تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ط
روابطويكي
سطر 20: سطر 20:  
=== الفئة الأولى: مادة كوميدية في مقابل السيطرة الذكورية ===  
 
=== الفئة الأولى: مادة كوميدية في مقابل السيطرة الذكورية ===  
   −
في كوميديا فطين عبد الوهاب ذات الشعبية الساحقة، «إشاعة حب» (إنتاج 1960)، تكمن أحد أهم عناصر كوميديا الفيلم في لوسي (جمال رمسيس) ابن خالة سميحة (سعاد حسني) والذي يُشكّل مادة خصبة لسخرية والدها (يوسف وهبي) باستمرار.
+
في كوميديا فطين عبد الوهاب ذات الشعبية الساحقة، «[[إشاعة حب]]» (إنتاج 1960)، تكمن أحد أهم عناصر كوميديا الفيلم في لوسي (جمال رمسيس) ابن خالة سميحة (سعاد حسني) والذي يُشكّل مادة خصبة لسخرية والدها (يوسف وهبي) باستمرار.
    
- «مين دي يا سميحة» يسأل وهبي ابنته. «واحدة صاحبتك؟»
 
- «مين دي يا سميحة» يسأل وهبي ابنته. «واحدة صاحبتك؟»
سطر 30: سطر 30:  
يقود لوسي سيارة كاديلاك، ويرقص التويست ويصفِّف شعره على طريقة إلفيس بريسلي. يغني باليونانية والتركية، ويرتدي قميصًا ضيقًا قصير الأكمام وبنطلونًا قصيرًا نوعًا ما. بالتالي، يُمثّل لوسي بالنسبة لوالد سميحة نقيض كل ما هو «رجولي».
 
يقود لوسي سيارة كاديلاك، ويرقص التويست ويصفِّف شعره على طريقة إلفيس بريسلي. يغني باليونانية والتركية، ويرتدي قميصًا ضيقًا قصير الأكمام وبنطلونًا قصيرًا نوعًا ما. بالتالي، يُمثّل لوسي بالنسبة لوالد سميحة نقيض كل ما هو «رجولي».
   −
يكرّر المخرج نيازي مصطفى هذا المشهد في فيلمه الكوميدي الآخر، «البحث عن فضيحة» (إنتاج 1967)، فيصوِّر لقاء أب ذكوري بابن خالة ابنته الحسناء (ميرفت أمين). وبدلًا من لوسي المتأثر بإلفيس؛ عندنا ريكو محب البيتلز (ناجي آنجلو)، الذي يمتلك صوتًا رفيعًا وحادًا . يستثقل إجراء حوار تقليدي مع الذكور، ويرفض مشاهدة الملاكمة ويلعب الجيتار، ويختار تسريحة شعر تجعله شبيهًا بأعضاء الفريق الغنائي الأجنبي.
+
يكرّر المخرج نيازي مصطفى هذا المشهد في فيلمه الكوميدي الآخر، «[[البحث عن فضيحة]]» (إنتاج 1967)، فيصوِّر لقاء أب ذكوري بابن خالة ابنته الحسناء (ميرفت أمين). وبدلًا من لوسي المتأثر بإلفيس؛ عندنا ريكو محب البيتلز (ناجي آنجلو)، الذي يمتلك صوتًا رفيعًا وحادًا . يستثقل إجراء حوار تقليدي مع الذكور، ويرفض مشاهدة الملاكمة ويلعب الجيتار، ويختار تسريحة شعر تجعله شبيهًا بأعضاء الفريق الغنائي الأجنبي.
    
يظهر بطلا الفيلمين ذوي الميول الجنسية الغيرية (عمر الشريف في إشاعة حب، وعادل إمام في البحث عن فضيحة) كأشخاص جادين وعصاميين. بينما تصوّر شخصيتي لوسي وريكو كنقيضين للبطلين: مدللين وفوضويين و متأثرين بالغرب وأصحاب ثروة جاءت بالوراثة. وبالإضافة لدورهم الفكاهي فإنهم يشكلون عقبة أمام البطل، يجب عليه تخطّيها ليفوز بحبيبته الجميلة.
 
يظهر بطلا الفيلمين ذوي الميول الجنسية الغيرية (عمر الشريف في إشاعة حب، وعادل إمام في البحث عن فضيحة) كأشخاص جادين وعصاميين. بينما تصوّر شخصيتي لوسي وريكو كنقيضين للبطلين: مدللين وفوضويين و متأثرين بالغرب وأصحاب ثروة جاءت بالوراثة. وبالإضافة لدورهم الفكاهي فإنهم يشكلون عقبة أمام البطل، يجب عليه تخطّيها ليفوز بحبيبته الجميلة.
سطر 78: سطر 78:  
في كلا الفيلمين، عانت الشخصية المثلية من طفولة مضطربة وعلاقة صعبة بأبويها، تمّ اعتبارها عَلّة «انعدام رجولتها». فرؤوف كان يتمّ إلباسه أزياء فتيات، أما حاتم فقد اعتدى عليه جنسيًا خادم الأسرة النوبي. تستخدم الشخصيتان الفلسفة لتبرير ميولهما الجنسية، لكن المجتمع يسخر منهما ويكرههما في كل الأحوال، وفي النهاية يلاقي، كل منهما، نهاية تعيسة.
 
في كلا الفيلمين، عانت الشخصية المثلية من طفولة مضطربة وعلاقة صعبة بأبويها، تمّ اعتبارها عَلّة «انعدام رجولتها». فرؤوف كان يتمّ إلباسه أزياء فتيات، أما حاتم فقد اعتدى عليه جنسيًا خادم الأسرة النوبي. تستخدم الشخصيتان الفلسفة لتبرير ميولهما الجنسية، لكن المجتمع يسخر منهما ويكرههما في كل الأحوال، وفي النهاية يلاقي، كل منهما، نهاية تعيسة.
   −
في فيلم هاني فوزي «[[أسرار عائلية (فيلم) | أسرار عائلية]]» (2014)، نتابع الحياة اليومية لبطل مثلي يبلُغ من العَمْر ثمانية عشر عامًا. ولم يرَ الفيلم النور، إلا بعد معارك بين صنّاع الفيلم وبين الرقابة. وعلى الرغم من أنه كان أحد الأفلام المنتظرة بين أعضاء [[مجتمع الميم]] ونشطاء حقوق المثليين، جاء مخيّبًا للآمال.
+
في فيلم هاني فوزي «[[أسرار عائلية|أسرار عائلية]]» (2014)، نتابع الحياة اليومية لبطل مثلي يبلُغ من العَمْر ثمانية عشر عامًا. ولم يرَ الفيلم النور، إلا بعد معارك بين صنّاع الفيلم وبين الرقابة. وعلى الرغم من أنه كان أحد الأفلام المنتظرة بين أعضاء [[مجتمع الميم]] ونشطاء حقوق المثليين، جاء مخيّبًا للآمال.
   −
فعلى الرغم من أنه يقوم بجهد جيد في رصد التفاصيل الحياتية لمروان (محمد مهران)، بداية من ردود الفعل التي يتلقاها من عائلته على ميوله الجنسية، وخبرته مع الجنس عبر الانترنت، مرورًا بجلسات علاجه النفسي ومواعداته الغرامية المجهّلة، وجميعها زوايا جديدة في التعاطي مع الشخصيات المثلية في الأفلام المصرية، إلا أن الفيلم يقع في ثلاثة فخاخ:
+
فعلى الرغم من أنه يقوم بجهد جيد في رصد التفاصيل الحياتية لمروان (محمد مهران)، بداية من ردود الفعل التي يتلقاها من عائلته على ميوله الجنسية، وخبرته مع الجنس عبر الإنترنت، مرورًا بجلسات علاجه النفسي ومواعداته الغرامية المجهّلة، وجميعها زوايا جديدة في التعاطي مع الشخصيات المثلية في الأفلام المصرية، إلا أن الفيلم يقع في ثلاثة فخاخ:
    
* أولها التلميح بحاجة مروان للعلاج معتبرًا أن المشاهد في حاجة لتبرير ميل بطله الجنسي.
 
* أولها التلميح بحاجة مروان للعلاج معتبرًا أن المشاهد في حاجة لتبرير ميل بطله الجنسي.

قائمة التصفح