تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُزيل 614 بايت ،  قبل 6 سنوات
مسألة "كسمك قرش" يظهر أنها ملفّقة.
سطر 1: سطر 1:  
لفظة سباب قبيح شائعة في بلدان عربية، بالأخص في مصر و الشام. كما توجد منها تنويعات مثل "كس أختك" المستعملة في الشام.
 
لفظة سباب قبيح شائعة في بلدان عربية، بالأخص في مصر و الشام. كما توجد منها تنويعات مثل "كس أختك" المستعملة في الشام.
   −
لفظ "[[كُسّ]]" في الاستعمال المعاصر في بعض اللهجات العربية يعنى فرج المرأة. و الاقتران بلفظ "الأم" أو "الأخت" في المسبّة يدخل في باب توجيه الإهانة و الاستفزاز فيما بين الذكور أساسًا، بطريق ذِكر الأعضاء الجنسية لمن تدخلن في عداد '''محارم''' الذكر وفق الثقافة السائدة، و هو ما يستوجب من الذكر -- في تلك الثقافة -- الدفاع عن '''شرفه'''، أو السكوت و قبول الإهانة مما قد يحطّ من شأنه أمام أقرانه. و الرّد الذي يُرى ملائما و متناسبًا مع حجم الإهانة الموجّهة يختلف باختلاف السياق، مثل ما إذا كان المتسابّون توجد بينهم سابق معرفة أو صلة اجتماعية، و كذلك خلفياتهم الطبقية، و مناسبة الخلاف أو الشجار. و بشكل عام تُعدّ الشتيمة مهينة أكثر إذا كانت بين أغراب، أو وُجّهت أمام أغراب، و كذلك تزداد حدة الإهانة بازدياد التفاوت العمري أو الطبقي بين المتسابّين، بينما قد تُرى من باب المزاح إذا كانت بين زملاء أو أصدقاء، و بالطبع حسب طبيعة الموقف. و قد يتراوح الرّد الملائم ما بين التجاهل إلى ردّ الشتيمة بمثلها أو الزيادة عليها، وصولا إلى الصراع بالأيدي أو ما هو أكثر.
+
لفظ "[[كُسّ]]" في الاستعمال المعاصر في بعض اللهجات العربية يعنى فرج المرأة. و الاقتران بلفظ "الأم" أو "الأخت" في المسبّة هو من قَبِيل توجيه الإهانة و الاستفزاز فيما بين الذكور أساسًا، بطريق ذِكر الأعضاء الجنسية لمن تدخلن في عداد '''محارم''' الذكر وفق الثقافة السائدة، و هو ما يستوجب من الذكر -- في تلك الثقافة -- الدفاع عن '''شرفه'''، أو السكوت و قبول الإهانة مما قد يحطّ من شأنه أمام أقرانه. و الرّد الذي يُرى ملائما و متناسبًا مع حجم الإهانة الموجّهة يختلف باختلاف السياق، مثل ما إذا كان المتسابّون توجد بينهم سابق معرفة أو صلة اجتماعية، و كذلك خلفياتهم الطبقية، و مناسبة الخلاف أو الشجار. و بشكل عام تُعدّ الشتيمة مهينة أكثر إذا كانت بين أغراب، أو وُجّهت أمام أغراب، و كذلك تزداد حدة الإهانة بازدياد التفاوت العمري أو الطبقي بين المتسابّين، بينما قد تُرى من باب المزاح إذا كانت بين زملاء أو أصدقاء، و بالطبع حسب طبيعة الموقف. و قد يتراوح الرّد الملائم ما بين التجاهل إلى ردّ الشتيمة بمثلها أو الزيادة عليها، وصولا إلى الصراع بالأيدي أو ما هو أكثر.
   −
إلا أنّ شيوع استعمال هذا السباب بين الأجيال الأحدث، ليس بهدف الاستفزاز أو الإهانة فحسب بل كذلك للتعبير عن السّخط أو الامتعاض بشكل عام غير موجه لشخص بعينه، مثل قولة "كسّم حياتي"، قد يكون مساهما في تقليل الأثر الصادم للفظة و فداحة الإهانة المرتبطة بها، كما أن زيادة استعمال النساء لها كذلك و هو ما قد يُسمع أحيانا في المجال العام، و إن كان بدرجة تقل كثيرا عن سمعها من الذكور، ربما قد أزاح عنها صفة التابو المطلقة التي كانت لها قبل بضعة عقود، و أدخلها في زمرة الشتائم الشوارعية العادية، إلى جانب شتائم جنسية أخرى ذات إحالات إلى النساء مثل "[[يا ابن المتناكة]]"، أو أساليب الكلام التي تحيل غلى ألفاظ ذات ملول جنسي مثل، مثل استعمال "[[نيك]]" للدلالة على شدّة الأمر و غلحاحه، سواء على نحو إيجابي أو سلبي، كقولهم "أنا مبسوطة نيك أن دا حصل" أو "أنا [[مبضون]] نيك" بمعنى متضايق.
+
إلا أنّ شيوع استعمال هذا السباب بين الأجيال الأحدث، ليس بهدف الاستفزاز أو توجيه الإهانة فحسب بل كذلك للتعبير عن السّخط أو الامتعاض بشكل عام غير موجه لشخص بعينه، مثل قولة "كُسُّم حياتي"، قد يكون مساهما في تقليل الأثر الصادم للفظة و فداحة الإهانة المرتبطة بسماعها، كما أن زيادة استعمال النساء لها كذلك و هو ما قد يُسمع أحيانا في المجال العام، و إن كان بدرجة تقل كثيرا عن سماعها من الذكور، ربما قد أزاح عنها صفة التابو المطلقة التي كانت لها قبل بضعة عقود، و أدخلها في زمرة الشتائم الشوارعية العادية، إلى جانب شتائم جنسية أخرى ذات إحالات إلى النساء مثل "[[يا ابن المتناكة]]"، أو أساليب الكلام التي تحيل إلى ألفاظ ذات مدلول جنسي مثل، مثل استعمال "[[نيك]]" للدلالة على شدّة الأمر و إلحاحه، سواء على نحو إيجابي أو سلبي، كقولهم في مصر "أنا مبسوطة نيك أن دا حصل" أو "أنا [[مبضون]] نيك" بمعنى متضايق.
    
و من الملاحظ أنّ الكلمة قد طغت صوتياتها على دلالتها اللغوية التي لا يكاد أحد يعيرها اهتماما، فنجد أنّ ردّا شائعا على هذه المسبّة قد يكون "كُسّ أُمّيِن أمك" و هي عبارة لا معنى لها غير مكايلة الشتيمة كميّا و ردّها إلى من وجّهها.
 
و من الملاحظ أنّ الكلمة قد طغت صوتياتها على دلالتها اللغوية التي لا يكاد أحد يعيرها اهتماما، فنجد أنّ ردّا شائعا على هذه المسبّة قد يكون "كُسّ أُمّيِن أمك" و هي عبارة لا معنى لها غير مكايلة الشتيمة كميّا و ردّها إلى من وجّهها.
سطر 12: سطر 12:     
== الإملاء المعاصر "كُسُّمَّك" ==
 
== الإملاء المعاصر "كُسُّمَّك" ==
أدّى شيوع استعمال الإنترنت في البلاد العربية إلى شيوع التواصل المكتوب باللهجات العربية الدارجة على نحو غير مسبوق في التاريخ و ترسيخ لظاهرة الازدواجية اللغوية (diglossia) الموجودة في مجتمعات الناطقين بتنويعات اللغة العربية.
+
أدّى شيوع استعمال الإنترنت في البلاد العربية إلى شيوع التواصل المكتوب باللهجات العربية الدارجة على نحو غير مسبوق في التاريخ و ترسيخٍ لظاهرة الازدواجية اللغوية (diglossia) الموجودة في مجتمعات الناطقين بتنويعات اللغة العربية.
    
كان التواصل بالكتابة بين الأفراد و لغير الأغراض الرسمية أو الأعمال التجارية في الأزمنة السابقة أقل حدوثًا بسبب لوجستيات البريد التقليدي و كذلك القلَّة النسبية لعدد المتعلمين، كما أن المتكاتبين سواء من المتعلمين أو  من ينوبون عنهم في كتابة الرسائل كانوا عادة ما يعمدون إلى تفصيح فحوى المُكاتبات حتى و إن ظلّت موضوعاتها شخصية و ذات بنية لغوية شفاهية في الأساس، و نَدَرَتْ فعليا فرص استعمال الألفاظ القبيحة و السباب كتابةً.
 
كان التواصل بالكتابة بين الأفراد و لغير الأغراض الرسمية أو الأعمال التجارية في الأزمنة السابقة أقل حدوثًا بسبب لوجستيات البريد التقليدي و كذلك القلَّة النسبية لعدد المتعلمين، كما أن المتكاتبين سواء من المتعلمين أو  من ينوبون عنهم في كتابة الرسائل كانوا عادة ما يعمدون إلى تفصيح فحوى المُكاتبات حتى و إن ظلّت موضوعاتها شخصية و ذات بنية لغوية شفاهية في الأساس، و نَدَرَتْ فعليا فرص استعمال الألفاظ القبيحة و السباب كتابةً.
   −
لكن ذلك تغيّر بعد أن أصبح التدوين على الإنترنت وسيلة شعبية للتعبير عن الرأي، بما في ذلك التعبير عن التذمر و السخط، و صار التراسل المكتوب سواء في المحادثات الفورية أو بالتعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي الفوري المكتوب نمطًا أساسيًا في الحياة الاجتماعية المعاصرة، مما أدّى بالضرورة إلى استحداث و تطوير تقاليد إملائية غير تلك التي للغة القياسية، تستند في جانب كبير منها إلى صوتيات الألفاظ في اللهجات المحكية الشائعة المركزية، و لا تعبأ كثير بالدلالات المعجمية للكلمات و لا بإتمولوجياتها و علاقات أحزاء الكلام ببعضها.
+
لكن ذلك تغيّر بعد أن أصبح التدوين على الإنترنت وسيلة شعبية للتعبير عن الرأي، بما في ذلك التعبير عن التذمر و السخط، و صار التراسل المكتوب سواء في المحادثات الفورية أو بالتعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي الفوري المكتوب نمطًا أساسيًا من أنماط التواصل في الحياة الاجتماعية المعاصرة، مما أدّى بالضرورة إلى استحداث و تطوير تقاليد إملائية غير تلك القياسية، تستند في جانب كبير منها إلى صوتيات الألفاظ في اللهجات المحكية الشائعة المركزية، و لا تعبأ كثير بالدلالات المعجمية للكلمات و لا بإتمولوجياتها و علاقات أحزاء الكلام ببعضها.
   −
من قَبِيل هذه الظاهرة الشيوع الكبير و شبه الشامل لإملاء لفظ "كس أمك" على "كُسُّمَك" بإغفال الألف في "أمك" و بدمج الكلمتين، و بالطبع بغير الحركات التي ينعدم وجودها فعليا في الاستخدام المعاصر، سواء الرسمي أو الشخصي. و هذا الإملاء، أي "كسمك"، صار شائعا لدرجة أنه قد طغى على الدلالات الأخرى لنفس التركيب من الحروف مثل "كَسَمَك". و هذا الإحلال اللغوي شبه الشامل في الوعي الجمعي أدى مثلا إلى موجة من السخرية العارمة في شبكات التواصل الاجتماعي المصرية في يونيو 2017 عندما نُقل في وسائل إعلام مكتوبة عن مفتي الديار المصرية شوقي علام إنه خاطب عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، قائلا «أنت كسمك قرش يسبح ولا أحد يجرؤ على اصطياده» .
+
من قَبِيل هذه الظاهرة الشيوع الكبير و شبه الشامل بين المتكاتبين في مصر مثلا لإملاء لفظ "كس أمك" على "كُسُّمَك" بإغفال الألف في "أمك" و بدمج الكلمتين، و بالطبع بغير الحركات التي ينعدم وجودها فعليا في الاستخدام اليومي المعاصر، سواء الرسمي أو الشخصي.
    
==كس أمك في الأدب==
 
==كس أمك في الأدب==

قائمة التصفح