس وجون روك أول مرة في الخمسينات، تعتمد فعالية مسترانول على تحوله داخل الجسم إلى صورته الفعالة ايثينيل استراديول ethinylestradiol (المعروف اختصارًا باسم EE). | | كان مسترانول mestranol هو أول المشتقات الإستروجينية الصناعية المستخدمة في حبوب منع الحمل، وقد استخدم في حبوب Enovid التي طورها جريجوري بينكوس وجون روك أول مرة في الخمسينات، تعتمد فعالية مسترانول على تحوله داخل الجسم إلى صورته الفعالة ايثينيل استراديول ethinylestradiol (المعروف اختصارًا باسم EE). |
| | | |
− | كانت التركيبات المبكرة من حبوب منع الحمل تحتوي على تركيزات عالية من مسترانول و EE، حيث يصل تركيز مسترانول إلى 100 – 150 ميكروجرام وهو ما كان يسبب تشكيلة واسعة من الأعراض الجانبية، كان القرار برفع تركيز مسترانول في حبوب منع الحمل غير مستند إلى دراسة مستفيضة، حيث استخدمت تراكيز مرتفعة لضمان الفعالية بدون اهتمام بالأعراض الجانبية. لاحقًا أثبتت الدراسات أن فعالية مُثلى لمركب EE كمثبط للإباضة يمكن أن تُحقق بتراكيز لا تتعدى 35 - 50 ميكروجرام فقط، ولاحقًا بدأ استخدام تركيزات أقل من EE في تركيبات موانع الحمل المزجية التي تحتوي على بروجستين من الجيل الثالث والرابع إذ انخفضت نسبة EE إلى حوالي 20 – 30 ميكروجرام وإلى 10 ميكروجرام في بعض التركيبات.<ref>[https://healthy.kaiserpermanente.org/health-wellness/drug-encyclopedia/drug.lo-loestrin-fe-1-mg-10-mcg-24-10-mcg-2-tablet.562709 Lo Loestrin Fe 1 mg-10 mcg (24)/10 mcg (2) tablet]</ref> | + | كانت التركيبات المبكرة من حبوب منع الحمل تحتوي على تركيزات عالية من مسترانول وEE، حيث يصل تركيز مسترانول إلى 100 – 150 ميكروجرام وهو ما كان يسبب تشكيلة واسعة من الأعراض الجانبية، كان القرار برفع تركيز مسترانول في حبوب منع الحمل غير مستند إلى دراسة مستفيضة، حيث استخدمت تراكيز مرتفعة لضمان الفعالية بدون اهتمام بالأعراض الجانبية. لاحقًا أثبتت الدراسات أن فعالية مُثلى لمركب EE كمثبط للإباضة يمكن أن تُحقق بتراكيز لا تتعدى 35 - 50 ميكروجرام فقط، ولاحقًا بدأ استخدام تركيزات أقل من EE في تركيبات موانع الحمل المزجية التي تحتوي على بروجستين من الجيل الثالث والرابع إذ انخفضت نسبة EE إلى حوالي 20 – 30 ميكروجرام وإلى 10 ميكروجرام في بعض التركيبات.<ref>[https://healthy.kaiserpermanente.org/health-wellness/drug-encyclopedia/drug.lo-loestrin-fe-1-mg-10-mcg-24-10-mcg-2-tablet.562709 Lo Loestrin Fe 1 mg-10 mcg (24)/10 mcg (2) tablet]</ref> |
| | | |
| جدير بالذكر أن 95% من حبوب منع الحمل المزجية تستخدم المشتق الاستروجيني EE، مع بعض الاستثناءات القليلة التي تستخدم استراديول estradiol (معروف اختصارًا باسم E2) أو فاليرات الاستراديول estradiol valerate (معروف اختصارًا باسم EV). يعتبر كل من E2 و EV أقرب في التركيب الكيميائي إلى الإستروجين الطبيعي، وهو ما يجعلهما أقل من EE في الأعراض الجانبية، خاصة في تأثيرهما على خطر حدوث التجلطات والخثرات الوريدية<ref>[https://obgyn.onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/aogs.14428 Combined oral contraceptives containing estradiol valerate vs ethinylestradiol on coagulation: A randomized clinical trial]</ref> وتأثيرهما التنظيمي على هرمونات الغدة النخامية<ref>[https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/35279718/ Estradiol Valerate vs Ethinylestradiol in Combined Oral Contraceptives: Effects on the Pituitary-Ovarian Axis ]</ref>، إلا أن استخدام E2 و EV يظل محدودًا بسبب فعاليتهما المنخفضة في تثبيط الإباضة، وغالبًا ما تخصص التركيبات التي تحتوي على EV للنساء اللواتي يعانين من خطر مرتفع للإصابة بالجلطات والخثرات الوريدية ويوجد في موانع الحمل التي تحتوي على البروجستين من الجيل الرابع.<ref name="qla" /> | | جدير بالذكر أن 95% من حبوب منع الحمل المزجية تستخدم المشتق الاستروجيني EE، مع بعض الاستثناءات القليلة التي تستخدم استراديول estradiol (معروف اختصارًا باسم E2) أو فاليرات الاستراديول estradiol valerate (معروف اختصارًا باسم EV). يعتبر كل من E2 و EV أقرب في التركيب الكيميائي إلى الإستروجين الطبيعي، وهو ما يجعلهما أقل من EE في الأعراض الجانبية، خاصة في تأثيرهما على خطر حدوث التجلطات والخثرات الوريدية<ref>[https://obgyn.onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/aogs.14428 Combined oral contraceptives containing estradiol valerate vs ethinylestradiol on coagulation: A randomized clinical trial]</ref> وتأثيرهما التنظيمي على هرمونات الغدة النخامية<ref>[https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/35279718/ Estradiol Valerate vs Ethinylestradiol in Combined Oral Contraceptives: Effects on the Pituitary-Ovarian Axis ]</ref>، إلا أن استخدام E2 و EV يظل محدودًا بسبب فعاليتهما المنخفضة في تثبيط الإباضة، وغالبًا ما تخصص التركيبات التي تحتوي على EV للنساء اللواتي يعانين من خطر مرتفع للإصابة بالجلطات والخثرات الوريدية ويوجد في موانع الحمل التي تحتوي على البروجستين من الجيل الرابع.<ref name="qla" /> |
سطر 237: |
سطر 236: |
| يوجد - حتى اللحظة - أربعة أجيال مختلفة من المركبات البروجستينية تطورت منذ خمسينات القرن الماضي، ويملك كل جيل منها صفات دوائية مختلفة عن الآخر فيما يتعلق بفعاليتها وأعراضها الجانبية.<ref>[https://www.verywellhealth.com/different-progestin-types-906936 Types of Progestin (Progesterone) Pills ]</ref> | | يوجد - حتى اللحظة - أربعة أجيال مختلفة من المركبات البروجستينية تطورت منذ خمسينات القرن الماضي، ويملك كل جيل منها صفات دوائية مختلفة عن الآخر فيما يتعلق بفعاليتها وأعراضها الجانبية.<ref>[https://www.verywellhealth.com/different-progestin-types-906936 Types of Progestin (Progesterone) Pills ]</ref> |
| | | |
− | '''الجيل الأول''': أول أنواع البروجستينات التي ظهرت وبدأ تداولها كموانع للحمل في الخمسينات والستينات، أولها كان نورإتينودريل noretynodrel الذي استخدم مع مركب إستروجيني هو: مسترانول mestranol وكان أول علاج لمنع الحمل يُعتمد في أمريكا (1960) وإنجلترا (1962). لاحقًا ظهر نوريثيستيرون norethisterone ويستخدم رفقة اثينيل استراديول EE. تميز الجيل الأول بفعالية عالية كمانع للحمل ولكن هذه الفعالية ترافقت مع أعراض جانبية مرتفعة بسبب الجرعات العالية من مسترانول و EE التي كانت تصل إلى 150 ميكروجرام. أيضًا فإن الجيل الأول من البروجستين تميز بصفات أندروجينية عالية. الأندروجينات هي هرمونات جنسية تُفرز بشكل طبيعي منها التستوستيرون هرمون الذكورة، وتظهر مركبات البروجستين (الجيل الأول والثاني) صفات اندروجينية كأعراض جانبية بسبب التشابه في التركيب الكيميائي بين المشتقات البروجسترونية المصنعة وهرمونات الأندروجين. ولذا فإن بعض النساء عند استخدامهم لحبوب منع الحمل تختبر أعراضًا جانبيةً مثل حب الشباب والشعرانية (نمو شعر الجسم والوجه بشكل كثيف) وزيادة الوزن.<ref>[https://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2022/017354s054lbl.pdf Loestrin 21 User information (approved by FDA)]</ref> | + | '''الجيل الأول''': أول أنواع البروجستينات التي ظهرت وبدأ تداولها كموانع للحمل في الخمسينيات والستينيات، أولها كان نورإتينودريل noretynodrel الذي استخدم مع مركب إستروجيني هو: مسترانول mestranol وكان أول علاج لمنع الحمل يُعتمد في الولايات المتحدة الأمريكية (1960) وإنجلترا (1962). لاحقًا ظهر نوريثيستيرون norethisterone ويستخدم رفقة اثينيل استراديول EE. تميز الجيل الأول بفعالية عالية كمانع للحمل ولكن هذه الفعالية ترافقت مع أعراض جانبية مرتفعة بسبب الجرعات العالية من مسترانول و EE التي كانت تصل إلى 150 ميكروجرام. أيضًا فإن الجيل الأول من البروجستين تميز بصفات أندروجينية عالية. الأندروجينات هي هرمونات جنسية تُفرز بشكل طبيعي منها التستوستيرون هرمون الذكورة، وتظهر مركبات البروجستين (الجيل الأول والثاني) صفات اندروجينية كأعراض جانبية بسبب التشابه في التركيب الكيميائي بين المشتقات البروجسترونية المصنعة وهرمونات الأندروجين. ولذا فإن بعض النساء عند استخدامهم لحبوب منع الحمل تختبر أعراضًا جانبيةً مثل حب الشباب والشعرانية (نمو شعر الجسم والوجه بشكل كثيف) وزيادة الوزن.<ref>[https://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2022/017354s054lbl.pdf Loestrin 21 User information (approved by FDA)]</ref> |
| | | |
| '''الجيل الثاني''': يشمل أدوية مثل نورجيستريل norgestrel وليفونورجيستريل levonorgestrel والتي تستخدم أيضًا رفقة EE، يتميز الجيل الثاني من البروجستين بفعالية أعلى في تثبيط الإباضة وهو ما يسمح باستخدام جرعات أقل من EE (إلى حد 35 ميكروجرام)، إلا أن صفاته الاندروجينية تظل عالية أيضًا.<ref name="micro" /> | | '''الجيل الثاني''': يشمل أدوية مثل نورجيستريل norgestrel وليفونورجيستريل levonorgestrel والتي تستخدم أيضًا رفقة EE، يتميز الجيل الثاني من البروجستين بفعالية أعلى في تثبيط الإباضة وهو ما يسمح باستخدام جرعات أقل من EE (إلى حد 35 ميكروجرام)، إلا أن صفاته الاندروجينية تظل عالية أيضًا.<ref name="micro" /> |
سطر 247: |
سطر 246: |
| ;أنواع الحبوب المزجية بحسب الأطوار | | ;أنواع الحبوب المزجية بحسب الأطوار |
| | | |
− | بدأت الأبحاث منذ السبعينات على الأقل تركز على إيجاد حلول مبتكرة للتخفيف من وطأة الأعراض الجانبية لحبوب منع الحمل، خاصة وأن فعاليتها ثابتة ونسبها نجاحها عالية إذا ما استخدمت بشكل صحيح، ولكن واحد من عوامل ضعف الالتزام بالحبوب كان عجز النساء عن التعامل مع ملف الأعراض الجانبية السيء. وبجانب محاولات تطوير بدائل أكثر أمانًا وأقل تأثيرات جانبية من مركبات البروجستين، ابتكرت أيضًا طريقة جديدة لتعزيز فعالية حبوب منع الحمل مع تقليل آثارها الجانبية. حيث أن دراسة فسيولوجيا الدورة الشهرية الطبيعية يُشير إلى أن الهرمونات الجنسية في الوضع الطبيعي لا تحتفظ بمستويات ثابتة داخل الجسم، بل تتقلب باستمرار بانتقال الدورة الشهرية من مرحلة إلى أخرى. وبناء على ذلك، اقترحت تقنية جديدة لإيصال موانع الحمل الهرمونية إلى الجسم باستخدام حبوب تحتوي على تراكيز مختلفة من كل هرمون خلال مراحل الدورة المختلفة، وذلك بهدف محاكاة التغيرات الهرمونية الطبيعية للدورة. عادة ما تكون الحبوب في الشريط الواحد بألوان مختلفة ويكون مطبوعًا على ظهر الشريط تعليمات الاستخدام، ومن الضروري الالتزام بشكل دقيق جدًا بأخذ الجرعات حسب ترتيبها بدون أي تأخير في موعد الحبة كل يوم. | + | بدأت الأبحاث منذ السبعينيات على الأقل تركز على إيجاد حلول مبتكرة للتخفيف من وطأة الأعراض الجانبية لحبوب منع الحمل، خاصة وأن فعاليتها ثابتة ونسبها نجاحها عالية إذا ما استخدمت بشكل صحيح، ولكن واحد من عوامل ضعف الالتزام بالحبوب كان عجز النساء عن التعامل مع ملف الأعراض الجانبية السيء. وبجانب محاولات تطوير بدائل أكثر أمانًا وأقل تأثيرات جانبية من مركبات البروجستين، ابتكرت أيضًا طريقة جديدة لتعزيز فعالية حبوب منع الحمل مع تقليل آثارها الجانبية. حيث أن دراسة فسيولوجيا الدورة الشهرية الطبيعية يُشير إلى أن الهرمونات الجنسية في الوضع الطبيعي لا تحتفظ بمستويات ثابتة داخل الجسم، بل تتقلب باستمرار بانتقال الدورة الشهرية من مرحلة إلى أخرى. وبناء على ذلك، اقترحت تقنية جديدة لإيصال موانع الحمل الهرمونية إلى الجسم باستخدام حبوب تحتوي على تراكيز مختلفة من كل هرمون خلال مراحل الدورة المختلفة، وذلك بهدف محاكاة التغيرات الهرمونية الطبيعية للدورة. عادة ما تكون الحبوب في الشريط الواحد بألوان مختلفة ويكون مطبوعًا على ظهر الشريط تعليمات الاستخدام، ومن الضروري الالتزام بشكل دقيق جدًا بأخذ الجرعات حسب ترتيبها بدون أي تأخير في موعد الحبة كل يوم. |
| | | |
| '''الحبوب أحادية الطور Monophasic pills''': وهي الحبوب التقليدية وهو النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا حيث أن جميع الحبوب داخل العبوة (في حال كانت جميعها حبوب فعالة ولا يوجد فيها علاج وهمي) تحتوي على ذات التركيز من كلا الهرمونين بدون أي تغير خلال الاستخدام. تعتبر هذه الحبوب رغم سلبياتها أسهل في الاستخدام وهامش الخطأ فيها أقل، كما أنها توفر استقرارًا في مستوى الهرمونات خلال الدورة. | | '''الحبوب أحادية الطور Monophasic pills''': وهي الحبوب التقليدية وهو النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا حيث أن جميع الحبوب داخل العبوة (في حال كانت جميعها حبوب فعالة ولا يوجد فيها علاج وهمي) تحتوي على ذات التركيز من كلا الهرمونين بدون أي تغير خلال الاستخدام. تعتبر هذه الحبوب رغم سلبياتها أسهل في الاستخدام وهامش الخطأ فيها أقل، كما أنها توفر استقرارًا في مستوى الهرمونات خلال الدورة. |
سطر 289: |
سطر 288: |
| قبل ابتكار الحبوب الهرمونية في منتصف القرن العشرين، اقتصرت وسائل منع الحمل المتاحة على الوسائل الحاجزية مثل الواقي الذكري وغطاء عنق الرحم والوسائل التقليدية والعزل، وبعضها اتسم بفعالية محدودة وأغلبها كذلك كان يٌستخدم بموافقة الرجل وتحت سيطرته الكاملة، وقد ارتبطت هذه الوسائل بمواقف اجتماعية ودينية وقانونية رافضة في كثير من الأحيان. كانت هذه الوسائل خاضعة لرقابة شديدة في كثير من الدول، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال نصّت "قوانين كومستوك" الصادرة عام (1873) على تجريم الترويج لأي مواد أو معلومات تخص منع الحمل أو الإجهاض، واعتبرت ذلك منافياً للأخلاق العامة وجريمة تستوجب العقوبة. | | قبل ابتكار الحبوب الهرمونية في منتصف القرن العشرين، اقتصرت وسائل منع الحمل المتاحة على الوسائل الحاجزية مثل الواقي الذكري وغطاء عنق الرحم والوسائل التقليدية والعزل، وبعضها اتسم بفعالية محدودة وأغلبها كذلك كان يٌستخدم بموافقة الرجل وتحت سيطرته الكاملة، وقد ارتبطت هذه الوسائل بمواقف اجتماعية ودينية وقانونية رافضة في كثير من الأحيان. كانت هذه الوسائل خاضعة لرقابة شديدة في كثير من الدول، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال نصّت "قوانين كومستوك" الصادرة عام (1873) على تجريم الترويج لأي مواد أو معلومات تخص منع الحمل أو الإجهاض، واعتبرت ذلك منافياً للأخلاق العامة وجريمة تستوجب العقوبة. |
| | | |
− | في المقابل، ساهمت النقاشات الفكرية حول "الانفجار السكاني" المستندة إلى أفكار توماس مالتوس عن النمو السكاني بمعدل يفوق نمو الموارد، في تعزيز الدعوات إلى تطوير وسائل فعّالة للحد من الخصوبة. ومع مطلع القرن العشرين، نشأت حركة "تحديد النسل" في الولايات المتحدة بقيادة ناشطات مثل [[مارجريت سانجر]]، التي رأت أن تمكين النساء من التحكم بخصوبتهن شرط أساسي لتحررهن الاجتماعي والاقتصادي. سانجر تعرضت مراراً للملاحقة القانونية نتيجة توزيعها وسائل منع الحمل ومطبوعات توعوية، لكنها واصلت جهودها وأسست لاحقاً عيادات وجمعيات أصبحت نواة لمنظمة Planned Parenthood.<ref>[https://www.plannedparenthood.org/ planned parenthood: الموقع الرسمي للمنظمة]</ref> | + | في المقابل، ساهمت النقاشات الفكرية حول "الانفجار السكاني" المستندة إلى أفكار توماس مالتوس عن النمو السكاني بمعدل يفوق نمو الموارد، في تعزيز الدعوات إلى تطوير وسائل فعّالة للحد من الخصوبة. ومع مطلع القرن العشرين، نشأت حركة "تحديد النسل" في الولايات المتحدة بقيادة ناشطات مثل [[مارجريت سانجر]]، التي رأت أن تمكين النساء من التحكم بخصوبتهن شرط أساسي لتحررهن الاجتماعي والاقتصادي. سانجر تعرضت مرارًا للملاحقة القانونية نتيجة توزيعها وسائل منع الحمل ومطبوعات توعوية، لكنها واصلت جهودها وأسست لاحقًا عيادات وجمعيات أصبحت نواة لمنظمة Planned Parenthood.<ref>[https://www.plannedparenthood.org/ planned parenthood: الموقع الرسمي للمنظمة]</ref> |
| | | |
| برزت في هذا السياق أيضًا جهود عالم الفسيولوجيا جريجوري بينكوس في خمسينيات القرن العشرين. عمل بينكوس بالتعاون مع طبيب النساء جون روك على تطوير مركبات صناعية تحاكي عمل هرموني الإستروجين والبروجسترون. وقد شكّلت التجارب الأولية على الحيوانات في جامعة هارفارد ثم الدراسات السريرية في بعض المستشفيات وعيادات النساء والولادة في بوسطن بالإضافة إلى تجارب بورتو ريكو قاعدة انطلاق لأول حبة منع حمل تجارية (إينوفيد) عام 1960، والتي مولت وُدعمت ماديًا ولوجستيًا من ناشطة نسوية من ناشطات حركة تحديد النسل تُدعى كاثرين مكورماك. إلا أن هذه التجارب ارتبطت بانتقادات واسعة النطاق واتهامات بالعنصرية لبينكوس وروك، إذ أجريت تجاربهم على نساء فقيرات وملونات موجودات داخل نطاق يخضع للسيطرة الاستعمارية للولايات المتحدة، وذلك من دون توفير معلومات كافية عن المخاطر أو أخذ موافقة واعية، مما أثار جدلاً أخلاقياً مستمراً في الأدبيات الطبية والنسوية. | | برزت في هذا السياق أيضًا جهود عالم الفسيولوجيا جريجوري بينكوس في خمسينيات القرن العشرين. عمل بينكوس بالتعاون مع طبيب النساء جون روك على تطوير مركبات صناعية تحاكي عمل هرموني الإستروجين والبروجسترون. وقد شكّلت التجارب الأولية على الحيوانات في جامعة هارفارد ثم الدراسات السريرية في بعض المستشفيات وعيادات النساء والولادة في بوسطن بالإضافة إلى تجارب بورتو ريكو قاعدة انطلاق لأول حبة منع حمل تجارية (إينوفيد) عام 1960، والتي مولت وُدعمت ماديًا ولوجستيًا من ناشطة نسوية من ناشطات حركة تحديد النسل تُدعى كاثرين مكورماك. إلا أن هذه التجارب ارتبطت بانتقادات واسعة النطاق واتهامات بالعنصرية لبينكوس وروك، إذ أجريت تجاربهم على نساء فقيرات وملونات موجودات داخل نطاق يخضع للسيطرة الاستعمارية للولايات المتحدة، وذلك من دون توفير معلومات كافية عن المخاطر أو أخذ موافقة واعية، مما أثار جدلاً أخلاقياً مستمراً في الأدبيات الطبية والنسوية. |
| | | |
− | على الرغم من ذلك فقد أدى اعتماد الحبوب إلى تحولات جذرية في حياة النساء؛ فقد أصبحت وسيلة فعالة ورخيصة نسبياً لتنظيم الخصوبة، وأتاحت للنساء فرصاً أوسع للتعليم والعمل وتحديد حجم الأسرة. في المقابل، واجهت الحبوب جدلاً دينياً وسياسياً: رفضت الكنيسة الكاثوليكية جميع أشكال منع الحمل الاصطناعي (كما ورد في وثيقة Humanae Vitae عام 1968)، بينما أبدى بعض الفقهاء المسلمين مرونة تجاهها باعتبارها وسيلة "لتنظيم النسل" لا "تحديده" الدائم، شريطة عدم إلحاق ضرر بالمرأة. أما في ديانات أخرى كالهندوسية والبوذية، فقد كان الموقف أكثر قبولاً. | + | على الرغم من ذلك فقد أدى اعتماد الحبوب إلى تحولات جذرية في حياة النساء؛ فقد أصبحت وسيلة فعالة ورخيصة نسبياً لتنظيم الخصوبة، وأتاحت للنساء فرصاً أوسع للتعليم والعمل وتحديد حجم الأسرة. في المقابل، واجهت الحبوب جدلاً دينياً وسياسياً: رفضت الكنيسة الكاثوليكية جميع أشكال منع الحمل الاصطناعي (كما ورد في وثيقة Humanae Vitae عام 1968)، بينما أبدى بعض الفقهاء المسلمين مرونة تجاهها باعتبارها وسيلة "لتنظيم النسل" لا "تحديده" الدائم، شريطة عدم إلحاق ضرر بالمرأة. أما في ديانات أخرى كالهندوسية والبوذية، فقد كان الموقف أكثر قبولًا. |
| | | |
| على أن الحبوب طرحت كذلك أسئلة نسوية جديدة حول العدالة الجندرية، إذ جرى تحميل النساء وحدهن عبء منع الحمل بعد أن كُن محرومات على الدوام من الحق في السيطرة على أجسادهن والتحكم في قرار الحمل والولادة، خاصة وأن حبوب منع الحمل ورغم فعاليتها العلاجية العالية وأهميتها فإنها ميزاتها قد عُكست غالبًا بثقل كبير سببه ملف الأعراض الجانبية السيء والذي تم تجاهله غالبًا بسبب تعامل المؤسسة الطبية الأبوي تجاه النساء ومعاناتهن، إذ أن تأثير الهرمونات السلبي على النساء يمكن تجاهله، في حين ظل دور الرجال في عملية تحديد النسل وتنظيم الأسرة والحماية من الحمل غير المرغوب محدوداً للغاية. ورغم ذلك، ألهم انتشار الحبوب ما عُرف بـ"الثورة الجنسية" في الستينيات والسبعينيات، واعتُبرت السيطرة على الخصوبة إنجازاً مركزياً في مسيرة المساواة بين الجنسين. وبهذا المعنى، لا تمثل حبوب منع الحمل مجرد ابتكار دوائي، بل هي أيضاً ظاهرة اجتماعية وثقافية وسياسية أثرت بعمق على علاقة المجتمعات بالإنجاب والجندر والدين والقانون. | | على أن الحبوب طرحت كذلك أسئلة نسوية جديدة حول العدالة الجندرية، إذ جرى تحميل النساء وحدهن عبء منع الحمل بعد أن كُن محرومات على الدوام من الحق في السيطرة على أجسادهن والتحكم في قرار الحمل والولادة، خاصة وأن حبوب منع الحمل ورغم فعاليتها العلاجية العالية وأهميتها فإنها ميزاتها قد عُكست غالبًا بثقل كبير سببه ملف الأعراض الجانبية السيء والذي تم تجاهله غالبًا بسبب تعامل المؤسسة الطبية الأبوي تجاه النساء ومعاناتهن، إذ أن تأثير الهرمونات السلبي على النساء يمكن تجاهله، في حين ظل دور الرجال في عملية تحديد النسل وتنظيم الأسرة والحماية من الحمل غير المرغوب محدوداً للغاية. ورغم ذلك، ألهم انتشار الحبوب ما عُرف بـ"الثورة الجنسية" في الستينيات والسبعينيات، واعتُبرت السيطرة على الخصوبة إنجازاً مركزياً في مسيرة المساواة بين الجنسين. وبهذا المعنى، لا تمثل حبوب منع الحمل مجرد ابتكار دوائي، بل هي أيضاً ظاهرة اجتماعية وثقافية وسياسية أثرت بعمق على علاقة المجتمعات بالإنجاب والجندر والدين والقانون. |